وجه النائب فايز الجمهور سؤالا إلى وزير الدولة لشؤون البلدية وزير الدولة لشؤون الاتصالات حول خطة محاربة الفساد المالي والإداري في عقود النظافة.

وقال: "تعد منطقة جليب الشيوخ من المناطق التي تفتقر إلى أهم الخدمات الأساسية التي يحتاجها قاطنوها وأبرزها عقود النظافة، حيث إن تراكم القمامة والروائح المنبعثة منها كل هذا يدل على أن هذه المنطقة مهملة ولا يكترث أحد لساكنيها.

وفي ظل غياب علاج للمشكلة والتي مضى عليها ما يجاوز العشرين عاماً، وفي غياب تام لدى وزارة البلدية في الرقابة على نظافة هذه المنطقة فضلاً عن عدم اتخاذ إجراءات لحلها بحيث أصبحت مشكلة تؤرق أبناء الشعب الكويتي سواء من سكان هذه المنطقة أو زائريها. ولمعرفة أبعاد المشكلات التي تعاني منها المنطقة وإجراءات الجهات ذات الصلة في معالجتها بشكل متكامل تحقيقاً للصالح العام. لذا يرجى إفادتي وتزويدي بالآتي:

(1) كم عدد عقود النظافة التي وقعتها بلدية الكويت في منطقة جليب الشيوخ منذ 1/1/2019 حتى تاريخ ورود هذا السؤال؟ يرجى تزويدي بمدة كل عقد، وقيمته وأسماء الشركات التي جرى التوقيع معها. العليان يسأل عن القياديين المُجدّدة مراسيم تعيينهم منذ 15 ساعة جوهر ينتقد «ضبابية» رؤية الحكومة منذ 15 ساعة

(۲) هل يوجد عقد خاص بالنظافة في منطقة جليب الشيوخ حالياً؟ في حالة الإجابة بالنفي يرجى بيان أسباب عدم طرح مناقصة حتى ورود هذا السؤال، وإذا كانت الإجابة بالإيجاب يرجى إفادتي عن سبب المستوى المتدني للنظافة في هذه المنطقة على الرغم من وجود عقود سارية في هذا الشأن؟

(۳) هل رصدت بلدية الكويت مخالفات على الشركات التي جرى التوقيع معها فيما يتعلق بنظافة المناطق في جليب الشيوخ؟ إذا كانت الإجابة بالإيجاب يرجى تزويدي بصورة ضوئية من المخالفات والعقوبات المقررة عليها؟

(4) كم عدد الشكاوى التي استلمتها بلدية الكويت في شأن نظافة منطقة جليب الشيوخ، منذ 1/1/2019 حتى تاريخ ورود هذا السؤال؟ مع بيان ما اتخذته البلدية تجاه هذه الشكاوى مع تزويدي بصورة ضوئية من الشكاوى؟

(5) ما آلية عمل وخطة بلدية الكويت للانتهاء من إعداد وثائق المناقصات وطرحها في فترات زمنية كافية قبل انتهاء العقود السارية، تجنباً لتحميل المال العام مبالغ إضافية؟

(6) ما الإجراءات المتبعة لمتابعة البلدية أعمال عقود النظافة على نطاق محافظة الجهراء والفروانية بصفة عامة ومنطقة جليب الشيوخ بصفة خاصة مع موافاتي بصورة من هذه الإجراءات؟

(7) ما صحة غياب وعدم التزام مفتشي النظافة بالدوام الرسمي في المراكز التابعة لمحافظة الجهراء والفروانية التي تعمل بنظام النوبة، الأمر الذي يعكس ضعف متابعة البلدية لشركات النظافة وعدم قيامها بالواجبات الوظيفية على النحو المطلوب؟ وما الإجراءات المتخذة تجاه مفتشي النظافة المخالفين؟ مع موافاتي بالمستندات الدالة على ذلك.

(8) هل توجد تقارير أو دراسات أعدتها الوزارة أو الجهات التابعة لكم في هذا الخصوص خلال الثلاث سنوات الماضية؟ مع تزويدي بها إن وجدت.

(9) هل توجد لديكم آلية أو خطة لمحاربة الفساد المالي والإداري فيما يخص العقود الخاصة بالنظافة التي تبرمها الوزارة مع الشركات من عدمه؟ وفي حال الإجابة بالإيجاب يرجى تزويدي بصورة من هذه الخطة؟ وفي حال النفي يرجى تزويدي بأسباب عدم وجود خطة واضحة لذلك؟"

المصدر: الراي

كلمات دلالية: بلدیة الکویت هذه المنطقة یرجى تزویدی

إقرأ أيضاً:

العراق: مكافأة الفساد بديلا عن مكافحته!

