شهدت أسعار الذهب انخفاضا للجلسة الثالثة على التوالي ليسجل أدنى مستوياته في أسبوع في ظل ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي وعوائد السندات الحكومية، هذا بالإضافة إلى ارتفاع أسعار النفط الخام بشكل يضغط بالسلب على أسعار الذهب.

انخفضت أسعار الذهب الفورية خلال جلسة اليوم الأربعاء بنسبة 0.1% لتسجل أدنى مستوى في أسبوع عند 1922 دولارا للأونصة وتتداول وقت كتابة التقرير  الفني لجولد بيليون، عند المستوى 1923 دولارا للأونصة، يأتي هذا بعد أن انخفض الذهب يوم أمس بنسبة 0.

6% ليفقد 12 دولارا من سعر الأونصة.

منذ بداية الأسبوع الجاري انخفضت أسعار الذهب بنسبة 0.9% بعد أن فشلت في اختراق مستوى المقاومة عند 1950 دولارا للأونصة، بالإضافة إلى قوة الدولار الأمريكي التي زادت من الضغط السلبي على المعدن النفيس.

مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية ارتفع خلال جلسة الأمس بنسبة 0.6% وسجل أعلى مستوى منذ شهر مارس الماضي، اليوم يتداول بالقرب من أعلى مستوياته في 6 أشهر بعد الدعم الذي حصل عليه من توقعات باستمرار الضغوط التصاعدية على معدلات التضخم.

العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات شهد قفزة أيضاً ليسجل أعلى مستوى في أسبوع عند 4.274%، الأمر الذي زاد من الضغط السلبي على أسعار الذهب منذ كون المعدن النفيس لا يقدم عائد لحائزيه على عكس الاستثمار في السندات، ليفقد الذهب جاذبيته مقابل أسواق السندات الحكومية.

رهانات الفائدة والذهب

وترى جولد بيليون، أنه على الرغم من شبه التأكيد في الأسواق حالياً أن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيقوم بتثبيت أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه القادم في شهر سبتمبر، إلا أن هناك توقعات أخرى ولو ضعيفة تشير إلى إمكانية عودة البنك إلى رفع الفائدة في اجتماع نوفمبر.

التسعير الحالي في الأسواق يضع احتمال بنسبة 94% أن البنك سيبقي على الفائدة ثابتة في اجتماع سبتمبر، بينما يضع احتمال آخر بنسبة 42.6% أن البنك قد يلجأ إلى رفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع شهر نوفمبر.
توجيهات البنك الفيدرالي لاتخاذ قرار السياسة النقدية في اجتماع على حدة وفقاً للبيانات الاقتصادية التي تصدر قبل كل اجتماع تعد هي السبب الرئيسي وراء بقاء توقعات رفع الفائدة في اجتماع نوفمبر القادم، فالأسواق تغير من توقعاتها بعد كل خبر يصدر عن الاقتصاد الأمريكي أو كل حدث في الأسواق مثل ارتفاع أسعار النفط الخام الذي أعاد توقعات رفع الفائدة في نوفمبر إلى التزايد.

وبالنسبة لتصريحات أعضاء البنك الفيدرالي فلا تزال لم تحسم الأمر أيضاً، فقد صرح عضو الفيدرالي كريستوفر والر إن الجولة الأخيرة من البيانات الاقتصادية تعطي البنك المركزي الأمريكي مساحة لمعرفة ما إذا كان بحاجة إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى.
وقال أيضاً، أنه لا يوجد ما يقوم أن البنك في حاجة إلى اتخاذ أي قرار في أي وقت قريب، في إشارة على دعمه لبقاء أسعار الفائدة ثابتة في الاجتماع القادم.
بينما عضوة البنك لوريتا ميستر صرحت بأن ما نراه الآن قد يضطر البنك إلى رفع الفائدة قليلاً ولكن لا تزال هناك العديد من البيانات الاقتصادية التي ستصدر قبل اجتماع البنك.
قد يكون تثبيت الفائدة في اجتماع سبتمبر أمر شبه محسوم بالنسبة للأسواق، ولكن البيانات الاقتصادية وتصريحات أعضاء البنك تبقي هناك عدم يقين كبير بشأن مستقبل الفائدة ما بعد اجتماع سبتمبر.


صناديق التحوط تفشل في دفع الذهب لاختراق المستوى 1950 دولارا

لا تزال التقلبات المحيطة بالسياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي تهيمن على سوق المعادن الثمينة، حيث فشلت صناديق التحوط ولم تتمكن من الضغط على أسعار الذهب لاختراق مستويات المقاومة الحرجة عند 1950 دولارا للأونصة، والتي كانت ستعطي الذهب زخم صعود قوي قد يعيده إلى مستويات الـ 2000 دولار للأونصة.
أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 29 اغسطس، انخفاض كبير في الطلب على عقود بيع الذهب بمقدار 11612 عقد مقارنة مع التقرير السابق، بينما عاد الطلب على عقود شراء الذهب إلى الارتفاع بمقدار 9714 عقد مقارنة مع التقرير السابق.
على الرغم أن بيانات تداول السلع الآجلة (COT) تظهر انخفاض كبير في الطلب على عقود بيع الذهب الأمر الذي يعكس تغير نظرة الأسواق للذهب خلال النصف الثاني من أغسطس إلا أنه فشل في دعم الذهب للاستمرار في الارتفاع.
قطاع المعادن الثمينة كان الأكثر نشاطاً الأسبوع الماضي، حيث شهد تدفقات لشراء العقود بقيمة 8.2 مليار دولار. 

