5 أعمال تنير قبر الميت وتوسعه.. لا تبخل عليه بها ينتظرها منك يوميا
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
يبحث كثير عن أعمال تنير القبر وتوسعه وتجعله روضة من رياض الجنة، وعلى أهل المتوفى الإكثار من الأعمال الصالحة التي ينتفع بها فإن مما ينور قبر المسلم الصلاة والصبر على فراقه، وقال صلى الله عليه وسلم: والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء. رواه مسلم، وكذلك الدعاء؛ ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لأبي سلمة حين قبض، وكان من دعائه: .
أفضل الأعمال للميت بعد موته
هناك أعمال صالحة ينتفع بها الميت في قبره وتوسعه، منها الصدقة الجارية، والدعاء له، والحج أو العمرة ووهب ثوابها له.
وقال الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم -: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ: إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» رواه مسلم (1631).
إن الميت ينتفع بأعمال البر الصادرة عن غيره إذا وهب فاعلها الثواب له، وأولًا: منها الدعاء والاستغفار له، وهذا مجمع عليه لقول الله تعالى: «وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ» (سورة الحشر: 10)، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى الْمَيِّتِ فَأَخْلِصُوا لَهُ الدُّعَاءَ».
إن افضل الاعمال للميت بعد موته: ثانيًا إخراج الصدقة عن الميت تنفعه ويصل ثوابها إليه بإجماع المسلمين، لما روى مسلم (1630) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَبِي مَاتَ وَتَرَكَ مَالا وَلَمْ يُوصِ، فَهَلْ يُكَفِّرُ عَنْهُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ»، وروى مسلم أيضًا (1004) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّ رَجُلا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أُمِّيَ افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا (أي: ماتت فجأة)، وَإِنِّي أَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَلِي أَجْرٌ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ»
ومن الأعمال الصالحة التي ينتفع بها الميت : ثالثًا: والصوم عن الميت ينفعه ويصل ثوابه إليه، لما روي عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى».
رابعًا وينتفع الميت أيضا بالحج عن الميت ويصل ثوابه إليه لما رواه البخاري عن ابن عباس: «جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى الرَّاحِلَةِ فَهَلْ يَقْضِي عَنْهُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ قَالَ: نَعَمْ»واختتم أمين الفتوى: خامسًا قراءة القرآن وجعل ثواب القراءة للميت جائز شرعًا، ويصل الثواب للميت وينتفع به.
ماذا نقول عند تلقين الميت؟ 4 كلمات تدخله الفردوس الأعلى دعاء للميت أبي.. 8 كلمات تؤنس وحشته وتوسع قبره أكثر دعاء ردده النبي .. 11 كلمة تحقق المستحيل وتحفظك وتزيد حسناتك دعاء الزواج من شخص معين.. 5 كلمات رددها سيدنا موسى تُعجل من الزفاف خمسة أعمال تنجيك من عذاب القبر وسؤاله؟
عذاب القبر ونعيمه ثابت بالكتاب والسُّنَّة، وهو معلوم من الدين بالضرورة؛ قال تعالى: «النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ» (غافر: 46)، وفي الصحيحين: أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم مرَّ بقبرين، فقال: «إنهما ليُعَذَّبان وما يُعَذَّبان في كبير؛ أمَّا أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأمَّا الآخَر فكان يمشي بالنميمة».
