قبل فترة، اشترى الجندي السابق في قوات مشاة البحرية الأمريكية، كريستوفر بولهاوس، العضو البارز في جماعة النازيين الجدد بالولايات المتحدة، قطعة أرض، مساحتها 10 أفدنة، بولاية «ماين» الأمريكية، لتدريب كل من يرغب في القتال بأوكرانيا، ومواجهة القوات الروسية، كون «الحرب ضد روسيا، فرصة فريدة للقتال، لمؤازرة كتيبة، آزوف - تتبنى الأفكار النازية - والدفاع عن الأمة البيضاء».

ومن أشهر الجماعات النازية الجديدة التي سارعت بالانخراط في القتال بأوكرانيا جماعة آزوف، وقبيلة الدم، وقبيلة «سي 14».. ويستخدم فيلق المتطوعين الروسي (ميليشيا متحالفة مع الحكومة الأوكرانية) أسلحة أمريكية لتنفيذ هجمات داخل روسيا، ويرتدي المقاتلون في المجموعة علانية الرموز النازية (الشمس السوداء، والصليب المعقوف) بينما يتميز أفراد قبيلة الدم بارتداء الأقنعة السوداء.

ويحذر مراقبون من أن انتصار هذه الجماعات النازية في الحرب على روسيا يشكل حروب إبادة ضد العرقيات والأديان الأخرى في روسيا وبلاد القوقاز، خاصة المسلمين في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق كما أن نجاح هؤلاء في تحقيق أهدافهم في الانتصار على روسيا سيدعم موجات التطرف في أوروبا ضد الأقليات السوداء والملونة والمسلمين من المهاجرين والمقيمين في تلك البلدان.

ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في أوكرانيا بعد انقلاب عام 2014، توافد النازيون الجدد على البلاد للقتال من أجل، كييف (عاصمة البلاد) وشغل النازيون الجدد الأوكرانيون مناصب مهمة في الحكومة، وكانت هذه الميليشيات جزءًا مهمًا من آلة الحرب هناك، وفي بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وصل الآلاف من النازيين الجدد، إلى كييف للقتال من أجل إنشاء دولة عرقية متطرفة.

يأتي هذا رغم التصريحات الدبلوماسية، الصادرة عن الإدارة الأمريكية، ورفضها وجود النازيين الجدد في أوكرانيا، ومع ذلك، اعترفت صحيفة، نيويورك تايمز، بأن «الصحفيين الغربيين يطلبون من القوات الأوكرانية إزالة رموز النازيين الجدد قبل التقاط صور لهم». وقالت صحيفة، واشنطن بوست، إنه «يتم حشد النازيين الجدد من قبل جماعات متطرفة للقتال في أوكرانيا ضد روسيا تقول إن هذه الجماعات تستغل هذه الحرب لأغراضهم، لم تمانع الولايات المتحدة وحلفاؤها استغلالها لقتال الروس هناك» وأنه «لم نشهد منذ داعش مثل هذه الفورة من نشاط التجنيد».

وتعد قبيلة «الدم» من أخطر الجماعات النازية الجديدة، حيث إن لها فروعًا في الولايات المتحدة وكندا. تشكلت على الإنترنت عام 2021، عندما بدأ النازي الجديد، كريستوفر بولهاوس، يشير إلى أتباعه باسم قبيلة الدم، ومع ازدياد عددهم، شرع بوهلهاوس في عقد وحضور التجمعات الخاصة للعنصريين البيض والتي أدت في النهاية إلى احتفالات عضوية للجماعة بشكل رسمى هذا العام 2023، بهتاف أعضائها بعبارات عنصرية، ملوحين بأعلام الصليب المعكوف، ويرتدون أيضا زيا موحد متمثلا في القمصان الحمراء والأقنعة السوداء والسراويل السوداء.