وفي الوقت نفسه قاد الذهب القطاع بتدفقات بلغت 5.2 مليار دولار، حيث زادت مراكز الشراء في الذهب أربعة أضعاف عن الأسبوع السابق.
ومع ذلك لا ينبغي للمستثمرين أن يتوقعوا رؤية ارتفاع مستمر في الذهب على المدى القريب، حيث لم تضعف البيانات الاقتصادية الأمريكية بشكل حاسم بما يكفي لكي يوقف البنك الاحتياطي الفيدرالي تشديد سياسته النقدية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: جولد بيليون أسعار الذهب ارتفاع مستويات الدولار ارتفاع أسعار النفط الخام

إقرأ أيضاً:

زيادة 0.2%.. ارتفاع محدود للذهب في البورصة العالمية والأوقية تسجل 2633 دولارا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ارتفع الذهب العالمي مع بداية تداولات الأسبوع بعد أن استطاع أن ينهي تداولات الأسبوع الماضي بشكل إيجابي، وذلك بالرغم من التراجع الذي سجله خلال الأسبوع الماضي بفعل توقعات البنك الفيدرالي الأمريكي بخصوص أسعار الفائدة.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع خلال تداولات اليوم الاثنين للجلسة الثالثة على التوالي بنسبة 0.2% ليسجل أعلى مستوى عند 2633 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2622 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2628 دولار للأونصة، وفق التحليل الفني لجولد بيليون.

وارتفع يوم الجمعة الماضية بنسبة 1.1% بفعل ضعف الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة بعد أن أشارت البيانات الأمريكية إلى تباطؤ التضخم الأساسي وفقاً لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يعد مقياس التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي.
تباطؤ التضخم أعطى بعض التفاؤل للأسواق أن البنك الفيدرالي في استطاعته استكمال عمليات خفض أسعار الفائدة في العام المقبل، نظرا لأن تراجع التضخم يمكن البنك الفيدرالي من استمرار سياسة التيسير النقدي.
يأتي هذا بعد أن أعلن البنك الفيدرالي الأمريكي خلال الأسبوع الماضي عن خفض أسعار الفائدة للاجتماع الثالث على التوالي وللمرة الثالثة هذا العام، ليقوم بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ويصل بذلك إجمالي عمليات الخفض خلال العام إلى 100 نقطة أساس.
بينما أشارت توقعات أعضاء البنك الفيدرالي إلى تقليل عمليات خفض الفائدة خلال 2025 إلى مرتين فقط، بعد أن كانت التوقعات السابقة تشير إلى خفض الفائدة 4 مرات خلال العام المقبل، ليتسبب هذا في دفع أسعار الذهب إلى تسجيل أدنى مستوى منذ شهر عند 2583 دولار للأونصة يوم الأربعاء الماضي، بينما ارتفع الدولار لأعلى مستوياته في عامين مقابل سلة من العملات الرئيسية.

بقاء أسعار الفائدة مرتفعة يعد أمر سلبي بالنسبة لأسعار الذهب وذلك لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للمعدن النفيس الذي لا يقدم عائد لحائزيه.

من جهة أخرى قالت رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي واثنان آخران من صناع السياسات في الفيدرالي إنهم يشعرون بأن البنك من المرجح أن يستأنف تيسير السياسة النقدية خلال العام المقبل لكنهم أشاروا إلى أنهم سيأخذون وقتهم نظرًا لأن الفترة الانتقالية من سياسة التشديد النقدي إلى التيسير النقدي قد انتهت.
وتبدأ أحجام التداول في الأسواق المالية بالتراجع بداية من هذا الأسبوع بسبب فترة الأعياد، وقد بدأ الذهب هذه الفترة بشكل إيجابي بعد أن استطاع أن يغلق تداولات الأسبوع الماضي فوق المستوى 2600 دولار للأونصة، وأن يجد بعض الدعم من تراجع التضخم الأمريكي.
الحدث الكبير القادم بالنسبة لأسعار الذهب قد يكون تولي دونالد ترامب الرئاسة في يناير القادم، والقوانين الجديدة التي سيتم فرضها، والتي قد تحدد مصير تحركات الذهب على المدى القصير إلى المتوسط، خاصة أن الأسواق تضع احتمال حالياً أن يستكمل البنك الفيدرالي خفض الفائدة في شهر يونيو 2025، وأن يكون مجمل عمليات الخفض مرتين فقط خلال العام.

مقالات مشابهة

  • مؤشر الدولار يرتفع إلى أعلى مستوياته.. ما السبب؟
  • زيادة 0.2%.. ارتفاع محدود للذهب في البورصة العالمية والأوقية تسجل 2633 دولارا
  • بحوث الكويت الوطني: لا نستبعد تخفيض الفائدة بنسبة 3% في اجتماع البنك المركزي
  • ارتفاع أسعار الذهب العالمية خلال تداولات اليوم.. «جولد بيليون» تحلل الأسباب
  • 50 جنيهًا تراجعًا في أسعار الذهب خلال أسبوع
  • «آي صاغة»: 50 جنيهًا تراجعًا في أسعار الذهب خلال أسبوع
  • «آي صاغة» تحلل أداء الذهب في السوق المحلية خلال الأسبوع الماضي
  • «آي صاغة»: 1 % تراجعًا في أسعار الذهب بالبورصة العالمية خلال أسبوع
  • «جولد بيليون» تعلن تحركات الذهب خلال أسبوع.. عيار 21 فقد 40 جنيها 
  • ارتفاع أسعار الذهب مع تراجع الدولار