دبلوماسية أمريكية تزور تشاد للحديث مع اللاجئين السودانيين حول فظائع الحرب
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
حلّت المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد الأربعاء في تشاد، أين ستلتقي لاجئين سودانيين هربوا من أعمال العنف العرقية والجنسية في دارفور، ما "يذكّر" حسب هذه الدبلوماسية بالفظائع التي ارتكبت قبل 20 عاما ووصفتها بلادها بأنها "إبادة جماعية".
ومن المزمع أن تجري غرينفيلد أيضا زيارة تفقدية إلى الحدود بين تشاد ودارفور غرب السودان، للوقوف على تفاقم الصراع والأزمة الإنسانية التي تتزايد حدتها.
في السياق، قالت المبعوثة الأمريكية قبل وصولها تشاد: "وصلنا بكل تأكيد لمستوى من الفظائع الخطيرة التي تذكرنا بشدة بما شهدناه في 2004 وأدى بنا لوصفه بأنه إبادة جماعية".
وتابعت: "نسمع عن نساء تعرضن لاغتصاب جماعي وحشي مرارا وقرى تتعرض للمداهمة، وهناك صور تظهر قبورا جماعية. الدلائل موجودة".
A little over a year ago, Foreign Minister Figueiredo and I met in Praia.
And today, on my way to Chad, we reaffirmed the strong bilateral relationship between our two countries. pic.twitter.com/QvWtioMG2d
واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل/نيسان، بعد أربع سنوات من الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية. وتصاعد التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد أن اشتركا في انقلاب 2021، ليتحول إلى قتال بسبب خلاف بشأن خطة انتقال للحكم المدني.
وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قدّرت الأمم المتحدة أن نحو 300 ألف قتلوا في دارفور عندما ساعدت ميليشيا الجنجويد، التي تشكلت منها قوات الدعم السريع فيما بعد، الجيش على سحق تمرد من جماعات أغلبها غير عربية. وهناك زعماء سودانيون مطلوبون من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.
"مدنيون يتعرضون للاغتصاب والقتل"من جانبه، قال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ في بيان: "مرة أخرى تنزلق دارفور إلى هاوية دون رحمة ولا أمل.. المدنيون عالقون ومستهدفون ويتعرضون للاغتصاب والقتل. هذا غير قانوني ومروع".
وسبق أن زارت توماس غرينفيلد حدود تشاد مع دارفور في 2004 حين كانت مسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية، وهو ذات العام الذي وصفت فيه واشنطن العنف هناك بأنه إبادة جماعية.
وقالت المسؤولة الأمريكية أيضا: "ذهبت قبل إعلان ارتكاب الإبادة الجماعية، لكني رأيت كل الأدلة على أنها تحدث بالفعل.. شهدت ذلك من قبل عندما زرت مخيمات لاجئين في غوما (بجمهورية الكونغو الديمقراطية) بعد رواندا ورأيت النظرات المعذّبة والفزع على وجوه الناس".
وشهدت رواندا في 1994 إبادة جماعية عندما قتل متطرفون من أغلبية الهوتو الحاكمة أكثر من 800 ألف من أقلية التوتسي ومن المعتدلين من الهوتو خلال مئة يوم.
فرانس24/ رويترز
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: العراق الغابون النيجر ريبورتاج السودان الأمم المتحدة عبد الفتاح البرهان قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي دارفور جرائم حرب تشاد الولايات المتحدة إبادة جماعیة
إقرأ أيضاً:
بعد وقف إطلاق النار في غزة.. ما هو أفق الحرب الأمريكية في اليمن؟
بحلول صباح اليوم الأحد دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، منهيا أكثر من عام وثلاثة أشهر، من عمليات الإبادة الجماعية ضد سكان القطاع، في حرب أدارتها الولايات المتحدة الأمريكية ونفذ جرائمها الكيان الصهيوني بالأسلحة الأمريكية وبالتكنولوجيا الغربية، في حين انخرط حلف الساحات بقيادة إيران، في حرب إسناد قادت إلى توسيع نطاق المواجهة الإقليمية التي انتهت بتحييد حزب الله اللبناني وسقوط النظام السوري، وتعرض إيران لأوسع هجوم إسرائيلي، وتعرض موانئ ومطارات ومحطات توليد الطاقة الكهربائية في اليمن للتدمير من جانب الطيران الصهيوني.
