القدس المحتلة - خاص صفا

نظرًا لدورهن الفاعل والكبير في التصدي لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي ضده، لا سيما خلال موسم الأعياد اليهودية، باتت المرابطات المقدسيات أكثر عرضة للملاحقة والاستهداف المتواصل.

10 أيام فقط، ويبدأ موسم الأعياد الأخطر على المسجد الأقصى، بما سيشهده من اقتحامات واسعة، وانتهاكات استفزازية، ومحاولات لـ"نفخ البوق"، وإدخال "القرابين النباتية" داخله، فضلًا عن حملات الاعتقال والاستدعاء التي تسبق تلك الأيام العصيبة.

وتحضيرًا لموسم الاقتحامات الأطول، استدعت سلطات الاحتلال المرابطات خديجة خويص، نفيسة خويص، سماح محاميد، وعايدة الصيداوي.

ومنذ بداية أيلول/سبتمبر الجاري، اعتقلت قوات الاحتلال 20 مقدسيًا، كإجراءات احترازية تُنفذ عادةً قُبيل الأعياد، بهدف تسليم الناشطين والمرابطين أوامر إبعاد عن الأقصى، لتهيئة الأجواء أمام اقتحامات المستوطنين لتنفيذها دون أية قيود. وفق شبكة "القدس البوصلة"

ترهيب وتهديد

المرابطة المقدسية عايدة الصيداوي تقول إن شرطة الاحتلال تتعمد استدعاء المرابطات، قُبيل الأعياد، من أجل إبعادهن عن المسجد الأقصى، لتفريغه من المرابطين والمرابطات، تمهيدًا لتأمين اقتحامات المتطرفين، وإتاحة المجال لهم لتدنيس باحاته، وأداء طقوسهم بحرية.

وتشير الصيداوي في حديث لوكالة "صفا"، إلى أنها تلقت استدعاءً من مخابرات الاحتلال للتحقيق في مركز الشرطة بالقدس اليوم، من أجل تسليمها قرار بالإبعاد عن الأقصى، إلا أنها رفضت الذهاب والانصياع لأوامر الاحتلال.

وحتى المبعدات عن الأقصى لم يسلمن من استدعاءات الاحتلال، كما حدث مع المرابطة خديجة خويص، بل تعرضت بعضهن للتفتيش خلال تواجدهن قرب باب الأسباط.

وتضيف الصيداوي أن "قوات الاحتلال تستهدف المرابطات أثناء تواجدهن عند أبواب الأقصى، ويتعرضن للضرب والتفتيش، وتحاول إبعادنا عن الأبواب، بهدف ترهيبنا وإخافتنا، ومنعنا من التصدي لاقتحامات المستوطنين، وإفشال مخططاتهم ضد المسجد".

وتتابع "رغم اعتداءات الاحتلال المتواصلة، إلا أننا سنبقى مرابطين صامدين، لن تُرهبنا الاعتقالات ولا الاستدعاءات، ولا الإبعاد، وحتى لو أُبعدنا سنواصل رباطنا وصلاتنا في طريق المجاهدين قرب باب الأسباط".

والصيداوي واحدة من المرابطات اللواتي تعرضن عدة مرات للملاحقة والاعتقال والاعتداء بالضرب من قبل جنود الاحتلال، فضلًا عن اقتحام منزلها في القدس القديمة، وإبعادها عن المسجد الأقصى لفترات متفاوتة، دون أن تنال هذه الإجراءات من عزيمتها وإرادتنا، بل زادتها ثباتًا وإصرارًا في الدفاع عن المسجد وحمايته.

وتبين أن سلطات الاحتلال تتخوف من تواجد أعداد كبيرة من المصلين والمرابطات داخل الأقصى وفي محيطه، لذلك تحاول إبعادهم عنه، وتفريغهم منه، لإتاحة المجال للاقتحامات.

وتقول: "كلنا فداء للأقصى، ولن نتهاون في الدفاع عنه، وعلى الجميع تكثيف الرباط الدائم فيه، لمواجهة الأخطار المحدقة به".

سد منيع

أما المرابطة هنادي الحلواني المبعدة عن الأقصى، فتقول إن قوات الاحتلال تُركز في حملتها الممنهجة على المرابطات خصوصًا، لما لهن من دور فاعل وبارز في صد اقتحامات المستوطنين، ولأنهن يشكلن سد منيع أمام تنفيذ مخططاته التهويدية بحق المسجد.

