تشهد السودان خلال تلك الشهور الماضية حالة من عدم الاستقرار وذلك بعدما اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والتي أدت إلى سقوط الضحايا من أبناء الشعب السوداني.

وأثناء تلك الحرب لم يظهر قائد الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشكل مباشر خلال الفترة الماضية ولكن ظهر رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان في بورتسودان أثناء تفقده الجنود وبعدها زيارة إلى مصر من أجل لقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بمدينة العلمين.

وأمس الإثنين قام رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان بزيارة ثانية وتلك المرة إلى جنوب السودان.
ولكن في تلك الزيارات ظهر البرهان هو يرتدي الزي المدني بدلًا من الزي العسكري، الأمر الذي أشعل السوشيال ميديا من أجل معرفة لماذا ارتدى البرهان الزي المدني بدلًا من العسكري وذلك عكس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

قال اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، إن ارتداء البرهان الزي المدني بدلًا من العسكري خصوصا مع استمرار العمليات العسكرية في السودان، يبعث العديد من الرسائل المهمة إلى العالم والتي يكون على رأسها أن الأوضاع في السودان تحت السيطرة.

وأضاف اللواء محمد الشهاوي في تصريحات خاصة لـ “الفجر”، أن البرهان يريد بعث رسالة أخرى وهي أن الجيش سوف يحقق الانتصار على مليشيات الدعم السريع وأن السودان موحدة وليست مفككة وذلك عكس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي لم يخلع الزي العسكري منذ بداية العلميات العسكرية في أوكرانيا.

وأشار مستشار كلية القادة والأركان، إلى أن البرهان ارتداء الزي المدني يؤكد أنه رجل دولة من الطراز الأول وأنه رئيس المرحلة الانتقالية.
أوضح الباحث سمير رمزي، المتخصص في الشأن السوداني، أن زيارة البرهان إلى مصر وجنوب السودان يؤكد على تقارب السودان مع دول الجوار.
و أضاف سمير رمزي في تصريحات خاصة لـ “الفجر”، أن البرهان ارتدى الزي المدني من أجل التأكيد أنه رئيس المرحلة الانتقالية السودانية وأنه الحاكم الشرعي للبلاد والمعترف به دوليًا.
واختتم المتخصص في الشأن السوداني، أن زيارة البرهان تؤكد نجاح الجيش السوداني في السيطرة السريعة على الأوضاع في السودان.

بوابة الفجر

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الجیش السودانی

إقرأ أيضاً:

أزمة بين السودان وتشاد بعد تلويح مساعد قائد الجيش السوداني بضرب انجمينا

تطورت الأزمة بين السودان وتشاد، بشكل لافت منذ أمس، بعد تصريحات لمساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن ياسر العطا، هدد فيها بضرب مطار العاصمة التشادية انجمينا.

وعلى مدى الأشهر الأخيرة، عرفت علاقات البلدين توترا بسبب اتهام الجيش السوداني للسلطات التشادية بدعم مليشيا الدعم السريع المتمردة، بما في ذلك نقل أسلحة وذخائر، فيما تنفي تشاد تلك الاتهامات، وتؤكد عدم تورطها في تأجيج الصراع السوداني.

لكن تصريحات مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن ياسر العطا، أمس أدخلت البلدين في أزمة يتوقع مراقبون أن تكون لها تداعيات على الإقليم خلال الفترة القادمة.



"أهداف مشروعة"
فقد قال ياسر العطا في تصريحات متلفزة إن السودان "سيقتص من الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي" وحذّره من أن مطاري انجامينا وأم جرس هما "أهداف مشروعة للقوات المسلحة السودانية".

وشدد أن حديثه "ليس لجلب العواطف في لحظات عزاء شهداء القوات المسلحة، بل نعلم ما نقوله، وحديثنا ليس مزحة إطلاقًا ولا حديثًا يُطلق على الهواء".

وتابع: "سنلاحق كل من قاتل ضد أمتنا من غرب أفريقيا، ودولة جنوب السودان، وكذلك الداعم الرئيسي لهذه الحرب، وهي دولة الإمارات".

"إعلان حرب"
ولم يتأخر رد تشاد، على تصريحات المسؤول العسكري السوداني، حيث وصفت وزارة الخارجية التشادية، هذه التصريحات بأنها بمثابة إعلان حرب".

وقالت الخارجية التشادية في بيان إنها تدين التصريحات التي وصفتها بأنها "غير مسؤولة وتُعتبر بمثابة إعلان حرب إذا ما أعقبها أي تحرك عدائي".

وحذرت الوزارة من أن مثل هذه التصريحات قد تؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة، مؤكدة أنها تحتفظ بحقها المشروع في الدفاع عن سيادتها، وأنها سترد بحزم على أي محاولة اعتداء، وفقًا لمبادئ القانون الدولي".

وشددت الخارجية التشادية على "التزام تشاد بالحياد في النزاع الداخلي السوداني" معتبرة أنها "تسعى جاهدة، من خلال مبادراتها الدبلوماسية، للمساهمة في إنهاء الأزمة التي يعاني منها الشعب السوداني منذ ما يقرب من عامين" مؤكدة أن النزاع في السودان هو شأن داخلي يخص الأطراف المتحاربة وحدها، وأن تشاد ليست طرفًا فيه.

ولفتت تشاد إلى أنها "تواصل استقبال مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين الفارين من النزاع، في موقف يعكس قيمها الراسخة في التضامن والضيافة".

