نظمت أكاديمية الذكاء الاصطناعي اليوم حلقة عمل تطوعية بعنوان "تحفيز الحلول الريادية والخدمات المقدمة من خلال "Chat GPT"، استهدفت 20 موظفا من هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث تهدف الحلقة إلى التعريف بتقنية "شات جي بي تي" لنشر ثقافة توظيف هذه التقنية من الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل وزيادة الإنتاجية، والتقليل من الضغط على الموظف ليجد الوقت في الابتكار المؤسسي وتحسين العمل وتجويده، إضافة إلى الاستثمار في بناء قدرات الموارد البشرية وتطويرها بأفضل الطرق، وتم ربط الدورة بتطبيق زووم ليتم الحضور التزامني في باقي أفرع الهيئة في المحافظات بهدف توسيع الاستفادة.

وقالت شريفة الحجرية إحدى المشاركات في الحلقة: "كانت فرصة مهمة لمعرفة تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة مثل "شات جي بي تي" بشكل عميق، وغيرها من التطبيقات المفيدة لجميع فئات المجتمع، وتشاركها ليلى بنت سيف المعمرية بقولها: إن الاستفادة من الحلقة تتمثل في تمكين الموظف في توظيف التقنية في بيئة العمل وتطوير الأداء والانتقال إلى مستويات أعلى من الإجادة في مختلف مجالات العمل.

وتقول المدربة د. زهرة بنت راشد الرواحية من أكاديمية الذكاء الاصطناعي: تهدف الدورة إلى التعريف بمفهوم الشات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث تناولت أهم التطبيقات المستخدمة في إعداد العروض العلمية والصور والفيدوهات العلمية والمحتوى التسويقي للمؤسسات، وكتابة المقالات وإعطاء أفضل الأفكار التي يمكن أن ينطلق منها الموظف في المشاريع بالمؤسسة، كما تناولت الدورة أخلاقيات استخدام شات جي بي تي والتحديات المستقبلية لهذه التقنيات، مضيفة إن هذه التقنية والذكاء الاصطناعي تنظر له بعض الدول على أنه نفط المستقبل ويعد الاستثمار فيه ثروة وطنية لذلك من المهم جدا نشر ثقافة الاستثمار فيه وآليات توظيفه قي تجويد العمل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: شات جی بی تی

إقرأ أيضاً:

التوزيع الوظيفي.. بين الواقع والاعتبارات الإنسانية

 

عباس المسكري

مهنة التعليم والتمريض ليست مجرد وظائف، بل هي رسائل حياة تُكتب بأيدي أولئك الذين يكرسون أرواحهم لخدمة الآخرين، إنهم المعلمون والممرضون الذين يقفون في الصفوف الأمامية، ليزرعوا الأمل في عيون الأجيال ويهدوا العناية لمن هم في أمس الحاجة إليها.

وهذه المهن تتجاوز كونها وظائف يومية، فهي لبنة أساسية في بناء المجتمعات؛ فالعقول تُصاغ والكفاءات تُبنى على أيدي هؤلاء الأبطال الذين يضعون علمهم وحبهم في خدمة الإنسان، ومع ذلك، لا بد من أن يُحاط هؤلاء الكوادر بالعناية والدعم، بدءًا من لحظة تعيينهم، ليحظوا بالاستقرار النفسي والإجتماعي الذي يعزز قدرتهم على العطاء المتواصل، فتُثمر جهودهم وتظل بصماتهم حاضرة في كل زاوية من زوايا المجتمع.

في قلب كل قرار إداري، هناك إنسانٌ يعيش تحديات قد تكون أكبر من مجرد إنتقال جغرافي، في واقع الحال، يُعيّن العديد من المعلمين والممرضين في أماكن نائية، على بُعد مئات الكيلومترات عن موطنهم، رغم وجود شواغر في مناطقهم أو تلك القريبة منها، فليس مجرد تحديد مكان العمل هو ما يحكم حياة هؤلاء، بل التحديات النفسية والإجتماعية التي يتعرضون لها، فالموظف الذي يُجبر على ترك أسرته، خصوصًا في حالات العناية بالوالدين المسنين أو تربية الأطفال الصغار، يصبح في صراع مستمر بين إلتزامه الوظيفي ومسؤولياته الأسرية، وفي هذا التباعد بين الواجبين، يتشكل عبء لا يمكن تحمله بسهولة، إذ يمتد الشعور بالوحدة والقلق ليُحاصر الموظف، مما ينعكس سلبًا على أدائه وجودة العطاء الذي يقدم.