تجاهلت جماعة الحوثي الوعيد الذي أظهرته الولايات المتحدة ومعها الكيان الصهيوني، وواصلت استهداف الأرض المحتلة بالصواريخ حتى عشية دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، في تحدٍ واضحٍ عكس ربما رغبة الجماعة في إضفاء البعد الأخلاقي على المواجهة المحتدمة مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، والتي تصاعدت وضيَّقتْ الخناق على خيارات الجماعة في المناورة أكثر من أي وقت مضى، في الوقت الذي حدَّثتْ فيه واشنطن قائمةَ أهدافها العسكرية في اليمن لتشمل غرف عمليات ومراكز سيطرة وقيادة، والأهم من كل ذلك ضرب مخازن الأسلحة المخزنة في سلسلة الجبال الشمالية الغربية، والتي تضم فيما تضم أسلحة سبق أن قدمتها واشنطن لنظام علي عبد الله صالح لمحاربة "الإرهاب" وأبدت حرصا كبيرا على تسليمها للحوثيين بعد دخولهم لصنعاء؛ للتأكد من هذه الأسلحة ستستخدم في نطاق الهدف المحدد أمريكيا.
مثلت حرب غزة فرصة تاريخية لجماعة الحوثي لتعظيم دورها في الجغرافيا اليمنية على المستويين الإقليمي والدولي، وامتلاك أوراق تفوّق على السلطة الشرعية والطيف الواسع من القوى السياسية اليمنية التي تناهض الدور الانقلابي للجماعة، واكتساب مشروعية شعبية لطالما افتقدت إليها. وها هو وقف إطلاق النار يوفر فرصة أخرى للجماعة لكي تعلن وقف أنشطتها العسكرية في البحر الأحمر والتوقف عن إطلاق الصواريخ، وهو سبب يفترض أن يتوقف معه الارتداد الأمريكي العنيف على الحوثيين
لقد مثلت حرب غزة فرصة تاريخية لجماعة الحوثي لتعظيم دورها في الجغرافيا اليمنية على المستويين الإقليمي والدولي، وامتلاك أوراق تفوّق على السلطة الشرعية والطيف الواسع من القوى السياسية اليمنية التي تناهض الدور الانقلابي للجماعة، واكتساب مشروعية شعبية لطالما افتقدت إليها. وها هو وقف إطلاق النار يوفر فرصة أخرى للجماعة لكي تعلن وقف أنشطتها العسكرية في البحر الأحمر والتوقف عن إطلاق الصواريخ، وهو سبب يفترض أن يتوقف معه الارتداد الأمريكي العنيف على الحوثيين، بعد سنوات من الوقوف على أرضية مشتركة، وربما يوقف مخططات الكيان الصهيوني لتوجيه ضربات جديدة للحوثيين، وهي في الغالب موجهة ضد البنى التحتية لليمنيين.
على أنه من غير المحتمل أن يتم تصفير المواجهة الأمريكية الإسرائيلية مع الحوثيين، فالأمر يتعلق ربما بحرمان إيران من رافعة جيوسياسية إقليمية يوفرها اليمن من خلال سيطرة جماعة الحوثي على القسم الشمالي منه، وإشرافها على قسم مهم من الممر الملاحي الدولي في جنوب البحر الأحمر، مع وجود ترسانة أسلحة من شأنها أن تعزز القوة المنفلتة للحوثيين باعتبارهم جماعة من دون دولة، في منعطف إقليمي ودولي يبدو أنه حاسم في إنهاء دور مثل هذه الجماعات.
