نتفليكس تقدّم نسخة باهتة من المهمة المستحيلة عبر هارت أوف ستون
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
في الوقت الذي نجح فيه "هارت أوف ستون" (Heart of Stone) في حجز مكان ضمن قائمة أكثر الأعمال مشاهدة على نتفليكس، فإن الفيلم حصل على تقييم متدن للغاية، لم يتجاوز 29%، من نقاد موقع "روتن توميتوز".
وليست هذه هي المرة الأولى التي تتضارب فيها آراء المشاهدين مع النقاد بشأن أحد أفلام نتفليكس، فكثيرًا ما كانت أهم أعمال المنصة وأشهرها أكثرها تواضعًا من الناحية الفنية، نتيجةً للاعتماد على أسماء النجوم بشكل أساسي، إلى جانب إنتاج الفئات السينمائية المحببة للمتفرجين.
تبدأ أحداث فيلم "هارت أوف ستون" في منتجع شتوي، ونتعرف سريعًا على فريق تابع للمخابرات البريطانية يؤدي مهمة عالية الخطورة، وبينهم بطلة الفيلم "ستون" (الممثلة الإسرائيلية غال غادوت). وتبدو اختصاصية الكومبيوتر هادئة وخجولة، لكن ما أن يشيح زملاؤها بأبصارهم عنها، حتى تتحول إلى مقاتلة شرسة شديدة الذكاء، ليكتشف المشاهدون أنها عميلة مزدوجة، وتعمل لدى منظمة سرية تدعى "شارتر" تسعى للحفاظ على التوازن الأمني العالمي.
تحاول الفتاة الشابة سرقة أهم عوامل نجاح المنظمة، وهو الذكاء الاصطناعي الذي يتحكم في كل مهامها ويدعى "القلب"، وينكشف غطاء ستون، ويُقتل زملاؤها في المخابرات البريطانية، بينما تحاول منظمتها إيقافها لتهورها الشديد، لكنها تقرر الاستمرار في مهمتها حتى النهاية.
تذكرنا حبكة "هارت أوف ستون"، التي تعتمد على فكرة الذكاء الصناعي القادر على التنبؤ بكل شيء، بحبكة أخرى لفيلم عرض مؤخرا واعتبر الأهم خلال عام 2023، وهو أحدث أفلام سلسلة "المهمة المستحيلة" (Mission Impossible) بطولة توم كروز، الذي لم يمر على عرضه أكثر من شهرين.
تتسع مساحة التشابه بين الفيلمين لأكثر من مجرد البحث عن ذكاء اصطناعي، إلى مشاهد الحركة، مثل القفز من أعلى بين الجبال، الذي نفذه توم كروز على متن دراجة نارية، في حين قامت به غادوت مستخدمة مظلة أحد المتزلجين. كما يركز العملان على أهمية التواصل البشري، والتفكير المستقل في مقابل التكنولوجيا التي لا تستطيع مضاهاة العقل الإنساني. كما تتشابه طبيعة الشخصيات الرئيسية، فالعميلة ستون كانت جانحة في صغرها، ثم احتوتها المنظمة، في قصة تشبه ما مرّ به العميل إيثان هانت (توم كروز) مع قسم "المهام المستحيلة".
التقارب بين موعدي إصدار الفيلمين يؤكد أن "هارت أوف ستون" ليس مأخوذًا من أحدث أفلام "المهمة المستحيلة"، لكن صناعه لم يكونوا بحاجة حتى لمشاهدته لتقديم عمل مشابه، فهم يعتمدون بالأساس على محاكاة عشرات الأفلام السابقة التي تناولت الموضوع نفسه، بيد أن "المهمة المستحيلة" أخذ هذه الأفكار عدة خطوات للأمام، بالإضافة إلى إحكام الصنعة الفنية، بينما يبدو "هارت أوف ستون" في النهاية كما لو أنه إعادة استنساخ بالذكاء الاصطناعي لمجموعة من الأفلام الناجحة، بتغيير بعض المواضع، وجنس البطلة وأماكن التصوير.
محاولة نصف ناجحةتبدو أفلام الحركة عالية الميزانية، التي قدمتها نتفليكس حتى الآن، نسخا مقلّدة لأفلام شهيرة، على رأسها "أندرغراوند 6″ (6 Underground)، و"ذا غراي مان" (The Gray Man)، و"ريد نوتيس" (Red Notice).