في تخادم فاضح بين القوى السياسية المهيمنة على مجلس النواب العراقي، وبين الفاسدين المحكوم عليهم بقضايا تتعلق بالفساد، أو متهمين بارتكاب هكذا جرائم، شمل قانون العفو الذي صدر الشهر الماضي «جرائم الاختلاس وسرقة أموال الدولة وإهدار المال العام وجرائم الفساد المالي والإداري» في حالة تسديد ما بذمتهم من أموال باجراء تسوية مع الجهة المتضررة تضمن استرداد تلك الاموال. وتكريسا لذلك التخادم أكد القانون على أن تلك التسوية تجري وفق قانون الديون الحكومية رقم 65 لسنة 1977، أو قانون التضمين رقم 31 لسنة 2015.

وبالعودة إلى قانون العفو العام لعام 2016 سنجد أنه قد شمل أيضا جرائم الاختلاس وسرقة أموال الدولة وإهدار المال العام عمدا بالعفو العام، ولكنه اشترط تسديد «ما بذمته من أموال قبل إطلاق سراحه» وهذا يعني أن حجم التخادم بين تلك القوى السياسية ومرتكبي تلك الجرائم قد تجاوز ما كان عليه في العام 2016، ليصبح تغطية كاملة على الفاسدين، من خلال اللجوء إلى «تسويات» تدلس على تلك الجرائم. اولا من خلال اعتماد قوانين لإجراء تلك التسويات لا علاقة لها بالسرقة أو الاختلاس أو إهدار المال العام من الأصل، كما في قانون الديون الحكومية الذي يتعلق بالديون، أو عبر اللجوء إلى قانون التضمين الذي يتيح تقسيط تلك المبالغ لمدة لا تزيد عن خمس سنوات، وليس تحصيلها قبل إطلاق سراحه! خاصة إذا ما علمنا أن الجرائم الكبرى المتلعقة بذلك الفساد إنما تتعلق بموظفين وصلوا إلى مواقعهم تلك عبر هذه القوى السياسية نفسها، وأنهم في النهاية كانوا مجرد «جباة» لتلك الأمول لصالح «عرابيهم» الذين أوصلوهم إلى تلك المناصب. والخطير هنا أن المشرع لم يتعامل مع تلك الجرائم بوصفها مجرد «دليل» اثبات على فساد أولئك الموظفين، بل تعامل معها على أنها جرائم «مقطوعة» وأن الأموال التي سيتم تسويتها إنما تتعلق بتلك الجريمة المقطوعة، وليس بسياق كامل من جرائم الفساد.

بالعودة الى مشروع قانون العفو العام الذي تقدمت به الحكومة سنجد أنه كان يتضمن مادة وحيدة تتعلق بإعادة تعريف المنتمي إلى الجماعات الإرهابية بوصفه «كل من ثبت بأنه (عمل في التنظيمات الإرهابية أو قام بتجنيد العناصر لها أو قام بأعمال إجرامية أو ساعد بأي شكل من الأشكال على تنفيذ عمل إرهابي أو وُجد اسمه في سجلات التنظيمات الإرهابية».

وبعيدا عن الإشكاليات المتلعقة بهذا التعريف، فقد جاءت تنفيذا للاتفاق السياسي الخاص بتشكيل الحكومة بعد الانتخابات المبكرة في العام 2021 الذي اشترط تعديل قانون العفو العام. وهذا يعني أن مجلس النواب هو المسؤول الحصري عن إضافة تلك المواد المتعلقة بشمول المحكومين والمتهمين بقضايا الفساد، بعيدا عن الاتفاق السياسي المشار إليه، وبعيدا عن مشروع القانون المقدم من الحكومة.

الفساد في العراق لا يتعلق بفساد الأفراد، أي الموظفين العموميين أو الأفراد الذين يمتلكون السلطة أو لديهم مدخل اليها، بل هو فساد بنيوي يشكل جوهر النظام السياسي والدولة
يكشف هذا التخادم الصريح مع الفساد والفاسدين ما كنا نكرره منذ العام 2006 وحتى اللحظة، وهو أن الفساد في العراق لا يتعلق بفساد الأفراد، أي الموظفين العموميين أو الأفراد الذين يمتلكون السلطة أو لديهم مدخل اليها، بل هو فساد بنيوي يشكل جوهر النظام السياسي والدولة، وتمدد ليصبح ظاهرة مجتمعية أيضا. وأن هذا الفساد البنيوي «محصن» ولا يمكن تفكيكه، أو ملاحقة القائمين عليه أو محاسبته، بل لديه القدرة على التغطية على أي فساد يكتشف بسبب الصراع السياسي وعلاقات القوة، ومن ثم فإن أي حديث عن مكافحة الفساد في العراق هو حديث عبثي.
فالقانون الجديد سيسمح لمرتكبي ما أطلق عليه «سرقة القرن» على سبيل المثال، بالحصول على العفو العام، ليس بإعادة ما سرقوه من أموال والمقدرة ب 2.5 مليار دولار، بل ما سجل بذمتهم من أموال «مقدرة» وليس «حقيقية» وبالتقسيط المريح على مدة خمس سنوات، وهذا يعني أنهم سيتمكنون من إعادة هذه المبالغ المقسطة من أرباحهم المتحققة من تشغيل هذه الأموال، وليس من إعادة أصل المال المسروق.

