يعانى القطاع الصحى فى اليمن من الإهمال حتى سار على وشك الانهيار نحو الهاوية، بسبب الحرب الطاحنة التى نشبت فى اليمن جراء الانقلاب من جانب ميليشيات  الحوثى على الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، ولم تكن الحرب وحدها الأزمة فى القطاع الصحى فى البلد الشقيق عدم وجود بيانات دقيقة حول الوضع الصحى للسكان.

ومن أهم الأسباب فى ترادى الأوضاع الصحية فى اليمن قلة النظافة وقلة المرافق الصحية العامة هو السبب الرئاسى فى الأمر، حيث بلغ عدد المستشفيات الحكومية فى اليمن إلى 229 مستشفى حسب أحدث التقارير الرسمية.

وينتشر عدد من الأمراض والأوبئة بين الشعب اليمنى تشكل خطورة كبيرة على صحة العامة للمجتمع اليمنى، ومنها مشاكل الحمل والصحة الإنجابية شلل الأطفال، والكوليرا، ومشاكل الصحة النفسية، وسوء التغذية الحاد بالإضافة الى فيروس كورونا والحصبة المنتشرة بين الأطفال.

وكشف تقرير أممى عن إصابة أكثر من أربعة آلاف حالة بالكوليرا وشلل الأطفال فى اليمن خلال النصف الأول من العام الجارى مع مخاطر زيادة شديدة فى تفشى الأمراض التى يمكن تفاديها باللقاحات، جراء الحملات المناهضة للتطعيم.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونسيف، فى تقرير إن المنظمة تلقت بلاغ عن ٤.١٠٥ حالة إصابة بالكوليرا وشلل الأطفال فى مختلف المحافظات فى اليمن، خلال الفترة بين يناير ويونيو ٢٠٢٣.
وأضاف التقرير أن منظمة الصحة العالمية أبلغت عن إجمالى ٣.٨٧٨ حالة إصابة بالإسهال المائى الحاد/ الكوليرا، بما فى ذلك أربع حالات وفاة، فيما تم الإبلاغ عن ٢٢٧ طفل مصابين بشلل الأطفال الناجم عن الفيروس المشتق من اللقاح من النوع الثانى «cVDP٢».

وأشارت «اليونيسف» إلى أن استمرار حظر التطعيمات فى المحافظات الخاضعة للحوثيين ساهم فى انتشار الأمراض التى يمكن تفاديها باللقاحات فيها، فيما شهدت المناطق المحررة تطعيم ما مجموعه ١,٢٢٤,١٥٣ طفلا دون سن الخامسة باللقاح الثلاثى التكافؤ لشلل الأطفال «tOPV» فى ١٢ محافظة استجابة لتفشى الفيروس.

وأوضح التقرير أن لدى السلطات الصحية فى عدن وصنعاء ٨.٨ مليون جرعة من اللقاح ثلاثى التكافؤ لشلل الأطفال لم يتم استخدامها، بسبب الحملات المناهضة للتطعيم، وستساعد اليونيسف فى التخلص الآمن منها بسبب أنها أصبحت منتهية الصلاحية اعتبارا من يونيو ٢٠٢٣.

من جانبها أفادت منظمة الصحة العالمية، بأن أكثر من ٤٠٠ طفل فى اليمن، فارقوا الحياة نتيجة إصابتهم بمرض الحصبة خلال العام الجارى، وهو رقم يزيد بمقدار الضعف عن وفيات العام الماضى، وذكرت المنظمة، فى تقرير حديث صادر عنها، أن أكثر من ٣٤ ألف طفل أصيبوا بالحصبة خلال الفترة ذاتها.

وأعلنت الصحة العالمية، أنها تشعر بالقلق إزاء تزايد حالات الإصابة بالحصبة، والحصبة الألمانية بين الأطفال، وذكرت أن عدد الحالات المشتبه فيها للإصابة بالحصبة، والحصبة الألمانية، وصل إلى ما يقرب من ٣٤٣٠٠ حالة، نهاية يوليو الماضى، فيما تم تسجيل ٤١٣ حالة وفاة، مقارنة بـ٢٧٠٠٠ حالة إصابة، و٢٢٠ حالة وفاة، مرتبطة بالمرض خلال العام الماضى. ونبهت المنظمة إلى أن هناك معلومات محدودة، حول مدى تأثير تفشى المرض على النساء الحوامل، اللائى يظللن فى خطر كبير.