وتضيف الحلواني في حديث لوكالة "صفا"، أن الاحتلال يتخوف من المرابطات أكثر من الشباب، الذي يتم منعهم من دخول الأقصى خلال الأعياد، فهو يريد بسياسة التضييق والإبعاد، إخماد صوتهن، وإنهاء دورهن المؤثر في الدفاع عن المسجد.

وتشير إلى أن الاحتلال يسن قرارات بعيدة المدى بحق المرابطات، استعدادًا لموسم الأعياد، لذلك يعمل على استدعاء بعض المبعدات، قبيل انتهاء فترة إبعادهن بفترة قصيرة، بهدف تجديد قرارات الإبعاد بحقهن.

وتعرضت الحلواني أمس الثلاثاء، لعمليات تفتيش أثناء تواجدها في طريق المجاهدين، وبهذا الصدد، تقول: إن "مجموعة من المجندات حاولت وضعي في مكان مظلم بالبلدة القديمة، ودفعي من أجل تفتيشي، دون وجود أي كاميرات في المنطقة، في محاولة للتضييق على المرابطات المبعدات وامتهان كرامتهن، واستفزازهن، وحتى إبعادهن عن مكان رباطهن قرب الأقصى".

وبشكل متواصل، تُلاحق قوات الاحتلال المرابطة الحلواني، فلا يكاد ينتهي إبعادًا حتى يُجدد لها مرة أخرى لفترات طويلة، في محاولة لإسكات صوتها ومنعها من توصيل رسالة القدس والأقصى للعالم الخارجي.

ولم تُخف الحلواني مخاوفها من استهداف الاحتلال لها شخصيًا، بعدما جرى خلال الأيام الماضية، مراقبتها وملاحقتها بالسيارة وتفتيشها في أكثر من منطقة بالقدس.

ولمواجهة مخططات الاحتلال، تؤكد المرابطة المقدسية أن الاعتكاف والرباط الدائم في الأقصى السبيل الوحيد للدفاع عنه، ومواجهة مشاريعه في فرض التقسيم الزماني والمكاني، وبناء "الهيكل" المزعوم مكانه.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الأقصى الرباط في الأقصى المسجد الأقصى اقتحامات المستوطنین قوات الاحتلال الاحتلال ت عن الأقصى عن المسجد

إقرأ أيضاً:

لويزا الألمانية.. تروي للجزيرة نت كيف أسلمت ورابطت في المسجد الأقصى

عندما بدأت التسجيل مع لويزا لورانزن وجدت فيها حماسة للتعبير عن رحلتها إلى الإسلام والرباط بالمسجد الأقصى، وانطلاقا نحو سرد تفاصيل دقيقة شكّلت انعطافات كبيرة في مسيرات حياتها المهنية والأكاديمية والدينية، وتدفقت العبارات لتروي للجزيرة نت تفاصيل هذه الرحلة.

فتقول لويزا عن نفسها: "عندما بلغت 20 عاما من عمري لم أكن أعرف عن الإسلام شيئا، ولم ألتق مسلما من قبل، حتى المنطقة التي أسكنها والأسرة الكبيرة التي أنتمي إليها لم يكن فيها مسلم واحد، واستمر ذلك حتى انتقلت لمتابعة دراستي في مدريد بإسبانيا".

ولويزا نشأت في فرانكفورت بألمانيا لأب أسترالي وأم ألمانية، وهي باحثة في السلام والصراعات الدولية، وكان موضوع أطروحتها لنيل درجة الماجستير عن المرابطات في المسجد الأقصى، وأنشأت مع زوجها براء أبو الخير مؤسسة في ألمانيا معنية بالدفاع عن القضية الفلسطينية.

وبراء أيضا وُلد في ألمانيا أيضا، ولأبوين فلسطينيين، ويعمل في مجال الهندسة الصناعية والطاقة المتجددة وحماية المناخ.

إسلام لويزا

شكّل وصول لويزا إلى إسبانيا نقطة تحول عظيمة في حياتها كلها، إذ للمرة الأولى تلتقي مسلمين عن قرب وتتعامل معهم، وكان تطوعها في منظمة إنسانية المدخل الأول الذي جعلها تعيد حساباتها، ولم يستغرق الأمر طويلا لاتخاذ قرار بأن الإسلام هو الطريق الصحيح الذي ينبغي السير فيه.

