رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة: تعددية الأطراف الخيار الوحيد لحل أزمات العالم
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
أكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة "تشابا كوروشي" في ختام دورتها الـ 77 إن تعددية الأطراف هي "الخيار الوحيد" ،للتعامل مع الأزمات العديدة التي يواجها العالم.
جاء ذلك في كلمته أمام الجلسة الأخيرة للدورة، الممتدة على مدى عام والتي اختتمت أعمالها أمس الخامس من سبتمبر.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال "تشابا كوروشي" إنه على الرغم من المنافسات الجيوسياسية فإن "بقاءنا يعتمد على تعاوننا"، مؤكدا أن المنافسة الجيوسياسية والأيديولوجية تسعى وراء مصالح أضيق وقصيرة المدى، وتبعد التركيز عن التحول المستدام.
وأكد "كوروشي" أن دعم التنمية المستدامة عبر اللوائح المناسبة والتمويل وبناء القدرات والتحقق، يعد أكثر المهام إلحاحا قائلا "ما نحتاج فعله على الفور هو تنفيذ ما وعدنا بتقديمه لثمانية مليارات شريك لنا"، مضيفا أن هناك دليلا علميا جليا على أن العالم يعيش عصر الأنثروبوسين، وهو العصر الذي يتميز بالتأثير الكبير للبشر على كوكب الأرض.
وأشار"تشابا كوروشي" إلى أن فرصة تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 تتلاشى بالنظر إلى تغيير المناخ ،وفقدان التنوع البيئي وصولا إلى وضع التعليم والمساواة بين الجنسين.
ودعا "تشابا كوروشي" كذلك إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا والصراعات المسلحة الأخرى في العالم التي يبلغ عددها واحدا وخمسين، بما يتسق مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وقال "إننا مسؤولون عن أفعالنا وتقاعسنا عن العمل، يجب أن تكون مسؤولياتنا على نفس القدر من الأهمية التي تتسم بها حقوقنا". وكرر دعوته كذلك إلى إنهاء الانتشار والتسلح النوويين، مشيرا إلى أن ميثاق الأمم المتحدة يمَّكن الجمعية العامة من النظر في المبادئ الحاكمة لنزع السلاح والحد من الأسلحة.
وأفاد بأن النظام متعدد الأطراف يتطلب أيضا تعاونا عبر التخصصات والمجالات المختلفة، داعيا إلى الاتحاد حول هدف شامل عند التعامل مع تغير المناخ والجرائم الإلكترونية واحترام حقوق الإنسان في فضاء الإنترنت واستخدام الذكاء الاصطناعي.
وشدد على أن الحلول المتكاملة تعني توفر البيانات والتحقق والتمويل، مشجعا الدول الأعضاء على التركيز على تلك الحلول إن أرادوا الحصول على أفضل النتائج من استخدام مواردهم وتغيير الواقع.
ودعا رئيس الدورة الـ77 للجمعية العامة كذلك إلى إصلاح الأمم المتحدة بصورة عاجلة، قائلا "يجب أن نصلح الطريقة التي تعمل بها الجمعية العامة، وينطبق الأمر كذلك على مجلس الأمن"، وأقر بأن مـيثاق الأمم المتحدة لا يجعل هذه المهمة سهلة، لكنه أكد أنه "حتى ذلك الحين، وإلى أن نغيره، فإن مهمتنا هي تطبيقه بشكل كامل وعالمي".
وأضاف أن هذا الأمر يعني تجنب التطبيق الانتقائي فيما يتعلق بإدارة الصراعات والفظائع والإبادة الجماعية وجرائم الحرب الأخرى، قائلا "إذا لم نفعل ذلك، فإن مجلس الأمن سوف يشكل مشكلة أكبر من كونه حلاً لعدم الاستقرار في عالمنا".
وأكد "كوروشي" أن اتخاذ القرارات الذكية – بدءا بتوافق الآراء بشأن القرارات الرئيسية في الجمعية العامة – يعد الدفعة اللازمة للعديد من الجهات الفاعلة في العالم لمواجهة التحديات القادمة.
وشدد "كوروشي" على أهمية العلم حيث قال إنه "أحد أهم العوامل التي تشكل فهمنا للواقع وينبغي أن تستند إليه كل القرارات الأساسية"، مضيفاً أن العلم هو الأداة التي "تساعدنا على تعزيز تعاوننا وتوجيه عملية صنع القرار لدينا".
