أعربت مستشارة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بمنع الإبادة الجماعية أليس وايريمو نديريتو، عن قلقها إزاء "المستويات المستمرة والمستمرة للعنف على أساس الهوية في عدد من الولايات والمناطق في السودان"، قبل أن تشير إلى اتهامات لقوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها بإعدام العشرات وجرح آخرين في مستيري (غرب دارفور).

وقالت ويريمو نديريتو في بيان من نيويورك، الثلاثاي: "بعد أربعة أشهر من القتال المستمر، ومع الانتهاكات والتجاوزات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، فقد أدى ذلك إلى مستوى غير مقبول من الوفيات والإصابات ونزوح الآلاف في صراع ذو مكونات قوية تعتمد على الهوية".

وجددت المستشارة الأممية مخاوفها السابقة، التي أعربت عنها في بيانات سابقة، من أن العنف العرقي، إذا لم يتم منعه أو وقفه، يمكن أن يتصاعد ويغرق السودان بأكمله في حرب أهلية، مع ارتفاع مخاطر الإبادة الجماعية والجرائم الفظيعة ذات الصلة.

من وجهة نظر وايريمو نديريتو، فإن الصراع في السودان، في ظل الوضع الإنساني المتردي والفراغ الأمني وفجوة الحماية، لديه القدرة على إثارة العنف في المنطقة بأكملها، بما في ذلك على أسس عرقية، مما قد يشكل خطرًا متفاقمًا لمثل هذه الجرائم – وهو خطر يتفاقم بسبب الانتشار المستمر للأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة غير المشروعة.

وأعربت الخبيرة الخاصة المعنية بالإبادة الجماعية عن قلقها الخاص من أن النزاعات بين المجتمعات العرقية، المتجذرة في المظالم الطويلة الأمد بشأن ملكية الأراضي والتمثيل العرقي، يتم استغلالها من قبل الجماعات المسلحة، بما في ذلك الجنجويد وغيرها من الجماعات المسلحة المتمردة، التي يُزعم أنها تنتقم من المجتمعات العرقية، على أساس علاقاتهم بأطراف الصراع الرئيسية.

اقرأ أيضاً

قتلت 22 سودانيا.. تنديد أممي بضربة جوية في أم درمان

وأضافت: "في دارفور، يتم استهداف المدنيين الأبرياء على أساس العرق"، مشيرة إلى أن "هذه الهجمات، إذا تأكدت، يمكن أن ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

ومما يثير قلقًا كبيرًا أيضًا التقارير الأخرى التي توضح الانتهاكات والتجاوزات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي التي ارتكبتها قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، بما في ذلك، من بين أمور أخرى، الهجمات ضد الكنائس ورجال الدين، واستهداف المساليت وانتهاكات أخرى، وفق وايريمو نديريتو.

وأعرب البيان عن أسف المسؤولة الأممية للعنف الجنسي، لافتا إلى أن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان وثقت شهادات عن القتل غير القانوني والاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري، من بين انتهاكات أخرى، استنكرتها المفوضية السامية في بيان لها في 15 أغسطس/آب 2023.

ودعا إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الإبادة الجماعية"، مشيرة إلى تزايد خطر شبح الإبادة الجماعية والجرائم الفظيعة ذات الصلة.

ويخوض الجيش و"الدعم السريع"، منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد عن 4 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب الأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً

الأمم المتحدة: سقوط 730 قتيلا منذ اندلاع اشتباكات السودان

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السودان الأمم المتحدة الدعم السريع اشتباكات السودان الإبادة الجماعیة الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

مجلة أميركية: جنوب السودان على شفا حرب أهلية

نشرت مجلة "ريسبونسيبل ستيتكرافت" الأميركية تحليلا لأحداث العنف المتفاقمة في دولة جنوب السودان بين قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان التابعة للرئيس سلفاكير والجناح العسكري الموالي لنائبه رياك مشار، والذي يُعرف أيضا باسم الجيش الأبيض.

وجاءت الاشتباكات المسلحة بين الفصيلين على خلفية وضع الرئيس سلفاكير في مارس/آذار الماضي نائبه مشار، الذي يتزعم المعارضة الرئيسية في البلاد، قيد الإقامة الجبرية في العاصمة جوبا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: السجون اليونانية تعج باللاجئين السودانيينlist 2 of 2إنترسبت: مشروع قانون يقمع الدروس عن فلسطين بولاية كاليفورنياend of list

وردا على احتجاز رئيسها وبعض كبار قادتها، أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة مشار التعليق الفوري لمشاركتها في الآليات الأمنية الرئيسية التي أُنشئت بموجب الاتفاق المنشط لعام 2018 بشأن حل النزاع في جمهورية جنوب السودان.

تحذيرات من الأمم المتحدة

وفي المقابل، اتهمت الحكومة مشار بالتخطيط لتمرد لعرقلة السلام والانتخابات المقبلة، وأصدرت الأمم المتحدة تحذيرات متعددة من أن جنوب السودان على شفا حرب أهلية، وحثت جميع الأطراف على التمسك باتفاق السلام.