وتقوم الجماعات النازية بحشد الآلاف من مؤيديها، ممن لديهم ميول متطرفة عبر شبكات التواصل الاجتماعي لإرسالهم إلى أوكرانيا، حيث يعتبرونها فرصة ذهبية لتحقيق هدفهم المتمثل في تكوين دولة قومية متطرفة ومن ثم تصدير هذا النموذج، عالميا، وقامت جماعة، آزوف (حركة شبه عسكرية يمينية متطرفة، في أوكرانيا) بتجنيد آلاف المسلحين، وتم استيعاب هذه الجماعة في الحرس الوطني الأوكراني عام 2014.

وأمام هذه التحركات والممارسات، اتهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الحكومة الأوكرانية بأنها «تدار، بواسطة عناصر نازية» ورغم أن جماعة، آزوف، لا تزال حركة هامشية في أوكرانيا، فإنها لها شأن كبير لدى الكثير من المتطرفين، فقد رحبت علانية بالغربيين في صفوفها عبر مواقع تفوق البيض، وشوهدت ملصقات ورموز آزوف في جميع أنحاء العالم، فقد ظهرت على دراجة نارية في محاولة لتفجير مسجد في يوليو 2020.

ووفق صحيفة، واشنطن بوست، فإنه منذ أن دعت جماعة آزوف المتطرفة، علنا، المقاتلين الأجانب إلى الانضمام إلى صفوفها (فبراير 2023) امتلأت مجموعات الدردشة الرسمية للمنظمة على تطبيق تليجرام برسائل من أشخاص في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وهولندا والسويد وبولندا ودول غربية أخرى، للإعراب عن اهتمامهم بالانضمام للجماعة المتطرفة، وتقول الصحيفة إنه «من خلال مكالمات أعضاء آزوف، لم نشهد هذا المستوى من نشاط التجنيد على مستوى الحركة منذ الإعلان عن داعش».

لكن تواصل صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية التقليل من سطوة النازيين الجدد في أوكرانيا، وسعت إلى تفسير تواتر الرموز النازية في صور الجيش الأوكراني، وبحسب «التايمز» فإن مثل «هذه الصور تضع الصحفيين الغربيين في موقف صعب، وأن ضابطا صحفيا أوكرانيا قال: إن الصحفيين طلبوا من الجنود الأوكرانيين إزالة شارة النازية قبل تصويرهم.. الرموز النازية على الخطوط الأمامية لأوكرانيا تسلط الضوء على قضايا التاريخ الشائكة».

ويبقى القول إنه لا يخفى على أحد أن المخابرات الأمريكية وأجهزة استخبارات غربية تستغل الجماعات النازية لتحقيق أهدافها ضد روسيا سواء داخل أراضيها أو في أوكرانيا، وهذا ما يفسر انطلاق عدد من الطائرات المسيرة من الداخل الروسي لضرب العاصمة موسكو وعدد من المدن الروسية، ويرى المراقبون أن نجاح هذه الجماعات في ضرب المدن الروسية بمساعدات أمريكية وغربية ستشجع كل المتطرفين على الذهاب إلى أوكرانيا لتحقيق مخططاتهم المزعومة حول دولة النقاء الأبيض التي يطالبون بها في معظم العواصم الغربية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا البحرية الأمريكية الجيش الأوكراني حرب روسيا دواعش أوروبا وأمريكا فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

ما قصة حرب روسيا على أوكرانيا مع مدرب مارسيليا

أكد الإيطالي روبرتو دي زيربي مدرب مارسيليا بقاءه مع فريق الجنوب الفرنسي بطريقة غريبة تكشف عن قوة شخصيته، وذلك على الرغم من انزعاجه من النتائج المسجلة هذا الموسم.

ويحتل مارسيليا المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الفرنسي برصيد 20 نقطة متأخرا بفارق 12 نقطة عن المتصدر باريس سان جيرمان، إذ فاز مرة واحدة في 5 مباريات خاضها الفريق على أرضه منذ بداية الموسم الجاري.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الدوري الفرنسيlist 2 of 2باركولا يُنسي جماهير سان جيرمان مبابيend of list

وبدا دي زيربي منزعجا للغاية قبل فترة التوقف الدولي، خاصة أن فريقه خسر على ملعبه فيلودروم أمام ضيفه أوكسير 1-3، وعلى الرغم من ذلك أكد الإيطالي أنه لن يهرب من مسؤولياته.

وقال الإيطالي في المؤتمر الصحفي الذي يسبق مباراة مارسيليا ولانس في "الليغ 1" "أنا مؤمن بقدرات الفريق واللاعبين الذين أدربهم، لذا لن أستقيل أو أهرب، في الحقيقة لن أذهب إلى أي مكان آخر".

وأشار المدرب البالغ من العمر 45 عاما إلى أنه شخص لا يخاف مهما كانت الظروف قائلا "إذا كان أي منكم يعتقد أنني أريد الاستقالة أو الهروب فليخرج وليقل ذلك، لم أهرب من شاختار دونيتسك عندما ألقى بوتين (الرئيس الروسي) قنابله على كييف، وبالتالي لن أهرب من هنا".

???? "Je n'ai pas fui du Shakhtar même quand Poutine a lancé ses bombes à Kiev, et je ne fuirai pas ici." pic.twitter.com/vW67BiRYlH

— RMC Sport (@RMCsport) November 22, 2024

وسبق لدي زيربي أن أشرف على تدريب شاختار الأوكراني في الفترة بين مايو/أيار 2021 حتى يوليو/تموز من العام التالي، وقاد الفريق للظفر بكأس السوبر المحلي.

وعن أداء مارسيليا منذ بداية موسم 2024-2025 أضاف المدرب "لا أستطيع أن أجعل فريقي يلعب على أرضه كما يفعل بعيدا عنها، أنا شخص صريح وقد قلت ذلك لمهدي بن عطية (المدير الرياضي) ولبابلو لونغوريا (رئيس النادي)".

وأضاف الفني الإيطالي "إذا كنت أنا المشكلة فأنا مستعد للتنازل عن عقدي على الفور وسأرحل دون الحصول على المال، لا يهمني ذلك".

ويملك مارسيليا فرصة تقليص الفارق مع باريس سان جيرمان إلى 9 نقاط، لكن قبل ذلك يتعين عليه الفوز على لانس في المباراة المقررة اليوم السبت على ملعب بوليرت ديليليس ضمن الجولة الـ12 من الدوري الفرنسي.

View this post on Instagram

A post shared by OM | Olympique de Marseille (@olympiquedemarseille)

وحسب صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية، ستكون هذه المباراة مهمة للغاية لمارسيليا لكنها ليست حاسمة، فالفريق يبتعد عن موناكو الثاني بفارق 6 نقاط (ستتقلص إلى 3 في حال الفوز على لانس).

وعن ذلك، قال دي زيربي "إنها مباراة من 3 نقاط وليس 12، نحن نعرف ما يتعين علينا القيام به من أجل تقديم مباراة جيدة ومحو أخطائنا السابقة، إنها مباراة مهمة بهدف تقديم أداء جيد وتحقيق الفوز".

واستلم دي زيربي مهمة تدريب مارسيليا قبل بداية الموسم الجاري، وقد وقّع معه عقدا يبقيه مع فريق الجنوب الفرنسي حتى يونيو/حزيران 2027.

مقالات مشابهة

  • روسيا تعلن إمكانية نشر صواريخ متوسطة المدى في آسيا
  • الاستخبارات العسكرية تطيح بثلاثة دواعش في نينوى
  • "الجارديان": على أوروبا تعزيز تضامنها مع أوكرانيا بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض
  • روسيا تحذر أوروبا من "آثار ساحقة" بسبب صواريخ "أوريشنيك"
  • تصل إلى 100 ألف دولار.. بوتين يشطب ديون المجندين الجدد للقتال في أوكرانيا
  • بلينكن يبحث أزمة أوكرانيا والشرق الأوسط في أوروبا
  • ما قصة حرب روسيا على أوكرانيا مع مدرب مارسيليا
  • 8 دول في آسيا وأوروبا تحذر من مشروب مزيف.. يدمر الجسم في 3 أيام
  • "فورين بوليسي": اقتصاد الحرب في روسيا "قنبلة موقوتة" تهدد أوروبا
  • ضرب أنحاء أوروبا.. روسيا تكشف عن مميزات صاروخها الجديد