بوابة الوفد:
2025-03-16@01:47:54 GMT

حكم تفريق أشواط السعي في المناسك بسبب عذر

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية، إن التتابع والموالاة بين أشواط السعي بين الصفا والمروة سُنَّةٌ يُثاب فاعِلُها، وليست شرطًا لصحة السعي، فيجوز تفريق الأشواط لعذرٍ، ويُكْرَه لغير عذر ولا يَبطل السعي، وسواءٌ كان الفصلُ بينها بزمَنٍ يَسِيرٍ -كأن يُسَلِّمَ الساعي على شخصٍ يعرفه، أو يَقِفَ لشُرب الماء، أو غير ذلك ممَّا لا يَستغرق وقتًا يُشْعِرُ أنَّ صاحبَه تَرَكَ هيئة السعي التي هو عليها-، أو كان زمَن الفصل طويلًا -كأنْ يستغرق وقتُ السعي يومًا أو ليلةً أو أكثر مِن ذلك-، ويبني الساعي في الحالتين على ما سَبق مِن الأشواط مِن غير ابتداء؛ لأنَّ السعي نُسُكٌ لا يتعلَّقُ بالبيتِ، فلم تُشترَط له الموالاةُ، كالرَّمْيِ والحَلْقِ.

هل يجوز أداء العمرة لأحد الأقارب مقابل مبلغ مالي؟.. الإفتاء تحسم الجدل أمين بدار الإفتاء يكشف حكم بيع جواب سيارات المعاقين.. فيديو

واستشهدت الإفتاء، بما روي عَنْ هشام بن عُرْوَةَ، عن أبيه أنَّ "سَوْدَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ كَانَتْ عِنْدَ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَخَرَجَتْ تَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ مَاشِيَةً، وَكَانَتِ امْرَأَةً ثَقِيلَةً، فَجَاءَتْ حِينَ انْصَرَفَ النَّاسُ مِنَ الْعِشَاءِ، فَلَمْ تَقْضِ طَوَافَهَا حَتَّى نُودِيَ بِالْأُولَى مِنَ الصُّبْحِ، فَقَضَتْ طَوَافَهَا فِيمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ" أخرجه الإمام مالك في "الموطأ"، وقال الإمام الزُّرْقَانِيُّ في "شرحه على الموطأ": [فحاصِلُهُ: أنَّها لِثِقَلِهَا أقامت في الطواف والسعي مِن العشاءِ إلى الأذانِ الأَوَّلِ لِلصُّبْحِ].

وتابعت الإفتاء: وإلى عدم اشتراط الموالاة في السعي بين الأشواط، وجواز الفصل الكثير بينها -كما هي مسألتنا-، ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية -وإن كرهوه لغير عذر، واستَحَبَّ بعضُهم الاستئناف في الفصل الكثير كأنْ يطوف في كلِّ يومٍ شوطًا أو أقلَّ وليس له في ذلك عذر-، والشافعية، والحنابلة في الأصح.

وعلى هذا الاختيار، فإنَّ مَن أجهَدَه التعبُ في السعي، فَقَطَعَه، ثُم أَكْمَلَهُ في اليوم التالي بَانِيًا على ما أَدَّاه مِن الأشواط، فإنَّ سَعْيَهُ صحيحٌ شرعًا، ولا شيء عليه في ذلك ولا حرج.

قال المُلَّا علي القارِي الحنفي في "المَسْلَك المُتَقَسِّط في المَنْسَك المتوسِّط" في بيان أحكام السعي: [(فصل في سُنَنِه) أي: سُنَن السعي، وهي خَمْسٌ (الموالاة بيْنه وبيْن الطواف).. (والموالاة بيْن أشواطه) هذا مخالِفٌ بظاهِرِه لِمَا قاله في "الكبير": والموالاة ليست بشرط، بل هي مستحبة، فلو فرَّق السعي تفريقًا كثيرًا كأن سَعَى كلَّ يومٍ شوطًا أو أقلَّ لم يَبطُل سعيُه، ويُستحب أن يَستأنف، يعني: إنْ فَعَلَه بغير عذر].

وقال علاء الدين الحَصْكَفِيُّ الحنفي في "الدر المختار": [اعلم أن مكان الطواف داخل المسجد ولو وراء زمزم، لا خارجه؛ لصيرورته طائفًا بالمسجد لا بالبيت، ولو خرج منه أو من السعي إلى جنازةٍ أو مكتوبةٍ أو تجديدِ وضوءٍ ثم عاد: بَنَى، وجاز فيهما: أكلٌ، وبيعٌ، وإفتاء].

الموالاة بين مراتب السعي

وقال الإمام النووي الشافعي في "المجموع": [الموالاة بين مراتب السعي سُنَّةٌ على المذهب، فلو تخلل فصلٌ يسيرٌ أو طويلٌ بينهن لم يَضُرَّ وإنْ كان شهرًا أو سَنَةً أو أكثر، هذا هو المذهب، وبه قطع الجمهور، وقال الماوردي: إن فَرَّقَ يسيرًا جاز، وإن فرق كثيرًا فإنْ جَوَّزْنَا التفريق الكثير بين مرات الطواف وهو الأصح، فهَاهُنا أَوْلَى].

