بستان "أبو لبن" بيافا.. حينما سفكت "الهاجاناة" الدماء وشهد عليها البريطانيون
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
الداخل المحتل - خاص صفا
ليست عمليات تفجير المنازل التي تشهدها الضفة الغربية المحتلة أو قصفها على رؤوس ساكنيها في غزة، سوى صورة مصغرة لباع طول، وتاريخ إسرائيلي أسود، يمتد لما يزيد عن 75 عاما، ويشهد عليه بستان "الحاج أبو لبن" بيافا في أراضي الـ48 المحتلة.
ولا فرق بين تفجير المنازل على رؤوس ساكنيها اليوم وبالأمس، فمنذ عقود وإلى اليوم، لم تُحاكم عصابات الاحتلال، التي كل ما في الأمر أنها تطورت إلى جيش.
فبين مدينة يافا وقرية ملبس، يقع بستان حمضيات كبير، لا تزال بواقي مبنى شهد مجزرة تفجيره وبداخله أطفال، باقية وشاهدة وحيدة على المجزرة.
وانبرى مؤخرًا محامون ونشطاء في داخل أراضي الـ48 المحتلة، للكشف عن وثائق وملفات تكشف مجازر مخفية لدى "إسرائيل"، لإدانتها فيها عبر منظمات ومنصات ومحاكم دولية.
مباغتة السلام
ويقول المختص بالكشف عن ملفات ومجازر مخفية ارتكبتها "إسرائيل" وتطمسها في أرشيفها، المحامي جهاد أبو ريا: "إن البستان كان يملكه الحاج رشيد أبو لبن ابن مدينة يافا، وكان في داخله بناية مكونة من طابقين ويشكل مسكناً للعمال البسطاء الذين يعملون في البستان".
ويضيف أن المبنى المتواجدة بقاياه إلى اليوم، كان يقيم فيه تسعة عمال على الأقل، بالإضافة إلى عائلة مكونة من سبعة أشخاص.
وأفراد العائلة "أبو دبسي"- حسب أبو ريا- هم: الأب يوسف أبو دبسي (50 عاما) والأم خضرة (40 عاما) وأبنائهم محمد (22 عاما), وافية ( 10 سنوات) وضحة (8 سنوات) وندى (7 سنوات) ويحيى (3 سنوات).
وعن أحداث المجزرة، يروي "أنها وقعت يوم السبت الموافق 15/8/1947، في ساعات منتصف الليل، حينما انطلق 15 إلى 20 عنصرًا من أعضاء عصابة الهاجاناه اليهودية، من بلدة ابن بريق تجاه بستان أبو لبن، بهدف تفجير البيت على سكانه وقتلهم".
وحسب الوثائق، فإن الإرهابي موشيه جرشوني كان قائد المجموعة التي اقتحمت البستان، والتي تقسمت إلى ثلاث خلايا إرهابية، الأولى يقودها هلل فينر، والثانية يقودها يهوشع سجيه، والثالثة يقودها طوفيا هلر.
ويذكر أبو ريا أنه مع وصول مجموعة "الهاجاناه" الإرهابية، فخخ عناصرها البيت، ثم فجروه على رؤوس سكانيه، حيث كانت تتواجد داخله عائلة دبسي مع أربعة من أطفالها تتراوح أعمارهم بين ثلاث سنوات وعشر سنوات، بالإضافة إلى تسعة عمال من البستان.
استكمالها بمجزرتيْن
وتؤكد الوثائق لدى أبو ريا أن "كل أفراد عائلة دبسي استشهدوا وخمسة عمال آخرين، فيما نجا أربعة عمال من الانفجار، وحاولوا الهرب "إلا أن أعضاء العصابة الصهيونية، أطلقوا النار على العمال، وأعدموهم"، حسب أبو ريا.
ولم تتوقف المجزرة عند هذا الحد، فمع سماع دوي الانفجار في البستان، هرع بعض سكان المنطقة إلى المكان لإنقاذ سكان البيت، وهو ما قابله أعضاء "الهاجاناة" بإطلاق النار عليهم، وقتلهم جميعًا.
شاهد من أهلها
و"شهد شاهد من أهل المجزرة عليها"، فعقب ارتكابها أصدرت شرطة الانتداب البريطاني بيانًا حولها، وفق أبو ريا.
وجاء في البيان أنه "في منتصف الليل 15 آب/أغسطس، هاجم خمسة عشر إلى عشرين إرهابيًا يهودياً مدججين بالرشاشات والمسدسات بستان الحاج رشيد أبو لبن في شارع يافا – ملبس، واقتربوا من البيت الذي نام به أبناء عائلة من سبعة أنفار، بالإضافة إلى تسعة عمال، واليهود فجروا البيت بتفعيل كهربائي، كوابل الكهرباء وجدت في المنطقة، ثم ألقوا القبض على أربعة عمال وأطلقوا النار عليهم".
وأكمل البيان "عائلة من سبعة أفراد قبرت تحت الردم، وأسماء القتلى من عائلة دبسي يوسف (50 عاما) زوجته خضرة (40 عاما) محمد (22عاما) وافية (10 أعوام) وضحة (ندى 7 أعوام) يحيى (3 أعوام)، حسب بيان الشرطة البريطانية.
يُذكر أن "إسرائيل" تخفي في أرشيفها مئات ملفات المجازر التي ارتكبتها عصاباتها، إبان أحداث النكبة الفلسطينية التي وقعت عام 1948.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
ضمن مبادرة «بداية».. إطلاق قافلة خدمات متكاملة غدًا بقرية البستان بدلنجات البحيرة
تنطلق غدًا الثلاثاء 5 نوفمبر الجاري قافلة خدمات موسعة بقرية البستان بالدلنجات، ضمن جهود محافظة البحيرة لتعزيز التنمية البشرية والمجتمعية، ولتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين وتسهيل وصول الخدمات إليهم في أماكنهم.
يأتي ذلك في إطار المبادرة الرئاسية «بداية لبناء الإنسان المصري» وتحت رعاية الدكتورة جاكلين عازر، محافظ البحيرة.
وفقًا لبيان إعلامي، من المقرر أن تنطلق فعاليات القافلة بدءًا من الساعة التاسعة صباحًا بجوار الوحدة الصحية بالقرية، حيث سيتم خلالها توفير العديد من الخدمات في مختلف القطاعات.
تتضمن القافلة خدمات صحية شاملة من خلال مديرية الصحة بالبحيرة، بالإضافة إلى بطاقات الرقم القومي للسيدات مجانًا بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، وخدمات استعلام التضامن الاجتماعي. كما سيتم تقديم خدمات المكتبة المتنقلة التي تقدمها مكتبة مصر العامة بدمنهور.
كما تتضمن القافلة سيارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي «ا
لمياه في خدمتك» والتي تقدم خدمات شحن العدادات مسبقة الدفع وإتمام التعاقدات من داخل السيارة. كما تتيح إمكانية تقديم خدمات مخصصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يقوم موظفو خدمة العملاء بتيسير الإجراءات لهم في أماكنهم.
وتشهد القافلة تقديم العديد من الأنشطة، منها ورش عمل للأطفال، وفعاليات توعوية بأهمية ترشيد استهلاك المياه، بالإضافة إلى توفير سيارات التموين المحملة بالسلع الغذائية بأسعار مخفضة ومنتجات عالية الجودة، مما يسهم في تخفيف العبء المعيشي عن المواطنين.
يأتي ذلك ضمن الجهود المبذولة لتعزيز التعاون المجتمعي والعمل مع الجهات المعنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما يسهم في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.