وأكد أن العلم لا يتعارض مع الإرث الوطني أو الثقافي لأي شخص، بل إنه الطريقة التي تعكس ذلك الإرث في تلك القرارات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجمعیة العامة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
مسؤولان كبار في مجال الإغاثة لمجلس الأمن الدولي: المتحاربون في السودان يذكون أزمة المساعدات “الأشد تدميرا” في العالم
الأمم المتحدة (رويترز) – قال مسؤولان كبار في مجال الإغاثة لمجلس الأمن الدولي يوم الخميس إن الصراع في السودان تمخض عن “أكبر أزمة مساعدات إنسانية وأشدها تدميرا في العالم” مع فرض المتحاربين حصارا على المدن ومنعهم وصول المساعدات، اندلعت الحرب في أبريل نيسان 2023 نتيجة صراع على السلطة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية قبل عملية انتقال إلى الحكم المدني. وتشير الأمم المتحدة إلى أن نحو ثلثي سكان السودان، أي أكثر من 30 مليون نسمة، سيحتاجون إلى مساعدات هذا العام.
وقال كريستوفر لوكيير، الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود “قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية وأطراف أخرى في الصراع لا تتقاعس عن حماية المدنيين فحسب، بل تعمل بجد على مفاقمة معاناتهم”.
وتنفي قوات الدعم السريع عرقلة وصول المساعدات أو إلحاق الأذى بالمدنيين، وتنسب هذه الممارسات إلى أطراف خارجة على القانون. وقالت إنها ستحقق في الاتهامات وستقدم الجناة للعدالة.
وتنفي القوات المسلحة السودانية أيضا عرقلة وصول المساعدات أو إلحاق الأذى بالمدنيين. وقال سفير السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث محمد لمجلس الأمن إن الحكومة السودانية لديها خطة وطنية لحماية المدنيين، وأضاف أن لوكيير لم يثر معه أي مشكلات أثناء اجتماع على انفراد بينهما.
* المجاعة واغتصاب الأطفال
قالت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) لمجلس الأمن الدولي إن المجاعة تفشت في خمسة مواقع على الأقل في السودان يعيش فيها ما يقدر بنحو 1.3 مليون طفل دون سن الخامسة.
وأضافت “أكثر من ثلاثة ملايين طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر وشيك من تفشي الأمراض المميتة، بما في ذلك الكوليرا والملاريا وحمى الضنك، بسبب انهيار المنظومة الصحية”.
وذكر سفير السودان لدى الأمم المتحدة أن وزارة الزراعة والغابات في البلاد أكدت هذا الأسبوع استقرار الوضع الغذائي.
وقالت راسل إن مئات الفتيان والفتيات تعرضوا للاغتصاب أيضا في 2024، مشيرة إلى أنه في 16 حالة مسجلة، كان الأطفال دون الخامسة. ثم توقفت قليلا قبل أن تضيف “أربعة منهم كانوا رضعا دون سن الواحدة”.
وذكرت راسل “لا تمنحنا البيانات سوى لمحة عما نعرفه عن أزمة أكبر وأشد تدميرا بكثير”، مستشهدة بقاعدة بيانات قالت الأمم المتحدة إن مجموعات مقرها السودان تساعد الناجين من العنف الجنسي جمعتها.
وقال لوكيير إن فرق منظمة أطباء بلا حدود قدمت الدعم إلى 385 ناجية من العنف الجنسي في 2024.
وأضاف “تعرض السواد الأعظم منهن، وبعضهن دون الخامسة، للاغتصاب، وحدث ذلك في الأغلب على يد مسلحين. وتعرض ما يقرب من نصفهن للاعتداء في أثناء عملهن في الحقول. لا تفتقر النساء والفتيات للحماية فحسب، وإنما يتعرضن أيضا لاستهداف وحشي”.
وأفادت بعثة تقصي حقائق تابعة للأمم المتحدة في أكتوبر تشرين الأول بأن قوات الدعم السريع وحلفاءها ارتكبوا مستويات “مهولة” من الاعتداءات الجنسية. وكانت قوات الدعم السريع أعلنت سابقا أنها ستحقق في الادعاءات وستقدم الجناة إلى العدالة.
وخلصت الولايات المتحدة في يناير كانون الثاني إلى أن أعضاء في قوات الدعم السريع والفصائل المتحالفة معها ارتكبوا إبادة جماعية في السودان.