الخليج الجديد:
2024-07-06@17:08:29 GMT

مظاهر أسرلة السياسة الأمريكية في غرب آسيا

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

مظاهر أسرلة السياسة الأمريكية في غرب آسيا

مظاهر أسرلة السياسة الأمريكية في غرب آسيا

أميركا غارقة في أسرلة غبية وعقيمة ومكلفة لسياستها الخارجية خلافا للواقع ولمتغيراته المتسارعة.

بات الوجود الأمريكي بالمنطقة محل تساؤل لدى شعوبها وساستها بسبب كلفته المرتفعة ومتطلباته غير الواقعية.

المحرك الاساس للسياسة الامريكية في المنطقة "اسرائيل" وأزماتها المزمنة والمتفاقمة خلافا لروسيا وتركيا وإيران بل السعودية.

مشاريع ومقترحات لإطلاق قطار التطبيع بمزيد من العربات لقاطرته الضعيفة في عملية واضحة لأسرلة السياسة الامريكية بالمنطقة العربية.

ما حدث شرق الفرات قبل أيام درس للمخططين الامريكان بعقم إقحام المصالح الاسرائيلية في كل خطوة تخطوها الولايات المتحدة في الإقليم.

تحركات تركيا وإيران والسعودية تفوق في ثقلها التحرك الاميركي الضيق المنحصر في زاوية أسرلة السياسة الأمريكية تجاه منطقة غرب آسيا.

سياسة أمريكا غبية وخرقاء ولن توقف قاطرة التعاون التركي الايراني الروسي السعودي والصيني بالمنطقة، ولن تحقق أمن المنطقة أو تحافظ على النفوذ الامريكي.

أسرلة السياسة الأمريكية قابلتها روسيا بسياسة تدمج الطاقة والغذاء والقمح عبر صفقة مليون طن من قمح روسيا لتحويله إلى طحين بتركيا بمشاركة قطر؛ وصولا إلى أفريقيا.

شملت الأسرلة شمال شرق الفرات؛ فجاء التحرك الامريكي لإعادة التموضع في سياق تخفيف الضغوط عن إسرائيل على الحدود اللبنانية وداخل فلسطين وليس نصرة المظلومين في سوريا.

* * *

انشغلت الولايات المتحدة بإعداد مشاريع ومقترحات لإطلاق قطار التطبيع واضافة المزيد من العربات لقاطرته الضعيفة فيما يمكن وصفة بعملية واضحة لأسرلة السياسة الامريكية في المنطقة العربية.

الغريب ان عملية الأسرلة شملت شمال شرق الفرات؛ حيث جاء التحرك الامريكي لاعادة التموضع في سياق تخفيف الضغوط عن الكيان الصهيوني على الحدود اللبنانية وداخل فلسطين وليس نصرة للمظلومين في سوريا؛ فالمحرك الاساس للسياسة الامريكية في المنطقة "اسرائيل" وازماتها المزمنة والمتفاقمة خلافا لروسيا وتركيا وايران بل السعودية.

سياسة الاسرلة الامريكية قابلها انشغال روسي وتركي وايراني وسعودي بتطوير العلاقات فيما بينها محوره الغذاء والطاقة والتجارة والامن؛ وهي متطلبات واقعية عبر عنها في لقاء وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ووزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان أول أمس الأحد في طهران.

فقد أكدا ضرورة رفع حجم التبادل التجاري من 30 مليار دولار الى 35 مليار دولار؛ وهو رقم بلغته بعد عام واحد من لقاء الرئيس التركي اردوغان بالرئيس الايراني رئيسي في طهران العام الماضي حيث كان حجم التبادل التجاري لا يتجاوز 15 مليار دولار.

لقاء فيدان وعبد اللهيان لم يغفل الاشارة الى نية البلدين عقد لقاء ثلاثي بحضور نظيرهما السعودي لتطوير العلاقات الاقليمية بين البلدان الثلاث، وهي تحركات تفوق في ثقلها التحرك الاميركي الضيق المنحصر في زاوية أسرلة سياستها تجاه منطقة غرب آسيا.

