سرايا - "فوق الموتة عصة قبر" ينطبق هذا المثل على ما يبدو على حال اللبنانيين. ففيما أحزمة الفقر والعوز تطوّق فئة كبيرة من اللبنانيين نتيجة الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ العام 2019 وإلى اليوم من دون حلول تلوح في الأفق، تواصل الطبقة السياسية نهج الكساد "المتعمّد" كما وصفه تقرير البنك الدولي منذ عامين بابتكار طرق جديدة و"غريبة" لإفقار اللبنانيين.




ففي تقرير للدولية للمعلومات (مؤسسة إحصائية ودراسية) حول مشروع موازنة العام 2024 للحكومة اللبنانية، كشفت أن الموازنة الجديدة تضمّ ضرائب جديدة لعل أكثرها غرابة "رسم استهلاك للحفاظ على البيئة وهو عبارة عن رسم جمركي يشمل جميع السلع المستوردة بما فيها النعوش الآتية من الخارج والتي تحتوي جثثاً بشرية".


ما أحدث ضجّة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ استهجن روّاد مواقع التواصل "معاقبة" حتى الموتى!


واعتبر الباحث في "الدولية للمعلومات" صادق علوية، الذي اطلع على الموازنة، أن المشروع واضح وذكر بالتحديد "نعوش تحتوي على جثث بشرية".


وقال "الحكومة قررت فرض ضريبة جديدة على النعوش تأتي ضمن الرسوم الجمركية المفروضة على السلع المستوردة من الخارج، والنعوش الخشبية هي من ضمن هذه السلع".


كما أوضح "أن كلفة الدفن في لبنان ارتفعت نتيجة الأزمة الاقتصادية، فكيف إذا كانت الجثة آتية من خارج البلاد؟!"، مضيفاً "من المعيب فرض ضريبة من هذا النوع على جثة مُغترب لم يفوّت فرصة لمساعدة بلده في شتى المجالات".


خطأ بالصياغة
في المقابل، حرص وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين على توضيح القضية.


وأكد في تصريحات: "أن موضوع فرض الضرائب على الجثث الآتية من الخارج تم وضعه عن طريق الخطأ، حيث إن طريقة الصياغة أتت بمفهوم مغاير للمقصد، والمقصود من هذا الأمر الضريبة على الصندوق الخشبي الذي يحمل الجثة (النعش)، لأن الموظف ترك الجملة عن طريق الخطأ، وهذه الرسوم وغيرها لا تتعدى 0,2%".


سنلغيها من أساسها
إلى ذلك، أوضح "أنه سيطلب إلغاء هذه الضريبة من أساسها، علماً أن الرسم الذي كان مفروضاً زهيد جداً".

وأعرب عن أسفه للضجة التي أثيرت، قائلا: "من أصل 400 آلاف سلعة مسّتها الضرائب في موازنة 2024، أثيرت الضجة على الرسم المتعلّق بالصندوق الخشبي (النعش)".

موازنة غير إصلاحية
من جهتها، اعتبرت عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائبة غادة أيوب في تصريحات: "أن موازنة 2024 غير إصلاحية ومن دون أي رؤية اقتصادية، واستمرار لنهج الحكومة ووزارة المالية معاً في تشريع الفساد والرشوة وغضّ النظر عن التهرب الجمركي والضريبي".


كما اعتبرت "أنه في ظل استمرار الحكومة ووزارة المالية معاً في سياسة زيادة معدلات الضرائب والرسوم على القطاعات والمكلفين الملتزمين ضريبياً دون اتخاذ أية إجراءات صارمة نحو ضبط التهرب الجمركي في مرافئ الدولة، سواء المرافئ البحرية أو البرية أو المطار، لن تنجح خطة تحصيل الدولارات". وشددت على ضرورة ضبط الحدود ومنع التهريب واعتماد سياسة واضحة لجهة لجم الاقتصاد النقدي ومكافحة تبييض الأموال والتهرب الضريبي من حيث التشدد في ملاحقة المكتومين، وتطبيق أقصى العقوبات بحق المتهربين والمهربين الذين يخالفون القوانين".



وتعقد حكومة تصريف الأعمال جلسة اليوم الأربعاء في السراي الحكومي لدراسة استكمال البحث في قانون موازنة العام 2023 التي تحتوي بدورها على رسوم وضرائب جديدة، في وقت لم يلتزم لبنان حتى الآن بإقرار سلّة قوانين إصلاحية مطلوبة منه للخروج من الأزمة الحالية.