ورغم أن فيلم "هارت أوف ستون" أحد أفلام المنصة التي يسهل نسيانها، فإنه يعد خطوة ملحوظة للأمام، فهو بسيط ولكن متقن من الناحية الفنية، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى المخرج البريطاني توم هاربر الذي اكتسب الخبرة من أعماله السابقة، خاصة المسلسل الشهير "بيكي بلايندرز" (Peaky Blinders)، إلى جانب المصور السينمائي جورج ستيل، وهو ما منح الفيلم دفعة مستمرة من الإثارة وصورة سينمائية مميزة غالبًا ما تغيب عن أعمال نتفليكس، التي تبدو في كثير من الأفلام كما لو تم تصويرها في غرف مظلمة، ثم تم تعديلها بالمؤثرات البصرية.
تم تصوير الفيلم في عديد من المدن حول العالم، وهي صيحة رائجة في الأفلام الهوليودية عالية الميزانية، الأمر الذي يتيح للمشاهد سياحة بصرية مجانية، وكثيرا من الإثارة وهو يرى أبطاله يعيثون فسادًا في مدن أوروبا المختلفة.
ولكن هذه الصورة لم تكن شفيعة للسيناريو الذي لجأ إلى الكليشيهات، سواء من حيث تصاعد الحبكة، أو رسم الشخصيات، أو حتى جانب الكوميديا. كذلك لم يتم بناء الشخصيتين الرئيسيتين، البطلة والشرير، ولم يلقِ المؤلف الضوء عليهما بشكل مناسب، فبدت الشخصيتان كما لو كانتا هياكل جاهزة لشخصيات مشابهة، ولم يوضح السيناريو ماضي ستون الذي دفعها إلى العمل عميلة سرية، أو دوافع تحول "باركر" من ضابط مخابرات إلى شرير منتقم.
وهذا ما انعكس على أداء الممثلين، خاصة جيمي دورنان، الذي أدى دور العميل باركر، فظهر في نصف الفيلم الأول مختلفًا بشكل جذري عن نصفه الثاني، على نحو لا يعكس مجرد تحول في مسار الشخصية، بل تغييرا تاما كما لو أنه لم يستوعب بشكل حقيقي طبيعة وتطورات شخصيته.
ينضم فيلم "هارت أوف ستون" إلى قائمة طويلة من أعمال نتفليكس الاستهلاكية، التي لا تعلق بالذاكرة أكثر من عدة ساعات من مشاهدتها، لكن تلك الأعمال ذاتها هي التي تجذب ملايين المشتركين، لأنها تحضر لهم أشهر النجوم إلى شاشات هواتفهم المحمولة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المهمة المستحیلة کما لو
إقرأ أيضاً:
طواف الإمارات للسيدات يدشن نسخة 2025 من دبي
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة الذكاء الاصطناعي يطرق أبواب فريق «الإمارات القابضة للدرّاجات» نهيان بن زايد يعيد تشكيل مجلسي إدارة «أبوظبي البحري» و«أبوظبي لرفع الأثقال»
عقد مجلس أبوظبي الرياضي، الجهة المنظمة لطواف الإمارات، مؤتمراً صحفياً، بفندق راديسون بلو بجزيرة ياس في أبوظبي، بحضور أبرز المتسابقات المشاركات في طواف الإمارات للسيدات، للحديث عن تحضيراتهن الأخيرة للسباق.
وتنطلق، يوم غد، النسخة الثالثة لطواف الإمارات للسيدات 2025، الذي يستمر حتى الأحد المقبل، بمشاركة 20 فريقاً (15 فريقاً عالمياً و4 فرق محترفة وفريقاً قارياً) عبر 4 مراحل تبدأ من دبي وتنتهي في أبوظبي بإجمالي مسافة 540 كم.
وستكون الانطلاقة بالمرحلة الأولى «مرحلة دبي»، برعاية مجلس دبي الرياضي، وتبلغ مسافتها 149 كم، حيث يبدأ السباق من نادي ضباط شرطة دبي إلى دبي هاربور، وتعد مرحلة سرعة، ويمر السباق عبر العديد من المراحل المسطحة التي تنتهي بسباق سريع، وهناك نقطتان متوسطتان للسرعة خلال مسار السباق.
