صحيفة التغيير السودانية:
2024-10-01@01:40:50 GMT

الخرطوميون من نزوح لنزوح

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

الخرطوميون من نزوح لنزوح

خالد فضل

لم تزل الحرب مستعرة بين طرفي العسكر السودانيين , البرهان بعد نزوحه أخيرا إلى بورتسودان بدأ يتولى شؤون الحكم فيما بين يدي جيشه من مناطق , الخشية كلها أن تنشأ حكومة الساحل لتقابلها حكومة النهر أو السهل ! وزارة الخارجية تتحدث بفرح (طفولي) عن حصولها على قطعة أرض في بورتسودان لتقيم فيه , هذا مؤشر مزعج , ووزير الداخلية يتحدث عن تدمير 4مصانع كانت توفر أوراق جواز السفر , وكل الهيئات والمؤسسات في ما بين النهرين تشكو من وطأة الحرب عليها وفقدانها لوثائقها وطمس معالم الدولة واحدة من أخطر نتائج الحرب العبثية , وهو مدعاة في ذات الوقت لوقفها بسرعة حتى يمكن إنقاذ ما يمكن إنقاذه .


الخرطوميون , منقسمون ما بين عالقين تحت القصف , وتسقط أخبار القتال من حي لآخر , والإشاعات المضللة من الطرفين المتقاتلين ومن قبلهما وسائط التواصل التي تضج دون حسيب أو رقيب بالغث والسمين , من داع إلى العقل وضد الحرب ومع السلام والحل التفاوضي , إلى ناعق بالكراهية ولغة الذبح (جخ) لمن يعتبره عدوه اللدود , من المؤسف ولوغ إعلاميين كبار في هذا الوحل النتن , وإثارة الكراهية العرقية والجهوية إضافة إلى إثارة الكراهية والتضليل والكذب في المجال السياسي, العالقون بعضهم تقطعت به السبل فلم يقو على الخروج , بعضهم لا يعرف غير الخرطوم وطنا فإلى أين سيخرج , بعضهم نزح إلى الخرطوم أساسا من مناطق الحروب والنزاعات والدمار ولم يحدث تغيير في الأسباب التي أجبرته على النزوح إبتداء , هناك من بقي لأسباب تنظيمية أو سياسية خاصة من بين دعاة الحرب وداعميها , ثمّ لا ننسى من بقي لأسباب النهب والسرقة في ظل إنهيار الدولة وحالة الإستباحة التامة للمينة , هذا قسم من الخرطوميين , أما القسم الآخر , نزح داخليا أو لجأ إلى خارج الحدود , ومصر من أكبر الدول التي استقبلت اللاجئين من نيران الخرطوم ! والولايات القريبة من الخرطوم كانت هي المواقع التي استقبلت أهلها العائدين إليها كنازحين بعد أن غادروها إلى الخرطوم من قبل , فافتحوا للعائد أبواب المدينة مثلما صدح محمد عبدالحي _رحمه الله_ في نشيده الباذخ العودة إلى سنار , وأسباب النزوح إلى الخرطوم شتى , جلّها قسري , فمن لم تزعزعه الحرب والجفاف والتصحر والنزاعات القبلية في حزام الحروب السوداني العتيد , زعزعته أخطاء السياسة المدمرة للمشاريع والخدمات والبنى التحتية ؛ خلال ثلاثينية الإسلاميين البئيسة , جاء إلى الخرطوم طالب الدراسة وطالب العلاج , والباحث عن رزق في الأسواق الجوّالة ولو عبر جركانة موية !سائق الركشة وجالب الحبال والمساويك وتاجر العملة , وبعض الذين ترتبط وظائفهم بالخرطوم كعاصمة مثل كار الإعلاميين , وشخصي منهم , تمددت الخرطوم وتبعجّ مثلثها ليصبح بدون شكل هندسي مسمى , وتقلصت خدماتها إلى مرتبة جلب الماء بالكارو في أعرق الأحياء , والعواسة بالويقود عند انعدام الغاز والفحم , والكهرباء غيب وتعال مع غلاء الأسعار , وصار من بين كل سودانيين اثنين /اثنتان من تحدثه/ها نفسه/ها بالرحيل للخرطوم ( الوليدات كلهم هناك , فضلنا أنا وأبوهم والبت الصغيرة قلنا نتلم عليهم ) هكذا ينطق لسان الحال , والخرطوم تأوي النازحين واللاجئين حتى بات سكانها الأصليون أقلية , فهي مدينة النزوح الكبيرة لوطن لم تشمل أقاليمه خطط التنمية ولم تشهد أرجائه راحة البال , الخرطوم تئن وترزح في فقرها وتمتد في قفرها , وتعمر حتى سوبا , ها هي الآن تتفرتق طوبة طوبة , ييجوسها الجند المتقاتلون , وتدهسها كتائب الموت التي بعثت من جديد بعد كمون قليل , الخرطوم تدكها الطائرات والقنابل المضادة والمسيرات والصواريخ في حملات القوة المميتة , ومثلما نشأت وكبرت نزوحا إليها ها هي تفرغ نزوحا منها وفرارا , فهل من عودة تاني , الله أعلم .

