العربية السعودية تكشف عن محرك أسعار النفط
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
تحت العنوان أعلاه، كتب إيغور نيديلكين، في "إكسبرت رو"، حول تحكم السعودية بأسعار النفط في العالم.
وجاء في المقال: وصلت أسعار النفط إلى مستوياتها القصوى منذ بداية العام وتنمو بشكل مضطرد.
الأمر كله بيد المملكة العربية السعودية. فقد خفضت المملكة إمدادات النفط الخام بشكل حاد في أغسطس، مع انخفاض التدفقات إلى معظم الوجهات الرئيسية إلى أدنى مستوياتها منذ عدة سنوات.
وقد بلغ إجمالي صادرات النفط السعودية 5.58 مليون برميل يوميا الشهر الماضي، وفقا لفورتكس، في حين تقدر كبلر الأحجام عند 5.22 مليون برميل يوميا.
لكن هذه الأرقام لا ينبغي أن تكون مفاجئة. فعندما اجتمعت المملكة العربية السعودية وشركاؤها في أوبك+ في فيينا في أوائل يونيو، قالت المملكة إنها ستنفذ تخفيضات إضافية في الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميًا من جانب واحد في يوليو. وبعد ذلك، تم تمديد التخفيض إلى أغسطس وسبتمبر.
حروب الأسعار لا تتوقف، وإذا كانت الولايات المتحدة تعتلي صهوة الحصان في العام الماضي، فهي الآن على الأرض في دور الجانب الخاسر. لكن الشيء الأكثر أهمية هو أن النمو السريع لأسعار النفط يمكن أن يؤدي بسرعة كبيرة إلى موجة جديدة من التضخم المتسارع، كما هو الحال عادة. وبعد ذلك سوف يكون لزاماً على بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يبحث فيما يجب فعله. ففي نهاية المطاف، تبدو أسعار الفائدة الحالية غير محتملة عمليا بالنسبة للاقتصاد، وليس لدى فريق (جيروم) باول أي وسيلة أخرى للتعامل مع ارتفاع أسعار المستهلك.
لذا، تعمل المملكة العربية السعودية بهدوء على خفض الإمدادات العالمية، وعلى ما يبدو، ستعيد أسعار النفط إلى أرقام ثلاثية.
لماذا تفضل السعودية السعر على الحجم؟ الأمر بسيط: ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال سابقًا أن شركة أرامكو السعودية المملوكة للدولة، وهي أكبر شركة نفط في العالم، تخطط لأكبر طرح عام في العالم. ومن أجل الحصول على سعر توظيف جيد، هناك حاجة إلى أسعار مرتفعة للنفط.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أوبك الرياض الطاقة النفط والغاز العربیة السعودیة أسعار النفط
إقرأ أيضاً:
عام التحولات والنكبات العربية
هذا هو آخر أيام عام 2024 وبعد انطواء آخر ساعاته يدخل العام الأكثر تحولا فـي منطقة الشرق الأوسط فـي عهدة التاريخ إلا أن تحولاته الدراماتيكية خاصة فـي منطقة الشرق الأوسط من شأنها أن تشكل مستقبل المنطقة وتعيد رسم توازناتها وربما حدودها السياسية وموازين القوة فـيها بل إنها قد تعيد تشكيل الكثير من الأيديولوجيات السياسية فـيها.
ولن ينسى العالم الأحداث الكبرى والمحورية التي شهدها عام 2024، وسيتذكره العالم العربي بأنه العام الأكثر تأثيرا فـي مسارات الأحداث وخاصة القضية الفلسطينية.
ورغم أن الدبلوماسية فـي منطقة الشرق الأوسط كانت على الدوام على حافة الهاوية رغم الحديث المتواصل بأنها هي التي تحافظ على التوازن بين صوت العقل وصوت البندقية إلا أنها توارت تماما فـي عام 2024 لصالح السلاح الذي استخدمته دولة الاحتلال الإسرائيلي بدعم غربي فـي إبادة الشعب الفلسطيني فـي قطاع غزة وفـي لبنان ونجحت إلى حد كبير فـي القضاء على ما كان يعرف بمحور المقاومة بعد المجازر التي ارتكبتها فـي غزة والقضاء على قيادات حركة حماس فـي الداخل والخارج، وفـي لبنان والقضاء على قيادات حزب الله وتكبيده خسائر فادحة جدا لم تكن قابلة للتصور بنفس بالمسار الذي حدث عند بداية هذا العام. وكانت ثالثة الأثافـي التي أتت على محور المقاومة هي سقوط «نظام» بشار الأسد ما يعني، أيضا، قطع طرق الإمداد على حزب الله وخسارة شريك أساسي للحزب وكذلك لإيران التي تدعم الحزب وتسلحه.