إعلان

استمرت لويزا في إسبانيا عامين، بدأت فيها دراسة العلوم السياسية، وركزت دراستها على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن المفارقة أن فلسطين لم تكن موضوعا رئيسيا في دراستها آنذاك، ولم تكن تعرف الكثير عنها، حتى عندما يرد ذكرها في الدراسات الجامعية لديها تكون وجهة النظر أحادية.

ويشاء الله تعالى أن تصبح فلسطين محور دراستها في الماجستير والأبحاث الأخرى التي توالت بعد إسلامها، فتروي لويزا أنه رغم عدم معرفتها بأي فلسطيني عن قرب قبل إسلامها، فإنها شعرت برابطة الإسلام التي تجمعها مع المسجد الأقصى، وتحديدا عندما بدأت التعرف على الفلسطينيين.

بين إسطنبول والمدينة

وتجسد هذا التعارف في زوجها براء وعائلته الفلسطينية، فأجداده من الذين عاشوا ويلات نكبة عام 1948، ووالداه ولدا مباشرة بعد النكبة في مخيم للاجئين الفلسطينيين، وهذا التعارف شكّل الباب الواسع الذي قدم مادة علمية أمام لويزا لكتابة أوراق بحثية عن القضية الفلسطينية على نحو يغاير انحياز الدراسات الألمانية تجاه الرواية الإسرائيلية.

وربما لعبت الصدفة دورا في تعرف لويزا على هذه الأسرة الفلسطينية، ففي مطار إسطنبول قابلت لويزا فتاة ألمانية من أصل فلسطيني أثناء توجهها إلى أداء مناسك العمرة، ولم يدم اللقاء كثيرا وذهبت كل واحدة في طريقها.

وفي اليوم الأخير من العمرة في المسجد النبوي بالمدينة المنورة قابلت لويزا الفتاة الفلسطينية نفسها، ولكن اللقاء هذه المرة امتد لوقت أطول، وتعمقت المعرفة وأخذت أبعادا أخرى للدرجة التي رشحتها الفتاة إلى أخيها، وسرعان ما تمت الخطبة.

زواج لويزا من براء لم يكن لقاء بين شخصين مجردين أو أسرتين مختلفتين، لكنه انفتاح على قضية ستشكل محور دراساتها واهتماماتها، وستضع في طريق معرفتها كتبا أخرى وسردية جديدة للصراع غير تلك السائدة في المدارس والجامعات الألمانية، والتي بالطبع تكون منحازة للمنظور الإسرائيلي.

إعلان

المرابطات بالقدس

تقول لويزا "المرة الأولى التي حظينا فيها بفرصة زيارة فلسطين والمسجد الأقصى كانت في رمضان (2023)، أي قبل نحو نصف عام من بدء الحرب والإبادة الجماعية على قطاع غزة، وكانت هذه لحظة تحول في رأيي، سواء في حياتي الشخصية أو في حياتي المهنية أو الأكاديمية، حيث تعرفت على أحد أكثر الشعوب صمودًا، وهم المرابطات في القدس".

وتروي الباحثة الألمانية ما وقفت عليه بنفسها: "هؤلاء النساء ممنوعات من دخول المسجد الأقصى منذ أكثر من عقد، وتصدر ضدهن أحكام من المحاكم العسكرية تمنعهن من دخول المسجد الأقصى. والآن بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أصبح ذلك صعبًا للغاية عليهن ويكاد يكون مستحيلًا، ولكنهن ما زلن يمارسن مطالبهن بالتجمع عند أقرب نقطة يستطعن الوصول إليها قرب المسجد الأقصى".

ومن المفارقات التي وقفت عليها لويزا أن أغلب هؤلاء المرابطات يعشن في البلدة القديمة بالقدس، ومع ذلك يُمنعن من دخول المسجد الأقصى، "فكن يجتمعن عند البوابات الأقرب للمسجد ويصلين هناك ويفطرن ويتحدثن مع الناس".

براء ولويزا أسسا منظمة في ألمانيا معنية بالدفاع عن القضية الفلسطينية (الجزيرة) دراسة المرابطات

كان التحدي الكبير أمام لويزا يتمثل في نقل القصص الإنسانية التي سمعتها في فلسطين إلى المشهد الأكاديمي الألماني، خاصة أن الأوساط الجامعية في ألمانيا لم تكن ترحب بدارسة يكون موضوعها "المرابطات في المسجد الأقصى"، ليس فقط بين الأساتذة، بل بين الطلاب أنفسهم.