إقرأ أيضاً : "احتياجات حرجة" لنشاطات مفوضية اللاجئين تصل الى 82 مليون دولارإقرأ أيضاً : عودة الرسائل الخطية بدارفور مع انقطاع خدمة الهاتف والانترنتإقرأ أيضاً : بريطانيا تعتزم تصنيف فاغنر "منظمة إرهابية"


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: اليوم حلول لبنان الحكومة الفساد الحكومة سياسة سياسة اليوم لبنان بريطانيا لبنان سياسة اليوم الفساد الحكومة الدولة حلول القوات

إقرأ أيضاً:

اربعة ملفات امام الحكومة وسلام يبحث ملف تشغيل مطار القليعات مع الاعتدال الوطني

يشهد الأسبوع المقبل، محطة بارزة تتمثل بمناقشة البيان الوزاري في مجلس النواب تمهيداً لمنح حكومة نواف سلام الثقة.

وكتبت" الديار": ارتفعت وتيرة الاتصالات مع الكتل النيابية لحشد اكبر تأييد ممكن للبيان الوزاري، الذي اجمعت اوساط متابعة، على ان كلمات النواب ستركز على «فضفاضيته»، ووعوده الكثيرة، مدركة ان الحكومة ستنال الثقة، الا اذا استجد ما ليس في الحسبان، نتيجة مواقف بعض الكتل الاساسية التي لم تحسم قرارها بعد.
وتشير الاوساط الى ان زوار رئيس الحكومة يلمسون منه اهتماما خاصا وتركيزا على اربعة ملفات حاليا، الاول، تنفيذ القرار 1701، الثاني، انجاز الاستحقاقات الانتخابية من بلدية ونيابية، الثالث، تعيين حاكم لمصرف لبنان، تمهيدا لاطلاق ورشة اعادة هيكلة المصارف، وما يستتبع ذلك من حل مسالة الودائع، الرابع، ملف الكهرباء، وهي امور تعتبر كخطوط حمراء للخارج، ومطالب يتوقف على تنفيذها الكثير من المساعدات.

وكشفت المعلومات ان اتصالات تجري على اعلى المستويات، لحسم قرار تعيين حاكم مصرف لبنان، وقائد الجيش، في اول جلسة لمجلس الوزراء فور اقرار الثقة، لاطلاق عجلة العمل في هذين المرفقين، على ان تليها ورشة التشكيلات القضائية والادارية والامنية، الموضوعة تحت مجهر العواصم المعنية.
وفي هذا السياق، ذكرت "نداء الوطن" أنّ سلام سيناقش مسألة تشغيل "مطار القليعات"، يوم غد الإثنين، مع كتلة "الاعتدال الوطني"، التي عُلم أنّها ستمنح الثقة للحكومة.
وأفيد بأنّ هناك اقتراحاً سيُقدَّم قريباً يقضي بإنشاء لجنة، برئاسة سلام أو من ينتدبه، وتضمّ نوّاب المنطقة، من أجل المباشرة بالخطوات العملية لتشغيل المطار، علماً أنّ المعلومات تشير إلى أنّ هذه المسألة لن تكلّف الدولة كثيراً لأنّ هناك دولاً عربية وأوروبية أبلغت الدولة اللبنانية رغبتها بالاستثمار في المطار وتشغيله.
 

مقالات مشابهة

  • اربعة ملفات امام الحكومة وسلام يبحث ملف تشغيل مطار القليعات مع الاعتدال الوطني
  • خبير مالي: البنوك ستقتطع ضريبة مداخيل اليوتيوب وألعاب القمار هذه السنة (فيديو)
  • قارورة سيتمّ وضعها مع جثمان نصرالله... ماذا تحتوي؟ (فيديو)
  • الحكومة تقر إجراءات جديدة لمواجهة التعديات على الأراضي الزراعية
  • المفتي قبلان: أولويات لبنان تختلف بشدة عن أولويات الخارج
  • الحكومة اليمنية تعلن جاهزيتها لتقديم موازنة الدولة لعام 2025 للبرلمان
  • الحكومة تعلن جاهزيتها لتقديم موازنة الدولة لعام 2025 لمجلس النواب
  • الحكومة اليمنية تعلن جاهزيتها لتقديم موازنة الدولة لعام 2025 إلى البرلمان وتتحدث عن خطة إنفاق
  • وزير المالية استقبل السفير البريطانيّ: الحكومة مصممة وجادة في موضوع الإصلاح
  • هاشم: العدوان الذي اصاب لبنان غايته تحويل المناطق الجنوبية خاصة منزوعة الحياة