المحكمة العليا الإسرائيلية ترفض تأجيل النظر بالتماس ضد إلغاء حجة المعقولية
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
رفضت ما تسمى المحكمة العليا الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، طلب حكومة بنيامين نتنياهو تأجيل النظر في التماسات ضد قانون إلغاء حجة المعقولية، بهيئة قضائية تشمل جميع قضاة المحكمة الـ15، والمقرر في 12 سبتمبر الجاري.
وجاء في قرار المحكمة إنه "بالنظر إلى التشكيلة الموسّعة التي تم تحديدها وبالنظر إلى القيود التي يفرضها جدول المحكمة، فإنه لا يمكن الموافقة على طلب تأجيل الجلسة المقررة في 12 سبتمبر 2023".
كما قرر قضاة المحكمة تمديد الموعد النهائي لتقديم رد الحكومة على الالتماسات حتى الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة الموافق 8 سبتمبر الجاري.
وبحسب قرار المحكمة، سيتعين على الملتمسين تقديم النقاط الرئيسية لحججهم حتى الساعة السادسة من مساء يوم الأحد الموافق 10 سبتمبر الجاري، وأشار إلى أن المحكمة ستنظر في السماح باستكمال المرافعة كتابيا إذا لزم الأمر.
ويوم الأحد الماضي، طالب المحامي الخاص الذي عينته الحكومة الإسرائيلية لتمثيلها في الالتماسات المقدمة ضد قانون إلغاء حجة المعقولية، بإرجاء موعد جلسة المحكمة العليا المقررة في 12 سبتمبر الجاري للنظر بالالتماسات.
وفي رسالة وجهها للمحكمة، تطرق المحامي إيلان بومباخ إلى موقف المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف- ميارا، وأيدت فيه الالتماسات التي تطالب بشطب قانون إلغاء المعقولية، واصفا إياه بأنه "متطرف للغاية".
كما ردت رئيسة المحكمة العليا الإسرائيلية إستير حيوت على طلب عضو الكنيست سيمحا روتمان، بحرمانها من المشاركة في جلسة النظر بالالتماسات المطالبة بإلغاء حجة المعقولية.
وقالت حيوت إنها كرئيسة للمحكمة لها دور مضاعف كمسؤولة عن أداء كافة القضاة، كما أن لها دورا خارج أروقة المحاكم بكونها ممثلة للسلطة القضائية أمام السلطتين التشريعية والتنفيذية.
وعن مزاعم روتمان بشأن موقفها الذي كانت قد عبرت عنه ضد إلغاء ذريعة المعقولية، قالت إن هذه التصريحات جاءت بموجب الواجبات المفروضة عليها كرئيسة للمحكمة العليا، وهي تعكس قلقها العميق بشأن الإضرار باستقلال القضاء.
وفي 24 يوليو الماضي، صوّتت "الكنيست" الإسرائيلية بالقراءتين الثانية والثالثة، على مشروع قانون إلغاء حجة المعقولية، ليصبح بذلك قانونا نافذا رغم الاعتراضات الداخلية الواسعة.
ومن شأن القانون أن يمنع المحاكم الإسرائيلية بما فيها المحكمة العليا، من تطبيق ما يعرف باسم "معيار المعقولية" على القرارات التي يتخذها المسؤولون المنتخبون.
وقانون إلغاء حجة المعقولية هو واحد من 8 مشاريع قوانين طرحتها الحكومة الإسرائيلية في إطار خطتها لإضعاف جهاز القضاء.
وتسعى حكومة نتنياهو إلى إجراء تعديلات جذرية على الأنظمة القانونية والقضائية، لتقضي بشكل كامل تقريبًا على سلطة المحكمة العليا للمراجعة القضائية، وتعطي الحكومة أغلبية تلقائية في لجنة اختيار القضاة، الأمر الذي تراه شريحة واسعة من الإسرائيليين "استهدافا للديمقراطية وتقويضا لمنظومة القضاء".
ومنذ الإعلان عن الخطة في مطلع يناير، يتظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين أسبوعيا للتنديد بالحكومة التي شكّلها نتنياهو في ديسمبر وخطتها لإضعاف "جهاز القضاء".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المحکمة العلیا سبتمبر الجاری
إقرأ أيضاً:
اليد العليا لرجال الله
ردد رجال حزب الله بسواعدهم المتوضئة وبأيديهم العليا، ما قد تكون أعظم حكمة في التاريخ الإنساني “لست مهزومًا ما دمت تقاتل”، وبنداء الأمين والأب والقائد “لبيك يا نصر الله”، شنّت المُقاومة الإسلاميّة قبل أيام وللمرّة الأولى في تاريخ الصراع- هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة النوعيّة على قاعدة الكرياه (مقرّ وزارة الحرب وهيئة الأركان العامّة الصهيونية، وغرفة إدارة الحرب، وهيئة الرقابة والسيطرة الحربية لسلاح الجو) في مدينة “تل أبيب” المحتلة، ثم استكملت ضرب بقيةٍ من أهم أهداف قلب كيان العنكبوت مساءً، إذ عادت الصواريخ للإغارة على مباني الكرياه، كما استهدف رجال الله شركة صناعات الأسلحة الصهيونية “IWI” بـ”تل أبيب” وأصابوا الأهداف بدقة.