وتظل الغُربة القسرية عن الأهل، ذلك الشعور الذي يثقل قلب الموظف، ويجعل روحه تتيه بين أبعاد العمل وحنين الوطن، وما أن تبتعد المسافة بينه وبين من يحب، حتى يصبح القلق رفيقًا دائمًا، يعبث بصفو عقله ويشوش على نقاء قلبه، وهذا التشتت النفسي لا يمر دون أثر، فهو يخلق فراغًا في داخله، يتراءى له كظلال داكنة تحجب ضوء شغفه، فتتضاءل همته، وتتراجع رغبة العطاء، ومن هنا، قد يكون لهذا العبء الثقيل أن يفتك بجودة العمل، بل يصل ببعضهم إلى حدود فقدان الأمل والإنسحاب من الميدان، رغم أن فؤادهم مليء بعشق المهنة ورغبة صادقة في تقديم كل ما هو نافع ومؤثر.

تبدو هذه القضية، للوهلة الأولى، مسألة إدارية بحتة، لكنها في حقيقتها تتجاوز الأرقام والجداول إلى أعماق إنسانية وإجتماعية لا يمكن إغفالها، فالموظف ليس مجرد إسم في كشف توزيع، بل هو إنسان يحمل بين جنباته آمالًا وأحلامًا، ويدير حياة مليئة بالتحديات والتضحيات، إنه لا يعيش في معزل عن محيطه، بل ينتمي إلى أسرة وأرض وأحبة، يواجه مسؤولياتهم وتطلعاتهم، وإن هذه الأبعاد الإنسانية يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من قرارات صُنّاع القرار، إذ لا يمكننا النظر إلى الموظف كقطعة من آلة العمل، بل يجب أن نراه كعنصر حي ينبض بالحب والواجب، ويستحق كل الإهتمام والرعاية التي تضمن له التوازن بين واجبه المهني وأسرته.

ومن هنا، نتوجه بقلوب مملوءة بالثقة والتقدير إلى أصحاب القرار، نناشدهم برحابة صدرهم وسمو نظرتهم أن يُدرجوا البُعد الإنساني ضمن إعتبارات التوزيع الوظيفي، فالموظف ليس آلة إنتاج، بل روح تُثمر حين تزرع في بيئة قريبة من أهلها، آمنة في حضن أسرتها، وإن تمركز الموظف في محيطه الجغرافي لا يُسهم فقط في إستقراره النفسي والإجتماعي، بل يُعزز إحساسه بالإنتماء، ويضاعف من جودة عطائه، ويقوي أواصر العلاقة بينه وبين المجتمع الذي يخدمه.

إن مراعاة الظروف الإنسانية في التوزيع الوظيفي للمعلمين والممرضين ليس مطلبًا إداريًا فحسب، بل استثمار في مستقبل المجتمع ، فاستقرارهم النفسي والاجتماعي يُترجم إلى عقول مُبدعة وأيادٍ حانية تُشكل أجيالًا وتُعافي أرواحًا، لذا ندعو إلى سياسات تُحقق هذا التوازن، ليظل هؤلاء الأبطال شعلة تنير دروب التقدم الوطني.

مقالات مشابهة

  • محمد جبران: الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل سوق العمل ويفرض تدريبًا جديدًا
  • الذكاء الاصطناعي قد يجعل من الجميع مدراء.. مايكروسوفت توضح
  • ساعات العمل وتوجيهات السيسي| جبران يحذر من اختفاء وظائف بسبب الذكاء الاصطناعي
  • محمد جبران: الذكاء الاصطناعي دخل سوق العمل .. وبعض الوظائف ستندثر
  • المجلس البيئي الطلابي يشارك في معرض جامعة التقنية بنزوى
  • حلقة عمل بالمضيبي تستعرض مفاهيم الحد من المخدرات والمؤثرات العقلية
  • بريطانيا تخاطر بفقدان 265 مليار دولار بسبب بطء تبني الذكاء الاصطناعي في العمل
  • مؤتمر بإسطنبول يصدر توصيات حول الذكاء الاصطناعي
  • التوزيع الوظيفي.. بين الواقع والاعتبارات الإنسانية
  • كيف تعمل من المنزل باستخدام الذكاء الاصطناعي؟