حلقة عمل لنشر ثقافة توظيف شات جي بي تي في بيئة العمل
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
نظمت أكاديمية الذكاء الاصطناعي اليوم حلقة عمل تطوعية بعنوان "تحفيز الحلول الريادية والخدمات المقدمة من خلال "Chat GPT"، استهدفت 20 موظفا من هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث تهدف الحلقة إلى التعريف بتقنية "شات جي بي تي" لنشر ثقافة توظيف هذه التقنية من الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل وزيادة الإنتاجية، والتقليل من الضغط على الموظف ليجد الوقت في الابتكار المؤسسي وتحسين العمل وتجويده، إضافة إلى الاستثمار في بناء قدرات الموارد البشرية وتطويرها بأفضل الطرق، وتم ربط الدورة بتطبيق زووم ليتم الحضور التزامني في باقي أفرع الهيئة في المحافظات بهدف توسيع الاستفادة.
وقالت شريفة الحجرية إحدى المشاركات في الحلقة: "كانت فرصة مهمة لمعرفة تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة مثل "شات جي بي تي" بشكل عميق، وغيرها من التطبيقات المفيدة لجميع فئات المجتمع، وتشاركها ليلى بنت سيف المعمرية بقولها: إن الاستفادة من الحلقة تتمثل في تمكين الموظف في توظيف التقنية في بيئة العمل وتطوير الأداء والانتقال إلى مستويات أعلى من الإجادة في مختلف مجالات العمل.
وتقول المدربة د. زهرة بنت راشد الرواحية من أكاديمية الذكاء الاصطناعي: تهدف الدورة إلى التعريف بمفهوم الشات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث تناولت أهم التطبيقات المستخدمة في إعداد العروض العلمية والصور والفيدوهات العلمية والمحتوى التسويقي للمؤسسات، وكتابة المقالات وإعطاء أفضل الأفكار التي يمكن أن ينطلق منها الموظف في المشاريع بالمؤسسة، كما تناولت الدورة أخلاقيات استخدام شات جي بي تي والتحديات المستقبلية لهذه التقنيات، مضيفة إن هذه التقنية والذكاء الاصطناعي تنظر له بعض الدول على أنه نفط المستقبل ويعد الاستثمار فيه ثروة وطنية لذلك من المهم جدا نشر ثقافة الاستثمار فيه وآليات توظيفه قي تجويد العمل.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: شات جی بی تی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي… أهو باب لمستقبل واعد أم مدخل إلى المجهول؟
في إحدى المناسبات الاجتماعية، وجدت نفسي طرفاً في نقاش محتدم حول الذكاء الإصطناعي. كان بعض الحاضرين يرونه المستقبل الحتمي، الذي لا مهرب منه، وأنه سيُحدث نقلة نوعية في حياتنا، جاعلاً إياها أكثر يسرًا وإنتاجًا. وعلى الضفة الأخرى، وقف من يراه تهديدًا داهمًا، وكابوسًا مقبلًا قد يعصف بوظائف البشر، وربما يُفضي إلى نهايات مأساوية لا تختلف كثيرًا عمّا تُصوّره أفلام الخيال العلمي. وبين هذين الرأيين، جلست متأملاً، أتساءل: ما الذي يدعو بعض الناس إلى هذا الخوف العميق من الذكاء الإصطناعي؟
طالعتُ مؤخرًا مقالًا تناول هذه المسألة بشيء من التحليل، وبيّن أن رفض الذكاء الإصطناعي لا يعود إلى الخشية من فقدان الوظائف فحسب، بل يمتد إلى أسباب نفسية أعمق وأبعد غورًا. ومن أبرز هذه الأسباب، أن الذكاء الإصطناعي بالنسبة للكثيرين لا يزال بمنزلة “الصندوق الأسود”؛ يُنجز أعمالًا مبهرة دون أن يُفصح عن كيفية اتخاذه لتلك القرارات أو الأسباب الكامنة خلفها. والبشر بطبيعتهم يميلون إلى الفهم والإدراك، فإذا واجهوا أنظمة تتخذ قرارات غامضة، دون تفسير بيّن، نشأ لديهم شعور بالتهديد. ولذا، فإن الثقة بتقنيات الذكاء الإصطناعي تزداد حين تكون قراراتها مفسّرة ومعلّلة، سيما إذا اقترنت بشروحات مقنعة تبيّن لماذا اختارت هذه النتيجة دون غيرها.
ثم أن ثمة عقبة أخرى، وهي أن الذكاء الإصطناعي يفتقر إلى المشاعر والعواطف. والناس بطبعهم يفضّلون التفاعل مع من يُظهر تعاطفًا وتفهّمًا لحالاتهم النفسية والانفعالية. من هنا، يبدو الرفض واضحًا لاستخدام هذه التقنيات في مجالات تتطلب لمسة إنسانية، كالعلاج النفسي أو تقديم المشورة في العلاقات الشخصية. إلا أن بعض الشركات تسعى لتجاوز هذه المعضلة، بمحاولة إضفاء مسحة إنسانية على الذكاء الإصطناعي، وذلك بمنحه أسماء مألوفة وأصواتًا ودودة، كما هو الحال مع “أليكسا” و”سيري”، مما يُسهّل على المستخدمين التفاعل معه وقبوله.
ومن بين الأسباب التي تُثير حفيظة البعض تجاه هذه التقنية، اعتقادهم بأنها جامدة لا تتغير، ولا تملك مرونة البشر في التعلّم من الأخطاء. فالإنسان، وإن أخطأ، يتعلّم ويطوّر أداءه، بينما يُنظر إلى الذكاء الإصطناعي على أنه آلة صمّاء، لا تعرف التراجع ولا التصحيح. غير أن الحقيقة أن كثيرًا من الأنظمة الذكية مصمّمة لتتعلّم وتتطور مع مرور الوقت، كما نرى في خوارزميات التوصيات لدى “نتفليكس”، التي تتحسّن كلما زاد تفاعل المستخدم معها.
أما أكثر ما يُثير الهلع، فهو الخوف من أن يبلغ الذكاء الإصطناعي حدّ الاستقلال التام، فيتّخذ قرارات دون تدخل بشري، مما يولّد شعورًا بفقدان السيطرة. لذا، ليس من الغريب أن نرى الكثير من الناس يتحفّظون على السيارات ذاتية القيادة، خشية أن تنقلب إلى “آلات مجنونة” تتحكّم في مصائرهم. والحل يكمن في إيجاد توازن دقيق، يُبقي الإنسان داخل دائرة القرار، ويمنحه شعورًا بأنه ما زال ممسكًا بزمام الأمور.
ومهما بلغ الذكاء الإصطناعي من تطوّر وتقدّم، فلن يكون بديلاً عن الإنسان، بل أداة في خدمته، تُعينه على تحسين حياته وتيسيرها. فالرهان الحقيقي لا يكمن في مقاومته أو رفضه، بل في إدراك كيفية التعامل معه بحكمة، بحيث يتحوّل إلى حليف لا خصم، وشريك لا خصيم.
jebadr@