حدث كهذا، لا يحتاج فقط لقراءة متعمقة، في قدرات المقاومة وتصميمها وإرادتها، ولا في كفاءة استخباراتها ونجاحها المبهر، لكنه أيضًا يحتاج إلى العودة لمسيرة المعارك منذ يوم الثامن من تشرين الثاني 2023م اليوم الذي قرر فيه حزب الله فتح جبهة لإسناد المقاومة في غزة، القرار الذي كان يعني تبعات هائلة وبلا حدود على الحزب وبيئته وعلى لبنان، وكان أيضًا يحمل من النذر ما كان يراه الجميع، لكن الحزب الذي عاملنا طوال تاريخه بوجه واحد لم يكن له أن يتغير، مهما كانت الدموع والآلام والدماء المبذولة في سبيل قضية القدس.
في جبهة جنوب لبنان اليوم، تنمو على أيدي وفي قلوب رجال الله، علامات فارقة تشي بميلاد نور جديد للأمة كلها، بعد أن سادها الظلام وحكمتها الخيانة وملأها المنافقون. هذه المرحلة لا بد وأن تنتهي بفعل كل هذه التضحيات الذكية التي قدمها ثلة من الأمة، شريفة عزيزة، وهذا النور الذي سيحرق التيه قد حان موعده، وما رآه الناس في ما تسمى “قمة عربية”، واللسان يعجز عن وصفها، هي آخر تصرف منحط في جعبة حكام التطبيع الذين لم يجرؤ منهم أحد على ذكر مائتي ألف ضحية يذبحون أمام عيونهم، بينما نجح الخونة ونجح إعلامهم في تحويل سؤال الساعة المصيري إلى: “ماذا قدمت المقاومة؟”، في ظل كل هذه التضحيات.
ما قدمته المقاومة –بنبل وبساطة- هي أنها أثبتت مرة أخرى وجديدة أنها الخيار العربي الوحيد النبيل، ما قدمته المقاومة هي أنها تقترب في صمودها الأسطوري من الأحلام لا الوقائع اليومية المعاشة، ما قدمه حزب الله باستمراره في الحرب بعد استشهاد أقدس شهداء الحزب سماحة القائد السيد حسن نصر الله، أنه عدّل هياكله واستوعب المفاجأة التي أضيفت إليها قوى عديدة من خارج المنطقة، وكأننا أمام حرب عالمية مخابراتية لتمزيق حزب الله وحده.
إن ابتعدنا عن المرجفين، وهو أمر ضروري ونظيف كذلك، ونظرنا إلى الطرف الشريف الذي يحمِي لواء كرامتنا وعزنا منذ 1982م وإلى اليوم، سنجد كلمة “اليد العليا” التي خطها رجال الله لسماحة الأمين العام نعيم قاسم حقًا وصدقًا هي عنوان معركة طوفان الأقصى على الجبهة اللبنانية، منذ اللحظة الأولى لم تفقد المقاومة “المبادرة العسكرية”، ولم تترك للعدو فرصة أن ينقل الصراع إلى حيث يريد، والأهم أن التصعيد بالسلاح كان رهنًا بإشارة سماحة السيد حسن نصر الله، وكانت الجبهة كلها تعمل كخيوط واحدة متماسكة وفائقة التنظيم تصْلي العدو نارًا تلظى، في كل صباح.
وكان رد سماحة الأمين على كلمة رجال الله مفهومًا ومنطقيًا في فلسفة حزب الله، فهؤلاء المجاهدون الأبطال هم الفخر والمجد والشرف، هم بالضبط -كما وصفهم الأمين- صرخات النار وعطاءات الدم ومستقبل الأجيال والأوطان.. المقاومة بالنسبة لنا خيار نصر إلهي، ليس محل جدل أو يحل لمناقشة، وشعث نعل مقاوم ومساند في البيئة الحاضنة أقدس وأطهر وأعظم من تيجان كل العرب وسلطانهم وأموالهم وشعوبهم المحايدة.
في اليوم المشهود، وفي “تل أبيب” حاضرة الكيان، تمكن حزب الله من أن يصل بصواريخه إلى قدس الأقداس، الكرياه، مباني القيادة والسيطرة والاتصال على قوات الجو، لأول مرة في تاريخنا، وأن ينشب مخالبه الحادة فيها، ويثبت بعد 56 يومًا من القتال أن المقاومة تملك كفاءة وصلابة الفعل الذي لا يقف أمامه شيء، وأنها قادرة يوم 13 تشرين الثاني، وقادرة في أيام كثيرة بعده، هذه الرسالة التي يجب أن تصل وأن تُفهم. إن حزب الله قرر حين رأى الخطر، أن يستجمع كل إيمانه وكل طاقته وكل إرادته، وأن يقف ضد العدو.. وهكذا يفعل الرجال.