نظرة لويزا للمرابطات تغيرت إلى حد ما بعد مشاركتها في الأنشطة التي يقمن بها، ونظرت إلى الرباط في رحاب المسجد الأقصى بوصفه "فعلا مقاوما" للاحتلال تقوم به ناشطات فلسطينيات، وكنوع من الإلهام الذي يغير مجرى دراساتها.

وهذا تحديدا ما دفعها إلى اختيار موضوع أطروحتها للماجستير ليكون حول ممارسات المرابطات اليومية، وكيف يقمن بأنشطتهن، وكيف يتكيفن مع القمع الذي يتعرضن له تحت الاحتلال الإسرائيلي، فهن يتعرضن للضرب والسجن باستمرار.

إعلان

وتروي لويزا على لسان إحدى المرابطات أنها تخرج كل يوم من منزلها وهي تتوقع 3 سيناريوهات: إما أن تتعرض للضرب من قبل الجنود الإسرائيليين، أو يتم سجنها، أو تصبح شهيدة.

شهادة ألمانية

بعد عودة لويزا وزوجها براء من فلسطين، مارس الاحتلال الإسرائيلي "إبادة جماعية" على الفلسطينيين في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفجّر ذلك تعاطفا كبيرا من الأصوات الناقدة للسياسة الألمانية، لكن هذه الأصوات تم قمعها وبعنف من قبل الشرطة، خاصة المظاهرات التي جابت شوارع برلين.

وتقول لويزا وزوجها براء إن الأمر امتد إلى أن كثيرا من المتعاطفين مع القضية الفلسطينية فقدوا وظائفهم وأعمالهم لمحاولتهم التعبير عن الإحباط والغضب من سلوك الحكومة الداعم للعدوان الإسرائيلي مما ولّد إحباطا عاما، لكنهم لم يتوقفوا عن الأنشطة التي تشرح قضيتهم حتى تغير المشهد الشعبي العام في ألمانيا.

ويقول براء أبو الخير إن ما بعد معركة السابع من أكتوبر غيّر الكثير من المسلمات التي كانت سائدة في ألمانيا، وعلى رأسها احترام القانون الدولي، بوصفه قوة لا يمكن تحديها أو تجاوزها، لكن ما تعلموه لاحقا أن هذه القدسية لها شروط ولا يتم تطبيقها على الجميع.

ويضرب أبو الخير مثلا بالأبرياء من أطفال غزة الذين يستمر قتلهم، والمزيد من المستشفيات والمدارس التي تدمر، لأن ألمانيا تحديدا تطبق القانون الدولي فقط "إذا لم تكن الضحية دولة أوروبية، أو لم تكن الضحية شخصًا أبيض، فإننا نتحدث عن قواعد مختلفة لا تنطبق على الفلسطينيين على الإطلاق أو على شعوب الجنوب العالمي".

وأشار أبو الخير ولويزا إلى أنهما أسسا معا مؤسسة في ألمانيا معنية بالدفاع عن السردية الفلسطينية، وعرض حقائق القضية باللغة الألمانية، وأنها تجد تجاوبا كبيرا من المجتمع الألماني الذي يحدث فيه تغيير إيجابي حاليا حتى في الساحة الأكاديمية، واستمرار المظاهرات في الشوارع الألمانية تعكس هذه المتغيرات، رغم التضييق الحكومي حتى الآن.

إعلان

مقالات مشابهة

  • لويزا الألمانية.. تروي كيف أسلمت ورابطت في المسجد الأقصى
  • 80 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى رغم إجراءات الاحتلال
  • 80 ألف مصل بالمسجد الأقصى في صلاتي العشاء والتراويح
  • 80 ألف مصل يؤدون صلاتي العشاء والتراويح بالمسجد الأقصى
  • لويزا الألمانية.. تروي للجزيرة نت كيف أسلمت ورابطت في المسجد الأقصى
  • جنود الاحتلال بين المصلين.. 75 ألفا يؤدون التراويح بالأقصى
  • 75 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى
  • عشرات المستوطنين المتطرفين يقتحمون باحات الأقصى
  • في ثاني أيام رمضان..548 مستوطناً يقتحمون الأقصى في القدس
  • عدوان صهيوني على الأقصى.. الاحتلال يقتحم الباحات ويطرد المصلين