مراحل تطوّر الهواتف الذكية وسعة التخزين
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
لقد شهدت الهواتف الذكية تطوراً جذرياً خلال العقود القليلة الماضية، بدءاً من أول الهواتف المحمولة التي كانت تبدو كما لو أنّها قطعة صغيرة من الطوب وبوزنٍ يعادل وزنها أيضاً وبهوائيات غريبة الشكل، وصولاً إلى الهواتف الذكية اليوم ذات الشكل الخارجي الأنيق والأحجام الصغيرة الملفتة للأنظار.
ولم يقتصر التغيير الجذري على الشكل الخارجي والملمس والوزن فحسب، بل بات يطال أيضاً كلّ خاصية موجودة في هذا الجهاز المحمول.
واليوم، باتت تمتاز أشهر الهواتف الذكية بشاشتها القابلة للطي واحتوائها على كاميرات ثلاثية ورباعية ومعدل تحديث يبلغ 144 هرتز وربطها بشبكات الجيل الخامس “5 جي”. وباتت حتى الهواتف الذكية ذات المستوى المتوسط والمبتدئ مزوّدة بشاشة تعمل باللمس وبطارية بعمر طويل وكاميرات مزدوجة وثلاثية. ولم تعد هذه الأجهزة الذكية المحمولة مجرّد أداة للتواصل مع الآخرين في كافة الأوقات فحسب، بل أصبحت أيضاً جزءاً أساسياً من حياتنا وعاملاً رئيسياً في تغيير معالم مستقبلنا. ففي الواقع، لم يسبق لنا أن نمتلك من قبل جهازاً واحداً يتيح للمستخدمين الاستفادة من كافة المنصّات الإعلامية في آنٍ معاً.
سرّ الابتكار في سعة التخزين
غالباً ما تُعتبر سرعة الشبكة وعدد وحدات البكسل وجودة الكاميرا وحجم البطارية من المعايير القياسية لأداء الهاتف الذكي وجودته، في حين يتمّ التغاضي في معظم الأحيان عن سعة التخزين التي تلعب دوراً محورياً في التأثير على الشكل الخارجي للهاتف وسرعة أدائه. لذلك، يكمن سرّ الابتكار في سعة التخزين التي تُعدّ ضرورية جداً لتمكين شركات بيع الهواتف المحمولة من تقديم أحدث الابتكارات في هواتفها.
وفي ظلّ تزايد عدد الهواتف الذكية المجهّزة بتكنولوجيا الجيل الخامس “5 جي”، سيتضاعف بلا شكّ حجم البيانات المتداولة عبر الهواتف، الأمر الذي سيتطلب توفير حلول تخزين بسعة كبيرة وسرعة فائقة لجمع البيانات ومعالجتها بالسرعة المطلوبة لبثّها أو استهلاكها في الوقت الذي يرغب به المستخدم.
ولا تنحصر فعالية الهواتف الذكية اليوم بسرعة أدائها فحسب، بل أصبحت هذه الهواتف مع مرور الوقت الجهاز الذي يعتمد عليه الكثير من المستخدمين حول العالم لإنجاز أعمالهم والتسلية والاستمتاع بالألعاب والتسوّق وإنجاز المعاملات المصرفية عبر الإنترنت وتسجيل الفيديوهات والكثير غيرها. ويوماً بعد يومٍ، بات الهاتف المحمول بمثابة مساعد شخصي لا يمكن الاستغناء عنه بسهولة. لذلك، يجب أن يملك القدرة على تخزين كمية هائلة من البيانات بشكل موثوق وآمن. وفي ظلّ التطوّر المستمرّ الذي تشهده الهواتف المحمولة، يتحتّم على شركات تصنيع الهواتف المحمولة التركيز أيضاً على تعزيز سعة التخزين، لتلبية الاحتياجات المتزايدة لتخزين كميات أكبر من البيانات.
مراحل تطوّر سعة تخزين الهواتف المحمولة
لطالما تُعتبر سعة تخزين الهواتف المحمولة من الخاصيات البديهية وأمراً مفروغاً منه. ولكن هل يمكنكم أن تتخيلوا للحظة هاتفاً ذكياً من دون سعة تخزين؟
فعلى غرار الهواتف الذكية، شهدت سعة التخزين تحوّلاً ملحوظاً لا يمكننا تغاضيه. فقد كانت Western Digital الشركة التي أقدمت على تصميم أول حلّ تخزين مدمج وهو عبارة عن قرص محمول على شريحة (mDOC). ولاحقاً خلال عام 2007، تمّ إصدار أول حلّ للتخزين المدمج (e.MMC) بالتزامن مع تصنيع أول الهواتف الذكية، حيث وفّر هذا الحلّ سرعات وقدرات أعلى لتلبية احتياجات الهواتف الذكية بالتحديد، نظراً لما تحتويه من مزايا متقدّمة.
وبالطبع باتت تتطلّب الهواتف الذكية، في ظلّ تطوّرها السريع وفعاليتها المعزّزة وخاصياتها المضاعفة، حلول تخزين أكثر استجابة وسرعة.
