بين البرهان و«قضاريف» عبد الرحمن.. كيف أصبح الحُلم حقيقة؟
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
بورتسودان – نبض السودان
لم يكن أكثر المتفائلين من شركاء العملية الزراعية يتوقعون نجاحا لمبادرة والي القضارف المكلف محمد عبد الرحمن محجوب بالانتظام ضمن كتلة واسعة في ولايات الانتاج المطري، لتحقيق موسم انتاجي مختلف قليلا، بل ان البعض ذهب للنظر بتندر لتلك المبادرة من واقع ما كانت تعايشه البلاد من وضع سياسي خانق، وقتها لم تكن الحرب قد اشتعلت في العاصمة الخرطوم، لكن بعزيمة واصرار تحدي الوالي عبد الرحمن ذلك الواقع وطرح مبادرته التي اصبحت الان حقيقة وهاهي تقدم يوما بعد يوم درس من دروس المثابرة والصبر، والقدرة علي العطاء.
أمس فقط قدم رئيس لجنة انجاح الموسم الزراعي والي القضارف المكلف محمد عبد الرحمن محجوب التقرير النهائي للجنته في المرحلة الاولي من الموسم الزراعي لرئيس مجلس السيادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان، وهي مرحلة التأسيس وتمويل المدخلات الزراعية، ويُعد التقرير أحد أهم مقررات الاجتماع الاول للجنة، وقرار تأسيسها، وأحد اختصاصاتها الهامة.
ولجنة انجاح الموسم الزراعي مؤسسة قامت بمبادرة من والي القضارف المكلف محمد عبد الرحمن محجوب قبل اشتعال الحرب في العاصمة الخرطوم، حيث تبني والي القضارف رؤية لتعيين مستوي يضم جميع ولايات الزراعة المطرية بالبلاد لتنسيق العمل فيما بينها وتوفير كل ما يستلزم من مدخلات الانتاج، ووقود الجازولين، وكيفية حصول المنتجين علي التمويل، علي ان يتم ذلك في أوقات مبكرة من ومواقيت تتناسب مع فصل الامطار.
صدر قرار لجنة انجاح الموسم الزراعي فعليا خلال شهر مايو المنصرم حيث أعلن والي ولاية الجزيرة المكلف ان اجتماعا مشتركا بين وزير المالية الاتحادي دكتور جبريل ابراهيم وولاة الولايات أقر تشكيل لجنة لانجاح الموسم الزراعي واوكل رئاستها لوالي القضارف المكلف محمد عبد الرحمن محجوب، وجاءت اختصاصات ومهام اللجنة بالعمل علي سير ومتابعة الموسم الزراعي، والعمل علي توفير مدخلات الانتاج، وتكوين هياكل رصيفة للجنة بالولايات علي ان تقدم تقريرا نهائيا عن سير عمل اللجنة خلال اسبوعين.
حققت اللجنة عدد من الانجازات والنجاحات الضخمة في مقدمتها اعلان السياسات الزراعية الجديدة من ولاية القضارف كسياسات استثنائية وفي موسم استثنائي، فيما استطاعت اللجنة في ظرف زمني قصير من التعاقد مع شركات البترول لتوفير الوقود للمنتجين، حيث تم تمويل مساحة (30) مليون فدان من جملة (57) مليون هي المساحة المستهدفة لجميع ولايات البلاد، وشملت السياسات سعر مجز للسلم، فضلا عن اعادة تمويل المزارعين بما في ذلك المزارعين المعسرين، ومثلت تلك السياسات أحد النجاحات الكبيرة للموسم الانتاجي، فيما مثل تدخل بنك النيل عبر لجنة انجاح الموسم الزراعي وبمبادرة من رئيسها محمد عبد الرحمن، أحد أبرز معطيات النجاح للموسم الزراعي، حيث استطاع البنك من تمويل بقيمة (20) ترليون جنيه في المرحلة الاولي فقط، ويتواصل التمويل حتي الان في مراحل النظافة، وليس اقل من ذلك بداية عمليات التمويل منذ شهر يونيو كأول مرة في تاريخ العملية الانتاجية، حيث كانت يتأخر التمويل لأكثر من شهر وشهرين ما يؤدي لتفويت مواقيت الانتاج.
