مفتي الجمهورية يستقبل سفير أذربيجان لدى القاهرة لبحث أوجه تعزيز التعاون الديني والإفتائي
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
استقبل الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- الدكتور الخان بولوخوف، سفير أذربيجان لدى مصر، لبحث أوجه تعزيز التعاون الديني والإفتائي بين البلدين.
وفي مستهل اللقاء استعرض المفتي، مجهودات دار الإفتاء المصرية في إصدار الفتاوى، وضبط بوصلة الفتوى داخليًّا وخارجيًّا، مشيرًا إلى أنَّ الدار تستقبل ما يقرب من 5 آلاف فتوى يوميًّا من إداراتها المختلفة.
وأضاف أنَّ الدار أنشأت عام 2014 مرصدًا للفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة يعدُّ أداةً رصدية وبحثية هامة لخدمة المؤسسة الدينية، وأنه قد أصدر ما يقرب من 700 تقرير حتى الآن، موضحًا أن هذا المرصد قد تم تطويره لِيُصبح مركز سلام لدراسات التطرف، وهو مركز بحثي وعلمي لإعداد الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية، يرتكز على مناهج وسطية إسلامية، ويعالج مشكلات التشدد والتطرف الخاصة بالمسلمين حول العالم، ويقدم توصيات وبرامج عمل لكيفية مواجهة تلك الظاهرة الآخذة في الزيادة.
وتطرَّق المفتي إلى الحديث عن تطبيق «Fatwa Pro»، فأوضح أن دار الإفتاء سعت لمواكبة التكنولوجيا العصرية بإطلاق تطبيق إلكتروني متعدد اللغات، أُنشئ للتواصل مع الجاليات المسلمة- خاصة في الغرب- الناطقة باللغات الإنجليزية والفرنسية كمرحلة أولى ليكون بمنزلة المفتي المعتدلِ والمعين لهم على الحصول على الفتوى الرشيدة المرتبطة بالأصل والمتصلة بالعصر دون إفراط أو تفريط.
كما أوضح المفتي أنَّ الدار تهتم كذلك بتدريب المفتين وتأهيلهم، ولديها إدارة متخصصة في ذلك يتلقَّى فيها المتدربون برامج متخصصة في التدريب على الفتوى مدَّتها تصل إلى ثلاث سنوات، وتخرَّج فيها عشرات المفتين، وذلك لخلق جيل جديد من المفتين قادر على إدراك الواقع وفهم النصوص الشرعية فهمًا رشيدًا ومستنيرًا لإصدار الحكم الشرعي الصحيح.
فيما أشار مفتي الجمهورية إلى استعدادات دار الإفتاء المصرية لعقد مؤتمرها العالمي الثامن في أكتوبر القادم بعنوان "الفتوى وتحديات الألفية الثالثة" تحت مظلَّة الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، مشيرًا إلى أنَّ شيخ الإسلام في أذربيجان سماحة الشيخ الله شكر زادة سيكون ضيفًا رئيسيًّا في المؤتمر.
وأبدى المفتي إستعداد دار الإفتاء المصرية الكامل لكافة أشكال التعاون بين دار الإفتاء وأذربيجان، وكذلك استقبال الطلبة الأذربيجانيين لتدريبهم على مهارات الإفتاء.
من جانبه أثنى الدكتور الخان بولوخوف، سفير أذربيجان لدى مصر، على جهود دار الإفتاء المصرية في مصر والخارج، معربًا عن تقديره لدعم مصر لأذربيجان منذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتي وحتى الآن.
كما أعرب أيضًا عن امتنانه لجهود الأزهر الشريف في دعم طلاب أذربيجان الذين يدرسون في ربوعه، معبرًا عن تمنياته بنجاح مؤتمر الإفتاء المرتقب، وتطلعه إلى المزيد من التعاون والدعم مع دار الإفتاء المصرية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: القاهرة مفتي الجمهورية سفير أذربيجان التعاون الديني دور الإفتاء المصرية دار الإفتاء المصریة
إقرأ أيضاً:
المفتي يوضح حكم التجرؤ على الفتوى بلا علم: يؤدي إلى ضلال المجتمع
قال الدكتور نظير عياد، مفتى الديار المصرية، إن الفتوى في الشريعة الإسلامية من أهم المسؤوليات التي تتطلب تقوى الله ومعرفة عميقة بالواقع والفقه، مؤكدا أن بعض الأشخاص يتصدرون للفتوى دون علم، ويغفلون عواقب هذه الفتاوى التي قد تؤدي إلى ضلال المجتمعات.
