مرابطات الأقصى.. حكاية صمود لا تكسرها إجراءات الاحتلال
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
القدس المحتلة - خاص صفا
نظرًا لدورهن الفاعل والكبير في التصدي لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي ضده، لا سيما خلال موسم الأعياد اليهودية، باتت المرابطات المقدسيات أكثر عرضة للملاحقة والاستهداف المتواصل.
10 أيام فقط، ويبدأ موسم الأعياد الأخطر على المسجد الأقصى، بما سيشهده من اقتحامات واسعة، وانتهاكات استفزازية، ومحاولات لـ"نفخ البوق"، وإدخال "القرابين النباتية" داخله، فضلًا عن حملات الاعتقال والاستدعاء التي تسبق تلك الأيام العصيبة.
وتحضيرًا لموسم الاقتحامات الأطول، استدعت سلطات الاحتلال المرابطات خديجة خويص، نفيسة خويص، سماح محاميد، وعايدة الصيداوي.
ومنذ بداية أيلول/سبتمبر الجاري، اعتقلت قوات الاحتلال 20 مقدسيًا، كإجراءات احترازية تُنفذ عادةً قُبيل الأعياد، بهدف تسليم الناشطين والمرابطين أوامر إبعاد عن الأقصى، لتهيئة الأجواء أمام اقتحامات المستوطنين لتنفيذها دون أية قيود. وفق شبكة "القدس البوصلة"
ترهيب وتهديد
المرابطة المقدسية عايدة الصيداوي تقول إن شرطة الاحتلال تتعمد استدعاء المرابطات، قُبيل الأعياد، من أجل إبعادهن عن المسجد الأقصى، لتفريغه من المرابطين والمرابطات، تمهيدًا لتأمين اقتحامات المتطرفين، وإتاحة المجال لهم لتدنيس باحاته، وأداء طقوسهم بحرية.
وتشير الصيداوي في حديث لوكالة "صفا"، إلى أنها تلقت استدعاءً من مخابرات الاحتلال للتحقيق في مركز الشرطة بالقدس اليوم، من أجل تسليمها قرار بالإبعاد عن الأقصى، إلا أنها رفضت الذهاب والانصياع لأوامر الاحتلال.
وحتى المبعدات عن الأقصى لم يسلمن من استدعاءات الاحتلال، كما حدث مع المرابطة خديجة خويص، بل تعرضت بعضهن للتفتيش خلال تواجدهن قرب باب الأسباط.
وتضيف الصيداوي أن "قوات الاحتلال تستهدف المرابطات أثناء تواجدهن عند أبواب الأقصى، ويتعرضن للضرب والتفتيش، وتحاول إبعادنا عن الأبواب، بهدف ترهيبنا وإخافتنا، ومنعنا من التصدي لاقتحامات المستوطنين، وإفشال مخططاتهم ضد المسجد".
وتتابع "رغم اعتداءات الاحتلال المتواصلة، إلا أننا سنبقى مرابطين صامدين، لن تُرهبنا الاعتقالات ولا الاستدعاءات، ولا الإبعاد، وحتى لو أُبعدنا سنواصل رباطنا وصلاتنا في طريق المجاهدين قرب باب الأسباط".
والصيداوي واحدة من المرابطات اللواتي تعرضن عدة مرات للملاحقة والاعتقال والاعتداء بالضرب من قبل جنود الاحتلال، فضلًا عن اقتحام منزلها في القدس القديمة، وإبعادها عن المسجد الأقصى لفترات متفاوتة، دون أن تنال هذه الإجراءات من عزيمتها وإرادتنا، بل زادتها ثباتًا وإصرارًا في الدفاع عن المسجد وحمايته.
وتبين أن سلطات الاحتلال تتخوف من تواجد أعداد كبيرة من المصلين والمرابطات داخل الأقصى وفي محيطه، لذلك تحاول إبعادهم عنه، وتفريغهم منه، لإتاحة المجال للاقتحامات.
وتقول: "كلنا فداء للأقصى، ولن نتهاون في الدفاع عنه، وعلى الجميع تكثيف الرباط الدائم فيه، لمواجهة الأخطار المحدقة به".
سد منيع
أما المرابطة هنادي الحلواني المبعدة عن الأقصى، فتقول إن قوات الاحتلال تُركز في حملتها الممنهجة على المرابطات خصوصًا، لما لهن من دور فاعل وبارز في صد اقتحامات المستوطنين، ولأنهن يشكلن سد منيع أمام تنفيذ مخططاته التهويدية بحق المسجد.
وتضيف الحلواني في حديث لوكالة "صفا"، أن الاحتلال يتخوف من المرابطات أكثر من الشباب، الذي يتم منعهم من دخول الأقصى خلال الأعياد، فهو يريد بسياسة التضييق والإبعاد، إخماد صوتهن، وإنهاء دورهن المؤثر في الدفاع عن المسجد.
وتشير إلى أن الاحتلال يسن قرارات بعيدة المدى بحق المرابطات، استعدادًا لموسم الأعياد، لذلك يعمل على استدعاء بعض المبعدات، قبيل انتهاء فترة إبعادهن بفترة قصيرة، بهدف تجديد قرارات الإبعاد بحقهن.
وتعرضت الحلواني أمس الثلاثاء، لعمليات تفتيش أثناء تواجدها في طريق المجاهدين، وبهذا الصدد، تقول: إن "مجموعة من المجندات حاولت وضعي في مكان مظلم بالبلدة القديمة، ودفعي من أجل تفتيشي، دون وجود أي كاميرات في المنطقة، في محاولة للتضييق على المرابطات المبعدات وامتهان كرامتهن، واستفزازهن، وحتى إبعادهن عن مكان رباطهن قرب الأقصى".
وبشكل متواصل، تُلاحق قوات الاحتلال المرابطة الحلواني، فلا يكاد ينتهي إبعادًا حتى يُجدد لها مرة أخرى لفترات طويلة، في محاولة لإسكات صوتها ومنعها من توصيل رسالة القدس والأقصى للعالم الخارجي.
ولم تُخف الحلواني مخاوفها من استهداف الاحتلال لها شخصيًا، بعدما جرى خلال الأيام الماضية، مراقبتها وملاحقتها بالسيارة وتفتيشها في أكثر من منطقة بالقدس.
ولمواجهة مخططات الاحتلال، تؤكد المرابطة المقدسية أن الاعتكاف والرباط الدائم في الأقصى السبيل الوحيد للدفاع عنه، ومواجهة مشاريعه في فرض التقسيم الزماني والمكاني، وبناء "الهيكل" المزعوم مكانه.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الأقصى الرباط في الأقصى المسجد الأقصى اقتحامات المستوطنین قوات الاحتلال الاحتلال ت عن الأقصى عن المسجد
إقرأ أيضاً:
القدس.. غليك يقتحم ساحة الصخرة وعشرات أوامر الهدم بحي سلوان
اقتحم الحاخام وعضو الكنيست المتطرف يهودا غليك، اليوم الثلاثاء، ساحة قبة الصخرة بالمسجد الأقصى، في حين أعلنت هيئة فلسطينية بالقدس عن توزيع سلطات الاحتلال عشرات أوامر الهدم لمنازل ومبانٍ في حي سلوان بالمدينة.
وقال شهود عيان، للجزيرة نت، إن غليك تجاوز المسار المعتاد في اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وصعد إلى الساحة المحيطة بقبة الصخرة. ووفق الشهود فإن غليك توقف عند قبة الأرواح شمال غرب القبة الذهبية، وقدم شروحات تلمودية لوفد يهودي أميركي يرافقه.
وتتم اقتحامات المستوطنين للأقصى بشكل منتظم منذ عام 2003، حيث يدخلون من باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد، مرورا بالمصلى القبلي باتجاه شرقي المسجد، ثم شمالا، ثم يكملون اقتحامهم نحو غربي المسجد بمحاذاة الرواق الغربي باتجاه باب السلسلة، دون أن يدخلوا صحن قبة الصخرة أو المصليات المسقوفة.
وشارك في اقتحام المسجد الأقصى اليوم 159 مستوطنا، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية.
الملخص الأسبوعي لأبرز جرائم الاحتلال في محافظة القدس منذ السابع من اكتوبر 2023 وحتى 23/11/2024 حسب احصاءات وحدة العلاقات العامة والإعلام في المحافظة. pic.twitter.com/WtkwRaSAJ8
— Jerusalem Governorate محافظة القدس الشريف (@jerusalemgov) November 24, 2024
في شأن منفصل، حذّرت "الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات" من مخطط إسرائيلي "متسارع يستهدف هدم عشرات المنازل في حي البستان ببلدة سلوان".
وأضافت، في بيان وصل الجزيرة نت نسخة منه، أن "طواقم بلدية الاحتلال قامت خلال اليومين الماضيين بتوزيع عشرات أوامر الهدم على منازل ومنشآت في حي البستان في هجمة هي الأوسع على الحي منذ عدة سنوات".
وتابعت أن أوامر الهدم الجديدة واسعة النطاق صدرت في أعقاب قيام سلطات الاحتلال بتنفيذ عمليات هدم واسعة في الحي شملت عددا من المنازل بالإضافة إلى مركز وخيمة البستان.
وقالت إن "استهداف حي البستان -الذي يقع على مساحة 70 دونما، ويضم 80 منزلا تؤوي نحو 1500 مواطن مقدسي- يشكل انتهاكا لحق المقدسيين في السكن".
وأضافت أن الهدف "تفريغ المدينة من سكانها الأصليين وإرغامهم على الهجرة بتواطؤ من الجمعيات الاستيطانية التي تسعى لتحويل الحي إلى بؤرة استيطانية".
ودعت الهيئة الإسلامية المسيحية "الجهات الفلسطينية المعنية إلى تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد لسكان حي البستان من أجل تمكينهم من الدفاع عن حقهم في البقاء في منازلهم".
كما دعت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى تحمل مسؤولياتها في التدخل لوقف جرائم التطهير العرقي التي يتعرض لها المقدسيون".