وزارة النفط تستنفر لخدمة زوار الأربعين داخل وخارج محافظة كربلاء
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
بغداد اليوم – بغداد
اعلنت وزارة النفط، اليوم الاربعاء (6 ايلول 2023)، استنفار كامل طاقتها لتقديم الخدمة للزائرين وتأمين الوقود بالمحطات داخل وخارج محافظة كربلاء.
ووجه وزير النفط حيان عبد الغني، بحسب بيان تلقته "بغداد اليوم"، "كافة ملاكات دوائر الوزارة وآلياتها بغية دعم الحشود المليونية التي وصلت الى قبة الاحرار في كربلاء حيث مرقدي الامامين الحسين والعباس عليهما السلام".
واشرف عبد الغني على "خطة وزارة النفط من ناحية تجهيز الغاز الى المواكب ومياه الشرب واستنفار الاليات لنقل الزائرين، فضلا عن توفر البانزين والكاز في جميع المحطات داخل وخارج كربلاء لضمان عدم وجود اي نقص في الوقود"، مبينا أن "الخطة تسير وفق ما مخطط لها خدمة للزائرين والمواكب الحسينية"، وفقا للبيان.
واشار وزير النفط الى أن "التوجيهات تقضي بتقديم لوازم طبية للمواكب، فضلا عن استنفار ملاكات الدفاع المدني في الشركات النفطية لتقديم اي دعم للمواكب والزائرين، وتقديم المياه المعدنية للزائرين حيث شاركت شركات الوزارة في البصرة وبغداد ومحافظات اخرى بهذه الخطة".
واوضح أن "الخطة ستستمر مع استمرار توافد الحشود الى الان لزيارة الاضرحة المقدسة"، مؤكدا أن "كل امكانيات الوزارة هي في خدمة الزائرين".
وفي وقت سابق من اليوم الاربعاء (6 ايلول 2023)، اعلنت سلطـة الطيـران المـدني، استقبال المطارات العراقية أكثر من 1850 رحلة خلال الزيارة الاربعينية كحصيلة اولية.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
الوزير روبيو ويوم الاربعاء في الذاكرة البغدادية.
بقلم : د. مظهر محمد صالح ..
لم يدهشن ِالجدل الدائر قيام وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال ظهوره في لقاء تلفزيوني البارحة وبشكل لافت وعلى جبهته صليب مرسوم بالرماد، وذلك بمناسبة أربعاء الرماد، وهو أول أيام الصوم الكبير لدى المسيحيين الكاثوليك.
فقيام روبيو الرجل الاسباني الاصل بوضع علامة الصليب على جبينه بالفحم الاسود ، وهو شي بات غريباً على رجل يحظى بمسؤولية سياسية ودبلوماسية كبيرة وليس دينية، ولكنه احتفل بلا شك بيوم أربعاء الرماد الذي صادف في 5 آذار/مارس 2025. اذ يعد هذا اليوم بداية الصوم الكبير في العديد من الطوائف المسيحية، حيث يُقام قداس تُوضع فيه علامة الصليب بالرماد على جباه المؤمنين من المسيحيين المتدينين كتعبير عن التوبة والتذكير بفناء الجسد.
وعلى الرغم من ذلك ، رجعت الى رفوف ذكرياتي عن يوم الاربعاء في التقاليد والديانات المختلفة لاكتشاف بعض اسرارها في رحلة العمر الطويلة .
فعلى الساحل الشرقي من البحر الايرلندي ترقد مدينة ابرسويث الجامعية الصغيرة في مقاطعة ويَلز البريطانية، يوم دخلتها للمرة الأولى قبل اربعة عقود مضت وأنا أتطلع الى أبنيتها الكلاسيكية الموغلة في القدم والأزقة الضيقة التي تعج بالمخازن الأنيقة المزدحمة بالمتبضعين سواء من أهل المدينة أنفسهم أو ممن جاء من أرياف ويلز القريبة. وجدت نفسي أتخطى طرقاً وأزقة هي من عهد الملكة فيكتوريا، ملكة العصر المحافظ المشحون بالتقاليد!. كان اليوم هو الأربعاء من شهر أيلول من اعوام الثمانينات والأعين الزرقاء تركزت على ذلك القادم الجديد من بلاد شرق المتوسط، من دون أن ترتبك، وان الجميع يحييك بنظرة باسمة جريئة.
