الخليج الجديد:
2025-02-02@20:54:55 GMT

هيمنة الدولار.. وتعدد الأقطاب

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

هيمنة الدولار.. وتعدد الأقطاب

هيمنة الدولار.. وتعدد الأقطاب

منح الدولارُ الأميركي الولاياتِ المتحدة نفوذاً مالياً وسياسياً كبيراً في قيادة الاقتصاد العالمي.

هل ستستطيع محموعة بريكس تحقيق هدفها في تشكيل نظام سياسي واقتصادي دولي متعدد الأقطاب، بعد أن أصبحت11دولة؟

انضمام عدد من الدول النفطية، سيدعم قدرات «بريكس» الائتمانية ويعزز نشاط بنك التنمية الجديد NDB الذي أسس برأس مال قدره 50 مليار دولار.

سلاح الدولار يواجه منافسةً إستراتيجيةً قويةً من عملات أخرى تسعى لاقتسام النفوذ معه وكسر «الهيمنة الأحادية» وعكس هذا التطور مشهدا للتحرر منه.

في حرب أوكرانيا برزت قوة الدولار بصعود لافت أمام 6 عملات رئيسة ويخوض حروبا وعقوبات مالية مشددة ضد روسيا ورفع أسعار الفائدة لتتجاوز 5 بالمئة.

لا يمكن إغفال موجة التحدي بالتخلي عن الدولار تدريجياً بالمدى البعيد، حال تزايد عدد الدول التي لا ترغب في التعامل به، وبروز «تعددية أقطاب نقدية» منافسة.

يسيطر الدولار على أكثر من 40% من معاملات التجارة العالمية، لكنه ساهم بارتفاع كلفة الاقتراض، فلم تتجاوز القروض التي منحها بنك التنمية الجديد في 2022 مليار دولار.

* * *

وفق المعايير التي أعلنها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على أساس وزن وهيبة الدولة ومواقفها في الساحة الدولية، قررت قمة مجموعة «بريكس»، المنعقدة بين 22 و24 أغسطس الجاري في جوهانسبورغ، دعوةَ ست دول هي مصر والسعودية والإمارات وإيران وإثيوبيا والأرجنتين، للانضمام إلى المجموعة، ليصبح عدد أعضائها 11 دولة بدءاً من يناير المقبل، وذلك من أصل 23 دولة تقدَّمت بطلب الانضمام.

ووصف بعض المراقبين هذه المعايير بأنها «ظرفية واستراتيجية وجيوسياسية»، مع الإشارة إلى أن هناك دولا قوية وقريبة جداً من الصين وروسيا، مثل تركيا وإندونيسيا ونيجيريا وفنزويلا.. لم توافق القمةُ على انضمامها.

حتى الجزائر التي تمتلك علاقات مميزة وإستراتيجية مع دول «بريكس» لم تحظ بقبول الانضمام، رغم المساعي التي بذلتها مؤكِّدةً على ضرورة «الدخول إلى عالم جديد يتفاعل اقتصادياً خارج هيمنة الدولار». لقد منح الدولار الأميركي الولاياتِ المتحدة نفوذاً مالياً وسياسياً كبيراً في قيادة الاقتصاد العالمي.

وفي خضم حرب أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من سنة ونصف، برزت قوة الدولار بصعوده اللافت أمام ست عملات رئيسية، وهو يخوض سلسلة حروب متكاملة بدأت بعقوبات مالية مشددة ضد روسيا، ولن تنتهي برفع أسعار الفائدة الأميركية التي تجاوزت 5%.

لكن هذا السلاح بدأ يواجه منافسةً إستراتيجيةً قويةً من عملات أخرى تسعى إلى اقتسام النفوذ معه، وكسر «الهيمنة الأحادية». وقد عكس هذا التطور مشهداً للتحرر من الورقة الخضراء.

ومن هنا يبرز دور مجموعة بريكس التي تأسست عام 2009 من أربع دول هي روسيا والصين والهند والبرازيل، ثم انضمت إليها جنوب أفريقيا عام2011، فهل ستستطيع تحقيق هدفها متمثلا في تشكيل نظام سياسي واقتصادي دولي متعدد الأقطاب، بعد أن أصبحت11دولة؟

يقدر حجم اقتصادات دول «بريكس» بنحو 44 تريليون دولار، وتشكل نسبة 17% من التجارة الدولية، ومن الطبيعي أن يساهم انضمام اقتصادات جديدة في تعزيز ثقلها الاقتصادي وزيادة حصتها التجارية.

لكن التأثير الاقتصادي لمجموعة الدول السبع الكبرى (كندا واليابان وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) كان أكبر، حيث تبين أن اقتصادات «بريكس» التي يشكل سكانها 42% من سكان العالم ساهمت بنحو 31.5% من الاقتصاد العالمي، بينما ساهمت الدول السبع التي يشكل سكانها نسبة 10% فقط بنحو 30.7%، ما يعني أن إنتاجية الدول الصناعية ما تزال أكثر فعالية.

ولا شك في أن انضمام عدد من الدول النفطية، سيدعم قدرات «بريكس» الائتمانية ويعزز نشاط بنك التنمية الجديد NDB الذي أسس برأس مال قدره 50 مليار دولار، لكنه لم يستطع منذ عام 2015 تقديم أكثر من 33 مليار دولار لمشاريع الطاقة والبنية التحتية، في حين خصص البنك الدولي نحو 104 مليارات دولار خلال عام 2022 وحده.

وبما أن الدولار يسيطر على أكثر من 40% من المعاملات التجارية حول العالم، فقد ساهم بارتفاع كلفة الاقتراض، حيث لم تتجاوز القروض التي منحها بنك التنمية العام الماضي المليار دولار.