ودعت الوزارة القادة السودانيين، وعلى رأسهم الجنرال العطا "إلى التوقف عن إطلاق التهديدات غير المسؤولة، والتركيز بدلًا من ذلك على إنهاء النزاع عبر الحوار والتفاوض، باعتبارهما السبيل الوحيد لإحلال سلام دائم".

وخلص البيان للقول: "إن تشاد تجدد بكل وضوح وحزم، استعدادها للتعاون مع كافة الأطراف الراغبة في تحقيق السلام في السودان، وتؤكد أن أي مسار آخر سيكون غير مقبول".


شكوى إلى لجنة أفريقية وتهم للإمارات
وكان السودان قد تقدّم مؤخرا بشكوى إلى اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان مدعومة بأدلة وثائقية ومقاطع مصورة، تتهم تشاد بدعم مليشيا الدعم السريع المتمردة، بما في ذلك نقل أسلحة وذخائر، فيما نفت تشاد تلك الاتهامات، مؤكدة عدم تورطها في تأجيج الصراع السوداني.

كما تقدم السودان بشكوى ضد دولة الإمارات العربية المتحدة أمام محكمة العدل الدولية على خلفية "التواطؤ في إبادة جماعية" بسبب دعمها المفترض لقوات الدعم السريع السودانية.

وقالت محكمة العدل الدولية في بيان إن الخرطوم تعتبر أن الإمارات العربية المتحدة "متواطئة في إبادة جماعية ضد المساليت (قبيلة في السودان) من خلال توجيهها وتوفير الدعم المالي والسياسي والعسكري المكثف لمليشيات الدعم السريع المتمردة".



وذكرت المحكمة في بيانها أن طلب السودان يتعلق "بأفعال ارتكبتها" قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها، تشمل "على سبيل المثال لا الحصر، الإبادة الجماعية والقتل وسرقة الممتلكات والاغتصاب والتهجير القسري والتعدي على ممتلكات الغير وتخريب الممتلكات العامة وانتهاك حقوق الإنسان".

وقد نددت الإمارات بشكوى السودان أمام محكمة العدل الدولية، معتبرة أنها "حيلة دعائية خبيثة"، ومؤكدة أنها ستسعى إلى إبطالها.

وتتحدث تقارير إعلامية من حين لآخر أن طائرات الدعم السريع تُقلع من قواعد في دارفور وتشاد، حيث تُشغّلها الإمارات، التي يتهمها الجيش السوداني بأنها الراعي الأجنبي الرئيسي لقوات الدعم السريع.

علاقات معقدة
ترتبط السودان وتشاد بحدود تمتد لنحو 1403 كيلومترات، وهي الأطول بعد حدود السودان مع جنوب السودان، فيما يجمع البلدان تداخل اجتماعي معقّد يبرز في وجود 13 قبيلة مشتركة على جانبي الحدود.

وخلال السنوات الأخيرة ظلت العلاقة بين الخرطوم وانجمينا مثقلة بالخلافات الناتجة عن الأنظمة السياسية المتعاقبة، فمنذ اندلاع أزمة دارفور سنة 2003 طبع الاتهام المتبادل العلاقة بين الخرطوم وانجمينا.

ومرت علاقات البلدين بالعديد من المحطات البارزة، ففي العام 1987 اتهم الرئيس التشادي الأسبق حسين حبري الخرطوم بإيواء مسلحين معارضين لبلده، وفي العام 1989 لجأ الرئيس التشادي السابق إدريس ديبي إلى السودان بعد فشله في انقلاب عسكري ضد نظام انجمينا، قبل أن يتمكن من الإطاحة الرئيس حسين حبري وتولي السلطة في 1990.

وفي عام 2003 لجأ قرابة ربع مليون من سكان دارفور إلى تشاد، وفي 2004 اتهمت تشاد الجيش السوداني بالهجوم على بلدة تينه الحدودية، وفي 2007 دارت مواجهات بين جيشي البلدين داخل الحدود السودانية، وأكدت تشاد حينها أن جيشها كان يطارد متمردين تشاديين.

وفي 2008 وقع البلدان في دكار وبوساطة من السنغال، على اتفاق مصالحة ينص على ضبط حدود البلدين وعدم دعم حركات التمرد في كليهما.



وازدادت الأزمة بين البلدين تعقيدا منذ بدء المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث أصبحت حدودهما مسرحا للتوترات الأمنية.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ نيسان/ أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يعلن سيطرته على الجهة الغربية من كوبري المنشية بالخرطوم
  • أزمة بين السودان وتشاد بعد تلويح مساعد قائد الجيش السوداني بضرب انجمينا
  • نائب رئيس جنوب السودان يندد بالوجود العسكري الأوغندي
  • عبد الله حمدوك.. المدني الذي آثر السلامة فدفعه الجيش إلى الهامش
  • مكاسب متتالية.. الجيش السوداني يعلن سيطرته على السوق العربية وسط الخرطوم
  • ماذا تعني انتصارات الجيش السوداني الأخيرة وتأثيرها على الحرب؟
  •  11 مدرعة أميركية في قبضة الجيش السوداني ..دولارات الإمارات في حرب السودان
  • تشاد: تصريحات مساعد قائد الجيش السوداني إعلان حرب
  • "إعلان حرب".. تشاد ترد على تصريحات قائد الجيش السوداني
  • تشاد: تصريحات مساعد قائد الجيش السوداني "إعلان حرب"