حلت الظهيرة وإذا بالمخازن جميعها قد أغلقت وانسحب المارة وكأنما دخلت المدينة بمنع للتجوال! دهشت من تلك الظاهرة التلقائية
وخلو الناس من أزقتها ودخولهم جميعاً في أعشاش السبات. اتجهت من فوري نحو الشارع العام وهو في شبه خلاء من المارة. ترددت في الكلام الى رجل وامرأة وهما يتكلمان ويضحكان ولكن سرعان ما انقلبا أشباحاً بعد أن أحجبت الغيوم ضوء الظهيرة. تسلقت أدراج منزلي وأمامي مضيفتي وسألتها ما الخطب أيتها السيدة وما الذي جرى في هذه المدينة التي غلقت أبوابها؟ أجابتني بابتسامة عريضة… إنها عطلة منتصف الأسبوع التي تبدأ من ظهيرة الأربعاء وتنتهي صباح الخميس! وكم مر على هذا التقليد من الُعطل؟ أجابتني: إنها عادات دينية ورثتها المدينة منذ أجل بعيد!.
سكنت الى نفسي وتذكرت مظاهر مماثلة كان المجتمع البغدادي يمارسها يوم الأربعاء في عهود سابقة، إذ يمتنع البغداديون من تقليم أظافرهم في ذلك اليوم تجنباً للشؤم ومنعا للشر! والأكثر من ذلك فان سكان بغداد ولاسيما النساء يمتنعن عن أعمال الخياطة أو التطريز أو وضع الخيط في سم الخياط، خشية تعرضهن لطالع سيئ !.
ذهبت الى بطون الكتب لأكتشف أن ليوم الأربعاء
جذورا قوية حقاً في الديانات السماوية المختلفة،
فالديانة الأيزيدية تعد يوم الأربعاء من أقدس أيام الأسبوع وتمارس فيه أقدس الطقوس والمراسم الدينية ويرون في الأربعاء بأنه اليوم الأخير من عمل الرب في خلقه للسموات والأرض، ويأتي يوم الأربعاء أيضاً من قدسية (لالش) وتعني الأرض المقدسة، حينما تم إبلاغ آدم وزوجته وابنه، برسالة الخالق سبحانه وتعالى عليهم وجعل الأربعاء عيداً لآدم وذريته.
وفي الديانة المسيحية ولاسيما الكنائس الغربية كما ذكرنا ، فهناك ما يسمى “بأربعاء الرماد”، حيث يحتفل بقداس خاص في يوم الأربعاء من الأسبوع السابع قبل حلول عيد القيامة. وبهذا احتفلت الكنائس الغربية صبيحة يوم الأربعاء الموافق 5 اذار/مارس 2025 بأربعاء الرماد Ash Wednesday بما في ذلك علامة الصليب التي رسمها وزير خارجية ترامب على جبينه.
إذ جرى وضع شيء من رماد سعف النخيل على جبينه مع المحتفلين وتذكيرهم بأن الحياة دار فناء، وأنها من التراب الى التراب. ففي الكنيسة الكاثوليكية الرومانية ، يعتقد ان يوم اربعاء الرماد هو أول أيام الصوم الكبير او موسم التحضير لقيامة يسوع المسيح يوم عيد الفصح عليه السلام . اذ يبدأ الصوم الكبير في الكنائس الكاثوليكية بالطقوس الشرقية ، قبل يومين ، في يوم الاثنين النظيفة.
في حين يقدس المسلمون وجبة تناول غذاء السمك في ظهيرة يوم الاربعاء ويعدون ذلك من السنن المباركة.
ختاما، لا أدري هل كانت عطلة الخياطين في بغداد هي في يوم الأربعاء جاءت على غرار عطلة يوم الاثنين عطلة الحلاقين التي اندثرت ؟ لا أحد يعلم، فقد اختفت التقاليد البغدادية ولكن الذاكرة العراقية لم تختفِ!