غابرييل أتال.. الوزير الفرنسي الذي حظر العباءة بالمدارس
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
غابرييل أتال، سياسي فرنسي وعضو سابق في الحزب الاشتراكي، والمتحدث الرسمي باسم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دخوله معترك السياسة في سن صغيرة قاده لكثير من الجدل أدى إلى التشكيك في قدرته على أداء مهامه، وعقب توليه وزارة التعليم بشهرين عام 2023 أعلن حظر العباءة في المدارس الحكومية.
المولد والنشأةولد غابرييل أتال في 16 مارس/آذار 1989 في "كلامار" جنوبي غرب ضواحي باريس.
نشأ غابرييل مع شقيقته ووالدته، بعد انفصال والديه عام 2000، في الدائرتين 13 و14 بباريس. وإثر خلاف مع والده بين عامي 2010 و2013 ابتعد عنه، ولم يعد للتواصل معه إلا قبيل وفاته في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015 بمرض السرطان عن عمر يناهز 67 عاما.
الدراسة والتكوين العلمي
تلقى غابرييل دراسته الابتدائية والثانوية في المدرسة الألزاسية، وهي مدرسة خاصة نخبوية في المقاطعة السادسة بباريس، وكان رفيقه في مقاعد الدراسة آنذاك المغني حاليا جويس جوناثان، حيث سكنا معا لعامين.
بين عامي 2008 و2010، درس في جامعة بانتيون الثانية، وحصل منها على شهادة الإجازة (البكالوريوس) في القانون. ثم حصل على الماجستير في الشؤون العامة بمعهد الدراسات السياسية في باريس بين عامي 2007 و2013.
التجربة السياسيةظهر شغف غابرييل بالسياسة في وقت مبكر جدا، ومنذ سنوات دراسته الثانوية شن حملة ضد مبادرة الحكومة لتعديل قانون العمل آنذاك. لكن انجذابه إلى السياسة ظهر للعلن عام 2002 خلال الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي نافس فيها زعيم اليمين الفرنسي الراديكالي السابق جان ماري لوبان ضد الرئيس الفرنسي الاشتراكي السابق جاك شيراك. وكان الشاب حينها في الـ13 حين اصطحبه والده إلى مظاهرة ضد الجبهة الوطنية اليمينية الذي كان يتزعمه لوبان.
ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف عن الانخراط في الحياة السياسية، وشجعه والده على هذا المسار، وذلك على عكس والدته التي كانت تخشى تورطه في هذه البيئة التي وجدتها "عنيفة"، لكنها لاحقا لم تتوقف عن دعمه وتشجيعه.
عام 2006، التحق وهو ابن الـ17 لأول مرة بصفوف الحزب الاشتراكي، الذي كان يقوده دومينيك ستروس، وكان الحزب المفضل لوالده أيضا. واتخذ غابرييل خطواته الأولى في السياسة بدعم ترشيح سيغولين رويال في الانتخابات الرئاسية عام 2007.
خلال الانتخابات الجماعية لسنة 2014، فاز رفقة 3 مستشارين جماعيين في دائرة فانف الفرنسية، وأصبح معارضا شرسا، وقدم ترشيحه لمنصب كاتب الفرع في الحزب الاشتراكي.
عام 2012 قضى فترة تدريبية في البرلمان الفرنسي خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، وكان مسؤولا بشكل خاص عن كتابة الخطابات الرسمية.
في عام 2016 ظهرت حركة "إلى الأمام" التي أسسها ماكرون، وتطورت فيما بعد إلى إعلان تأسيس حزب الجمهورية إلى الأمام، عام 2017، والذي أصبح "حزب النهضة" عام 2022.
وكان غابرييل أتال من أوائل الذين دعموا ماكرون علنا عندما قرر الترشح للرئاسة. وأصبح المتحدث الرسمي باسم الحزب من الرابع من يناير/كانون الثاني إلى 16 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
يمتدحه أنصاره بأنه سياسي مجتهد يستوعب القضايا بسرعة، وتصفه الوزيرة اليمينية السابقة، نادين مورانو، بأنه " يتميز بموهبة سياسية حقيقية" و"يعمل كثيرا على ملفاته".
جدل مستمرمنذ صعود نجم غابرييل أتال في السياسة، وتقلده مناصب في الحكومة الفرنسية، تعرض لكثير من الجدل، فقد أثار وصوله إلى وزارة التربية الوطنية ردود فعل عديدة لدى مختلف نقابات الأساتذة، إذ اتهم "بجهله بالنظام التعليمي الحكومي" لأنه خريج تعليم خاص.