وفي المقال التحليلي الذي نشرته المجلة الأميركية، عزت الكاتبة آشا أسوكان زيادة حدة التوتر في جنوب السودان إلى إقدام كير على تعيين رجل الأعمال بنيامين بول ميل خليفة له. وبول ميل مدرج على قائمة العقوبات الأميركية منذ عام 2017 لضلوعه في الفساد الحكومي.

إعلان

وقالت إن ما زاد طين الأوضاع الأمنية في البلاد بلة أن أوغندا أرسلت جنودا إلى جنوب السودان لدعم سلفاكير وحكومته، منتهكة بذلك حظرا للأسلحة كانت قد فرضته الأمم المتحدة.

امتداد لصراع قديم

ولفتت أسوكان إلى أن الأوضاع الحالية في جنوب السودان تشبه الصراع الذي اندلع بين الطرفين في الفترة من عام 2013 إلى 2018، والتي اتسمت باتهامات متبادلة بتدبير انقلاب، واشتباكات عنيفة، ونشر معلومات مضللة، وبث تصريحات تحرّض على الكراهية، وتعبئة الجانبين أنصارهما للمواجهة، وتورط قوى أجنبية.

ويعود تاريخ الصراع بين سلفاكير ومشار إلى ما قبل انفصال جنوب السودان في عام 2011، وفق أسوكان التي أشارت إلى أن الرئيس ينتمي إلى قبيلة الدينكا، في حين ينحدر غريمه من قبيلة النوير، وهما القبيلتان الرئيسيتان في جنوب السودان.

وكان كلاهما من الشخصيات الرئيسية في الحركة الشعبية لتحرير السودان/الجيش الشعبي لتحرير السودان، التي أسسها وقادها في البداية الراحل جون قرنق في حربها الطويلة التي انتهت بالانفصال عن السودان.

أسباب داخلية وخارجية

ومما تسبب في الجمود السياسي الذي يؤجج بدوره العنف -برأي أسوكان التي تحمل درجة الماجستير في سياسة التنمية الدولية من جامعة ديوك الأميركية- غياب الحكم الفعّال والفساد والمظالم التي لم تعالج، والتنافس المستمر للسيطرة على موارد جنوب السودان وقواته العسكرية.

وثمة تداعيات إقليمية ساهمت هي الأخرى في تفاقم الأوضاع بجنوب السودان، واعتبرت الكاتبة أن الحرب التي تدور رحاها في دولة السودان المجاورة بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان و"قوات الدعم السريع شبه العسكرية" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، لها تأثير كبير على الأحداث في الجارة الجنوبية.

وتعتقد أن التقارب بين سلفاكير وقوات الدعم السريع ربما دفع الجيش السوداني إلى تنشيط علاقاته مع رياك مشار.

إعلان

ومما يعزز هذه الشكوك -حسب أسوكان- التقارير التي تشير إلى أن الجيش الأبيض التابع لمشار قد تلقى أسلحة وأشكالا أخرى من الدعم من القوات المسلحة السودانية.

تحذير من توسّع الصراع إلى الخارج

وعلاوة على ذلك، فإن القتال الأخير بين الجيش الأبيض وقوات الدعم السريع في ولايتي أعالي النيل والنيل الأزرق يشير إلى تحرك القوات المسلحة السودانية لمنع تحركات قوات حميدتي وحليفتها الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال.

ورأت الكاتبة أن الحرب بالوكالة بين جنوب السودان والسودان، التي يغذيها دعم كل من الحكومتين للمليشيات المتعارضة، تنذر بزعزعة استقرار الدولتين والقرن الأفريقي بشكل أكبر، مما يقوض عمليات السلام الهشة أصلا، وربما يهدد بنزاع شامل أيضا قد يجر الدولتين الجارتين إلى حرب مباشرة.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك احتمال أن يزيد الصراع تدفقات اللاجئين إلى دول أخرى مجاورة مثل أوغندا وإثيوبيا وكينيا، ويقوض الأمن عبر الحدود، ويؤدي إلى اضطرابات اقتصادية.

مقالات مشابهة

  • كاتبة إسرائيلية: الإسرائيليون شركاء في حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة
  • إلغاء “ذكرى الإبادة الجماعية للفيليين”!
  • الأمم المتحدة تحذر من جرائم الحرب بمالي وتدعو للتحقيق في الإعدامات
  • بعد مراسيم المنفي.. الأمم المتحدة تحذر من “الإجراءات الأحادية”
  • ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة
  • الأمم المتحدة: الحرب في أوكرانيا تمر بنقطة تحول ويتعين وقف إطلاق النار فورًا
  • وسط التصعيد في كييف .. دعوات أممية لاتفاق سلام فوري بين روسيا وأوكرانيا
  • واشنطن بوست: على أميركا التحرك لوقف الإبادة الجماعية في السودان
  • مجلة أميركية: جنوب السودان على شفا حرب أهلية
  • مسؤولة أممية: الوضع في غزة يزداد سوءًا ومخاوف من تفشي الأمراض