منافع متبادلة.. حرب أوكرانيا قربت روسيا من إيران وأقلقت أوروبا
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
منذ انطلاق الغزو الروسي على أوكرانيا، وجدت موسكو نفسها محاصرة تحت نير العقوبات القاسية.
ومع استمرار الحرب، واستنزاف عتادها وعديدها لم يبق أمامها سوى اللجوء إلى بعض الحلفاء، فكانت إيران أولاً، لتليها مؤخراً كوريا الشمالية.
مادة اعلانيةأما الصين فعلى الرغم من اصطفافها بخجل إلى جانب الكرملين، إلا أنها لم تتورط رسمياً حتى الساعة في دعم الروس عسكرياً، وإن كانت بعض التحليلات المخابراتية الأميركية ألمحت إلى العكس.
لكن الخلاصة الأبرز، كانت التقارب الروسي الإيراني الواضح، هذا أقله ما خلص إليه تقرير مركز العلاقات الخارجية الأوروبي الذي صدر اليوم الأربعاء، وفق ما أفاد مراسل العربية/الحدث.
فقد أكد أن الحرب في أوكرانيا، دفعت التعاون الإيراني الروسي على جميع الأصعدة، العسكرية والسياسية والاقتصادية إلى مستويات غير مسبوقة.
كما أشار إلى أن التعاون العسكري بين الجانبين، سيدفع بلا شك إلى إطالة أمد الحرب الأوكرانية ويضاعف قدرات طهران العسكرية أيضاً.
كذلك اعتبر أن هذا التنسيق والتعاون يهدد النفوذ الغربي والنظام الدولي
وشدد على أن العلاقة الجديدة التي تعززت بين إيران وروسيا تشكل تهديدا مباشرا بالنسبة إلى الاتحاد والدول الأوروبية.
فيما أوصى بضرورة أن يواجه الاتحاد هذا التحدي الإيراني الروسي بمزيج من الضغط والدبلوماسية!
منافع متبادلةوكان الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أكد في يونيو الماضي أن موسكو "تتلقى مواد من إيران لبناء مصنع للطائرات المسيّرة" على أراضيها، لافتاً إلى أن المنشأة "قد تتمكن من العمل بطاقتها كاملة مطلع العام المقبل".
كما عرضت الحكومة الأميركية صورة ملتقطة بالأقمار الاصطناعية للموقع الذي تم اختياره بحسب معلوماتها لإنشاء المصنع في منطقة ألابوغا الاقتصادية الخاصة، على مسافة نحو 900 كيلومتر شرق موسكو.
وقبل ذلك، أكدت الإدارة الأميركية أن لديها كامل الإثباتات على تلقي الروس مسيرات من طهران، استعملت لقصف مواقع أوكرانية. وهو اتهام دأبت كل من موسكو وطهران على السواء، على نفيه مراراً وتكراراً.
إلى ذلك، دفع التقارب بين البلدين، الروس إلى توريد طائرات سوخوي إلى الحليف الجديد.
فقد توصلت طهران في مارس الماضي إلى اتفاق لشراء طائرات مقاتلة متطورة من طراز سوخوي-35 من روسيا.
وقبل أيام فقط، وصلت طائرة تدريب قتالية روسية الصنع من طراز "ياك-130" إلى إيران لتنضم إلى القوات الجوية في البلاد.
إذا دفع هذا الصراع الروسي الأوكراني وحرب العقوبات على موسكو الأخيرة بشكل أكبر إلى حضن طهران، ما بدأ يقلق بشدة الأوروبيين!
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News طهران موسكو أوكرانياالمصدر: العربية
كلمات دلالية: طهران موسكو أوكرانيا
إقرأ أيضاً:
في بكين.. قمة ثلاثية لبحث الملف النووي الإيراني
أفاد التليفزيون الصيني الرسمي بأن دبلوماسيين بارزين من إيران وروسيا والصين بدأوا، اليوم الجمعة، اجتماعات في العاصمة الصينية بكين لمناقشة القضايا النووية الإيرانية، وذلك في ظل تصاعد التوترات بين طهران وواشنطن، ورفض إيران الدخول في مفاوضات تحت الضغط الأمريكي.
يأتي هذا الاجتماع بعد أيام قليلة من رفض الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ما وصفه بـ"الأوامر الأمريكية" لاستئناف الحوار حول برنامج بلاده النووي، مؤكدًا أن إيران لن تخضع للضغوط الأمريكية ولن تدخل في مفاوضات قسرية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن الأسبوع الماضي أنه وجه رسالة إلى القيادة الإيرانية يقترح فيها إجراء محادثات، وسط مخاوف غربية من أن إيران تقترب بسرعة من امتلاك قدرات تمكنها من صنع أسلحة نووية.
المفاوضات غير المباشرةفي هذا السياق، صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن طهران لا تستبعد إمكانية إجراء مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، ولكنها ترفض الدخول في أي حوار في ظل سياسة "الضغط الأقصى" التي تمارسها واشنطن.
وأوضح عراقجي، في مقابلة مع صحيفة "إيران" الحكومية، أن المفاوضات يجب أن تتم في ظروف متكافئة لضمان تحقيق نتائج فعالة، مضيفًا: "إذا دخلنا في مفاوضات بينما الطرف الآخر يمارس الضغط الأقصى، فإننا سنتفاوض من موقع ضعف ولن نحقق أي مكاسب. هذه ليست مسألة عناد أو تشبث بالمبادئ، بل مسألة فنية بحتة".
وأشار إلى أن إيران تعمل على تعزيز دعم الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي، مؤكدًا أن المشاورات بين طهران وروسيا والصين والترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة) تشهد تكثيفًا لضمان موقف أقوى في مواجهة الضغوط الأمريكية.
خطة جديدةمن ناحية أخرى، كشف عراقجي عن مقترح جديد لحل المشاكل العالقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشددًا على ضرورة تبني استراتيجية تفاوضية تتسم بالمرونة والعدالة في ظل الضغوط الدولية المتزايدة على بلاده.
وأضاف أن إيران وضعت خطة تفاوضية محكمة، وأن أي مفاوضات مع واشنطن تتم بشكل غير مباشر عبر قناة تضم ثلاث دول أوروبية، وهو ما يعكس إصرار طهران على الحفاظ على موقفها التفاوضي المستقل.
العودة إلى الاتفاق النووييذكر أن إيران كانت قد توصلت إلى اتفاق نووي عام 2015 مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، حيث وافقت على تقييد برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية. لكن في عام 2018، انسحب الرئيس ترامب من الاتفاق خلال ولايته الأولى، مما أدى إلى تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران، وإعادة فرض عقوبات صارمة على الاقتصاد الإيراني.