وقال مفتى الديار المصرية، خلال حلقة برنامج "مع المفتي"، أن من أخطر الأمور التجرؤ على دين الله تبارك وتعالى، خصوصًا وأن التجرؤ على الفتوى هو تجرؤ على الدين، وخصوصًا وأن النظرة للمفتي هي نظرة مكسوة بمزيد من الإجلال والاحترام والتقدير نتيجة عظمة هذه المهمة التي كُلف بها من قبل الله تبارك وتعالى، فهو يوقع عن الله تبارك وتعالى، وبالتالي، لابد لمن يتصدى لهذا الجانب أن يستحضر الخشية من الله تبارك وتعالى، لأن فتوى قد تؤدي بإنزالها أو إعلانها إلى ضلال العالم بأسره، ولذا قيل: إذا ذل العالم، ذل بذلته عالم".
وتابع: "هنا بشكل عام، إذا ما توقفت على قضية الحلال والحرام، قضية الصحة والبطلان، تجد أن الأمر أعظم لأنه يتعلق بأعمال مكلف، هذا المكلف الذي سيحاسب على الصحة أو على الخطأ، وبالتالي لابد لمن يعمل على تجلية هذه الأمور لمن يستفتيه أن يكون مدركًا لهذه الأبعاد، لأن الفتوى هي أشبه، بل هي دين، وبالتالي نص العلماء على ضرورة النظر في من نأخذ عنه هذا الدين، ونهانا عن حرمة القول على الله تعالى بدون علم، كما نهانا القرآن الكريم عن التجرؤ على الحلال والحرام بدون علم، لأن ذلك كله يلزم عنه هذه الأمور التي تؤدي إلى فتاوى غير رشيدة، يلزم عنها اختلال الموازين والحكم على الأشخاص والمجتمعات، بل وربما انتشار الاختلاف، بل ربما واد النفوس وواد العقول، والحكم على الأمور بغير ما ينبغي أن تكون عليه".
واستكمل: "ومن ثم نقول أننا نتحدث عن أحد الموضوعات المهمة، حال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ووجدنا منهم من يتحدث بأنه كانت تأتيه الفتوى فيلقيها إلى من هو بجواره، ووجدنا من التابعين من ينص بأنه عايش أو عاصر أو التقى بقُرابة 120 من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كانت تعرض الفتوى على الأول فيقوم بنقلها إلى الثاني، وفي الثالث حتى تعود إليه مرة أخرى، أجركم على الفتيا أجركم على الدين، فهي قضية في منتهى الخطورة، ومن ثم ينبغي لمن يسلك هذا الطريق أن يستحضر أولاً الخشية من الله تبارك وتعالى، ثم لابد أن يكون ملمًا بأدواته وأصول هذا العلم".
وأَضاف: "أنا أقول الخشية من الله تبارك وتعالى، لماذا؟ لأنك ربما تجد من بين الناس من هو من أهل العلم، لكن لديه الجرأة على الفتيا في الدين، فيعمل أحيانًا على التوفيق أو التلفيق أو تتبع الرخص في المذاهب، ثم يفتي للناس بأمور بعيدة عن مناط الشارع الحكيم، اعتمادًا منه على قوالب الوعي أو اعتمادًا منه على أن الشخص السائل إنما يعتمد على المقولة الشائعة بأن السائل مذهبه مذهب مفتيه، وهنا قضية خطيرة، وإذا كان الإنسان عالمًا جامعًا لأدوات العلم المتعلق بالفتوى من فقه وأصول ولغة عربية ومقاصد ومعرفة بالمقالات وواقع، لكنه لا يكون خائفًا من الله تبارك وتعالى، مستحضرًا ربنا تبارك وتعالى فيما يمضيه من أحكام تتعلق بأحوال المكلفين والعلاقات التي تربطهم في تعاملاتهم مع ربهم أو مع غيرهم أو مع أنفسهم أو مع عناصر الكون، أدى ذلك إلى خلل في الفكر والسلوك، ومن ثم غياب ما يسمى بالأمن الفكري، الذي إذا غاب، غاب معه الخير".