بالإضافة إلى ذلك، ساهم تحسين سرعة الشبكة في تعزيز فعالية الألعاب الموجودة على الهواتف المحمولة في الهند. وتسهم الألعاب الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط اليوم في تحقيق إيرادات كبرى تبلغ 4 مليار دولار أمريكي، مع التركيز بشكل كبير على ألعاب الهاتف المحمول. وتحتلّ المملكة العربية السعودية الصدارة بقيمة سوق تبلغ 1.8 مليار دولار أمريكي، أي ما يقارب 45% من القيمة الإجمالية.
وبالتالي، يحتاج العالم اليوم إلى حلّ تخزين يلبي المتطلبات الحالية للهواتف الذكية. فقد أعلنت Western Digital مؤخراً عن إطلاق iNAND® MC EU551، وهو حلّ التخزين من الجيل الثاني UFS 3.1 للهواتف المحمولة. ويلبي هذا الحلّ احتياجات أحدث إصدارات الهواتف الذكية اليوم، مثل أداء المهام المتعدّدة وسرعات التنزيل للوسائط المتعدّدة التفاعلية مثل 8K وتشغيل التطبيقات وتحميلها بشكل أسرع.
ولطالما شعر المستهلكون بالحماس تجاه التغييرات المستمرّة في الهواتف الذكية، وما زالوا يتطلعون بفارغ صبر إلى ما سيقدّمه لهم هذا الجهاز الذكي من خاصيات إضافية ومتقدّمة في المستقبل القريب. ومع تحوّل شبكة الجيل الخامس “5 جي” إلى واقع ملموس يوماً بعد يومٍ، قد تشهد الهواتف الذكية حقبة جديدة من التطوّر الجذري على غرار ما شهدته عند ظهور شبكة الجيل الرابع.
باختصار، لن تتوقف سعة التخزين عن لعب دور جوهري في تحديد شكل الهواتف الذكية ومستوى أدائها، بغضّ النظر عن التغييرات المستمرّة التي تشهدها هذه الهواتف على مستوى العالم.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
فرص واعدة.. مختص يوضح لـ "اليوم" فوائد تخزين الطاقة في السعودية
تواصل المملكة تعزيز تحولها نحو الطاقة المتجددة، حيث تلعب أنظمة تخزين الطاقة دورًا محوريًا في دعم استدامة القطاع الكهربائي وضمان استقراره.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); ومع تزايد الاستثمارات العالمية في هذا المجال، تتاح للمملكة فرص واعدة للاستفادة من هذه التقنيات ضمن رؤيتها الطموحة 2030.أنظمة تخزين الطاقة في السعوديةأكد المختص في شؤون الطاقة والطاقة المتجددة المهندس عبدالرحمن الشريدة لـ"اليوم" أن أنظمة تخزين الطاقة تُعد ركيزة أساسية لاستيعاب الطاقة المولدة من مصادر متجددة مثل الشمس والرياح، مما يساهم في تقليل التقلبات في الإمداد وضمان استقرار الشبكة الكهربائية.
أخبار متعلقة وزير الخارجية: المملكة ترفض المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعةدعم المملكة المستدام للقضية الفلسطينية.. موقف ثابت لا يقبل المساومةمجموعة لولو تعلن عن إتمام أول مشروع للطاقة الشمسية بنجاح في المملكة العربية السعودية وتعزز استدامتها عبر شراكتها مع كانو-كلينماكسوأضاف أن هذه الأنظمة تقلل من الاعتماد على محطات التوليد التقليدية، مما يدعم الجهود الرامية إلى تقليل انبعاثات الكربون وتحقيق الاستدامة البيئية.
وأوضح "الشريدة" أن قطاع تخزين الطاقة شهد نموًا ملحوظًا عالميًا، حيث ارتفعت التركيبات بنسبة 75% في عام 2024 مقارنة بالعام السابق، ويتوقع أن تتجاوز السعة العالمية تيراواط/ساعة قبل عام 2030. كما بلغت الاستثمارات 17.6 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من 2024.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } م. عبدالرحمن الشريدة - اليومتعزيز الطاقة المتجددةوبين أن مشروع "Hornsdale Power Reserve" في أستراليا يُعد نموذجًا ناجحًا يعكس أهمية هذه التقنيات، في استقرار الشبكات الكهربائية، وهو ما يمكن للمملكة الاستفادة منه في تطوير مشاريعها المستقبلية.
أضاف أن السعودية تتطلع إلى تعزيز الطاقة المتجددة لتشكل 50% من إجمالي إنتاج الكهرباء بحلول 2030، مما يوفر فرصًا استثمارية كبيرة في أنظمة تخزين الطاقة.
وتشمل إنشاء محطات تخزين متكاملة مع مشروعات الطاقة الشمسية والرياح لضمان استمرار إمدادات الكهرباء، والاستثمار في بطاريات الليثيوم أيون والصوديوم والكبريت التي يمكن تصنيعها محليًا لخفض التكاليف وتعزيز الأمن الصناعي.