في العام 2020 صدر قانون انتخابات مجلس النواب الذي تضمن مادة نصت على أن من شروط الترشيح «ألا يكون محكوما بجناية أو جنحة مخلة بالشرف او أثرى بشكل غير مشروع على حساب المال العام بحكم قضائي بات، وإن شمل بالعفو عنه».

وبموجب هذه المادة استبعدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العديد من المرشحين ممن حكم عليهم بقضايا فساد وشملوا بقانون العفو العام سنة 2016. ولكن الهيئة التمييزية القضائية نقضت قرار المفوضية المستند إلى القانون، وأصدرت قرارا مسيسا أعاد ترشيح أحد أبرز المتهمين والمحكومين لقضايا فساد، بدعوى أن الجريمة المحكوم عنها ذلك الشخص «لم تكن مخلة بالشرف» كما اشترطت المادة، في تدليس صريح على المادة القانونية، لأن الشخص المذكور سبق الحكم عليه في قضايا فساد، تضمنت بالضرورة إثراء بشكل غير مشروع على حساب المال العام، وبقرار قضائي بات، وشمل بالعفو عنها! وهكذا أفرغت الهيئة التمييزية القضائية للانتخابات المادة من محتواها، وأتاحت للفاسدين المحكوم عليهم بقضايا فساد بالمشاركة في الانتخابات، وأصبح هؤلاء هم من يتيح لغيرهم من الفاسدين الشمول بقانون العفو بكل أريحية.

في مقال سابق قلنا إن التوصيف الأصدق والأكثر دقة للنظام السياسي الذي يحكم العراق اليوم، هو أنه نظام كليبتوقراطي ـ زبائني بامتياز. فالكليبتوقراطية، وتترجم عادة بـ«حكم اللصوص» تمثل المستوى الأفقي الذي يشكل هرم هذا النظام السياسي، وهي تتيح للطبقة الحاكمة استغلال هيمنتها على سلطات الدولة، وأجهزتها، ومواردها، لتوسيع مصالحها الشخصية، الاقتصادية والسياسية، وبالتالي تراكم ثرواتها الشخصية، وسلطاتها السياسية.

أما الزبائنية، والتي تشكل المستوى العمودي للنظام السياسي العراقي، فتعرَّف على أنها علاقة مقايضة (تقوم على المصالح المتبادلة) بين عراب وزبون/ مشتري خدمة يستخدم فيها العراب ذو المكانة السوسيو ـ اقتصادية، نفوذه وموارده لتوفير الحماية أو المصالح، أو كليهما، لمشتري خدمة يكون ذي مكانة أدنى، والذي يقوم بالمقابل بتقديم الدعم والمساعدة، بما في ذلك الخدمات الشخصية، إلى العراب.

وهذا يعني أن جميع سلطات الدولة، ومؤسساتها، والقائمين عليها، هم شركاء أصلاء في هذا الفساد، وليس مجرد متواطئين جماعيا معه. ومن ثم فإن المنطقي في هكذا أنظمة أن يتم ليس فقط حماية الفاسدين الذين يشكلون عمليا «جامعي أموال فساد» لهؤلاء العرابين، بل التغطية عليهم، والسماح لهم في النهاية من الإفلات من العقاب بشكل منهجي، حتى ولو عبر «قوانين» يشرعها مجلس النواب نفسه!
كاتب عراقي

مقالات مشابهة

  • "فوكس" يسأل حكومة مدريد عن التعاون المغربي في التحقيقات بشأن "نفق الحشيش" في سبتة
  • “التحالف الإسلامي” يدشن البرنامج التدريبي للحد من عمليات تمويل الإرهاب وغسل الأموال بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان
  • العراق: مكافأة الفساد بديلا عن مكافحته!
  • شاهد | المحررون الفلسطينيون خارج سجون العدو الإسرائيلي بعد عقود من الزمن
  • لإنهاء 4 عقود من النزاع.. "أوجلان" يدعو إلى حل حزب العمال الكردستاني
  • الحسيني: مصر كانت جاهزة للمتغيرات التي حدثت في المنطقة الفترة الأخيرة
  • مقاومة  لـ4 عقود..  من هو المنتقم الذي دعا حزبه لإلقاء السلاح؟
  • بوينج لـ”اليوم“: تغذية المملكة بأكثر من 600 طائرة خلال 8 عقود
  • وزير الماليّة يردّ على ميشال الدويهي: بدنا نفرجي إنو غلطان
  • أمير الشرقية يدشن مبادرة "مفيد" التي أطلقتها جمعية مأوى للخدمات الاجتماعية