مهرجان الإسماعيلية يناقش قضية الاستلهام والتوظيف في فنون القول بالفنون الشعبية
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
شهدت القرية الأولمبية بالإسماعيلية، انعقاد ثانى جلسات الندوة العلمية "استلهام وتوظيف عناصر التراث والمأثور الشعبي في فرق الفنون الشعبية"، ضمن مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية في دورته الثالثة والعشرين الذي يقام برعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزير الثقافة، واللواء شريف فهمي بشارة محافظ الإسماعيلية، وتُنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، ومحافظة الإسماعيلية، وهيئة قناة السويس، وهيئة تنشيط السياحة.
أقيمت الجلسة الثانية بعنوان "توظيف فنون القول في فرق الفنون الشعبية"، أدارها الشاعر مسعود شومان، شارك بها الكاتب الصحفي والشاعر جمال حراجي، والشاعر عبده المصري، والباحث والشاعر مدحت منير.
في البداية تحدث الشاعر مسعود شومان عن قضية الاستلهام والتوظيف في فنون القول بالفنون الشعبية، كما تناول الحديث عن مدى الحرية في التوظيف والاستلهام في فنون القول، وعدم الاعتماد على القوالب القولية الجاهزة، موضحا تعدد أنواع فنون القول في الفنون الشعبية كفن الموال، المربع كمربعات ابن عروس، فن النميم المستخدم في الفنون الشعبية بأسوان، فن الدوبيت المرتبط بحلايب والشلاتين، فكل منطقة من المناطق بمصر لها فنونها القولية المميزة بها، مؤكدا أن الفنون الشعبية ليست مجرد رقصة وإنما تعبير عن ثقافة أمة ووطن.
وتطرق الشاعر مدحت منير للفرق بين السياق الشعبي والجماهيرى في الفنون الشعبية، حيث سرد تاريخ آلة السمسمية في مدن القناة، موضحا أن آلة السمسمية كظاهرة انقسم حولها الباحثون كونها فن شعبي وفن جماهيري، فالفن الشعبي يعيش في الحياة وله وظيفة أساسية في مناسبات الحياة كالأفراح، الأسبوع، أما الفن الجماهيرى ليس بالضرورة أن يكون مرتبطا بالحياة مثل الفن الشعبي، وتطرق بالحديث عن كيفية تشكيل ظاهرة السمسمية في فنون الشعبية بمدن القناة وتوظيفها في الأغاني الشعبية التى تغلبت على الثقافة الاستعمارية التي كانت موجودة في مدن القناة، حيث استطاعت آلة السمسمية في حشد الروح المعنوي وبث روح المقاومة والنضال في أهالى مدن القناة أثناء الاستعمار الأجنبي، فقامت آلة السمسمية بوظيفة نضالية لمواجهة الاستعمار.
وأشار الشاعر عبده المصري إلى آليات الاستلهام في الفنون الشعبية، والفنون القولية التى تعتمد على التعبير عن أحلام وهموم أهالى كل محافظة، موضحا أنواع الفنون القولية ودورها في الفنون الشعبية، فلا يوجد رقصة شعبي بدون فن القول، مستشهدا بزكريا الحجاوي أحد رواد الفن الشعبي المصري الذى يجمع بين الأغانى والسير الشعبية لإعادة التذكير بأهمية الفن الشعبي ودوره في المجتمع، ودور الأديب الراحل يحيى حقي في مجال الفنون الشعبية، كما تحدث عن فرقتي رضا للفنون الشعبية
والقومية للفنون الشعبية ورقصات والغناء المصاحبة بفرق الفنون الشعبية، ودور الموسيقار على إسماعيل في الأغانى المصاحب للرقصات بفرقة رضا القومية، وطالب باستعادة الزخم الشعبي من الريف والصعيد.