وشددت الصحة العالمية فى تقريرها، على وجوب أن تستهدف حملة التطعيم للاستجابة لتفشى المرض جميع الأطفال دون سن العاشرة على الأقل، كى تكون شاملة وفعالة؛ لكنها عادت، وأكدت أن فجوة التمويل الحالية، فاقمت من تآكل الدعم، وقصر الهدف على الأطفال دون سن الخامسة فقط.

وقال ممثل الصحة العالمية فى اليمن، أرتورو بيسيغان، إنه من ارتفاع معدلات الوفيات، تحدث الزيادة فى حالات الحصبة والحصبة الألمانية بين الأطفال خلال العام الجارى فى سياق التدهور الاقتصادى، وانخفاض الدخل، والنزوح، والظروف المعيشية، والحالات المكتظة فى المخيمات، إلى جانب النظام الصحى المثقل، وانخفاض معدلات التحصين والتطعيم لعدد 

كبير من الأطفال، الذين لا يمكن الوصول إليهم من خلال تدخلات التحصين الروتينية.
ووفقا لتقدير التغطية التحصينية الوطنية، لمنظمة الصحة العالمية، والـيونيسيف، العام الماضى، فإن ٢٧٪ من الأطفال دون سن عام واحد فى اليمن غير محصنين ضد الحصبة، ولم يحصلوا على الحد الأدنى من مجموعة اللقاحات للحماية الكاملة.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحكومة الشرعية اليمن الحوثي الصحة العالمیة فى الیمن دون سن

إقرأ أيضاً:

معلومات الوزراء يستعرض تقرير اليونيسف حول تعزيز النظم العالمية للاستثمارات الموجهة للأطفال

استعرض مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف بعنوان آفاق الأطفال في عام 2025: بناء أنظمة مرنة لمستقبل الأطفال من أجل مناقشة تعزيز النظم العالمية للاستثمارات الموجهة للأطفال.

وأوضح التقرير أن العالم يواجه أزمات متصاعدة تؤثر بشكل مباشر على الأطفال، بما في ذلك التغير المناخي، والنزاعات المسلحة، وعدم الاستقرار الاقتصادي، وتعكس هذه التحديات عالمًا يشهد تصاعدًا في التوترات الجيوسياسية والتنافس بين الدول، مما يعيق تنفيذ الحلول الفعّالة لحماية حقوق الأطفال وضمان رفاهيتهم.

وأضاف أنه فيما يتعلق بالتوترات الجيوسياسية، فإن حياة الأطفال وحقوقهم تتعرض لتهديدات متزايدة بسبب النزاعات المسلحة، ففي عام 2023 عاش أكثر من 473 مليون طفل في مناطق متأثرة بالنزاعات، وهي نسبة ارتفعت بشكل كبير مقارنة بعقد التسعينيات، مما يعكس تراجعًا في قدرة الأنظمة الدولية على احترام القوانين الإنسانية وحماية الأطفال خلال النزاعات.

أما من الناحية الاقتصادية، فتواجه العديد من الدول لا سيما في الأسواق الناشئة، تحديات كبيرة تعيق استثماراتها في الأطفال، ومن المتوقع أن يتباطأ النمو الاقتصادي في هذه الدول إلى 4% بحلول عام (2026 - 2029)، وهو أقل بكثير من الهدف المحدد في أهداف التنمية المستدامة.

وفي العديد من الدول النامية، لا يتم تخصيص نسبة كبيرة من الإيرادات الحكومية لخدمة الاستثمار في التعليم والصحة والحماية الاجتماعية، ويؤثر هذا الضعف في الاستثمار في الأطفال سلبًا على حياتهم الحالية ومستقبلهم.

أما فيما يتعلق بالتغير المناخي، فإن الوضع يزداد قلقًا مع توقعات بارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 2 درجة مئوية بحلول عام 2100، ويتأثر الأطفال بشكل غير متناسب بتغير المناخ، بسبب خصائصهم الفسيولوجية والنمائية.