وكفعل مفصلي في عمل اللجنة فقد قدمت تقريرها “الثلاثاء” لرئيس مجلس السيادة، شاملا كل الخطوات التي قامت بها في سبيل انجاح الموسم الزراعي، والنجاحات التي تحققت بفضل تكوين اللجنة في وقت مبكر..وأطلع رئيس اللجنة عقب الاجتماع الذي ضمهم بالبرهان ووزير المالية أطلع رئيس مجلس السيادة على الترتيبات الجارية لإنجاح الموسم الزراعي بالبلاد، ومعالجة المعوقات التي تواجه الموسم، وأشار والي القضارف المكلف الاستاذ محمد عبدالرحمن محجوب فى تصريح صحفي إلى الترتيبات التى بذلت لتأمين الغذاء وإنجاح الموسم الزراعي، منوهاً إلى صدور القرار الخاص بتكوين اللجنة العليا لإنجاح الموسم والتي تضم الجهات ذات الصلة، مؤكداً سعيهم لتوفير الأمن الغذائي في البلاد، وأشار الوالي إلى أن جملة المساحات المستهدفة للزراعة بلغت حوالى (47) مليون فدان، فيما بلغت المساحات التي تم زراعتها حتى الخامس عشر من أغسطس الماضي (27) مليون فدان، كما تم زراعة مليون فدان في القطاع الصيفي، مشيراً إلى الإنتهاء من المرحلة الأولى من عملية إنجاح الموسم الزراعي، وقال أن المرحلة الثانية تشمل نظافة الكديب ،مبيناً أن المبالغ المطلوبة على مستوي السودان تقدر بحوالى (110) مليار جنيه، وقال محجوب ” نبشر الشعب السوداني بأن الموسم الزراعي ناجح، وأن المخزون الاستراتيجي متوفر بكميات كبيرة”.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: البرهان بين عبد الرحمن ملیون فدان
إقرأ أيضاً:
افتتحه حاكم الشارقة.. معرض مخطوطات قرآنية يقدم رحلة عبر 1300 عام
افتتح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، اليوم الأربعاء، معرض "حروف خالدة: مخطوطات قرآنية من مجموعة عبد الرحمن العويس"، وذلك في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية.
وكان في استقباله لدى وصوله كل من، صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي، رئيس مكتب الحاكم، والشيخة نوار بنت أحمد القاسمي، مديرة مؤسسة الشارقة للفنون، وعبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، ومحمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، وعدد من رؤساء ومديري عموم الدوائر المحلية في حكومة الشارقة، والمهتمين والمثقفين. رحلة تاريخية ويُقدم المعرض، رحلةً ثقافية تاريخية عبر 1300 عام من تاريخ المخطوطات القرآنية وفن الخط العربي، وهي جزء من المجموعة الخاصة لعبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، والتي جُمعت بعناية على مدى عقدين من الزمان، حيث تعكس تنوع الأنماط والتقاليد الثقافية والفنية لفن الخط العربي والإسلامي وتأثّره وتأثيره، بدءًا من الصين وصولًا إلى الأندلس.وتجوّل حاكم الشارقة في أروقة المعرض المتنوعة، والذي يتضمن 81 مخطوطةً قرآنية تُعرض للمرة الأولى، تحتفي بتراث فن الخط العربي وجماليات المخطوطات عبر العصور والدول المختلفة، وتمثّل أمثلةً بديعة على فنون إنتاج المصاحف والاهتمام بتدوينها وحفظها وزخرفتها والعناية بأغلفتها وتجليدها وتلوينها.
وتعرّف حاكم الشارقة، خلال جولته، على ما تعرضه أقسام المعرض السبعة التي تعكس فترات تاريخية مختلفة من مخطوطات وصفحات ومصاحف قرآنية متنوعة الأحجام والخطوط، والزخارف الإسلامية، وتعبّر عن تطور فن الخط العربي والإسلامي عبر العصور. عناوين وتضمنت أقسام المعرض عدداً من العناوين منها، من النصّ إلى الفن: القرون الإسلامية الأولى، وفن الكتابة في عصر التغيير من القرن العاشر إلى القرن الثالث عشر، والأندلس وشمال إفريقيا: التقليد الغربي، وتصاميم إمبراطورية: إيران والهند وتركيا، إلى جانب قسم سلسلة الخطاطين: تقاليد الخط العثماني.
واستمع حاكم الشارقة إلى شرحٍ مفصل عما يضمه المعرض من نماذج تُبيّن تطور المخطوطات القرآنية، بما في ذلك القرآن الأزرق المكتوب بالذهب على الرق المصبوغ باللون النيلي، وعدد آخر منها والتي أُعدت بتكليف من كبار الشخصيات آنذاك، كما اطلع سموه على مجموعة من المخطوطات التي أبرزت جمال فن الخطوط الاسلامية والطرق المتنوعة لإبداع كتابة المصاحف والتي عبّرت عن مجموعةً من السمات الإقليمية والأساس الثقافي المشترك، وتنوعت الخطوط التي كتبت بها المعروضات ما بين: خط المُحقّق، والتعليق، والخط المغربي بأنواعه المختلفة، والنسخ والرقعة والريحان والثُلث، وغيرها.
وتوقف لدى نماذج متنوعة تتضمن صفحات من القرآن الكريم مكتوبة بالخط الحجازي والكوفي النادر من القرن السابع، وصفحات مُذهّبة من العصور الإسلامية المتأخرة، كالفترة العثمانية والفارسية والأندلسية.
وعقب الافتتاح، تسلم حاكم الشارقة، هدية تذكارية من عبد الرحمن بن محمد العويس، عبارة عن مخطوط عربي، قرآن كريم، نموذج صفوي من إيران، على الورق، مكتوب بخط النسخ وبالمداد الأسود، كتبه مير محمد صالح محمد حسين الطبيب الموسوي، في العام 1682.