والقبر أوَّل منزلةٍ مِن منازل الآخرة؛ لذا كان عثمان بن عفان رضي الله عنه إذا وقف على قبرٍ بَكَى ما لا يَبكيه عند ذكْر الجَنَّة والنار، فقيل له في ذلك، فقال: سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «القبر أوَّل منازل الآخِرة، فإنْ نجا العبدُ منه فما بَعْدَه أَيسَرُ منه»
خمسة أعمال تنجيك من عذاب القبر وسؤاله
1- الناجون عذاب القبر أولاً: مَنْ قُتِيل بسبب مرض في بطنه:
ثبت في السنة النبوية، أن من مات مبطونا لا يعذب في قبره ، ويعد مريض السرطان إذا توفى يكون مبطونًا، والمطبون هو كل من به أذى في بطنه، وقالَ سُلَيمانُ بنُ صُردٍ لخالدِ بنِ عُرفُطةَ أو خالدٌ لسُلَيمانَ: «أما سمِعتَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: مَن قتلَهُ بطنُهُ لم يُعَذَّبْ في قبرِهِ؟ فقالَ أحدُهُما لصاحبِهِ: بلى».
2- الناجون عذاب القبر ، ثانياً: من داوم على قراءة سورة الملك كل ليلة
قراءة سورة الملك كلّ ليلة تكون مانعة لعذاب القبر ومنجّية لمَن يحافظ ويداوم على قراءتها في ليلته قبلَ نومه، كما تجادِل عن صاحبها يوم القيامة لتدخلَه إلى جنان النعيم، وتبعدُ عنه عذابَ جهنّم.
أخرج الترمذي في «جامعه»: أبواب فضائل القرآن: باب ما جاء في فضل سورة الملك: برقم (2890) عن ابن عباس قال: ضرب بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - خباءه على قبر - وهو لا يحسب أنه قبر - فإذا فيه إنسان يقرأ سورة «تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ» [الملك: 1] حتى ختمها، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، إني ضربت خبائي على قبر - وأنا لا أحسب أنه قبر - فإذا فيه إنسان يقرأ سورة تبارك الملك حتى ختمها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هي المانعة، هي المنجية، تُنجيه من عذاب القبر».
وجاء في فضل قراءة سورة الملك «تبارك الذي بيده الملك» عمومًا، وقبل النوم خصوصًا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ سُورَةً مِنْ الْقُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً، شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ ، وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ».
3- الناجون عذاب القبر ثالثاً: الشهيد في سبيل الله:
وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن الجهاد لا بد أن يكون تحت راية الدولة، ويعود أمر تنظيمه إلى ولاة الأمور ومؤسسات الدولة المختصة، الذين ولاهم الله تعالى أمر البلاد والعباد، وجعلهم أقدر من غيرهم على معرفة مآلات هذه القرارات المصيرية، حيث ينظرون في مدى الضرورة التي تدعو إليه من صد عدوان أو دفع طغيان، فيكون قرارهم مدروسًا دراسة صحيحة فيها الموازنة الدقيقة بين المصالح والمفاسد، بلا سطحية أو غوغائية أو عاطفة خرقاء لا تحكمها الحكمة أو زمام التعقل".
فضل الشهيد في سبيل الله أخرج النسائي في «المجتبى»: كتاب الجنائز: الشهيد: برقم (2055) عن راشد بن سعد، عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - «أنَّ رجلًا قال يا رسولَ اللهِ ما بالُ المؤمنين يُفتنون في قبورِهم إلَّا الشَّهيدَ قال كفَى ببارقةِ السُّيوفِ على رأسِه فتنةً».
للشَّهادةِ في سَبيلِ اللهِ تعالى مَنزِلةٌ عظيمةٌ، ومرتبةٌ جليلةٌ، وأجرُها عظيمٌ، وثوابُها كبيرٌ، ومِن فَضائلِ الشَّهيدِ ما جاء في هذا الحديثِ، حيثُ قال رجلٌ مِن أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "يا رسولَ اللهِ، ما بالُ المؤمِنين يُفتَنون في قُبورِهم؟!"، أي: بامتِحانهم بسُؤالِ الملَكَينِ مُنكَرٍ ونَكيرٍ، "إلَّا الشَّهيدَ؟!"، أي: ما سبَبُ استثناءِ الشَّهيدِ عن باقي المؤمِنين مِن ذلك السُّؤالِ؟ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "كفَى ببارِقَةِ السُّيوفِ على رأسِه فتنةً"! أي: يَكْفي في صِدْقِ إيمانِهم ثَباتُهم عِندَ لَمَعانِ السُّيوفِ فوقَ رُؤوسِهم؛ فنَجاحُهم في ذلك الاختبارِ يُغْنيهم عن اختِبارِ القبرِ؛ فالسُّؤالُ في القَبرِ إنَّما جُعِل لامتحانِ المؤمنِ الصَّادقِ في إيمانِه مِن المنافِقِ، وثَباتُه تحتَ بارِقةِ السُّيوفِ أدَلُّ دليلٍ على صدقِه في إيمانِه، وإلَّا لَفَرَّ مِن الكفَّارِ؛ قيل: وإذا كان الشَّهيدُ لا يُفتَنُ فالصِّدِّيقُ أَوْلَى؛ لأنَّه أجَلُّ قدْرًا.