وهي زاوية ضيقة عكستها جولات مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرة ليف الى المنطقة العربية الأسبوع الفائت، الى جانب الزيارة المرتقبة لمستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك الى السعودية للقاء وفد فلسطيني لإقناعه بالقبول بالجهود الامريكية للتطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني.

وهو لقاء احتفت بها وسائل الاعلام الاسرائيلية ونقلته بتواتر عبر منصاتها في يديعوت احرنوت وموقع واللا العبري وموقع تايمز أوف إسرائيل، فأميركا غارقة بأسرلة غبية وعقيمة ومكلفة لسياستها الخارجية خلافا للواقع ولمتغيراته المتسارعة.

فروسيا لم تكن غائبة عن النشاط الاقليمي؛ ذلك ان الحراك التركي الروسي كان واضحا بلقاء الرئيس التركي اردوغان اليوم الاثنين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوشي الروسية؛ ومن قبله في التوافقات السعودية الروسية لمتابعة عمليات الخفض الطوعي لإنتاج النفط.

فالاسرلة الامريكية قابلها سياسية روسية واقعية تعمد الى ادماج الطاقة والغذاء وعلى ورأسه القمح في لب السياسية الروسية عبر صفقة تورد فيها روسيا مليون طن من القمح لتحويله الى طحين في تركيا بمشاركة دولة قطر؛ وصولا الى القارة الافريقية فضلا عن تطوير التبادلات التجارية التي بلغت 62 مليار دولار لتصل الى 100 مليار دولار بحسب طموحات انقرة وموسكو العام القادم.

الأسرلة الامريكية لن تطعم شعوب افريقيا ولن توفر الغاز او الكهرباء والامن للسوريين او اللبنانيين او العراقيين؛ ولن تخفض التصعيد في الخليج العربي واليمن والبحر الاحمر او السودان؛ ولن توقف المقاومة الفلسطينية عن العمل للدفاع عن شعبها في مواجهة الفاشيين.

ختاماً.. إن ما حدث شرق الفرات قبل ايام قليلة يقدم درسا للمخططين الامريكان بعقم اقحام المصالح الاسرائيلية في كل خطوة تخطوها الولايات المتحدة في الاقليم.

ذلك أنها سياسة غبية وخرقاء لن توقف قاطرة التعاون التركي الايراني الروسي السعودي والصيني الآخذ في التجذر بالمنطقة، ولن تحقق الامن في المنطقة أو تحافظ على النفوذ الامريكي الذي بات محل تساؤل لدى شعوب المنطقة وساسته بسبب كلفة المرتفعة ومتطلباته غير الواقعية.

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا إيران تركيا السعودية روسيا شرق الفرات غرب آسيا المنطقة العربية الكيان الصهيوني ملیار دولار فی المنطقة شرق الفرات غرب آسیا

إقرأ أيضاً:

لقاء يجمع أردوغان وبوتين.. تأكيد على رفع التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات

التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء، في العاصمة الكازاخية، آستانة، على هامش القمة الـ24 لدول منظمة شنغهاي للتعاون، وذلك في لقاء هو الأول الذي يجمعهما منذ فترة طويلة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن هدف أنقرة من التبادل التجاري مع روسيا يتمثل بالوصول إلى 100 مليار دولار.

وتطرق أردوغان خلال اللقاء المفتوح أمام وسائل الإعلام، إلى بناء تركيا مع روسيا محطة "آق قويو" النووية في ولاية مرسين جنوب تركيا.

وأضاف: "نتطلع لتشغيلها (محطة آق قويو) والانتهاء منها في أقرب وقت ممكن".

وتعد "آق قويو" التي دشنت أولى مراحلها في أبريل/ نيسان 2023، أول محطة تركية للطاقة النووية، وواحدة من بين أكبر الاستثمارات بالبلاد، في إطار اتفاق أبرمته تركيا مع روسيا عام 2010.


وذكر أردوغان أن تركيا تتباحث مع روسيا بخصوص محطة سينوب للطاقة النووية شمال البلاد، مؤكدا ثقته من إمكانية اتخاذ خطوات مهمة بهذا الصدد.

ونوه أردوغان باستمرار العلاقات بين شركة البترول التركية "بوتاش" و"غازبروم" الروسية ضمن أجواء يسودها الود والتفاهم.

وقال إن حجم التبادل التجاري الذي وصلت إليه تركيا وروسيا وبلغ 55 مليار دولار لا يشكل شيئا بالنسبة لإمكانات البلدين.

وأضاف: "نهدف للوصول إلى 100 مليار دولار (حجم التجارة بين تركيا وروسيا)، وواثق من قدرتنا على تحقيق ذلك ونملك الإمكانات اللازمة".

ولفت الرئيس التركي إلى أهمية قدوم 7 ملايين سائح روسي إلى بلاده.

ودعا الرئيس أردوغان نظيره الروسي إلى إجراء زيارة لتركيا، فيما أعلن بوتين قبول الدعوة وحرصه على تلبيتها.

وعقب اللقاء المفتوح، عقد أردوغان وبوتين لقاء مغلقا استمر مدة ساعة واحدة، حضره من الجانب التركي وزراء؛ الخارجية هاكان فيدان، والطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار، والخزانة والمالية محمد شيمشك، والتجارة عمر بولاط، إضافة إلى كبير مستشاري الرئيس لشؤون السياسة الخارجية والأمن عاكف تشاغطاي قليج.


بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن العلاقات بين بلاده وتركيا تتقدم "رغم المصاعب حول العالم".

وأضاف الرئيس بوتين أن موسكو تنفذ مشاريعها الاستراتيجية مع أنقرة بطريقة مدروسة.

وأشار إلى أن 6.7 ملايين سائح روسي زاروا تركيا خلال العام الماضي 2023، مبينا أن بلاده حطمت رقما قياسيا في مجال السياحة.

وأعرب بوتين عن سعادته للقاء أردوغان، لافتا إلى التواصل باستمرار وبانتظام معه وتبادل الآراء حول القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين وعلاقاتهما الثنائية.

ولفت إلى تسجيل حجم التبادل التجاري بين البلدين 55 مليار دولار، رغم تراجعها بعض الشيء خلال الأشهر الماضية.

وأفاد بأن موسكو تنفذ مشاريعها الاستراتيجية مع أنقرة بطريقة مدروسة، وتخطط لمشاريع جديدة.

وتابع: سعيد بلقائكم لتقييم نتائج أعمالنا التي قمنا بها العام القادم، والخطوات التي سنخطوها في المستقبل القريب.

وأعرب بوتين عن شكره للرئيس أردوغان للتسهيلات التي تقدمها تركيا للزوار والسياح الروس.

كما عبر عن شكره لدعوته من قبل أردوغان لزيارة تركيا، مردفا: حتما سأزور تركيا.

مقالات مشابهة

  • إيران والعالم.. هل تشهد السياسة الخارجية تغييرًا مع بزشكيان؟
  • ملخص نهائي مباراة السعودية 1 – 0 الإمارات – بطولة الديار العربية غرب آسيا
  • السعودية تفوز على الإمارات وتتوج ببطولة غرب آسيا للشباب
  • اتفاقيات عسكرية بين السعودية وتركيا ستغير معادلات التسليح العسكري في المنطقة في مجالات المسيرات والفضاء
  • الرئيس التركي: نعتزم دعوة كل من الرئيس الروسي والرئيس السوري لعقد لقاء مشترك
  • تعرف على مواقف جليلي وبزشكيان في ملفات السياسة الخارجية
  • باحث: موقف الشباب الأمريكي ضد السياسة المنحازة بشكل أعمى لإسرائيل
  • موعد مباراة السعودية والإمارات في نهائي بطولة غرب آسيا للشباب
  • لقاء يجمع أردوغان وبوتين.. تأكيد على رفع التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات
  • بعد تراجع الإدارة الأمريكية عن خططها في مواجهة الحوثيين وزير الخارجية يعقد لقاء مع السفير الأمريكي .. تفاصيل