أوضح الكاتب الصحفي جمال حراجي أن الفنون القولية لا تعتمد على لهجة واحدة خاصة بمنطقة معينة بل تختلف حسب كل منطقة ثقافية حيث تتميز كل محافظة من محافظات مصر بلهجة مميزة، كما أوضح الفرق بين المستلهم والمحدث في الفنون الشعبية، وشدد على ضرورة وجود توافق بين الرقصة والكلمة واللحن والزي في أي تابلوه استعراضي فني، كما طالب بعمل مشروع في مدن القناة لتوثيق فن السمسمية للحفاظ على الهوية المصرية من الاندثار والضياع.
وفي الختام تم فتح باب المداخلات والمناقشات للحضور، ومن بين تلك المداخلات مداخلة تحدث بها محمد حجاج مدير عام الإدارة العامة للفنون الشعبية حول عمل مشروع لجمع تراث الأقاليم في أوبريت يتحدث عن فنون شعبية لكل إقليم من أقاليم مصر الستة للحفاظ على هوية الفنون الشعبية بمصر، ودارت المداخلات الأخرى مؤكدة على مقترح الشاعر مسعود شومان بضرورة وجود باحث في كل فرقة من فرق الفنون الشعبية للمحافظة على التراث الشعبي لكل محافظة من محافظات مصر.
يشار إلى أن مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية في دورته 23 يشارك به 17 فرقة فنون شعبية مصرية وأجنبية، وتقام فعاليات قصور الثقافة بالمهرجان بالتعاون بين الإدارة المركزية للشئون الفنية، وإقليم القناة وسيناء الثقافي برئاسة أمل عبد الله، وفرع ثقافة الإسماعيلية برئاسة شيرين عبد الرحمن، وتقام في نادي الشيخ زايد، ونادي الفيروز، ونادي الدنفاه، ونادي الأسرة، وفايد، والقنطرة غرب، والقصاصين، وتستمر حتى 8 سبتمبر الحالي.
373548508_693525062811868_532530862148904640_n 375309069_693525119478529_5251014885153942509_n 375553919_693526006145107_778829338994270584_n
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فرق الفنون الشعبية محافظة الاسماعيلية هيئة قناة السويس فی الفنون الشعبیة للفنون الشعبیة فنون الشعبیة الفن الشعبی فی فنون
إقرأ أيضاً:
روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية .. مرآة تعكس روائع الأمة
احتفل المتحف الوطني صباح اليوم بافتتاح معرض "روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية"، برعاية معالي سالم بن محمد المحروقي، وزير التراث والسياحة ورئيس مجلس أمناء المتحف الوطني، وبحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم إمارة الشارقة، ويأتي المعرض نتيجة تعاون بين المتحف الوطني وهيئة الشارقة للمتاحف.
ويهدف المعرض، الذي يستمر حتى الثالث من مايو القادم، إلى إبراز جمالية الفن الإسلامي وتطوره جنبًا إلى جنب مع الإسهامات العلمية لعلماء المسلمين عبر العصور، من خلال عرض 82 مُقتنى فريدًا من روائع فنون الحضارة الإسلامية ونتاج العلماء المسلمين، تعكس جميعها مدى ثراء الثقافة الإسلامية وصمودها عبر الأزمان والحروب، إلى جانب تأثيرها وتأثرها بمناحي الحياة العلمية والاجتماعية والفنية، ومن بين أبرز المقتنيات المعروضة مصحف مخطوط يعود لعام 1074 هجريًا، وأول درهم مغولي فضي لهولاكو تم سكه في بغداد بعد الاحتلال المغولي للدولة العباسية عام 659 هجريًا، وإبريق من الفخار المذهب يعود إلى القرن السابع الهجري، وغيرها من المعروضات النادرة.
كنوز معرفية
وفي كلمة له قبل افتتاح المعرض، قال سعادة جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني: في إطار الدبلوماسية الثقافية التي ينتهجها المتحف الوطني، يُقام معرض "روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية" في المتحف الوطني، وهو استمرار لخطوة خطاها المتحف الوطني، بدءًا بإقامة معرض "الحضارة العُمانية: النشأة والتطور" في عام 2023 في متحف الشارقة للآثار، والذي حظي برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ما فتح أبواب التعاون المتحفي بين المتحف الوطني وهيئة الشارقة للمتاحف.