الوسومخالد فضل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إلى الخرطوم

إقرأ أيضاً:

الإمارات تندد بـ “اعتداء غاشم” على مقر سفيرها في الخرطوم من طائرة تابعة للجيش السوداني

نددت الإمارات بـ"الاعتداء الغاشم" على مقر سفيرها في الخرطوم، الذي قالت دبي الأحد إنه تعرض لهجوم من قبل طائرة تابعة للجيش السوداني. ولم يعلق الجيش على هذا الاتهام، لكنه سبق أن اتهم مرارا الإمارات بالتورط في النزاع السوداني المستمر منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023. ويقول الجيش السوداني إن الإمارات تدعم قوات الدعم السريع التي تخوض مع الجيش نزاعا مسلحا، تسبب في أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم حسب الأمم المتحدة.

فرانس24

في ظل اتهامات للإمارات بالتورط في النزاع السوداني الدائر منذ 18 شهرا، ذكرت دبي الأحد أن طائرة تابعة للجيش السوداني قصفت مقر سفيرها في الخرطوم. ولم يعلق الجيش السوداني على الإعلان الإماراتي، لكنه يتهم الإمارات بدعم قوات الدعم السريع، التي تقاتل القوات السودانية منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023.

ونددت الحكومة الإماراتية بهذا "الاعتداء الغاشم". وقالت وزارة الخارجية في بيان إن الهجوم على مقر سفيرها تسبب في أضرار جسيمة في المبنى.

وذكر البيان أن الوزارة شددت على "أهمية حماية المباني الدبلوماسية ومقرات منتسبي السفارات حسب الأعراف والمواثيق التي تحكم وتنظم العمل الدبلوماسي".

واتهم الجيش السوداني الإمارات مرارا بتقديم الأسلحة والدعم لقوات الدعم السريع شبه العسكرية في الحرب المستمرة. وتنفي الإمارات هذا الاتهام. ووصف مراقبو العقوبات التابعون للأمم المتحدة الاتهامات الموجهة للإمارات، بتقديم دعم عسكري لقوات الدعم السريع، بأنها ذات مصداقية.

وشدد الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان الإثنين الماضي على أنه لا يمكن حل النزاع في السودان عن طريق "حل عسكري".

وقال الرئيسان في بيان مشترك أعقب لقاء جمعهما في البيت الأبيض إنهما أعربا عن "قلقهما العميق إزاء التأثير المأساوي الذي خلفته أعمال العنف على الشعب السوداني وعلى البلدان المجاورة. وأعرب القائدان عن انزعاجهما إزاء الملايين من الأفراد الذين نزحوا بسبب الحرب، ومئات الآلاف الذين يعانون من المجاعة، والفظائع التي ارتكبتها الأطراف المتحاربة ضد السكان المدنيين".

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بسبب الخلاف بخصوص انتقال البلاد إلى انتخابات حرة.

وأبدى قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان الخميس الماضي، استعداده لإنهاء الحرب بشروط، منها إنهاء "احتلال" قوات الدعم السريع للأراضي السودانية. واتهم البرهان دولا إقليمية بدعم هذه القوات، ورفض مشاركتها في عملية السلام.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نحو نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات. كما تلوح مجاعة في الأفق، وفر نحو ثمانية ملايين شخص من منازلهم.

وبداية الشهر الجاري، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد القتلى لا يقل عن 20 ألف شخص منذ بداية الصراع، لكن بعض التقديرات تصل إلى 150 ألف ضحية، وفقا للمبعوث الأمريكي إلى السودان توم بيرييلو.

فرانس24/ رويترز  

مقالات مشابهة

  • د. أسامة عيدروس: جرتق النيل ومحكات القيود
  • طلاب الدفعة (26 طب) مارسوا نفس الفوضي التي كانت تحدث في الخرطوم فتم طردهم الى السودان
  • “بعد الحرب” .. الأوبئة تحصد المدنيين في الخرطوم ودارفور
  • الإمارات تندد بـ “اعتداء غاشم” على مقر سفيرها في الخرطوم من طائرة تابعة للجيش السوداني
  • تقرير أممي: نزوح أكثر من 130 فردا في اليمن خلال الأسبوع الفائت
  • أعمار المقاتلين الذين اقتحموا جسور الخرطوم وبحري غالبها في العشرينات
  • "عماد الدين أحمد".. حُرم من رؤية أطفاله النازحين فكانت بسمة الأيتام غاية عمله بغزة
  • "عماد الدين أحمد".. حُرم من رؤية أطفاله النازحين فكانت بسمة الأيتام مصدر سعادته بغزة
  • (هوجة ) الفلول امس !! حمل كاذب !!
  • «170» حالة وفاة خلال أسبوع بسبب الحميات جنوبي العاصمة السودانية