عربي21:
2025-01-11@01:27:59 GMT

مصر والبريكس

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

وافقت مجموعة "البريكس" في قمتها الخامسة عشرة في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا على انضمام ست دول إليها، هي مصر والسعودية والإمارات وإيران وإثيوبيا والأرجنتين، ابتداء من أول كانون الثاني/ يناير 2024م، ليصل عدد دولها إلى 11 دولة. وقد فتح انضمام مصر لبريكس الباب حول مستقبل الاقتصاد المصري والمزايا النسبية التي ستستفيد بها مصر من الدخول في المجموعة.



بداية، مجموعة البريكس هي تجمع اقتصادي يشير اسمها إلى الأحرف الأولى باللغة الإنجليزية لأسماء الدول المشاركة فيه، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وقد فرضت المجموعة نفسها باعتبارها أحد أهم التجمعات الاقتصادية على مستوى العالم، حيث تمثل نحو 30 في المئة من حجم الاقتصاد العالمي، و26 في المئة من مساحة العالم، و43 في المئة من سكان العالم، وتنتج 25 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و2 في المئة من إنتاج النفط العالمي، وأكثر من ثلث إنتاج الحبوب في العالم، وبعد انضمام الدول الست الأخيرة تصل مساهمات المجموعة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى نحو 30 في المئة، وفي إنتاج النفط العالمي إلى نحو 43 في المئة.

انضمام مصر إلى المجموعة يعد أمرا جيدا، ولكن الانضمام وحده دون استراتيجيات واضحة العالم لاستثمار الفرص ومواجهة التحديات يعتبر أمرا عقيما، لا سيما في ظل المشكلات المزمنة في الاقتصاد المصري خاصة أزمة الديون العميقة التي تتفاقم بالعلاج بمزيد من الديون، ومن ثم فإن الاستفادة من البريكس في مزيد من الاقتراض من خلال بنك التنمية الجديد -المقرض متعدد الأطراف لبريكس، والذي يبلغ رأسماله 100 مليار دولار- يعد طامة كبرى ومصيبة عظمى
والمجموعة تشهد نموا اقتصاديا ملحوظا لدولها، ولها وكالة تصنيف ائتماني، وبنك للتنمية خاص بها، وكذلك صندوق احتياطي خاص بالطوارئ، وهي تسعى لتجنب هيمنة المؤسسات المالية الدولية والنظام الاقتصادي الغربي، وهي في حقيقتها منافسة لمجموعة السبع الكبار، التي تقودها الولايات المتحدة، وتضم كلا من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان.

وانضمام مصر إلى المجموعة يعد أمرا جيدا، ولكن الانضمام وحده دون استراتيجيات واضحة العالم لاستثمار الفرص ومواجهة التحديات يعتبر أمرا عقيما، لا سيما في ظل المشكلات المزمنة في الاقتصاد المصري خاصة أزمة الديون العميقة التي تتفاقم بالعلاج بمزيد من الديون، ومن ثم فإن الاستفادة من البريكس في مزيد من الاقتراض من خلال بنك التنمية الجديد -المقرض متعدد الأطراف لبريكس، والذي يبلغ رأسماله 100 مليار دولار- يعد طامة كبرى ومصيبة عظمى، فالدين في صورته المصرية الحالية يأكل الناتج القومي أكلا، ويغذي التضخم، ويهدر موارد البلاد، ويحرم الأجيال الحالية والمستقبلية من حياة كريمة.

والحكومة المصرية لم تترك بابا للتداين إلا وطرقته، ولم تجنِ لها قروض صندوق النقد الدولي إلا الدمار، وما زالت شروط قرض الصندوق الهزيل الأخير لمنح الشريحة الثانية تحول بين الحكومة وبين صرفها، وهي سائرة لا محالة للأسف الشديد للخضوع لها، في ظل ديون سيادية وصلت إلى أكثر من 98 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. ومن العجيب أن الحكومة المصرية لا تنظر بكلتا عينيها سوى للديون بعيدا عن التنمية، حتى أن رئيس الوزراء المصري مدبولي يذكر في تصريحات له أن مصر تتطلع إلى دعم بريكس لمبادرة "تحالف الديون من أجل التنمية المستدامة"؛ الذي تؤسسه مصر لتنظيم تعاملات الديون المستدامة وتخفيف أعباء الديون عن الأسواق الناشئة.

