الوافد النيجيري أحمد آجي: مليون نيجيري يتمنون دخول الأزهر في مصر

أنا واحد من آلاف النيجيريين محبي مصر، فحلم دخول الأزهر يراود كل شاب في بلادي منذ الصغر، أعرف تاريخ الوافدين من نيجيريا للأزهر من خلال سجلات المعاهد الأزهرية الأربعة في لاجوس، درست تاريخ الإسلام في الأزهر، هكذا تحدث أحمد آجي الوافد النيجيري في كلية الدعوة الإسلامية بالجامعة الأزهرية، وحاورته "الأسبوع" في أحوال الوافدين من أفريقيا لمصر.

فقال أحمد آجي: تعلمت اللغة العربية- بلهجة مصر- في المعهد الأزهري في أبوجا، حيث يخصص الأزهر في بلادي أربعة معاهد أزهرية كبرى تخدم الشعب النيجري، ونتمنى أن تكون مائة معهد، فالشعب النيجري يحب مصر بجنون ولو فتح باب التأشيرات للدراسة في الأزهر سوف ترى مليون نيجيري حلم حياتهم الالتحاق بالجامعة الأعرق في العالم كله، خصوصًا إذا عرفت أن معظم كبار رجال الدولة والسفراء خريجو جامعة الأزهر من عشرات السنوات.

وعن عدد الطلاب النيجيريين في الأزهر بمصر قال أحمد آجي: العدد كبير جدًا فهو في الركن الثالث بعد ماليزيا وإندونيسيا.

وبصراحة نحن أولى بهذه الدراسة من غيرنا فنحن نحتاج كل فرصة للتعلم في مصر.

وقال أحمد آجي: أعرف أن هنا في الأزهر (1000) طالب يدرسون علوم الشريعة، والأعداد الأخرى في كليات الجامعة غير محددة نظرًا لتعدد الوافدين سواء منح تفوق لأوائل المعاهد الأزهرية في نيجيريا، أو الدارسين على نفقتهم الخاصة.

أحببت الأزهر الشريف من خلال قصة كفاح الرئيس النيجيري ناصر أحمد الذي تخرج في كلية أصول الدين وكان محبوبًا عند الشعب النيجيري وكان يرحمه الله حافظًا للقرآن العظيم.

وأضاف أعيش في مصر منذ سبع سنوات هي أجمل أيام عمري، الشعب المصري كريم ومضياف، ومصر دولة عربية كبرى لها مكانة في بلادي، الناس في مصر تعاملنا برحمة ومحبة جميلة عكس بلاد أخرى تدعي الديمقراطية والحريات.

ويفضل الشباب النيجيري الدراسة في مصر بسبب فرص العمل المفتوحة للطلاب خريجي الأزهر وهم محل تقدير من الشعب النيجيري كله.

وقال أحمد آجي: أتمنى لقاء الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وهذا شرف كبير أرجو أن يتحقق لي ولكل مواطن في نيجيريا يتمنى زيارة الإمام لنيجيريا، ولو وصل العاصمة النيجيرية سوف يستقبله ملايين الشعب المسلم هناك.

وعن التعليم في بلاده، قال أحمد آجي: لقد ساهم السلطان أحمد سلو في وضع أسس التعليم في بلادنا وقد ساعده الأزهر من سنوات طويلة في تأسيس جامعة (ABU) على نسق الجامعة الأزهرية العريقة.

ومن بداية رحلته لدخول الأزهر قال أحمد آجي: حصلت في العام 2009 على الثانوية الأزهرية من معهد الرئيس محمد نجاري الأزهري في أبوجا وكنت متفوقًا، ثم دخلت كلية الدعوة كي أحقق أغلى أمنيات حياتي، وقد سمعت عن الأزهر منذ صغري ولي صديق نيجيري خريج كلية الشريعة والقانون ساعدني كي أدخل الأزهر، خصوصًا قصة التأشيرة، وقد عرفت مؤخرًا أن الأزهر يخصص تأشيرة جديدة تعليمية، وأعتقد أنها سوف تساعد آلاف الطلاب لدخول الأزهر خصوصًا الكليات العريقة الأساسية وهي اللغة العربية والشريعة وأصول الدين والدعوة، ومن حسن الحظ أن الأزهر يعامل أبناء نيجيريا في هذه الكليات نفس معاملة المواطن المصري ولا أدفع أكثر من 500 جنيه مصروفات، ولا أشعر بالغربة في مصر الآن، وأمنية عمري أن يلتحق ابني حمزة بالأزهر، فأنا لو كنت أستطيع أن أحضر أشقائي (الستة عشر) للدراسة في مصر لفعلت.

وعن حكومة مصر قال أحمد آجي: نحن في بلد كبير وعريق وكله أمان، فأنا هنا أنزل للشارع في الفجر في منتهى الأمان بعكس بلاد أخرى، وهنا أحصل على كل حقوقي كاملة والقانون في مصر له مكانة في المعاملات المالية.

وعن الأدباء المصريين الذين لهم شعبية في نيجيريا قال أحمد آجي: طبعًا الدكتور طه حسين مشهور جدًا في بلادنا كونه أزهريا، وكذلك المفكر عباس العقاد، لكن الشخصية المصرية رقم واحد في بلادنا من حيث المحبة (هو الشيخ محمد صديق المنشاوي)، فهو سبب رئيسي في دخول الناس للإسلام وتعلم اللغة العربية فهو يملك صوتًا ملائكيًا.

وقال نتابع أخبار الأزهر من خلال المنظمة العالمية لخريجي الأزهر (فرع لاجوس) وأخبار الأزهر متابعة من الشعب النيجيري.

وعن مشكلات الجالية النيجيرية قال: نحن نعاني من مشكلة ارتفاع سعر التذكرة (20 ألف جنيه) من القاهرة إلى نيجيريا، وهو سعر كبير جدًا، نرجو النظر فيه، التأشيرات بحوالي 500 دولار لمدة ثلاثة أشهر وهي غير كافية كما يلتحق الطالب بأي جامعة مصرية، فالوقت قصير جدًا، نرجو أن تمتد حتى تصبح ستة أشهر.

طبعًا أشجع محمد صلاح نجم الكرة المصري فهو صاحب شعبية طاغية في بلادي، وسبب شعبية صلاح كونه متدينا، عنده خلق إسلامي عظيم، وكل من أعرفهم في نيجيريا يشجعون فريق الزمالك.

وفي مصر أشجع الأفارقة مع احترامي للفرق الأخرى، ومن أحب الوجبات المصرية كلها ماعدا الفول، طبعًا الكشري وجبة مفضلة عندي، وأخيرًا نتمنى من الإمام الطيب زيادة المنح للطلاب بنيجيريا نريد عشرة آلاف طالب كل عام وهناك في بلادي كما قلت لك نصف مليون طالب يحاولون الحصول على تأشيرة لدخول مصر والأزهر.

وأخيرًا قال أحمد آجي: الإسلام دخل نيجيريا في عصر عمر بن العزيز، وهنا أحب زيارة المتحف المصري، وادي الملوك، الأهرامات، السيدة عائشة، أحب في مصر شهر رمضان، أسمع الشيخ سيد النقشبندي، وكوكب الشرق أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، ومن الشباب الجدد أليسا.

وحاليًا يتولى شئون المسلمين في نيجيريا السلطان أبو بكر جومي وهو بدرجة رئيس وزراء.

المصدر: الأسبوع