هذا بالإضافة إلى تطوير حلول تخزين منزلية وصناعية لتقليل الضغط على الشبكة وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة، مع دمج الذكاء الاصطناعي في إدارة التخزين لتعزيز كفاءة الشبكات وتقليل الفاقد الكهربائي.استدامة العمليات الصناعيةوأشار إلى أن تخزين الطاقة خلال فترات انخفاض الطلب يتيح إعادة استخدامها في أوقات الذروة، مما يقلل الحاجة إلى تشغيل محطات التوليد التقليدية المكلفة.
كما أن تخزين الطاقة يضمن إمدادات موثوقة للصناعات الكبرى، مما يخفض التكاليف التشغيلية، ويحسن من استدامة العمليات الصناعية.
وحول التقنيات الرائدة في تخزين الطاقة، أوضح "الشريدة" أن هناك عدة تقنيات رئيسية، منها بطاريات الليثيوم أيون التي تعد الأكثر انتشارًا حاليًا رغم تحديات تكلفتها وتأمين المواد الخام، وبطاريات الصوديوم والكبريت التي يمكن تطويرها محليًا نظرًا لتوفر مواده الخام في المملكة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تخزين الطاقة في السعودية - مشاع إبداعيأنظمة التخزين الحرارييضاف إلى ذلك أنظمة التخزين الحراري المفيدة لمحطات الطاقة الشمسية المركزة التي تخزن الحرارة لاستخدامها لاحقًا في توليد الكهرباء، بالإضافة إلى تقنية التخزين المائي التي تعتمد على ضخ المياه إلى ارتفاعات عالية خلال فترات انخفاض الطلب ثم استخدامها لتوليد الكهرباء عند الحاجة.
وأكد "الشريدة" أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحسين إدارة أنظمة التخزين من خلال تحليل بيانات الاستهلاك والتنبؤ بالطلب لضبط عمليات الشحن والتفريغ بفعالية.
وكذلك تحسين تشغيل الشبكة الكهربائية عبر تحديد أوقات الذروة وإدارة تدفق الطاقة تلقائيًا، إضافة إلى تقليل الفاقد الكهربائي من خلال مراقبة أداء البطاريات والتنبؤ بالمشكلات قبل وقوعها.الاستثمار في قطاع تخزين الطاقةوحول التحديات التي تواجه الاستثمار في هذا القطاع، أوضح الشريدة أن هناك عدة عقبات، منها التكلفة الأولية المرتفعة لأنظمة التخزين، مما يتطلب دعمًا حكوميًا أو حوافز مالية لتشجيع المستثمرين.
هذا بجانب الحاجة إلى تنظيمات وتشريعات واضحة تتيح بيع الكهرباء المخزنة إلى الشبكة مما يزيد من جاذبية الاستثمار، إضافة إلى التحديات البيئية والتكنولوجية مثل إدارة النفايات الناتجة عن البطاريات وضمان استدامة المواد المستخدمة.
وأكد "الشريدة" أن تعزيز الاستثمارات في هذا القطاع يتطلب سياسات داعمة تشمل إعفاءات ضريبية وقروض ميسرة للمشاريع التي تعتمد تقنيات التخزين، وتسهيل إجراءات الترخيص وإتاحة بيع الكهرباء المخزنة مما يحفز المستثمرين، إضافة إلى دعم البحث والتطوير لتحفيز الشركات الناشئة على تطوير تقنيات تخزين محلية.
وأضاف أن السعودية يمكنها الاستفادة من تجارب دول رائدة في هذا المجال مثل ألمانيا التي نجحت في دمج أنظمة تخزين الطاقة مع الشبكة من خلال "محطات الطاقة الافتراضية" التي تجمع بين مصادر متعددة لإدارة الطاقة بذكاء.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } محطات الطاقة الافتراضية - مشاع إبداعيإنتاج بطاريات الليثيوموأشار إلى أن أستراليا التي استثمرت في بطاريات ضخمة لتحقيق استقرار الشبكة مثل مشروع "Hornsdale Power Reserve"، والصين التي تقود العالم في إنتاج بطاريات الليثيوم أيون وتوسيع تقنيات التخزين على مستوى المدن الذكية.
واختتم "الشريدة" حديثه بالتأكيد على أن تخزين الطاقة يمثل فرصة استراتيجية للسعودية لتحقيق تحولها نحو الطاقة النظيفة، وتقليل الانبعاثات، وتعزيز أمنها الطاقي.
ومع استمرار الابتكار في هذا القطاع عالميًا، يمكن للمملكة أن تكون في طليعة الدول التي تستثمر في تقنيات التخزين، سواء عبر تطوير حلول محلية أو جذب الاستثمارات الأجنبية.
وأكد أن الخطوة القادمة هي تبني سياسات داعمة وضخ استثمارات في تقنيات التخزين المستدامة، ما سيمكن السعودية من قيادة مستقبل الطاقة المتجددة على المستوى العالمي.