كما أن عدم التجانس بين الأعضاء في مجموعة البريكس قد يكون معوقا للفرص الاقتصادية المصرية من بريكس، فعلى سبيل المثال توجد أزمة حدودية وعسكرية بين الهند والصين، فضلا عن ولاء الهند وإثيوبيا للغرب، ومشكلة مصر الحيوية مع إثيوبيا فيما يتعلق بملف سد النهضة، والعلاقات الباردة بين مصر وإيران.

يمكن لمصر الاستفادة حقيقة من البريكس إذا توفرت الإدارة الواعية المخلصة والحرية الاقتصادية والسياسية المفقودة، من خلال تعزيز الصادرات بالتركيز على المزايا النسبية للصادرات المصرية، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، والاستفادة من قدرة البريكس على تحييد الدولار وتسوية معاملات التجارة الخارجية مع دول البريكس بالعملات المحلية، مما يقلل الضغط على الدولار، ويخفف الضغط على الموازنة العامة للدولة المصرية
ومع ذلك فيمكن لمصر الاستفادة حقيقة من البريكس إذا توفرت الإدارة الواعية المخلصة والحرية الاقتصادية والسياسية المفقودة، من خلال تعزيز الصادرات بالتركيز على المزايا النسبية للصادرات المصرية، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، والاستفادة من قدرة البريكس على تحييد الدولار وتسوية معاملات التجارة الخارجية مع دول البريكس بالعملات المحلية، مما يقلل الضغط على الدولار، ويخفف الضغط على الموازنة العامة للدولة المصرية، خاصة وأن الحكومة المصرية بالفعل تجري محادثات مع ثلاث دول من بريكس، وهي الهند وروسيا والصين، من أجل التبادل التجاري بالعملات المحلية، ولم يتم الانتهاء من أي اتفاقيات حتى الآن.

وأخيرا فإن الذين يأملون في زلزلة عرش الدولار عن الاقتصاد العالمي في الأجل القصير، فإن هذا الأمل لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال عمل، والولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى الدولار معركة حياة أو موت، فهو سر إمبراطوريتها جنبا إلى جنب مع قوتها العسكرية، وإزاحة الدولار يعني إزاحة للهيمنة الأمريكية، وهذه الهيمنة تحتاج إلى قوة متجانسة لإزاحتها اقتصاديا تدريجيا من خلال تحييد الدولار بمثل هذه التكتلات الاقتصادية، ويبقى المسلمون والعرب متفرجين.. تارة ينظرون للولايات المتحدة الأمريكية وتارة ينظرون للصين، ولا ينظرون إلى ما بين أيديهم من منهج إسلامي قويم وتراث إسلامي عظيم، يحثهم على تشكيل وحدة اقتصادية وعسكرية إسلامية تكون مصدر قوتهم وحماية وجودهم وتلبية حاجات شعوبهم.

twitter.com/drdawaba

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه البريكس مصر الاقتصاد الديون التكتلات مصر اقتصاد ديون بريكس تكتلات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة مقالات رياضة رياضة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاستفادة من فی المئة من من البریکس الضغط على من خلال

إقرأ أيضاً:

الذهب العالمي في أعلى قمة صعوده خلال 4 أسابيع

ارتفعت أسعار الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الخميس ليتداول بالقرب من أعلى مستوى في 4 أسابيع الذي سجله يوم أمس، حيث وجد الذهب الدعم من تراجع أعداد وظائف القطاع الخاص الأمريكي، بينما تبقى التداولات داخل نطاق بسبب ترقب الأسواق لتقرير الوظائف الحكومي والقرارات التي قد تصدر عن الإدارة الأمريكية الجديدة

وسجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.2% ليسجل اعلى مستوى عند 2666 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2662 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2665 دولار للأونصة، وفق التحليل الفني لجولد بيليون

اقتصاد روسيا يستعد لعام مليء بالعقباتالضرائب: منظومة الإيصال الإلكتروني توفر الحماية للممول وتضمن حقوق المستهلك النهائي


وكان سعر الذهب قد ارتفع يوم أمس وسجل أعلى مستوى في 4 أسابيع عند 2670 دولار للأونصة ويعد هذا المستوى الحد العلوي لمنطقة التداولات العرضية التي تسيطر على تحركات السعر منذ حوالي 5 أسابيع.