وأخرج الترمذي في «جامعه»: أبواب فضل الجهاد: باب في ثواب الشهيد: برقم (1663) عن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويُجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقارِ الياقوتةُ منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه».
4- من مات مُرابِطًا دفاعا عن الوطن:
والمقصود بالرباط: «هو الإقامة في الثغور، وهي الأماكن التي يخاف على أهلها من أعداء الإسلام، والمُرابط هو المقيم فيها، المعد نفسه للدفاع عن الوطن»، والجهاد لا يكون إلا بأمر من الدولة وحاكمها، وليس من قِبل أفراد إرهابيين كما يفعل داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية المتطرفة.
والميت يختم له على عمله إلا المرابط في سبيل الله، روى الترمذي في سننه من حديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلَّا الْمُرَابِطَ، فَإِنَّهُ يَنْمُو لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَيُؤَمَّنُ مِنْ فَتَّانِ الْقَبْر»
والرباط من أفضل الأعمال، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللّه خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا»
وروى مسلم في صحيحه من حديث سلمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ».
الرِّباطُ في سَبيلِ اللهِ والمحافظةُ على بلادِ الإسلامِ مِنْ أعظمِ الأعمالِ التي يَسْتمِرُّ ثوابُها؛ وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: “كلُّ الميِّتِ يُخْتَمُ على عمَلِه”، أي: كل الأمواتِ تُطْوى صَحيفتُهم فلا يُكْتبُ لهم عملٌ بعد موتِهم، “إلَّا المُرابِط”ن أي: المدافِع عن حُدودِ المسلمين وثُغورِهم، فإنَّ ثوابَ عمَلِه يَزدادُ "ويَنْمو"، أي: يتَضاعفُ، "إلى يومِ القيامةِ"، أي: حتَّى بعدَ موتِه.
"ويُؤمَّنُ مِنْ فتَّانِ القَبْرِ"، أي: مُنْكرٍ ونكيرٍ يؤمَّنُ فِتنةَ سؤالِهما؛ قيل: يَحتِمَلُ أن يَكونَ المرادُ أنَّ الملَكَين لا يَجيئانِ إليه ولا يَختبِرانه، بل يَكْفي موتُه مُرابِطًا في سبيلِ اللهِ شاهِدًا على صِحَّةِ إيمانِه، ويُحتمَلُ أنَّهما يَجيئانِ إليه، لكن لا يَضُرَّانِه، ولا يَحصُلُ بسببِ مَجيئِهما فتنةٌ.
5- من مات يوم الجمعة أو ليلتها
وأخرج الترمذي في «جامعه»: أبواب الجنائز: باب ما جاء في من يموت يوم الجمعة: برقم (1074): عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من مسلم يموت يوم الجمعة - أو ليلة الجمعة - إلا وقاه الله فتنة القبر»، وضعف بعض العلماء هذا الحديث.
