خبيرة أممية تحذر من تحول الصراع في السودان إلى حرب أهلية شاملة
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
أعربت مستشارة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بمنع الإبادة الجماعية أليس وايريمو نديريتو، عن قلقها إزاء "المستويات المستمرة والمستمرة للعنف على أساس الهوية في عدد من الولايات والمناطق في السودان"، قبل أن تشير إلى اتهامات لقوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها بإعدام العشرات وجرح آخرين في مستيري (غرب دارفور).
وقالت ويريمو نديريتو في بيان من نيويورك، الثلاثاي: "بعد أربعة أشهر من القتال المستمر، ومع الانتهاكات والتجاوزات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، فقد أدى ذلك إلى مستوى غير مقبول من الوفيات والإصابات ونزوح الآلاف في صراع ذو مكونات قوية تعتمد على الهوية".
وجددت المستشارة الأممية مخاوفها السابقة، التي أعربت عنها في بيانات سابقة، من أن العنف العرقي، إذا لم يتم منعه أو وقفه، يمكن أن يتصاعد ويغرق السودان بأكمله في حرب أهلية، مع ارتفاع مخاطر الإبادة الجماعية والجرائم الفظيعة ذات الصلة.
من وجهة نظر وايريمو نديريتو، فإن الصراع في السودان، في ظل الوضع الإنساني المتردي والفراغ الأمني وفجوة الحماية، لديه القدرة على إثارة العنف في المنطقة بأكملها، بما في ذلك على أسس عرقية، مما قد يشكل خطرًا متفاقمًا لمثل هذه الجرائم – وهو خطر يتفاقم بسبب الانتشار المستمر للأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة غير المشروعة.
وأعربت الخبيرة الخاصة المعنية بالإبادة الجماعية عن قلقها الخاص من أن النزاعات بين المجتمعات العرقية، المتجذرة في المظالم الطويلة الأمد بشأن ملكية الأراضي والتمثيل العرقي، يتم استغلالها من قبل الجماعات المسلحة، بما في ذلك الجنجويد وغيرها من الجماعات المسلحة المتمردة، التي يُزعم أنها تنتقم من المجتمعات العرقية، على أساس علاقاتهم بأطراف الصراع الرئيسية.
اقرأ أيضاً
قتلت 22 سودانيا.. تنديد أممي بضربة جوية في أم درمان
وأضافت: "في دارفور، يتم استهداف المدنيين الأبرياء على أساس العرق"، مشيرة إلى أن "هذه الهجمات، إذا تأكدت، يمكن أن ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
ومما يثير قلقًا كبيرًا أيضًا التقارير الأخرى التي توضح الانتهاكات والتجاوزات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي التي ارتكبتها قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، بما في ذلك، من بين أمور أخرى، الهجمات ضد الكنائس ورجال الدين، واستهداف المساليت وانتهاكات أخرى، وفق وايريمو نديريتو.
وأعرب البيان عن أسف المسؤولة الأممية للعنف الجنسي، لافتا إلى أن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان وثقت شهادات عن القتل غير القانوني والاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري، من بين انتهاكات أخرى، استنكرتها المفوضية السامية في بيان لها في 15 أغسطس/آب 2023.
ودعا إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الإبادة الجماعية"، مشيرة إلى تزايد خطر شبح الإبادة الجماعية والجرائم الفظيعة ذات الصلة.
ويخوض الجيش و"الدعم السريع"، منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد عن 4 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب الأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً
الأمم المتحدة: سقوط 730 قتيلا منذ اندلاع اشتباكات السودان
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السودان الأمم المتحدة الدعم السريع اشتباكات السودان الإبادة الجماعیة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو
أكد المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان جيريمي لورانس أن الدول التي تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية بموجب نظام روما الأساسي ملزمة بتنفيذ قراراتها.
وقال لورانس ردا على سؤال من وكالة "ريا نوفوستي" حول مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "نحن نحترم استقلالية وكفاءة المحكمة الجنائية الدولية وفقا لنظام روما الأساسي في جميع الحالات والقضايا التي تقع ضمن اختصاصها، وندعم بشكل كامل عملها في محاسبة مرتكبي أخطر الجرائم الدولية".
وأضاف: "إن الدول الأطراف في نظام روما الأساسي ملزمة باحترام وتنفيذ قرارات المحكمة".
وفي وقت سابق من اليوم الخميس أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.
وتعتبر مذكرات الاعتقال التي تصدر عن المحكمة الجنائية الدولية مُلزمة لما يزيد على 100 دولة، وهناك عدد كبير منها يقيم علاقات مع إسرائيل.
يشار إلى أن الجرائم المنسوبة إلى نتنياهو وغالانت تشمل "استخدام التجويع كسلاح حرب" و"القتل والاضطهاد" و"الأعمال اللاإنسانية".
وهذا يعني أن نتنياهو وغالانت لن يتمكنا من الآن فصاعدا من زيارة الدول الـ120 الموقعة على "معاهدة روما" التي تستند إليها المحكمة في تنفيذ قراراتها.
وتأتي هذه المذكرات بعد طلب مدعي عام محكمة الجنايات الدولية كريم خان أواسط سبتمبر الماضي بتسريع إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت.
وحينها أوضح خان أنه تعرض لضغوط من بعض قادة العالم من أجل عدم إصدار مذكرة الاعتقال.
من جانبه أكد مكتب نتنياهو في بيان له رفض مذكرتي الاعتقال واتهم المحكمة الجنائية الدولية بأنها "متحيزة سياسيًا وتمييزية"، واصفا الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة بأنها "أعدل حرب".
ولفت البيان إلى أن "القرار المعادي للسامية الذي اتخذته المحكمة الجنائية الدولية يعادل محاكمة دريفوس الحديثة.. وسوف تنتهي مثلها أيضا".
الجدير ذكره أن الإحصائيات الرسمية في قطاع غزة تشير إلى أن حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية المدعومة أمريكيا على القطاع بلغت 44095 قتيلا منذ 7 أكتوبر 2023، بعد مقتل 110 فلسطينيين بالقصف الإسرائيلي لمناطق متفرقة في القطاع منذ أمس وحتى وقت سابق من اليوم الخميس.