أشار تقرير ADP لوظائف الخاص الأمريكي تراجع أعداد الوظائف الجديدة بأقل من المتوقع في ديسمبر الماضي وهو ما زاد من التوقعات أن الاحتياطي الفيدرالي قد يكون أقل حذرًا بشأن تخفيف أسعار الفائدة هذا العام.

ينتظر السوق الآن تقرير الوظائف الحكومي الأميركي يوم الجمعة للحصول على المزيد من الإشارات بشأن مسار سياسة الاحتياطي الفيدرالي. كما ينتظر المستثمرون أيضا تولي دونالد ترامب منصبه في 20 يناير، ومن المتوقع أن تؤدي التعريفات الجمركية التي يقترحها وسياساته الحمائية إلى تأجيج التضخم.

وزادت المخاوف بشأن سياسات ترامب بعد أن أظهر محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر أن أعضاء البنك أعربوا عن بعض المخاوف بشأن القراءات الأخيرة الأعلى من المتوقع للتضخم.
وأظهر المسئولين في البنك الفيدرالي قلقهم بشكل متزايد من أن سياسات ترامب التوسعية والحمائية قد تدعم التضخم في الأمد البعيد. كما كرر محضر الاجتماع إلى حد كبير خطط البنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة بوتيرة أبطأ في عام 2025، بعد أن قام البنك فعليًا بتخفيضات أسعار الفائدة المتوقعة إلى اثنين من أربعة في عام 2025.
بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول يبشر بتأثير سلبي بالنسبة للذهب الذي يعد من الأصول التي لا تقدم عائد، نظرًا لأنها تزيد من التكلفة البديلة للاستثمار.


هذا وقد أشار بنك إتش إس بي سي العالمي في مذكرة أنه يعتقد أن الجزء الأكبر من الارتفاع في أسعار الذهب قد حدث وأن الزخم الصاعد للذهب قد يحمله إلى الأعلى لتحقيق المزيد من المكاسب في الأمد القريب وفي أوائل عام 2025، ولكن مزيجا من العوامل المادية والسوقية والمالية قد تحد سريعاً من هذا الارتفاع ليعود الذهب إلى الانخفاض بشكل معتدل بحلول نهاية العام المقبل


هذا وقد أعلن مجلس الذهب العالمي أن ارتفاع سعر الذهب إلى أعلى مستوياته التاريخية في عام 2024، أدى إلى تحول شهية المستثمرين العالميين لصناديق الاستثمار المتداولة في الذهب أخيرًا، وسجل أول تدفق سنوي في أربع سنوات.


وقد أدى ارتفاع أسعار الذهب، إلى جانب تدفقات صافية صغيرة ولكنها إيجابية بقيمة 3.4 مليار دولار أمريكي عبر صناديق الذهب العالمية المدعومة ماديًا، إلى دفع إجمالي أصولها المدارة للقفز بنسبة 26% في عام 2024 إلى 271 مليار دولار أمريكي، ومع ذلك انخفضت الحيازات الجماعية بشكل طفيف بنسبة (-0.2%) في عام 2024.


وفي شهر ديسمبر الماضي عادت التدفقات إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب بمقدار 3.6 طن من الذهب، وذلك بعد أن شهد شهر نوفمبر خروج تدفقات بمقدار – 28.5 طن

مقالات مشابهة

  • لليوم الرابع.. ارتفاع سعر الذهب العالمي
  • سعر الريال القطري بالبنوك المصرية اليوم الجمعة
  • مصر ترحب بانضمام إندونيسيا لتجمع دول "البريكس"
  • سعر الدولار أمام الجنيه مساء اليوم الخميس في البنوك المصرية
  • سعر الريال القطري في البنوك المصرية اليوم الخميس
  • سعر اليورو في البنوك المصرية اليوم الخميس
  • الذهب العالمي في أعلى قمة صعوده خلال 4 أسابيع
  • سعر الدولار أمام الجنيه اليوم الخميس في البنوك المصرية
  • كم بلغ عدد الشركات المصرية التي تصدر منتجاتها للاحتلال الإسرائيلي؟
  • سعر الدولار اليوم الأربعاء 8 يناير 2025: استقرار ملحوظ في البنوك المصرية