وثمة أدلة قوية تعزز فرضية بقاء جماعة الحوثي تحت مرمى الاستهداف الأمريكي. فقد حرصت الإدارة الأمريكية الديمقراطية -التي عرفت بانحيازها للحوثيين- حتى آخر يوم من ولاياتها؛ على فرض عقوبات اقتصادية عليهم، طالت بنك اليمن والكويت الذي يمثل نافذة مهمة للجماعة تصلها بالسوق المالية الدولية. وهي تتمة لسلسلة من القرارات السابقة التي طالت محافظ البنك المركزي في صنعاء، وقيادات مالية ومصرفية تابعة للجماعة. وهي خطوات تدعو للتأمل، إذ أنها حلت في جزء منها بديلا عن القرارات التي كان البنك المركزي اليمني في عدن قد اتخذها لتضييق الخناق على جماعة الحوثي وإنهاء نفوذها على العملية النقدية والمصرفية، والحد من قدرة وصول الجماعة إلى السوق المالية العالمية لكنه أجبر على التراجع عنها.
وفي إطار الاستهداف الاقتصادي لجماعة الحوثي أقدم الكيان الصهيوني وتحت أنظار الولايات المتحدة وبالتنسيق معها، على ضرب موانئ الحديدة ومطار صنعاء، وثلاث على الأقل من محطات توليد الطاقة الكهربائية الرئيسية، اثنتين منها في صنعاء والثالثة في رأس كثيب على ساحل البحر الأحمر، وهي أهداف لا تخص الجماعة وحدها.
هذه الضربات فاقمت من مأساة اليمنيين، وحرمت جماعة الحوثي من موارد هائلة كانت تحصل عليها من العائدات الجمركية والضريبية لنحو 80 في المائة من الواردات التي تدخل اليمن، وهي مزايا كانت الولايات المتحدة قد ضغطت من أجل منحها للحوثيين كثمن لقبولهم بهدنة لم تنجح في وقف الأعمال العدائية المتقطعة والمؤلمة لليمنيين.
حتى الآن لم تتضح طبيعة الإملاءات الأمريكية المحتملة على الرياض يمكن أن تضاف إلى الإيعاز بتعطيل خارطة الطريق ذات المضمون الأمريكي في الأساس، وعما إذا كانت تتضمن أفكارا حول إمكانية دفع الساحة اليمنية لمعركة شاملة مع الحوثيين.. لا شيء في الأفق يشير إلى تحول من هذا النوع، لكن ثمة مناخا مريحا قد توفر للسعودية لكي تفكر بشكل هادئ في صياغة مستقبل اليمن
حتى الآن لم تتضح طبيعة الإملاءات الأمريكية المحتملة على الرياض يمكن أن تضاف إلى الإيعاز بتعطيل خارطة الطريق ذات المضمون الأمريكي في الأساس، وعما إذا كانت تتضمن أفكارا حول إمكانية دفع الساحة اليمنية لمعركة شاملة مع الحوثيين.. لا شيء في الأفق يشير إلى تحول من هذا النوع، لكن ثمة مناخا مريحا قد توفر للسعودية لكي تفكر بشكل هادئ في صياغة مستقبل اليمن، باتفاق محتمل -لكن ليس تحت الضغط- مع الحوثيين، أو ربما تحييدهم.
هناك لقاءات لافتة أجراها قائدة العمليات المشتركة للتحالف، الفريق الركن السعودي فهد السلمان، مع قيادات الصف الأول في التجمع اليمني للإصلاح، في خطوة قد تنطوي على مؤشر جدي لمنح دور لهذا الحزب الذي لطالما استهدف واستهدف ومعه الجيش الوطني من قبل التحالف، بسبب وجود متطوعين وقادة في هذا الجيش ينتمون للحزب.
وقد يكون اللقاء مجرد مناورة للضغط على الحوثيين واحتوائهم ودفعهم نحو عملية سياسية بسقف منخفض عما كان عليه الحال قبل الـ19 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، وهو التاريخ الذي بدأ فيه الحوثيون أولى عملياتهم ضد السفن في البحر الأحمر.
ما نعرفه حتى الآن أن شمال اليمن باعتباره ساحة نفوذ حوثية، لا يزال يحتفظ لهم بذات النفوذ والإمكانيات والسيطرة والوظيفة الكابحة لمسار السلام في اليمن، والضاغطة على الأمن الإقليمي.
x.com/yaseentamimi68