لكن محور التغير الذي شهده عام 2024 يتمثل فـي التغيير الأيديولوجي الجذري الذي حدث فـي سوريا بعد وصول هيئة تحرير الشام إلى السلطة وسقوط حزب البعث ومع سقوط التحالفات السياسية والعسكرية التي كان يقيمها الحزب طوال العقود الخمسة الماضية. والأيديولوجية التي تتبناها السلطة الجديدة فـي سوريا تنتمي إلى الإسلام السياسي الذي يقيم قطيعة كاملة مع إيران ومع حزب الله ما يعني التفكك الجذري العميق لفكرة محور المقاومة.
لكن سوريا بأيديلوجيتها الجديدة تحتاج إلى سنوات طويلة إذا أرادت أن تعود إلى المقاومة من أجل استعادة أراضيها المحتلة؛ فالدولة فـي وضعها الحالي لا تملك أي بنية أساسية عسكرية ولا تملك حتى الآن جيشا نظاميا بعد فرار الجيش وتفرقه وبعد أن قضت إسرائيل على كل القواعد الجوية والبحرية فـي اللحظة التي كان فـيها السوريون يحتفلون بالحرية إثر سقوط النظام السابق.
وإذا كانت إيران قد دخلت لأول مرة فـي تاريخها فـي مواجهة مباشرة مع إسرائيل خلال عام 2024 إلا أنها تجد نفسها الآن فـي حالة صعبة بعد تفكك محور المقاومة وبشكل خاص حزب الله الذي سيحتاج إلى سنوات ليعيد قوته إلى سابق عهدها رغم أن هذا الأمر يبدو بعيد المنال فـي ظل التحولات فـي المنطقة وإعادة رسم حدود القوة فـيها.
ومن الشمال إلى الجنوب حيث شهد اليمن، الذي عاش فـي حالة حرب دامية وغياب الدولة خلال العقد الماضي، تحولا جذريا أيضا بعد أن دخل أنصار الله «الحوثيين» فـي مواجهات مباشرة مع إسرائيل سواء فـي تل أبيب أو فـي صنعاء. لكن من المهم خلال العام القادم مراقبة تطور تسليح أنصار الله لفهم ديناميكية التحولات وما يصاحبها من تغيير فـي موازين القوى.
سيكون العالم على موعد مع نتائج الكثير من هذه التحولات مع دخول الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب إلى البيت الأبيض فـي العشرين من يناير القادم، وحينما يمكن أن تبدأ الكثير من الأحداث التكامل بعضها مع بعض وتكشف عن نفسها بشكل أكثر وضوحا.
لكن العام 2024 رغم كل ما به من تحولات وما شهده من إبادة جماعية فـي غزة، وظهور الوجه الحقيقي للنظام العالمي الذي بدا واضحا أنه غير معني أبدا بقيمه ومبادئه التي يتكئ عليها وفـي مقدمتها حقوق الإنسان والعدالة والكرامة الإنسانية إلا أن العام القادم يمكن أن يكون أسوأ بكثير مما شهدناه خاصة فـي منطقة الشرق الأوسط.
وعلى الدول العربية أيضا مراقبة نفسها خاصة وأن ثمة روحا بدأت تنتعش فـي بعض الدول وتحلم باستكمال مشروع «الربيع العربي» وإن كان بنسخة جديدة أكثر تحديثا بعد نجاح الأمر فـي سوريا. ويحتاج هذا فهم التحركات العالمية والقوى التي تدعم مثل هذه الحراكات فـي العالم العربي.
لكن هذا لا يعني أن على العالم، وخاصة العرب، أن يفقدوا الأمل فـي غد يمكن أن يكون أكثر إشراقا وأكثر اختلافا وأكثر قدرة على مواكبة التحولات الإيجابية التي تحدث فـي العالم مثل التحولات التكنولوجية والعلمية والاقتصادية.