وقال الإمام ابن قُدَامة الحنبلي في "المغني": [فأما السعي بين الصفا والمروة، فظاهر كلام أحمد أن الموالاةَ غيرُ مشتَرَطة فيه، فإنه قال في رجل كان بين الصفا والمروة، فلَقِيَهُ قادِمٌ يَعرِفُه، يَقِفُ يُسَلِّمُ عليه، ويُسَائلُه؟ قال: نعم، أمْرُ الصفا سَهْلٌ، إنما كان يكره الوقوف في الطَّوافِ بالبيت، فأما بين الصفا والمروة فلا بأس. وقال القاضي: تُشترط الموالاة فيه، قياسًا على الطواف، وحكاه أبو الخطاب روايةً عن أحمد، والأول أَصَحُّ؛ فإنه نُسُكٌ لا يتعلق بالبيت، فلم تُشترط له المُوَالَاةُ، كالرمي والحلاق. وقد روى الأثرمُ أن سودة بنت عبد الله بن عمر، امرأة عروة بن الزبير، سَعَت بين الصفا والمروة، فقَضَت طوافَها في ثلاثة أيام، وكانت ضَخمة. وكان عطاء لا يرى بأسًا أن يَستريح بينهما، ولا يَصِحُّ قياسُه على الطواف؛ لأن الطواف يتعلق بالبيت، وهو صلاة تُشترط له الطهارة والستارة، فاشتُرطت له الموالاة، بخلاف السعي].

الخلاصة

واختتمت الإفتاء قائلة: "وبناءً على ذلك: فإنَّ الموالاةَ بين أشواط السعي بين الصفا والمروة سُنَّةٌ يُثاب فاعِلُها، ويجوز للساعي التفريقُ بيْنها، يسيرًا كان هذا التفريقُ أو كثيرًا خاصةً إذا كان هذا لعذرٍ، ولا يَبْطُلُ بذلك السعيُ، ويَبني الساعي على ما سَبق له أداؤه مِن الأشواط، ولا يَجب عليه الاستئناف وإن كان مُستحَبًّا إذا كان هذا التفريقُ كثيرًا مِن غير عذر كما سبق بيانه".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المناسك دار الافتاء الصفا والمروة الإفتاء ن الأشواط کثیر ا

إقرأ أيضاً:

قيمة زكاة الفطر 2025 في مصر وموعد إخراجها

قيمة زكاة الفطر 2025.. أعلنت دار الإفتاء المصرية تفاصيل زكاة عيد الفطر 2025، مشددة على ضرورة إخراجها في موعدها المحدد لتحقيق الغاية الشرعية منها، والمتمثلة في مساعدة الفقراء والمحتاجين قبل صلاة العيد، تحقيقًا لمبدأ التكافل الاجتماعي الذي يشجع عليه الإسلام.

زكاة عيد الفطر 2025 موعد إخراج زكاة الفطر

حددت دار الإفتاء المصرية أن موعد إخراج زكاة الفطر 2025 يبدأ من أول يوم في شهر رمضان ويستمر إلى قبل أداء صلاة العيد مباشرة، موضحة أنه من الأفضل إخراجها بعد صلاة الفجر وقبل التوجه إلى صلاة العيد، كما يجوز أيضا إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، وذلك اقتداءً بالصحابة الكرام مثل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

زكاة عيد الفطر 2025 ما هو حكم تأخير زكاة عيد الفطر 2025؟

ومن جهة آخري، أكدت دار الإفتاء أن تأخير زكاة الفطر 2025 إلى ما بعد صلاة العيد مكروه، أما تأخيرها لما بعد يوم العيد دون عذر شرعي فهو محرم، إذ تفقد بذلك الغرض الأساسي منها وهو مساعدة الفقراء في الوقت المناسب، مما قد يؤدي إلى حرمان المستحقين منها في توقيتهم الحرج.

زكاة عيد الفطر 2025 هل يجوز إخراج زكاة عيد الفطر 2025 نقدا؟

وذكر دار الإفتاء، أن إخراج زكاة عيد الفطر 2025 نقدا يجوز شرعا، وذلك تيسيرًا على الفقراء لشراء احتياجاتهم الأساسية، وأخذت بالرأي الحنفي الذي يجيز إخراجها نقدًا بدلًا من الحبوب، لأن النقد يعد أكثر فائدة وملاءمة للفقراء.

دار الإفتاء المصرية ما هي قيمة زكاة عيد الفطر 2025 في مصر؟

وفي وقت سابق، حددت دار الإفتاء المصرية بالتنسيق مع مجمع البحوث الإسلامية قيمة زكاة عيد الفطر 2025 نحو 35 جنيها كحد أدنى عن كل فرد، وفقًا لسعر القمح باعتباره القوت الأساسي لأهل مصر، كما يمكن إخراجها عينًا بمقدار 2.04 كيلوجرامًا من القمح أو ما يعادله من الحبوب الأخرى.

زكاة عيد الفطر 2025

اقرأ أيضاًدار الإفتاء توضح حكم تعجيل زكاة الفطر «أول رمضان»

زكاة الفطر 2025.. موعد إخراجها وقيمتها والشروط

هل يجوز إخراج زكاة الفطر في أول رمضان؟ عبد المنعم سلطان يجيب

مقالات مشابهة

  • هل نقل الدم أثناء الصيام يفسده؟.. الإفتاء توضح
  • قيمة زكاة الفطر 2025 في مصر وموعد إخراجها
  • كيفية سجود التلاوة في المواصلات.. الإفتاء توضح
  • أحمد حاتم يظهر في أحداث الصفا الثانوية بنات لـ علي ربيع
  • مسجد الصفا والمروة بجباليا يعود للحياة بعد تدميره خلال عدوان الاحتلال
  • علي ربيع يكشف عن موعد عرض فيلم الصفا الثانوية بنات
  • لقاء الخميسي: السعي المستمر وراء المعرفة هو المفتاح لتحقيق الأحلام
  • حكم تأخير الغسل من الجنابة في رمضان إلى الظهر
  • انتهاء تصوير الصفا الثانوية بنات لـ علي ربيع
  • هل يجوز تأخير صلاة الفجر بسبب العمل؟.. دار الإفتاء تجيب