أسئلة القبر
وبعد دفن الميت في القبر يأتيه الملكان الموكلان به يسألانه عما كان يؤمن به في الدنيا عن ربه وعن دينه وعن نبيِّه، فإن أجابهم بخيرٍ فذلك خيرٌ، وإن لم يجبهم فإنهم يضربونه ضرباً شديداً أليماً، وإن كان من أهل الصلاح جاءه ملائكة بيض الوجوه، وإن كان من أهل الفساد جاءه ملائكة سود الوجوه، وهذه هي فتنته التي يُفتن بها.
عن عائشة أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم، اللهمَّ إني أعوذ بك من عذاب النار وفتنة النار، وفتنة القبر وعذاب القبر وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر ومن شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب» .
أسئلة القبر
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ وَكَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ
حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ قَالَ فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ قَالَ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ يَعْنِي بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ فَيَقُولُونَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَاحَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ
فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى قَالَ فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ رَبِّيَ اللَّهُ فَيَقُولَانِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ دِينِيَ الْإِسْلَامُ فَيَقُولَانِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَيَقُولَانِ لَهُ وَمَا عِلْمُك فَيَقُولُ قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ
قَالَ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ لَهُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ فَيَقُولُ رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي، قَالَ وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنْ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمْ الْمُسُوحُ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ
ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَغَضَبٍ قَالَ فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنْ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ
فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ فَيَقُولُونَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلَا يُفْتَحُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ » فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا ثُمَّ قَرَأَ «وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ»
فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي فَيَقُولَانِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي فَيَقُولَانِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ فَافْرِشُواََََ لَهُ مِنْ النَّارِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هَذَا يَوْمُك الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ فَيَقُولُ رَبِّ لَا تُقِمْ السَّاعَةَ ََََ».
كيف يقضي المتوفى يومه؟
وقال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن هناك 3 أنواع من الحياة، الحياة الدنيا، وحياة البرزخ، وحياة الآخرة، منوهًا بأن النوعين الآخرين من الأمور الغيبية.
وأوضح «شلبي» خلال البث المباشر لدار الإفتاء على «فيسبوك»، أن الحياة التي يعيشها الإنسان تنقسم إلى ثلاثة أقسام: أولًا الحياة الدنيا، والتي تنتهي بالموت، وثانيًا: حياة البرزخ، وهي التي تكون بعد الموت إلى قيام الساعة، ثالثًا حياة الآخرة، وهي التي تكون بعد قيام الناس من قبورهم إما إلى جنةٍ، وإما إلى نار.
وتابع: فالحياة البرزخية هي التي تكون بعد موت الإنسان إلى بعثه، وسواء قُبِر أو لم يُقبر أو احترق أو أكلته السباع، والذي يدل على هذه الحياة ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الميت بعدما يوضع في قبره يسمع قرع نعال أهله، كما جاء في الحديث.
وواصل: وهذه الحياة إما أن تكون نعيمًا وإما أن تكون جحيمًا ، والقبر فيها إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران، والذي يدل على النعيم والعذاب فيها ، قول الله تعالى عن قوم فرعون: «النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ» (سورة غافر:46)، قال ابن مسعود: إن أرواح آل فرعون ومن كان مثلهم من الكفار تحشر عن النار بالغداة والعشي فيقال هذه داركم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قبر الميت القبر النبی صلى الله علیه وسلم قال ى الله علیه وسل من عذاب القبر رضی الله عنه م ا ه ذ ا الر ه علیه وسل ف ی ق ول ان رسول الله ما جاء فی ا إ ل ى ال إ ل ى الس رسول الل ال أ ر ض إیمان ه ال و ج ه وه ا ف ی فی قبره فی سبیل بعد موت فی قبر التی ی
إقرأ أيضاً:
للسعادة وسلامة الصدر.. لا تترك هذا الخُلق
منذ بزوغ نور الإسلام، أرساها النبي محمد صلى الله عليه وسلم دعائم التسامح والمصالحة في مختلف جوانب الحياة الإنسانية، الإسلام لم يكن مجرد دين للعبادة، بل كان منهجًا متكاملاً لحياة إنسانية قائمة على العدل والمساواة، وقد أجمعت تعاليمه على تحفيز المؤمنين على تبني سلوكيات نبيلة في التعامل مع الآخرين، حتى في أحلك الظروف.
