فاطمة المؤمن تتهم ضحاياها بالتحرش وتنتظر إخلاء سبيلها
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
بعد حبسها على ذمة التحقيق لمدة 10 أيام، عقب تسببها في حادث أليم بالكويت نهاية الشهر الماضي، رفضت المحكمة إخلاء سبيل الفاشنيستا الكويتية فاطمة المؤمن، بكفالة، وقررت تجديد حبسها، مع تحديد جلسة لنظر قضيتها في 14 سبتمبر (أيلول) الجاري.
وأثناء الجلسة الأولى، حاولت المؤمن الدفاع عن نفسها، برفع شكوى ضد ضحاياها، بتهمة التحرش، ولكن هذا الأمر تم رفضه جملة وتفصيلاً، من قبل السلطات وأثار غضب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما بعد تسريب مقطع فيديو يظهر حادث السير المميت وقيادة المؤمن بسرعة كبيرة، عند تقاطع شارع السور مع طريق الملك فهد بن عبدالعزيز في الكويت، ما أسفر عن مصرع 3 أشخاص وإصابة آخر.
#حادث_الفاشينيستا حسب اللي شفته واستنتجته سيارة المتوفيين وقفت امام فاطمة المؤمن وبكذا اقدر اصدق اقوال اختها المحامية انهم لاحقوها وتحرشوا فيها موشرط ان لازم يكونوا وراها يمكن ضيعتهم وجوها من الاشارة، الله يرحم المتوفيين ويعين اهلهم ويصبر فاطمة واهلها
pic.twitter.com/GoAfRHczoA
وقال المحامي أسامة القروي في حديث لبرنامج "et بالعربي" إنه سيطلب من القضاء إخلاء سبيل فاطمة المؤمن بالضمان الذي تراه المحكمة.
ورداً على سؤال إخلاء السبيل، وهل يمكن أن تحصل عليه المؤمن في الجلسة الثانية قال المحامي: "نعم، من الممكن أن يكون هناك إخلاء سبيل في الجلسة القادمة بالضمان الذي تراه المحكمة، أو بدون ضمان، فهذا يرجع لسلطة قاضي تجديد الحجز التقديرية، ولا توجد هناك قواعد محددة في القانون تخص ذلك".
وكانت وزارة الداخلية الكويتية قد أصدرت بياناً يتضمن 10 تهم موجهة إلى فاطمة المؤمن، وهي: "القتل الخطأ، الإصابة بالخطأ، قيادة مركبة تحت تأثير المشروبات الروحية أو المخدرة، تجاوز الحد الأقصى للسرعة المقررة، تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء، قيادة مركبة برعونة، قيادة مركبة بتأمين غير ساري المفعول، قيادة مركبة دون ترخيص تسيير المركبة، التسبب بإلحاق ضرر بممتلكات الغير، إلحاق ضرر بالممتلكات العامة"، وقررت الإفراج عن مرافق المؤمن بعد حبسه 4 أيام على ذمة التحقيق.
ومنذ يومين، أعلن أحد المصابين في الحادث "يوسف الشتيلي المطيري"، عن نجاح العمليات الجراحية التي خضع لها، وأكد شقيقه عبدالله، عبر حسابه على منصة إكس خروجه من غرفة العمليات بخير قائلاً: "الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، للتو خرج أخي من غرفة العمليات بعد خضوعه لجراحة ثانيه تكللت بالنجاح بفضل من الله، اللهم لك الحمد، والشكر لكل من ساندنا بالدعاء أسأله ألا يريكم مكروهاً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني فاطمة المؤمن الكويت فاطمة المؤمن قیادة مرکبة إخلاء سبیل
إقرأ أيضاً:
هل يتقرّب الإنسان إلى الله بالعقل؟
لا بدّ أن يكون المؤمن ذا قلب سليم وعقل سليم ومستقيم وخالٍ من العلل
يعدّ القرآن معجزة عقليّة، تحتكم إلى العقل في فهمه وتدبّره أو استنباط الأحكام من نصوصه، كما يمثل العقل في الإسلام مناط التكليف بكل الفرائض والأحكام، لهذا جاء القرآن بكل الأدلة المنطقية والبراهين العقلية للبرهنة على وجود الخالق، ودحض حجج المنافقين والمكابرين، وأجاب عن كل التساؤلات الملحة التي قد تتكرّر عبر الزمان. ألم يجعل الله سبحانه من التفكر والتدبّر عبادة يؤجر عليها المرء ويثاب؟ وجعل من العقل سبيل الوصول إلى الحق والخير وفهم العدل والفضيلة وجعل له قدرات التمييز ما بين خير الخيّرين وشرّ الشريرين، وكلّ هذا ليكون حجة على الإنسان (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ).
وعندما يصل الإنسان إلى الحق عن طريق العقل يفتح الله له أنوار الهداية والقرب منه لهذا جاءت كلمة لا يعقلون: أي الذين لا يهديهم عقلهم إلى طريق الله في 11 آية، وقد حدّدت هذه الآيات صفات واضحة وصريحة للذين لا يعقلون، أي لا يهتدون إلى طريق الله، أو اتخذوا من دون الله شفعاء، أو يتبعون آباءهم حتى ولو كانوا على ضلالة، أو يتخذون الصلاة هزءاً ولعبًا، أو يفترون على الله الكذب، أو الإيمان بغير الله... إلخ.
دعونا نتمعّن في المدلول اللّفظي للعقل "ملكة يناط بها الوازع الأخلاقي أو المنع أو المحظور والمنكر، ومن هنا كان اشتقاقه من (عقل) التي يؤخذ منها العقال.
متى يتقرب الإنسان إلى الله بالعقل؟ كيف أجعل العقل سليمًا قادرًا على الاستبصار والاستنباط؟ ما المقصود بنور الله الذى ينير به العقل المؤمن؟ ومتى يصبح العقل طريقًا إلى جنّات عدن؟ أليس أقصر الطرق وأفضل مقامًا من يعبد الله بعقله وقناعته وفكره؟!
لن يستدل المؤمن بكل هذه المقاصد إلّا بنور "البصيرة" التي تعني الفهم الثاقب الصحيح والعلم في دين الله، ومما لا شكّ فيه أن فقدان البصيرة الواعية حجاب طامس وتشويش لمعاني التدين الصحيح، تجعل الإنسان أضل من الأنعام.
المسلم بحاجة ملحّة إلى البصيرة في كل شيء، وفهم دين الله أشدّ أهميّة الآن من أيّ وقت مضى؛ وقد طغت الحياة المادية وزاد التشدّد والتزمّت في غالب تفكيرنا، وما ترتب عليه من بروز الطرق المنحرفة والسلوكيات المشينة والأخلاقيات السيئة، والبصيرة هي تلك القوة التي تقف وراء العقل، كما يسلط النور على الأشياء فتتضح وسط الظلمة، كذلك العقل مهما سما لن يستغني عن النقل أو ما شرعه الله لعباده من أحكام تقنن لحياته.
قاعدة قرآنيّة طالما تناسيناها كمسلمين ولن نهتدي إلى جادّة الصواب حتى نُحسن استخدام عقولنا، ويحذّر القرآن من أنّنا لن نهتدي إلى الحق الذي فيه إلا إذا كُنّا من الذين يعقلون، لهذا فإنّ "العقليّة المؤمنة" نابعة من القرآن دفاعًا عن الإيمان ومرادفاته. إذن كيف نسخّر هذه العقليّة المؤمنة لنتقرب بها إلى الله؟
لا بدّ أن يكون المؤمن ذا قلب سليم وعقل سليم ومستقيم وخالٍ من العلل والآفات التي تؤثر حتماً في إمكانيات العقل وقدراته، فإمّا أن يزيد نور هذا العقل بالإيمان وعمل الخير وإمّا أن يخفت حتى ينطفئ بسبب الظلم والطغيان، وكل ما يطغى إثمه على نفعه يوجب العقل تجنبه، ذلك رجس من جهة العقل، كما في الآية (وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلونَ) وقد أريد في الآية بالرجس ما يقابل الإيمان من الشكّ والريب بمعنى يسلب الإيمان عن الذين لا يعقلون.
لهذا دعونا نقتنص هذه الأوقات الثمينة من عمر الزمن -رمضان- وأن نفسح المجال لعقولنا لتكون نيّرة واعية قادرة على أن تقتبس من أنوار هذا الشهر الفضيل، وأن تسهّل الطريق الأمثل إلى الله، ونزيد من الاجتهاد عند اقتراب مواسم الطاعات، فالاستثمار الأمثل في الآخرة في ليلة خير من ألف شهر، لهذا ورد الأمر الشرعي في رمضان بالتنافس، والمسابقة والمسارعة للخير، للحصول على منازل الآخرة؛ والفوز بالنعيم المقيم الذي لا يزول من خلال استخدامنا لعقولنا في الدنيا من أجل الآخرة.
الجاهل أو المقصّر هو الذي تكون عبادته موسميّة في أوقات معلومة، أو من يعبد الله على حرف، فالله يستحق الطاعة والرضوخ لأوامره التي ليست مصحوبة بشرط ولا شك.
والشعائر الظاهريّة بدون تعقل وتدبر لا تؤتى ثمارها من القبول، لأنّ الله يعبد بالعلم وبالتفكر وبالفهم والتدبر سواء في الصلوات والعبادات والنّسك، أو في التأمّل في ملكوته وآياته، وأقصر الطرق إلى الله ما كان فيها إدراك وتمعّن، لأنّ المسلم الحكيم هو من يسترعي انتباه كلّ المعاني الخفيّة والمقاصد من الشعائر والعبادات. ولهذا جعل الله الذين عطّلوا عقولهم هم الذين ضلوا وأضلّوا، ولهذا لا يقال للعاقل عاقلاً حتّى يعصم نفسه من الزلل والشطط والانحراف، كما في قوله تعالى على لسان أهل النار :(وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير).