الخليج الجديد:
2025-01-03@07:59:05 GMT

مظاهر أسرلة السياسة الأمريكية في غرب آسيا

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

مظاهر أسرلة السياسة الأمريكية في غرب آسيا

مظاهر أسرلة السياسة الأمريكية في غرب آسيا

أميركا غارقة في أسرلة غبية وعقيمة ومكلفة لسياستها الخارجية خلافا للواقع ولمتغيراته المتسارعة.

بات الوجود الأمريكي بالمنطقة محل تساؤل لدى شعوبها وساستها بسبب كلفته المرتفعة ومتطلباته غير الواقعية.

المحرك الاساس للسياسة الامريكية في المنطقة "اسرائيل" وأزماتها المزمنة والمتفاقمة خلافا لروسيا وتركيا وإيران بل السعودية.

مشاريع ومقترحات لإطلاق قطار التطبيع بمزيد من العربات لقاطرته الضعيفة في عملية واضحة لأسرلة السياسة الامريكية بالمنطقة العربية.

ما حدث شرق الفرات قبل أيام درس للمخططين الامريكان بعقم إقحام المصالح الاسرائيلية في كل خطوة تخطوها الولايات المتحدة في الإقليم.

تحركات تركيا وإيران والسعودية تفوق في ثقلها التحرك الاميركي الضيق المنحصر في زاوية أسرلة السياسة الأمريكية تجاه منطقة غرب آسيا.

سياسة أمريكا غبية وخرقاء ولن توقف قاطرة التعاون التركي الايراني الروسي السعودي والصيني بالمنطقة، ولن تحقق أمن المنطقة أو تحافظ على النفوذ الامريكي.

أسرلة السياسة الأمريكية قابلتها روسيا بسياسة تدمج الطاقة والغذاء والقمح عبر صفقة مليون طن من قمح روسيا لتحويله إلى طحين بتركيا بمشاركة قطر؛ وصولا إلى أفريقيا.

شملت الأسرلة شمال شرق الفرات؛ فجاء التحرك الامريكي لإعادة التموضع في سياق تخفيف الضغوط عن إسرائيل على الحدود اللبنانية وداخل فلسطين وليس نصرة المظلومين في سوريا.

* * *

انشغلت الولايات المتحدة بإعداد مشاريع ومقترحات لإطلاق قطار التطبيع واضافة المزيد من العربات لقاطرته الضعيفة فيما يمكن وصفة بعملية واضحة لأسرلة السياسة الامريكية في المنطقة العربية.

الغريب ان عملية الأسرلة شملت شمال شرق الفرات؛ حيث جاء التحرك الامريكي لاعادة التموضع في سياق تخفيف الضغوط عن الكيان الصهيوني على الحدود اللبنانية وداخل فلسطين وليس نصرة للمظلومين في سوريا؛ فالمحرك الاساس للسياسة الامريكية في المنطقة "اسرائيل" وازماتها المزمنة والمتفاقمة خلافا لروسيا وتركيا وايران بل السعودية.

سياسة الاسرلة الامريكية قابلها انشغال روسي وتركي وايراني وسعودي بتطوير العلاقات فيما بينها محوره الغذاء والطاقة والتجارة والامن؛ وهي متطلبات واقعية عبر عنها في لقاء وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ووزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان أول أمس الأحد في طهران.

فقد أكدا ضرورة رفع حجم التبادل التجاري من 30 مليار دولار الى 35 مليار دولار؛ وهو رقم بلغته بعد عام واحد من لقاء الرئيس التركي اردوغان بالرئيس الايراني رئيسي في طهران العام الماضي حيث كان حجم التبادل التجاري لا يتجاوز 15 مليار دولار.

لقاء فيدان وعبد اللهيان لم يغفل الاشارة الى نية البلدين عقد لقاء ثلاثي بحضور نظيرهما السعودي لتطوير العلاقات الاقليمية بين البلدان الثلاث، وهي تحركات تفوق في ثقلها التحرك الاميركي الضيق المنحصر في زاوية أسرلة سياستها تجاه منطقة غرب آسيا.