ورغم كل التطورات والمساعي والجهود التي تهدف إلى التحرر من الدولار، فقد خسر فقط نحو 11 في المئة من قوته كعملة احتياط عالمية، وتراجعت حصته من 69% إلى 58%، وما يزال العملة الأقوى والأكثر سيطرةً على سيولة الاقتصاد العالمي.

في حين أن اليوان الصيني الذي يُعَد أكبر منافس له لا تزيد حصته عن 3%، مما يدل على أن العالم لن يتخلى عن الدولار كعملة دولية في المستقبل المنظور. لكن لا يمكن إغفال موجة التحدي بالتخلي عنه تدريجياً في المدى البعيد، في حال تزايد عدد الدول التي لا ترغب في التعامل به، وبروز «تعدد أقطاب نقدية» منافسة.

*عدنان كريمة كاتب لبناني متخصص في الشؤون الاقتصادية

المصدر | الاتحاد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الدولار بريكس اليوان الصيني تعدد الأقطاب الاقتصاد العالمي البنك الدولي بنك التنمية الجديد سعر الفائدة الأميركية الاقتصاد العالمی ملیار دولار بنک التنمیة أکثر من

إقرأ أيضاً:

ترامب يهدد دول بريكس

واشنطن - رويترز
حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الخميس الدول الأعضاء في مجموعة بريكس من استبدال الدولار كعملة احتياطية مكررا تهديده السابق بفرض رسوم جمركية بنسبة مئة بالمئة الذي أطلقه بعد أسابيع من فوزه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر تشرين الثاني.

وقال ترامب في بيان على موقع تروث سوشيال مطابق تقريبا لبيان نشره في 30 نوفمبر تشرين الثاني "سنطلب التزاما من هذه الدول المعادية على ما يبدو بألا تطلق عملة جديدة لمجموعة بريكس، ولا تدعم أي عملة أخرى لتحل محل الدولار الأمريكي العظيم، وإلا فإنها ستواجه رسوما جمركية بنسبة 100 بالمئة".

وقالت روسيا في ذلك الوقت إن أي محاولة أمريكية لإجبار الدول على استخدام الدولار ستؤدي إلى نتائج عكسية.

وتضم بريكس كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.

وضمت المجموعة مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات إلى عضويتها في عام 2023، كما أصبحت إندونيسيا عضوا في وقت سابق من هذا الشهر.

ولا تملك بريكس عملة مشتركة، لكن المناقشات طويلة الأمد بشأن هذا الأمر اكتسبت بعض الزخم بعد أن فرض الغرب عقوبات على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.

وقال ترامب "لا توجد فرصة لأن تحل مجموعة بريكس محل الدولار الأمريكي في التجارة الدولية أو في أي مكان آخر، وأي دولة تحاول ذلك يجب أن تقول مرحبا بالرسوم الجمركية، وداعا لأمريكا!".

ووجه ترامب تحذيره لمجموعة بريكس في وقت تترقب فيه كندا والمكسيك قراره بشأن تعهده بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة على البلدين اعتبارا من أول فبراير شباط.

ويدرس ترامب استخدام الرسوم الجمركية أداة لحمل المكسيك وكندا على المساعدة في وقف تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة، وخاصة مادة الفنتانيل القاتلة، وكذلك المهاجرين الذين يعبرون بشكل غير قانوني إلى الولايات المتحدة.

وقد تعززت هيمنة الدولار في الآونة الأخيرة مستفيدا من قوة الاقتصاد الأمريكي والسياسة النقدية الأكثر صرامة والمخاطر الجيوسياسية المتزايدة.

وأظهرت دراسة أجراها مركز جيو إيكونوميكس التابع للمجلس الأطلسي في العام الماضي أن الدولار لا يزال العملة الاحتياطية الأساسية في العالم مشيرة إلى اليورو ودول بريكس لم تتمكن من الحد من الاعتماد العالمي على العملة الأمريكية.

وقد صاغ جيم أونيل كبير خبراء الاقتصاد في جولدمان ساكس مصطلح بريك، الذي لم يشمل جنوب أفريقيا في البداية، عام 2001 في ورقة بحثية أبرزت إمكانات النمو في البرازيل وروسيا والهند والصين.

وتأسس التكتل كمنتدى غير رسمي في عام 2009 لتوفير منصة لأعضائه في وجه النظام العالمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون. وكانت جنوب أفريقيا المستفيد الأول من توسع المجموعة في عام 2010 عندما تحول اسمها إلى بريكس.

مقالات مشابهة

  • سنرد بالمثل.. تنسيق بين الدول التي فرض ترامب رسوماً غير قانونية بحقها 
  • تصريحات ترامب العنترية قد تؤدي إلى نسف هيمنة الدولار
  • DeepSeek الصينية تتحدى هيمنة الذكاء الاصطناعي الأمريكي وسط جدل حول رقائق نفيديا
  • ترامب يهدد مجموعة “بريكس” إذا فكرت في استبدال الدولار
  • روسيا: العقوبات الأمريكية تسرّع انهيار هيمنة الدولار عالمياً
  • روسيا تقلل من تهديدات ترامب ضد بريكس
  • ترامب يهدد دول بريكس
  • أبو بكر الديب يكتب: من نيكسون لترامب.. هل يخشى الأمريكان عملة "بريكس"
  • قولوا وداعًا لأمريكا.. ترامب يُعيد تهديد مجموعة "بريكس" إذا فكرت في استبدال الدولار
  • ترامب يهدد دول بريكس برسوم جمركية إذا تخلت عن الدولار