هل يُعيد رستم عمروف الثقة في "مغارة علي بابا" الأوكرانية؟
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
تلقى رستم عمروف إشادات بفضل إدارته المثالية لصندوق أملاك الدولة خلال العام الذي قضاه في منصبه. وبصفته وزير الدفاع المقبل لأوكرانيا، يواجه السياسي المسلم والناشط ورجل الأعمال السابق تحدياً أكبر: تعزيز ثقة الجمهور في مؤسسة دفاعية ملوثة بمزاعم فساد.
أدت مكاسب متواضعة للهجوم المضاد في الصيف إلى إضعاف ثقة الغرب بالآفاق العسكرية لأوكرانيا
بينما تستعد البلاد لحرب طويلة مع روسيا، تنقل صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن ناشطين ومسؤولين سابقين وشخصيات حكومية أن تعيين عمروف، الذي من المقرر أن يصادق عليه البرلمان اليوم الأربعاء، كان خطوة بارعة من قبل الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي كثف جهوده لاستئصال الفساد.
وقال رئيس منظمة مكافحة الفساد "أنتاك" ومقرها كييف فيتالي شابونين إن تعيين عمروف "سيكون على الأرجح أفضل قرار للرئيس".
وفي إشارة إلى سجل عمروف في الوكالة، التي تدير أصول الدولة وكانت تعرف سابقاً بأنها مرتع للفساد، كتب شابونين على فيسبوك: "أفضل علامة على تصرفات الشخص في المنصب المستقبلي هي نتائجه في المنصب السابق". رد فعله الأولي
كان شابونين وغيره من ناشطي مكافحة الفساد قد انتقدوا بشدة طريقة تعامل وزير الدفاع المنتهية ولايته أوليكسي ريزنيكوف مع مزاعم بشأن ممارسات فاسدة في المشتريات العسكرية. وزعمت وسائل إعلام محلية في وقت سابق من هذا العام أن مسؤولين دفاعيين سعوا إلى الاستفادة من أسعار مبالغ فيها دفعت مقابل شراء طعام وزي رسمي للجنود. كان رد فعل ريزنيكوف الأولي على فضيحة البيض الباهظة الثمن هو اقتراح أن أولئك الذين كشفوا الجرم المزعوم يقوضون ثقة الجمهور بالجيش.
Volodymyr Zelenskyy turns to trusted ally Rustem Umerov for Ukraine defence clean-up | Financial Times https://t.co/tCQIfO3e2c
— Primus (@PrimusPilus2022) September 6, 2023
لم يكن هناك ما يشير إلى أن ريزنيكوف، الذي تولى منصب وزير الدفاع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، متورط شخصياً في ممارسات فاسدة. ولم يتم توجيه أي اتهامات ضد أي مسؤولين، بالرغم من طرد بعضهم. لكن زيلينسكي أقال ريزنيكوف من منصبه، مساء الأحد، قائلاً إن الوزارة بحاجة إلى "مقاربات جديدة وأشكال أخرى من التفاعل مع كل من الجيش والمجتمع بشكل عام".
عمروف (41 عاماً) هو ابن والدين من تتار القرم، الذين تم ترحيلهم إلى أوزبكستان في ظل الحكم السوفيتي، لكنهم عادوا إلى شبه جزيرة القرم قبل استقلال أوكرانيا بفترة قصيرة. وكان رجل أعمال ناجحاً وناشطاً في مجال حقوق التتار قبل انتخابه عضواً في البرلمان سنة 2019 عن حزب هولوس، وهو حزب معارض إصلاحي. وأصبح جزءاً من الدائرة الداخلية لزيلينسكي، وتم تكليفه بالمشاركة في مفاوضات السلام الفاشلة مع المسؤولين الروس، بعد غزو موسكو الواسع النطاق.
Volodymyr Zelenskyy turns to trusted ally Rustem Umerov for Ukraine defence clean-up https://t.co/5OXswFmpZS
— FT World News (@ftworldnews) September 5, 2023
وقال أشخاص مطلعون على عمروف إنه أقام علاقات وثيقة مع القيادة في تركيا، وكذلك مع دول في الشرق الأوسط وبعض الحلفاء الغربيين. ويأمل فريق زيلينسكي أن يستخدم عمروف مهاراته لتحسين الإدارة في وزارة الدفاع، وتعزيز شفافية المشتريات.
وبالإضافة إلى مزاعم الفساد، واجهت الوزارة انتقادات إعلامية سيئة حول عملية تعبئة القوات في الجيش. قام زيلينسكي مؤخراً بطرد العشرات من رؤساء مكاتب التجنيد في الجيش، بعد تقارير عن قيام بعض الأشخاص بدفع رشاوى لتجنب التجنيد، وسلطت تقارير أخرى الضوء على حوادث استخدام القوة المفرطة لتجنيد الجنود.
وأشار ليشينكو أيضاً إلى إثنية تتار القرم، التي ينتمي إليها عمروف، باعتبارها "رسالة عدم تسوية" لروسيا بشأن نوايا كييف بتحرير شبه الجزيرة إلى جانب المناطق الجنوبية الشرقية المحتلة أيضاً، والتي تمثل معاً نحو 18 في المئة من أراضي الدولة. ظرف حرج يأتي التغيير في الوزارة في وقت حرج، وفق الصحيفة نفسها. أدت مكاسب متواضعة للهجوم المضاد في الصيف إلى إضعاف ثقة الغرب بالآفاق العسكرية لأوكرانيا – بالرغم من أن المسؤولين الأوكرانيين زعموا مؤخراً اختراق أول خط من خطوط دفاعية روسية عدة في جنوب البلاد. تعمل هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني بشكل مستقل على تنسيق الاستراتيجية العسكرية والعمليات القتالية تحت القيادة العامة لزيلينسكي. لكن وزارة الدفاع تلعب دوراً رئيسياً في شراء الأسلحة وتعبئة القوات.
قال وزير الاقتصاد السابق تيموفي ميلوفانوف على منصة إكس إنه بالإضافة إلى استعادة ثقة الجمهور في المشتريات الدفاعية، يحتاج عمروف إلى تسريع اعتماد تقنيات عسكرية جديدة من قبل هيئات إنتاج دفاعية رسمية. ومن المرجح أن يجد أوميروف أن الضغط على الحلفاء الغربيين لتقديم المزيد من الأسلحة سيظل جزءاً أساسياً من دوره الجديد. دور ريزنيكوف أشاد وزير الدفاع الأوكراني السابق والمستشار الحكومي الحالي لشؤون الأمن أندريه زاغورودنيوك بدور الوزير السابق رزنيكوف لحشده الدعم الدولي لأوكرانيا خلال "أزمتها الكبرى".
وقال زاغورودنيوك: "بعد الرئيس، كان هو الرجل الرئيسي الذي حقق ذلك".
وفي رسالة استقالته، يوم الاثنين، تحدث ريزنيكوف، الذي يقال إنه سيصبح سفير أوكرانيا لدى المملكة المتحدة، عن دوره في الحصول على مساعدات عسكرية وأسلحة أجنبية بقيمة 100 مليار دولار.
وأشار إلى أنه قبل أشهر قليلة فقط من الغزو الروسي، تم رفض مناشدات أوكرانيا للحصول على صواريخ ستينغر المضادة للطائرات. وكتب ريزنيكوف: "لقد قطعنا شوطاً طويلاً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية وزیر الدفاع
إقرأ أيضاً:
تعرّف على وزير الدفاع السوري الجديد
أعلنت القيادة العامة في سوريا، اليوم السبت، عن تعيين المهندس مرهف أبو قصرة، وزيراً للدفاع في الحكومة السورية الانتقالية. حسب قناة “الجزيرة”.
كما كلفت القيادة العامة في سوريا، أسعد حسن الشيباني بتولي حقيبة وزارة الخارجية في الحكومة السورية المؤقتة.
وكذا تعيين عائشة الدبس في منصب مسؤولة مكتب شؤون المرأة.
وأعلن القائد العام لغرفة التنسيق العسكري، أحمد الشرع الملقب بأبو محمد الجولاني، اليوم ، أن جميع الفصائل العسكرية سيتم دمجها في مؤسسة واحدة تحت إدارة وزارة الدفاع في الجيش السوري الجديد.
أما عن تعينين مرهف أبو قصرة وزيراً للدفاع في الحكومة السورية الانتقالية فهو حائز على درجة البكالوريوس في الهندسة الزراعية، وعمل كمهندس القدرات العسكرية في “المناطق المحررة” منذ انطلاق العمليات المسلحة.
وينحدر أبو قصرة من مدينة حلفايا بريف حماة، وكان يعرف باسمه الحربي، “أبو حسن الحموي”، أو “أبو الحسن 600”.
كما يشغل منصب القائد العام للجناح العسكري لهيئة تحرير الشام.