8 أشكال ريحية تنتشر في سلطنة عُمان؛ إليك تفاصيلها
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
رصد-أثير
إعداد: ريـمـا الشـيخ
تحمل الرياح أسرار العالم الطبيعي؛ فتأتي من بعيد لتلامس وجداننا برقصها الخفيف والساحر، وتلاعب أغصان الأشجار وتهتز لها تلك الأوراق وتتمايل مع هباتها، أحيانًا تكون هادئة وأحيانًا تكون عاصفة.
لكن هل تعمل عزيزنا القارئ بأنه يمكن للرياح أن تكوّن أشكالًا مذهلة وتؤثر على الطبيعة بطرق متعددة، مما يجعلها قوة طبيعية مدهشة تشكل وتحدد العديد من المناظر الطبيعية حول العالم؟
نعم، ذلك صحيح، وفي سطورنا القادمة سنتعرف على الأشكال الريحية التي تعد من الظواهر الطبيعية التي تتشكل بفعل الرياح فوق سطح الأرض.
تشير المعلومات التي رصدتها “أثير” من كتاب الموسوعة العمانية إلى أن ارتفاع الحرارة وجفاف التربة وانكشاف السطح وخلوه من الغطاء النباتي من العوامل المساعدة في تكون الأشكال الريحية.
وهناك عوامل محفزة لنشوء الرياح كالاختلاف في الضغط الجوي بين المناطق السهلية والسلاسل الجبلية، والتباين الحراري بين اليابسة والماء، وقلة المياه السطحية، وزيادة عمق المياه الجوفية.
وتسهم الرياح في تشكيل سطح الأرض بواسطة الحمولة العالقة والحمولة المتحركة؛ فالحمولة العالقة تكون على هيئة عواصف وأقماع غبارية أو زوابع، وتتأثر سلطنة عمان بها خلال انتقالها، مؤدية إلى انخفاض مدى الرؤية وإرساب كميات كبيرة من الطين وحبات الرمل الناعمة على الأشجار والمنشآت العمرانية، وتتسبب الحمولة العالقة في انتزاع المواد الطينية الصلصالية الناعمة من التربة؛ مما يؤدي إلى افتقارها من المواد الناعمة الخصبة والمعدنية.
وهناك ثمانية أشكال ريحية تنتشر في سلطنة عمان، هي:
الموائد الصحراوية:
هضيبات أو تلال صخرية ذات طبقات أفقية تعلوها طبقة صلبة تتألف عادة من السيليكات أو اللاتريت أو قشرة جيرية متصلبة، تحمي بقية جسم التل من الزوال بعوامل التعرية الأخرى. وتتناثر الموائد الصحراوية بكثرة في الصحراء العمانية، خصوصًا بالقرب من صحراء الحقف، حيث يساعد على تكوينها اتساع السهول الصحراوية، وخلوها من العوائق، وتوفر كميات كبيرة من المياه الجوفية، وقربها من سطح الأرض، وتوفر الرطوبة الجوية القادمة من بحر العرب؛ خصوصًا غرب الدقم وفي جدة الحراسيس بهيماء وجنوب المضيبي.
التلال الشاهدة:
هي الموائد الصحراوية عندما تتعرض سطوحها المعلقة إلى الانهيار نتيجة اكتساحها بالمياه وتقويضها بالرياح، ومن ناحية أخرى فإن تراكم الفتات حول التلال يحميها من النحت والزوال، وبسبب المناخ الجاف وهدوء الرياح فإن تعرية هذه الأشكال في سلطنة عمان بطيئة جدا، وتتلازم أماكن التلال الشاهدة في بلادنا مع وجود الموائد الصحراوية فهي مرحلة لاحقة عليها.
عش الغراب:
يعد أحد الأشكال الصحراوية ذات الطبقات الأفقية، وسمي بذلك لأنه يشبه نبات عش الغراب، وهو صخرة تشبه مائدة واسعة قائمة على عمود واحد، وتتناثر تكوينات عش الغراب في الصحارى العمانية بالقرب من الدقم بمحافظة الوسطى وفي محافظتي شمال الشرقية وجنوب الشرقية.
الأعمدة الصحراوية:
أعمدة صخرية تكسوها طبقة صلبة، تتقوض جوانبها بالرياح بسبب التجوية الكيميائية مثل: ارتفاع كمية الرطوبة في الغلاف الجوي، والرمال التي تحملها الرياح، فتنهار سفوحها وتبقى أعمدة تعلوها قلنسوات رقيقة السمك لكنها أصلب من الأعناق الهشة التي تحملها، وتنتشر في أنحاء متعددة من الصحاري العمانية.