وهي زاوية ضيقة عكستها جولات مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرة ليف الى المنطقة العربية الأسبوع الفائت، الى جانب الزيارة المرتقبة لمستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك الى السعودية للقاء وفد فلسطيني لإقناعه بالقبول بالجهود الامريكية للتطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني.

وهو لقاء احتفت بها وسائل الاعلام الاسرائيلية ونقلته بتواتر عبر منصاتها في يديعوت احرنوت وموقع واللا العبري وموقع تايمز أوف إسرائيل، فأميركا غارقة بأسرلة غبية وعقيمة ومكلفة لسياستها الخارجية خلافا للواقع ولمتغيراته المتسارعة.

فروسيا لم تكن غائبة عن النشاط الاقليمي؛ ذلك ان الحراك التركي الروسي كان واضحا بلقاء الرئيس التركي اردوغان اليوم الاثنين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوشي الروسية؛ ومن قبله في التوافقات السعودية الروسية لمتابعة عمليات الخفض الطوعي لإنتاج النفط.

فالاسرلة الامريكية قابلها سياسية روسية واقعية تعمد الى ادماج الطاقة والغذاء وعلى ورأسه القمح في لب السياسية الروسية عبر صفقة تورد فيها روسيا مليون طن من القمح لتحويله الى طحين في تركيا بمشاركة دولة قطر؛ وصولا الى القارة الافريقية فضلا عن تطوير التبادلات التجارية التي بلغت 62 مليار دولار لتصل الى 100 مليار دولار بحسب طموحات انقرة وموسكو العام القادم.

الأسرلة الامريكية لن تطعم شعوب افريقيا ولن توفر الغاز او الكهرباء والامن للسوريين او اللبنانيين او العراقيين؛ ولن تخفض التصعيد في الخليج العربي واليمن والبحر الاحمر او السودان؛ ولن توقف المقاومة الفلسطينية عن العمل للدفاع عن شعبها في مواجهة الفاشيين.

ختاماً.. إن ما حدث شرق الفرات قبل ايام قليلة يقدم درسا للمخططين الامريكان بعقم اقحام المصالح الاسرائيلية في كل خطوة تخطوها الولايات المتحدة في الاقليم.

ذلك أنها سياسة غبية وخرقاء لن توقف قاطرة التعاون التركي الايراني الروسي السعودي والصيني الآخذ في التجذر بالمنطقة، ولن تحقق الامن في المنطقة أو تحافظ على النفوذ الامريكي الذي بات محل تساؤل لدى شعوب المنطقة وساسته بسبب كلفة المرتفعة ومتطلباته غير الواقعية.

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا إيران تركيا السعودية روسيا شرق الفرات غرب آسيا المنطقة العربية الكيان الصهيوني ملیار دولار فی المنطقة شرق الفرات غرب آسیا

إقرأ أيضاً:

بعد لقاء وفد الإدارة الجديدة.. السعودية تعلن موقفها تجاه سوريا

استقبل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الخميس، وزير خارجية الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني في أول زيارة خارجية له منذ سقوط الأسد.

وحسب وكالة الأنباء السعودية، جرى خلال الاستقبال، استعراض مستجدات الوضع الراهن في سوريا والجهود المبذولة بشأنها.

وجدد وزير الخارجية السعودي موقف المملكة “الداعم لكل ما من شأنه تحقيق أمن سوريا الشقيقة واستقرارها بما يصون سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها.”

وناقش الجانبان، سبل دعم كل ما يسهم في تحقيق “المستقبل الزاهر الذي يسوده الأمن والاستقرار والرخاء لسوريا وشعبها الشقيق، بالإضافة إلى التطرق للعديد من الموضوعات الرامية إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها، وعودتها لمكانتها وموقعها الطبيعي في العالمين العربي والإسلامي.”

وكان وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان قال، الخميس، إنه “آن الأوان أن تستقر سوريا وتنهض وتستفيد مما لديها من مقدرات وأهمها الشعب السوري”، وجاء ذلك بعد لقائه في الرياض، وفد الإدارة السورية الجديدة لبحث مستجدات الأوضاع في سوريا، وسبل دعم العملية السياسية الانتقالية.

وأكد على حسابه على موقع إكس “لقد عانى إخواننا وأخواتنا في سوريا سنوات من الحروب والدمار والوضع المعيشي الصعب”.

وأثنى الأمير خالد بن سلمان على الاجتماع ووصفه بـ”المثمر”، قائلا إنه عقد “لقاءً مثمرًا مع وزير الخارجية والمغتربين وزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات العامة في الإدارة السورية الجديدة”.

وأشار إلى أن الاجتماع شهد بحث “مستجدات الأوضاع في سوريا، وسبل دعم العملية السياسية الانتقالية بما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق ويضمن أمن واستقرار سوريا ووحدة أراضيها”.

وعلى الجانب الآخر، استقبل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بمقر الوزارة في الرياض، وزير خارجية الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني.

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) نقلا عن مصدر بوزارة الخارجية أن وفدا سوريا برئاسة الوزير المعين حديثا أسعد حسن الشيباني وصل إلى الرياض، الأربعاء، في أول زيارة رسمية للخارج.

ويضم الوفد وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز الاستخبارات العامة أنس خطاب.

وتأتي الزيارة بعد أقل من شهر على إطاحة المعارضة ببشار الأسد من السلطة في الثامن من ديسمبر.

وكان وفد حكومي سعودي رفيع المستوى زار دمشق نهاية الشهر الماضي، حيث التقى القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، في إطار جهود لتعزيز التعاون الإنساني بين البلدين.

وفي خطوة لتعزيز الدعم الإنساني، أعلنت السلطات السعودية، الأربعاء، تسيير جسر جوي إلى سوريا، يحمل مساعدات إنسانية تشمل إمدادات طبية وغذائية وإيوائية للتخفيف من الأوضاع الصعبة التي يواجهها الشعب السوري.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية (واس) بأن “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية سيّر الأربعاء أولى طلائع الجسور الإغاثية من مطار الملك خالد الدولي إلى مطار دمشق الدولي”. وأوضح المشرف العام على المركز، عبدالله الربيعة، أن الجسر الجوي سيتبعه جسر بري خلال الأيام المقبلة لتقديم مزيد من المساعدات العاجلة.

ويأتي ذلك في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تفاقمت بعد الإطاحة بحكم آل الأسد في ديسمبر الماضي، عقب هجوم مفاجئ قادته هيئة تحرير الشام وتحالف من الفصائل المسلحة، ما أنهى حكمًا استمر قرابة نصف قرن.

وكانت السعودية قد أرسلت مساعدات إنسانية إلى سوريا في فبراير 2023، إثر الزلزال المدمر الذي ضرب شمال البلاد، في ظل حكم الرئيس السابق بشار الأسد.

الحرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • وزارة الخارجية السعودية تكشف ما دار في لقاء الأمير فيصل بن فرحان ونظيره السوري أسعد الشيباني
  • بعد لقاء وفد الإدارة الجديدة.. السعودية تعلن موقفها تجاه سوريا
  • تفاصيل لقاء وزير الخارجية السعودي مع نظيره السوري
  • النفط و السياسة: العراق أول المتضررين من ضربة أمريكية لإيران
  • نائب وزير الخارجية التركي يزور السودان .. السبت
  • «الخارجية التركية» تأسف لوقوع حادث دهس بمدينة نيو أورليانز الأمريكية
  • وزير الخارجية التركي يوجه طلبًا إلى السلطة الجديدة في سوريا بشأن عناصر داعش
  • وزير الخارجية السعودية لن يزور لبنان
  • الخارجية: المملكة تدين حادث الدهس الذي وقع في مدينة نيو أورليانز الأمريكية
  • “الخارجية” تعرب عن إدانة المملكة حادث الدهس الذي وقع في مدينة نيو أورليانز الأمريكية