وأشار التقرير إلى وجود فرص للتقدم بمجالات مثل: التخطيط الوطني، وتمويل المناخ، والتنظيم التجاري والدعاوى القضائية المتعلقة بالمناخ، ويمكن أن تلعب المساهمات المحددة وطنيًا (NDCs) دورًا رئيسًا في معالجة احتياجات الأطفال، لكن التمويل المخصص للأطفال لا يزال غير كافٍ، كما أن الدعاوى القضائية المتعلقة بالمناخ أصبحت أداة قوية لتحقيق العدالة المناخية، حيث يتم الاعتراف بالأطفال كمدعين شرعيين.

ولمواجهة هذه الأزمات، أوضح التقرير أن هناك حاجة ملحة لإعادة التفكير في النظم الحالية وتعزيزها، بحيث تتجاوز مجرد تقديم الخدمات وتعمل على بناء مرونة شاملة في كل جانب من جوانب حياة الأطفال، ويجب أن تشمل هذه النظم إطار عمل للاستعداد للكوارث يحمي المدارس والمجتمعات، وأنظمة تعليمية قادرة على التكيف أثناء الطوارئ، وأنظمة رعاية صحية شاملة تستجيب للاحتياجات الفورية مع التخطيط للمخاطر المستقبلية.

وفي مجال التكنولوجيا، أشار إلى أن "البنية التحتية الرقمية العامة" (DPI) يمكن أن تغير بشكل جذري من كيفية تفاعل الحكومات مع المواطنين، لا سيما في تقديم الخدمات الأساسية مثل: التعليم، والرعاية الصحية والحماية الاجتماعية.

وتابع أن عدم المساواة في الوصول إلى التكنولوجيا لا سيما في الدول الأقل نموًا، يشكل عائقًا رئيسًا أمام ضمان استفادة كل طفل من هذه الخدمات، من ثمَّ، يجب أن تركز أنظمة "البنية التحتية الرقمية العامة" على حقوق الأطفال، وتضمن تبادل البيانات بشكل آمن بين القطاعات المختلفة، مع مراعاة احتياجات الفئات الأكثر ضعفًا مثل: الفتيات والأطفال ذوي الإعاقة.

وأكد التقرير أهمية ضمان حصول الأطفال على الخدمات الأساسية، وبناء مستقبل أكثر استدامة وعدالة لهم، مشيرًا إلى أن تحقيق ذلك يتطلب إصلاحات جذرية في الأنظمة المالية الدولية، وتعزيز التعاون الدولي، وتبني نهج متكامل يضع الأطفال في قلب الجهود التنموية والإنسانية.

اقرأ أيضاً«معلومات الوزراء» يستعرض تقرير الوكالة الدولية للطاقة حول نمو استهلاك الكهرباء العالمي حتى 2027

«معلومات الوزراء» يستعرض دور التجارة العالمية في تعزيز الأمن الغذائي

معلومات الوزراء يرصد جهود مصر في صناعة وإصلاح المحركات الطائرات داخل العربية للتصنيع

مقالات مشابهة

  • قرار إسرائيل بوقف المساعدات إلى غزة يهدد حياة الأطفال والأسر بعواقب كارثية| إليك التفاصيل
  • معلومات الوزراء يستعرض تقرير اليونيسف حول تعزيز النظم العالمية للاستثمارات الموجهة للأطفال
  • ديوان المحاسبة يحصد جائزة “Talent Awards” العالمية
  • منظمة الصحة العالمية: قرارات واشنطن قد تقوض جهود القضاء على شلل الأطفال
  • تحذيرات أممية: منع دخول المساعدات إلى غزة يهدد حياة الأطفال والأسر
  • الحوثيون في اليمن.. مشروع طائفي إيراني يهدد هوية الوطن
  • انعكاسات الوضع الاقتصادي على حياة اليمنيين في شهر رمضان.. أسر كريمة تبحث عن مساعدة وموظفين يتوسلون مد يد العون..
  • وباء الكوليرا يضرب أنغولا.. 201 حالة وفاة و5574 مصابًا
  • اليوم العالمي للسمع.. «الصحة العالمية»: 78 مليون شخص متعايشٍ مع فقدان السمع
  • الصحة العالمية: تسجيل ثاني حالة وفاة بفيروس «الإيبولا» في أوغندا