النهود الصحراوية:
هي تلال مزدوجة القمة، تنشأ من ضعف جيولوجي في الكتلة الصخرية يمكن النحت من إزالة طبقاتها فيقسم الكتلة الصخرية إلى قسمين، كل قسم منهما يكون قمة، ويتمثل عامل الضعف الجيولوجي في وجود كسر في الصخر وهشاشة في طبقته تسهل إزالتها بعوامل التعرية؛ خصوصًا إن كانت الطبقة جيرية رملية.
التلال الجزيرية المفردة:
هي تلال تبرز كالجزر وسط السهول الصحراوية، وتنشأ عن نشاط التعرية خلال عصور زمنية رطبة وجافة، وتوجد هذه التلال بكثرة في الصحاري العمانية، وتتخذ عدة أشكال منها الشكل المخروطي مسطح القمة.
الزيوجين:
هي ظاهرة تتكون نتيجة نحت الرياح في الشقوق الصخرية في المناطق المدارية الجافة التي تظهر بها طبقات صخرية صلبة تتخللها صخور هشة؛ فتبدو في أشكال ذات حافات صلبة غير منتظمة بفواصل غائرة، وفي سلطنة عمان توجد ظاهرة الزيوجين في رأس الحد بصور؛ إذ تنشط تيارات الرياح الموسمية الجنوبية الغربية والرياح الشرقية التي تؤدي إلى تعرض الحافات الجبلية الجيرية إلى نحت الرياح المتواصل مكونة أشكال الزيوجين.
الكويستا:
تعد ظاهرة جيومورفولوجية تركيبية النشأة، تنشأ نتيجة الاختلاف في تكوين الطبقات الصخرية ونظام بنائها، ويتألف شكلها العام من انحدار شديد مساير الطبقات الصخرية أو مضادها يسمى الحافة، وظهر الكويستا الذي ينحدر بميلان بسيط في اتجاه يساير الطبقات الصخرية.
وتتعرض حافات الكويستا والحافات الرأسية إلى التراجع التدريجي في اتجاه ميل الطبقات نتيجة عوامل التعرية، وتساعد سرعة تراجع الحافات الصخرية في تعرضها إلى الانزلاقات الأرضية وتعميق الأودية الجبلية، ويتشكل التتابع الطبقي في الكويستا عادة من طبقات رسوبية مائلة متباينة الصلابة تعرضت إلى التعرية.
كويستا صخرية على جانب طريق القرم روي مسقطوتنتشر ظاهرة الكويستا في معظم أنحاء العالم؛ لا سيما الأراضي الجافة، إذ أدى الجفاف وقلة الأمطار إلى الحفاظ على أشكالها منذ أن تعرضت إلى الحت في الفترات المطيرة التي صاحبت عصر البلايستوسين، ومن أبرز الكويستا في الأراضي الجافة تلك الموجودة في جبال زاجروس في إيران، وعسير جنوب غرب شبه الجزيرة العربية، ورأس النقب بالصحراء الأردنية، أما في عمان فتوجد في جبال الحجر وجبال ظفار.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: سلطنة عمان بالقرب من فی سلطنة أشکال ا
إقرأ أيضاً:
الرياح الشديدة تقتلع خيام النازحين في غزة
وكالات:
تطاير عدد من خيام النازحين في قطاع غزة جراء اشتداد الرياح في المنطقة.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أنّ 110 آلاف خيمة مدمّرة وموجات الصقيع تهدد حياة آلاف النازحين.
وقال، في بيان، إنّ «81% من النازحين يعيشون أزمة إنسانية مأساوية تهدّد بموت الآلاف منهم بفعل اهتراء خيامهم وموجات الصقيع الشديدة التي تضرب القطاع، حيث يعيش النازحون ظروفاً قاسية تسببت خلال الأيام الماضية بوفاة خمس حالات بسبب البرد القارس وتدمير الاحتلال للقطاع الإسكاني».
وأوضح أن «مليوني نازح يعيش منذ أكثر من سنة كاملة في خيام مصنوعة من القماش، باتت غير صالحة للاستخدام بفعل عوامل الزمن والظروف الجوية»، مشيراً إلى أنّ «110 آلاف خيمة من أصل 135 ألف خيمة أصبحت خارج الخدمة، أي ما نسبته 81% من الخيام قد تدهورت بشكل كامل». وشدد على أن «الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه المواطنون هو نتيجة مباشرة لجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث دمّر مئات آلاف المنازل بشكل كامل، وأجبرهم على النزوح والعيش في خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة».