برز الدكتور عبد الرحمن البيضاني كعلم من إعلام ثورة 26 سبتمبر 1962م وشعلة لاتنطفي تستمد نورها من الثورة الأم لجميع الأحرار اليمنيين كونها قضت على فصول الظلم وعصور الانحطاط للنظام الأمامي الكهنوتي المتخلف والتي قضت على آخر السلاليين من حكم ال حميد الدين .
وسنحاول في المشهد اليمني اعطاء الثائر والأكاديمي البيضاني حقة كرموز من رموز ثورة سبتمبر وفي الحلقة الثانية والتي نتاول فيها عظمة البيضاني شجاعتا وفكرا فقد كان يدرك خبث السلالة الكهنوتية مقدما فكرة تجريم الهاشمية السياسية بل وتجاوز ذلك مطالبا بإبادة كل السلاليين الذين قاتلوا ضد اليمنيين وكلا من وقف حجر عثرة أمام تطلع اليمنيين للحرية والمساواة .


أولا : نبذة تعريفية
عبد الرحمن عبدربه المرادي البيضاني (و. 1926 - ت. 1 يناير 2012)،سياسي وأديب وكاتب ، شغل منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة اليمنية ونائب رئيس الجمهورية العرببة اليمنية .
ولد البيضاني بالعاصمة المصرية القاهرة عام 1926، وحصل على دبلوم التجارة عام 1946م ثم دراسات في الفلسفة والمنطق وعلم النفس وعلم الاجتماع من الجامعة الأمريكية بالقاهرة 1947-1949. ثم حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1950 ودبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي من جامعة القاهرة عام 1952. ثم دبلوم الدراسات العليا في الشريعة الإسلامية من جامعة القاهرة عام 1953، دبلوم العلوم الاقتصادية والسياسية من جامعة بون، ألمانيا الغربية عام 1959. ثم دكتوراه الاقتصاد والتنظيم والإدارة من الجامعة نفسها عام 1961.
ثانيا : حياته السياسية
قبل قيام الثورة اليمنية كلف الإمام أحمد بن حميد الدين البيضاني كمستشارا له خلال مفاوضات اليمن لشراء الأسلحة السوفيتية وبناء ميناء الحديدة عام 1956 ثم عينه مستشارا لولي عهد اليمن في المفاوضات مع الصين لبناء طريق الحديدة-صنعاء 1956.
في عام 1959 استدعاه الإمام أحمد بن يحيى للعودة من ألمانيا إلى اليمن عام 59 حيث عين وزيراً مفوضاً في سفارة اليمن في الخرطوم، ثم مستشاراً اقتصادياً للإمام عام 1960، ثم ساءت علاقته بالإمام فهرب إلى مصر وشارك من القاهرة في الترتيب لثورة اليمن التي قامت بالسادس والعشرين من سبتمبر عام 1962.
بعد قيام الجمهورية اليمنية عمل البيضاني نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة، ونائب القائد العام ونائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد والثروة المعدنية،حتى استقال في 30 يناير 1963 بناء على طلب أنور السادات لخلاف بينة وبين السلال.
تصالح السلال والبيضاني في الإسكندرية في 18 يونيو 1963. واقترح البيضاني إنشاء البنك اليمني للإنشاء والتعمير في عدن لاجتذاب أموال اليمنيين العاملين بالخارج. وراقت الفكرة للسلال خاصة بعد أن سمع عدم رغبة البيضاني في تولي منصب رسمي في هذا البنك.
في 21 أغسطس في اجتماع مشترك مجلس الرئاسة والمجلس التنفيذي قرر اللواء حسن العمري نائب رئيس الجمهورية تجريد البيضاني من الجنسية اليمنية بتهمة "افساد الوحدة الوطنية بين صفوف الشعب اليمني" واشاعة الفرقة بين زيود الشمال وشوافع الجنوب بعد مطالبته بالقصاص من كل المتورطين السلاليين في جرائم ضد اليمنيين .
وكانت اللجان الثورية في 10 يوليو 1963، أي قبيل قيام الثورة، قد اختارت الإرياني رئيساً لمجلس قيادة الثورة والبيضاني نائباً لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.
وتوفي عبد الرحمن البيضاني مطلع يناير 2012 في القاهرة وله العديد من المولفات منها : ألاعيب متوكلية 1961، واقتصاد اليمن 1961، وأسرار اليمن 1962، والظروف المحيطة باتفاقية الوحدة اليمنية 1972
، وسوق الشعارات في اليمن 1973، والبديل للصراع الدموي في اليمن 1974، ولهذا نرفض الماركسية 1974 ، ونكبة الشعارات على الأمة العربية 1975، وأسرار ووثائق: أزمة الأمة العربية وثورة اليمن 1984.

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: القاهرة عام عبد الرحمن من جامعة

إقرأ أيضاً:

العالم الدكتور عبد الله الغنيم شخصية معرض الكتاب الدولي بالكويت: القاهرة صاحبة الفضل في تشكيل رؤيتي الفكرية والثقافية

وقع اختيار معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته السابعة والأربعين لهذا العام على شخصية العالم الجليل الدكتور عبد الله الغنيم المتخصص وأحد مؤسسي علم المخطوطات وذلك لإسهاماته وإنجازاته في مجالات البحث العلمي والثقافة.

واستعرض الدكتور الغنيم خلال جلسة حوارية أقيمت في قاعة كبار الزوار ضمن فعاليات النشاط الثقافي المصاحب للمعرض مسيرته العلمية ومحطات من حياته كان لها الأثر الكبير في تشكيل رؤيته الثقافية والفكرية بحضور نخبة من المثقفين والمهتمين وزملائه و أقربائه.

أدار الجلسة الدكتور البدر الذي استعرض مساهمات الدكتور الغنيم لا سيما إسهاماته في رئاسة مركز البحوث والدراسات الكويتية حيث قاد العديد من المبادرات التي تهدف إلى توثيق تاريخ الكويت وتراثها الثقافي والحضاري.

وتحدث الدكتور الغنيم عن مسيرته الحافلة في مجالات البحث العلمي والتأليف إضافة إلى إسهاماته في توثيق التراث الكويتي وتعزيز الهوية الثقافية، مؤكدا أهمية الكتاب والمعرفة في بناء المجتمعات.

وقال الدكتور الغنيم أن بحوثه و دراساته تندرج في ثلاث مسارات رئيسية يربط بينهما جميعا التراث العربي بعناصره الموسوعية المختلفة.

وقال ان المسار الأول هو (جغرافية شبه الجزيرة العربية) والثاني (التراث الجغرافي العربي بوجه عام والجانب الطبيعي بوجه خاص) والثالث (المخطوطات الجغرافية العربية فهرسة وتحليلا وتحقيقا).

وأكد ان الجزيرة العربية بتنوع اشكال سطحها وطبوغرافيتها استهوته منذ أن كان في العاشرة من عمره وفي رحلاته الى الحج مع والده حيث كانت الأولى سنة 1957 والثانية في السنة التي تلتها مبينا انه كان ينظر في الطريق الى رمال الدهناء وجالات نجد وحرات الحجاز.

وقال انه جمع في تلك الفترة كل ما يمكن الحصول عليه من معلومات حول تلك الأرض وزاد ذلك بعد أن أنهى دراسته الثانوية وانتقل للدراسة الجامعية في القاهرة. مؤكدا أن البيوت الثقافية في القاهرة خاصة بيت العلامة والمحقق المصري محمود محمد شاكر، والذي عرف بدفاعه الشرس عن الحضارة العربية الإسلامية.

فكان أول منهل ينهل منه علوم المخطوطات أثناء دراسته بجامعة القاهرة

و أشار الغنيم إلى أول بحث ينشر له وحمل عنوان (الدحلان في شبه الجزيرة العربية) وقد نشر في مجلة رابطة الأدباء بالكويت عام 1969 وهو العام الذي تخرج فيه من الجامعة.

و أضاف أن رسالة الماجستير كان موضوعها (الجغرافي العربي أبو عبيد البكري مع تحقيق الجزء المتعلق بالجزيرة العربية من كتابه المسالك والممالك) مبينا انه قرأ من أجل تلك الدراسة معظم ما كتبه القدماء و المحدثون عن جزيرة العرب أو عن المملكة العربية السعودية.

وقال أن عمله في الماجستير أثمر عدة كتب منها كتاب (مصادر البكري ومنهجه الجغرافي) ويشتمل الكتاب على دراسات تفصيلية تتعلق بالجزيرة العربية كما جاءت في كتابي (المسالك والممالك) و(معجم ما استعجم للبكري).

وعن دراسته للدكتوراه قال انه هدف إلى هدفين رئيسين اولهما (دراسة اشكال سطح الارض في شبه الجزيرة العربية بالاعتماد على التراث العربي القديم ومعالجة ذلك وفق منظور عصري) وثانيهما (جمع المصطلحات الجغرافية العربية في هذا الشأن واقتراح ما يمكن استخدامه في كتاباتنا الحديثة).

وأشار الدكتور الغنيم إلى دراساته الميدانية الإقامة في العديد من الدول من أجل البحث العلمي والاطلاع على أحدث المصادر الجيومرفولوجية ذات العلاقة بالصحاري والمناطق الجافة.

وقال أنه كان يبحث عن العلاقات السببية بين نشأة شبه الجزيرة العربية من الناحية الجيولوجية والأشكال الأرضية الماثلة أمامنا الآن ويحاول الربط أيضا بين تلك الاشكال والنشاط البشري.

وأشار الدكتور الغنيم الى العديد من الأسماء الذين كان لهم الفضل في مسيرته وتتلمذ على يدهم منهم إلى جانب العلامة المصري محمود محمد شاكر أيضا علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر رحمه الله،

وهو الصحفي وعالم الانساب والمحقق البارع والكاتب والشاعر، كان رحمه الله عضوا فاعلا في العديد من مجامع اللغة العربية بالقاهرة وعمان ودمشق والأردن والعراق، وهو مؤسس مجلة اليمامة السعودية المتخصصة في مجال تاريخ وآداب الجزيرة العربية.

بعث للدراسة بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1939 وعاد عقب اندلاع الحرب العالمية.

والمرحوم محمد رشاد عبد المطلب أحد أعلام معهد المخطوطات العربية المفهرسة وغير المفهرسة، وهو أحد أبرز العاملين بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة، إذ التحق به بعد عام واحد من تأسيس المعهد بموجب قرار جامعة الدول العربية سنة 1947. وقد استمرت خدمة الأستاذ رشاد بالمعهد عبر بعثاته في جلب المخطوطات و فهرستها و إتاحتها للباحثين قرابة ثلاثة عقود.

وحظيت المحاضرة بتفاعل كبير من الحضور الذين أعربوا عن تقديرهم للدور الكبير الذي لعبه الدكتور الغنيم في إثراء المشهد الثقافي الكويتي والعربي.

كما تطرق الدكتور الغنيم الى مركز البحوث والدراسات الكويتية وعن الوثائق التاريخية واهميتها مشيرا إلى فترة الغزو العراقي على الكويت وجمع عدد كبير من الوثائق في تلك الفترة التي توصلوا من خلالها إلى العديد من الحقائق مبينا أن هناك العديد من الكتب التي صدرت بناء على تلك الوثائق.

ويأتي اختيار الدكتور عبد الله الغنيم شخصية المعرض في دورته الـ47 تقديرا لعطاءاته الثقافية والعلمية الممتدة على مدار عقود ودوره في إثراء المكتبة الكويتية والعربية بمؤلفاته القيمة.

يذكر أن الدكتور عبد الله الغنيم محاضر وباحث مميز في مجال الفكر الجغرافي العربي وجيومرفولوجية شبه الجزيرة العربية وقد درس في هذين الموضوعين سنوات عدة تسنم خلالها مناصب مختلفة.

وشغل الدكتور الغنيم العديد من المناصب سابقا فكان رئيسا لقسم الجغرافيا ثم عميدا لكلية الآداب بجامعة الكويت و ترأس تحرير مجلة دراسات الجزيرة العربية والخليج التي تصدرها من جامعة الكويت وعمل مديرا لمعهد المخطوطات العربية ووزيرا للتربية ووزيرا للتعليم العالي.

وغاص الدكتور الغنيم في أعماق تاريخ الكويت وتراثها الحضاري بعد توليه رئاسة مركز البحوث والدراسات الكويتية منذ عام 1992 حتى الآن.

مقالات مشابهة

  • قائد الثورة: اليمن يسعى لبناء وتطوير قدراته وحقق نجاحات مذهلة يشهد لها الواقع والأعداء
  • الجمهورية اليمنية تعلن ترشيح 3 متسابقين لمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم
  • العالم الدكتور عبد الله الغنيم شخصية معرض الكتاب الدولي بالكويت: القاهرة صاحبة الفضل في تشكيل رؤيتي الفكرية والثقافية
  • جامعة المنوفية في المركز الـ16 على مستوى الجمهورية بتصنيف Adscientificindex
  • "الخطاب الديني وبناء الوعي لدى الشباب".. مفتي الجمهورية في ضيافة جامعة حلوان
  • فريق قسم المسالك بطب بالقاهرة جامعة الأزهر يفوز بالمركز الأول على مستوى الجمهورية
  • جامعة 21 سبتمبر تنظم فعالية خطابية وتكريمية تحت شعار” تضحيات الشهداء فخر وعز الأمة وقوتها”
  • تعيين الدكتور محمد عمران مستشارًا لرئيس جامعة جنوب الوادي
  • جامعة بني سويف التكنولوجية تفوز بالمركز الأول في بطولة الجمهورية لألعاب القوى
  • جامعة كفر الشيخ تنعي الدكتور محمود الصيفي عميد كلية الطب البيطري الأسبق