الزمن يعود للوراء.. الرسائل الخطية وسيلة أهل دارفور “الوحيدة” للاطمئنان على أحبائهم
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
مع توقف خدمة الهاتف والإنترنت وتحت القصف المتبادل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، عادت الرسائل المكتوبة باليد لتصبح وسيلة التواصل الوحيدة في دارفور.
وتلك الرسائل لا يحملها ساعي بريد كما في الماضي، وإنما ينقلها سائقو حافلات النقل. وفي هذا الصد يقول، أحمد عيسى، إنه كان قد غادر منذ أيام مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور، حيث عاش طوال حياته، وترك خلفه الكثير من الأقارب والأصدقاء.
وبعد أن أضحى في مأمن في بلدة الضعين، الواقعة على بعد 150 كيلومترا شرق نيالا، جلس في مقهى صغير ليكتب رسائل من أجل الاطمئنان على أسرته ومعارفه وأقاربه. ويوضح عيسى، البالغ من العمر 25 عاما: “نحن سكان نيالا، كنا نجد صعوبة أصلا في التواصل مع الناس في الأحياء الأخرى منذ بداية المعارك”. واليوم، صار تبادل المعلومات عن أحوال الأهل والأصدقاء أكثر صعوبة في إقليم دارفور الواقع في غرب السودان، الذي يعيش فيه ربع سكان البلد البالغ عددهم الإجمالي 48 مليونا. وقد كان الإقليم مسرحا لحرب أهلية دامية قبل 20 عاما.
ويتابع عيسى: “أحيانا تصل الرسالة إلى الشخص المعني بعد أسبوع، وحتى لو تسلمها ليس هناك ما يضمن أنه سيتمكن من الرد برسالة خطية”، لافتا إلى أن الطرق المؤدية إلى نيالا مليئة بالعثرات. فبعد الجنينة عاصمة غرب دارفور، التي أصبحت في يونيو شاهدا على عودة العنف العرقي إلى دارفور، أصبحت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع تتركز الآن في نيالا.
وخلال 10 أيام من شهر أغسطس، فر أكثر من 50 ألف شخص من نيالا، ثاني أكبر مدن السودان من حيث عدد السكان بعد الخرطوم، وفق الأمم المتحدة. وكذلك، قتل عشرات المدنيين، ولم تعد شبكات الكهرباء والمياه تعمل، مما يعد كارثة في مدينة كان ربع سكانها يعتمدون أصلا قبل الحرب على المساعدات الإنسانية، بحسب المنظمة الدولية.
والأحد الماضي، أخذ النزاع بعدا تصعيديا جديدا في نيالا، فللمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل، انضم سلاح الجو للمعارك. وقصفت الطائرات الحربية أحياء سكنية تسيطر عليها قوات الدعم السريع، بحسب شهود عيان.
على منصة إكس (تويتر سابقا)، كتب الناشط الحقوقي، أحمد قوجا، الذي خرج هو نفسه من نيالا، ويحاول تسليط الضوء على المجازر التي ترتكب في المدينة، إن الأخبار تصل بـ”القطارة”، ومتأخرة كثيرا.
وقبل أسبوع، نشر عبر المنصة نفسها خبر مقتل “5 أسر بكامل أفرادها” بسبب المعارك. وكتب كذلك أنه بقي “16 يوما بلا أخبار عن أسرته الموجودة في نيالا”، موضحا أنه تلقى بعد ذلك رسالة من “أحد أشقائه” الذي وصل إلى الضعين، حيث وجد شبكة إنترنت. وتابع الناشط: “إننا نموت مع كل لحظة نمضيها بلا أنباء عن أسرنا، ولا نحلم إلا بشيء واحد، هو أن نعرف كيف حال أهلنا وأصدقائنا”.
ومنذ عدة أسابيع، يتوافد على مكتب السفر الذي يملكه سليمان مفضل في الضعين، عدد كبير من الأسر التي ترغب في معرفة أي أخبار عن ذويها، الذين لم يتمكنوا من الخروج من نيالا. ويقول مفضل لوكالة فرانس برس: “مع انقطاع الاتصالات، عاد الناس لكتابة الرسائل الخطية للاستفسار عن أحوال ذويهم”.
وأوضح وهو يمسك بالأظرف المكتوب عليها بعناية العناوين في نيالا، والتي يقوم بإرسالها مع السائقين المتوجهين إلى هذه المدينة، أن السائقين “غالبا ما يوزعون خطابات” لدي عودتهم من نيالا.
وشرح أنه بمجرد أن تصل الرسالة إلى صاحبها في نيالا “يكتب على الفور ردا ويسلمه للسائق”. ويتعين على السائق بعد ذلك أن ينجح في الخروج من المدينة، وهي رحلة صعبة تحت وطأة القصف، خصوصا في ظل موسم الأمطار الذي غالبا ما يؤدي إلى تعطل حركة السير على عدة طرقات.
فرانس برس
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی نیالا من نیالا
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة: الأمريكي شريك أساسي مع العدو الإسرائيلي في كل جرائمه التي يرتكبها على مدى عقود من الزمن
يمانيون/ خاص
أكد السيد القائد أن الأمريكي شريك أساسي مع المجرم الصهيوني الإسرائيلي اليهودي في كل جرائمه التي يرتكبها على مدى عقود من الزمن في فلسطين ولبنان وسوريا والأردن ومصر.
وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمة له، اليوم الخميس، حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية، أن بريطانيا وفرنسا شاركت الأمريكي في استقدام العصابات الصهيونية اليهودية إلى فلسطين وتجنيدها وتسليحها وتمكينها.
وأضاف السيد أن الرئيس الفرنسي الحالي ومن قبله جعلوا من أنفسهم الفداء للصهاينة اليهود، وأن ألمانيا تقدم الكثير من قذائف السلاح والدعم السياسي والإعلامي.. مؤكداً أن قوى الشر المنضوية تحت لواء الصهيونية اتجاهها الإجرامي الوحشي ضد أمتنا الإسلامية من منطلق عقائدي ورؤية وتوجه
ولفت قائد الثورة إلى أنه من المدهش أن بعض السياسيين والإعلاميين العرب ممن يتحدثون عن المجاهدين في فلسطين ولبنان يتحدثون عنهم وكأنهم هم من استفز العدو الإسرائيلي والأمريكي.
وأوضح السيد أن الأمريكي والبريطاني والأوروبي اتجهوا لدعم الصهيونية كمشروع يؤمنون به لتدمير أمتنا الإسلامية.. لافتاً إلى أن الحديث الصهيوني المتكرر عن فلسطين وبقية الشام ومصر وأجزاء من السعودية والعراق بهدف السيطرة والاحتلال المباشر.
وأشار السيد القائد إلى أن ما يعبّر عنه الأمريكي والإسرائيلي بتغيير وجه الشرق الأوسط يعني التحكم بالجميع بما يخدم المصلحة الأمريكية والإسرائيلية.. مضيفاً أن عدوانية أمريكا و”إسرائيل” ليست ردة فعل من استفزاز بل هم من ابتدأ العدوان على امتنا باحتلال الأوطان واستهداف الشعوب.
ونوه السيد إلى أن العدو لديه توجه إجرامي مفسد، يستهدف الناس لإفساد حياتهم على المستوى الأخلاقي، ولإفساد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن توجه العدو ظلامي بكل ما تعنيه الكلمة في رؤيته وتوجهه وفكره.