وأضاف: يقدم معرض "روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية" مقتنيات تمثل كنوزًا معرفية من العصور الإسلامية، والتي يمكن الاستدلال بها على التقدم العلمي والحضاري والمعرفي الذي كانت تشهده تلك العصور، وكيف أسهم الإسلام في تأسيس حضارة متينة أساسها العلم، والارتقاء بالمعرفة والنهوض بالمعارف البشرية وتسخيرها لخدمة الأرض والإنسان.
معروضات نادرة
كما قدمت سعادة عائشة راشد ديماس، المديرة العامة لهيئة الشارقة للمتاحف، كلمة قالت فيها: المعرض يجسد الروابط الأخوية الوثيقة والعلاقات التاريخية العميقة التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان، في ظل دعم ورعاية القيادتين الحكيمتين لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وجلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان الشقيقة، وحرصهما على تعزيز التعاون والعمل المشترك ودفعه إلى آفاق أرحب، ولقد كانت زيارة صاحب السمو حاكم الشارقة إلى سلطنة عُمان حافزًا رئيسيًا لتنظيم هذا المعرض، ترجمة لرؤيته السديدة في توظيف الثقافة والفنون كجسر يعزز الروابط المتينة بين الأشقاء، ويكرس قيم التعاون والتبادل الثقافي بين بلدينا، والتي تؤطرها الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية الممتدة عبر التاريخ في مختلف المجالات.
وتابعت قائلة: يسعدنا أن نقدم عبر هذا المعرض مجموعة استثنائية من القطع النادرة، التي يُعرض بعضها للمرة الأولى خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، لتكون شاهدة على الإرث العريق الذي يجمع شعبينا، ويعكس الروابط التاريخية العميقة، وهذه المجموعة تعكس الحرفية الفائقة والإبداع الذي تميزت به الحضارة الإسلامية عبر العصور، ومن بين هذه التحف الفريدة، إبريق من الفخار المذهب يعود إلى القرن السابع الهجري، والذي يعد نموذجًا يدل على استمرارية الفنون الإسلامية عبر العصور رغم التغيرات في الحكم والاقتصاد وحتى مواد الإنتاج، وأول درهم إسلامي سُك في بغداد بعد الاحتلال المغولي عام 656 هجريًا، في دلالة على صمود الحضارة الإسلامية وقدرتها على التجدد، إضافة إلى مصحف مخطوط يعود لعام 1074 هجريًا، خطَّه الخطاط حافظ عثمان، الذي يعد من أعظم الخطاطين العثمانيين في عصره.
ثلاثة أقسام
ورافقت انتصار العبيدلي، أمينة متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، راعي الحفل والضيوف أثناء تجولهم في المعرض، مقدمة لهم شرحًا وافيًا عن أقسامه الثلاثة وما يضمه من مقتنيات متنوعة.
وفي لقاء مع وسائل الإعلام، قالت العبيدلي: سعدنا بهذا التعاون مع المتحف الوطني لعرض 82 مقتنى تم توزيعها على ثلاثة أقسام رئيسية، بدءًا بقسم فنون الخط، مرورًا بقسم علوم وابتكارات، وانتهاء بقسم التناغم والتنوع، وهذه المجموعة القيمة، التي عكست التطور الحضاري الإسلامي تاريخيًا وجغرافيًا، ستتيح للزائر الاستمتاع بمشاهدة روعة الفنون الإسلامية، من فنون الخط العربي التي تجسدت في مجموعة متنوعة من المواد، كالمخطوطات والمسبوكات الإسلامية، إلى المصاحف والصفحات القرآنية، كما يسلط المعرض الضوء على إسهامات علماء المسلمين، متضمنًا أدوات فلكية مختلفة، وأخرى طبية استخدمت في مجالات متعددة، منها أدوات الكي، بالإضافة إلى مخطوط طبي مترجم من اليونانية إلى العربية، وهناك كذلك مقتنيات مصنوعة من الزجاج والمشغولات المعدنية والفخار، تجسد التبادل الثقافي والاجتماعي والاقتصادي بين الحضارات الإسلامية عبر العصور.