كما يمر السباق على العديد من المعالم الشهيرة في إمارة دبي، مثل حديقة سفاري دبي، ومضمار القدرة للدراجات، وجزيرة النخلة بجميرا، وصولاً إلى خط النهاية عند دبي هاربور، ويتكون المسار من طرق واسعة ومستقيمة في أغلب مراحله، وتمتد المرحلة النهائية على طول شارع رئيسي.
وتشارك الإيطالية إليسا لونجو بورجيني في طواف الإمارات للسيدات لهذا العام مع فريق الإمارات القابضة بعد رحيلها عن فريق إس دي ووركس، وتعليقاً على تلك المشاركة، قالت الفائزة بنسخة عام 2024: «باعتباري عضواً في فريق جديد، أشعر بحماس شديد لتمثيل فريق الإمارات في السباق الذي يقام في موطنه، وبين مجموعة مميزة من الزميلات في الفريق».
وأضافت البطلة الحاصلة على الميدالية البرونزية في سباق الطريق الأولمبي عامي 2016 و2020، وسباق جيرو إيطاليا للسيدات 2024: «سعيدة بالعودة للمشاركة في طواف الإمارات، وأتطلع إلى السباق بشغف، حاولنا إعداد كل شيء في الفريق مبكراً، سواء المعدات الجديدة والدراجات والأمور المتعلقة بالتغذية، وسارت التحضيرات بسلاسة».
وتابعت: «أشعر أني بحالة جيدة، ومستعدة للظهور بشكل قوي خلال السباق، وأركّز بصورة أكبر على المرحلة الأخيرة في جبل حفيت».
وعبرت الفرنسية بولين فيراند بريفوت، من فريق فيزما ليز بايك، بطلة العالم اثنتي عشر مرة، قائلة: «لقد قرر الفريق أن أبدأ السباق الأول في الموسم هنا في الإمارات، بعكس بعض المتسابقات الأخريات اللاتي بدأن في أستراليا، فالطرق في طواف الإمارات أوسع، وسيكون اختباراً جيداً لي في تسلق جبل حفيت، وأسعى لمقارنة نفسي بالمتسابقات الأخريات».
وأضافت: «لقد خضت فترة جيدة مع فريقي خلال الشتاء، وجاهزة للسباق ولمساعدة فريقي على الفوز».
بدورها، قالت الهولندية لورينا ويبيس، من فريق إس دي ووركس، بطلة أوروبا، وأكثر الفائزات بمراحل في طواف الإمارات (3 مراحل): «قمنا في الفريق ببعض التدريبات القوية، وسنرى إذا ما كانت التكتيكات التي وضعناها ستنجح في السباق، هناك العديد من الذكريات الرائعة في الإمارات عندما حققت فوزي الأول مع فريق إس دي ووركس في هذا الطواف عام 2023، وكان السباق بأكمله ناجحاً بالنسبة لنا أيضاً مع فوز لوتي كوبيكي بصدارة الترتيب العام».
فيما علقت الهولندية شارلوت كول، الفائزة بمرحلتين في النسخة الافتتاحية من طواف الإمارات للسيدات 2023، قائلة: «أشعر بالسعادة للعودة إلى هنا بعد غيابي عن نسخة العام الماضي، بعد أن تعرضت لكسر في عظمة الترقوة، ومررت بفترة صعبة بسبب العمليات الجراحية، لكني أصبحت مستعدة الآن وفي حالة جيدة من الجاهزية للمنافسة في طواف الإمارات».
وأضافت: «المنافسة صعبة بلا شك خاصة مع لورينا ويبيس في سباقات السرعة، أعتقد أن هناك أكثر من متسابقة على قدر عالٍ من التنافسية، وسيكون سباقاً صعباً على الجميع».
بينما تستعد الإيطالية إليسا بالسامو، متسابقة فريق ليدل تريك وبطلة العالم لعام 2021 للظهور الأول لها في طواف الإمارات، حيث قالت تعليقاً على مشاركتها الأولى: «سعيدة للغاية لتواجدي في دولة الإمارات لأول مرة، أعلم أن الطواف بمثابة بطولة عالم؛ لأنه يضم مجموعة كبيرة من أفضل المتسابقات في الدراجات؛ لذا أتطلع إلى ظهور جيد، والاستمتاع بالأجواء المميزة في الإمارات، نحن نملك فريقاً جيداً، ومستعدون للقتال مع الكثير من الطاقة».