وواجه انتقادات أخرى بسبب صغر سنه، الأمر الذي لاحقه منذ توليه مناصب مهمة في الحكومة. وقال "نعم، أنا شاب، لكن يمكن أن يكون عمرك 34 عاما وتتحمل مسؤوليات جسيمة"، وذكر بأن "واحدا من كل 3 معلمين سنه أقل من 40 عاما".
وكان المحامي خوان برانكو زميل غابرييل السابق في المدرسة الثانوية، قد كشف عام 2018، أن الوزير ابن المخرج السينمائي مثلي الجنس. وقد وصف سياسيون تعيين غابرييل وزيرا للتربية والتعليم بأنه "كارثة الصيف"، مؤكدين أن ذلك سينقل الوزارة "إلى المثليين والمتحولين جنسيا".
وعقب شهر من ترقيته وزيرا عام 2023، أصدر قرارا في 27 أغسطس/آب بمنع ارتداء العباءات والقمصان الطويلة في المدارس، ما أثار جدلا وعرضه لانتقادات جمعيات حقوقية وتيارات سياسية معارضة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والهوية.. محاور في فيلم "وكان مساء وكان صباح، يوماً واحداً" بمهرجان الإسماعيلية
شهدت قاعة قصر ثقافة الإسماعيلية ندوة لمناقشة الفيلم المصري وكان مساء وكان صباح، يوماً واحداً للمخرج يوحنا ناجي، وذلك عقب عرضه ضمن فعاليات الدورة الـ26 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، برئاسة المخرجة هالة جلال.
أدار الندوة الناقد السينمائي محمد شريف بشناق، أحد مبرمجي مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، وسط حضور كبير من صُنّاع السينما والنقاد والجمهور.
تطرق المخرج خلال المناقشة إلى التحديات التي واجهها أثناء تنفيذ الفيلم، خاصةً مع اعتماده بالكامل على تقنيات الذكاء الاصطناعي في إعادة بناء الذكريات الشخصية. وأوضح أن التجربة كانت بمثابة تحدٍّ كبير، حيث سعى إلى استعادة الماضي بأسلوب بصري مبتكر يدمج بين الذكريات الحقيقية والمتخيلة، عبر محادثات بين شخصيات الفيلم.
وأشار يوحنا ناجي إلى استخدامه مزيجًا من الصور والفيديوهات التي قام بمعالجتها عبر الفوتوشوب وتقنيات الذكاء الاصطناعي، معتبرًا أن الصور ليست مجرد وثائق، بل وسيلة لاكتشاف الذكريات الضائعة وخلق قصص جديدة حولها. وأضاف أن الفيلم تطلّب منه كتابة سيناريو للذكريات المزيفة، حتى يتمكن من تقديمها للجمهور بطريقة تُشعرهم بواقعيتها.
كما تحدث عن توظيف الحروف والنصوص الدينية داخل الفيلم، موضحًا أن هذه العناصر كانت جزءًا من تجربته السينمائية التي تعتمد على استكشاف الهوية والانتماء. وأضاف أن استلهام بعض الاقتباسات الدينية جاء في إطار البحث عن جذور الذاكرة والهوية الثقافية.
نال الفيلم إعجاب الجمهور، حيث أشاد العديد من الحاضرين بالطابع الفلسفي والبصري للعمل، والذي لعب على التناقض بين الماضي والمستقبل بأسلوب سردي مميز.
وأكد المخرج أنه لم يكن يسعى إلى تصنيف الفيلم ضمن نوع سينمائي محدد، بل ترك المجال مفتوحًا للتجريب بين التوثيقي والتجريبي، بما يتناسب مع طبيعة القصة التي يسردها.
يُعرض الفيلم اليوم ضمن مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة بمهرجان الإسماعيلية، الذي يستمر حتى 11 فبراير الجاري. ويقدّم تجربة سينمائية فريدة، حيث يسعى المخرج من خلاله إلى إعادة بناء ذكريات طفولته المفقودة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، محاولًا ملء الفراغات التي خلّفها غياب الأرشيف الشخصي. في هذه الرحلة، يتنقل ناجي بين قارات العالم، ليجد نفسه أمام تساؤلات حول الهوية والانتماء، بين ماضٍ غامض ومستقبل مجهول.