مفهوم التسامح في الإسلاموفي هذا الإطار، يُعتبر التسامح أحد المبادئ الأساسية التي أرسى الإسلام قواعدها، وجعلها أساسًا من أسس الحياة المجتمعية التي تعزز من التعايش السلمي، وتحفظ حقوق الأفراد، وتُرسي علاقات إنسانية تقوم على الحب والاحترام المتبادل.
يُعد التسامح في الإسلام قيمة جوهرية لا يمكن فهم الدين الحق بدونها. من خلال آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، يبين الإسلام أن العفو عن الآخرين والقدرة على كظم الغيظ والصفح عن الإساءة هما من أعظم الفضائل التي يجب أن يتحلى بها المسلم. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (آل عمران: 134). هذه الآية الكريمة تبيّن أن العفو عن الآخرين، خاصة في المواقف التي يستحق فيها الإنسان الانتقام، يُعدّ من أسمى الأخلاق التي يحبها الله ويجازي عليها، بل إنه يجعل الشخص الذي يتصف بهذه الفضيلة في مكانة خاصة في أعين الله.
في هذا السياق، يظهر التسامح في الإسلام باعتباره مبدأً لا يتوقف عند العفو عن الإساءة فحسب، بل يتعدى ذلك ليشمل دفع السيئات بالحسنات، والتعامل مع الآخرين بحسن الخلق حتى مع أولئك الذين قد يسيئون إلينا. يقول الله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (فصلت: 34)، وفي هذه الآية دعوة عظيمة لمقابلة الإساءة بالإحسان، الأمر الذي يعكس سماحة الإسلام في التعامل مع الناس بكافة خلفياتهم، مهما كان الموقف أو درجة الإساءة.
التسامح في سلوك النبي محمد صلى الله عليه وسلملقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الأولى في ميدان التسامح، حيث كانت سيرته الشريفة مليئة بالمواقف التي تظهر عظمة خلقه في العفو والتسامح مع أعدائه قبل أصدقائه. وكان صلى الله عليه وسلم دائمًا يحث الصحابة على أن يكونوا أهلًا للتسامح، وألا يسمحوا للغضب أن يعكر صفو علاقاتهم مع الآخرين.
وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟" قال الصحابة: "بلى يا رسول الله"، فأجاب صلى الله عليه وسلم: "أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا" (رواه الترمذي). هذه المقولة تؤكد على أهمية الأخلاق الحميدة، وأن من يتحلى بالتسامح وحسن التعامل مع الآخرين هو الأقرب إلى الله ورسوله، وبالتالي الأقرب إلى الجنة.
تظهر في هذا الحديث النبوي الشريف العلاقة الوثيقة بين الأخلاق الحميدة والتقوى. فالإحسان في التعامل مع الآخرين، والمسامحة في لحظات الغضب، يؤديان إلى رضا الله، ويجعل صاحبه في أعلى مراتب الجنة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُعطي دروسًا عملية في التسامح، فقد عفى عن أولئك الذين آذوه في مكة المكرمة، وكان أرحم الناس بمن حوله، حتى في أوقات المعركة.
التسامح كوسيلة لبناء المجتمعات والسعادةإن التسامح في الإسلام ليس فقط سلوكًا فرديًا، بل هو أساس لبناء مجتمع سليم ومتلاحم، فعندما يعيش الناس معًا في تسامح، فإنهم يتجاوزون خلافاتهم ويقيمون علاقات تقوم على التعاون والمودة. هذا التسامح يحمي المجتمعات من الصراعات الداخلية ويضمن استقرارها. ولا شك أن المجتمعات التي تحرص على تبني هذه القيمة، تصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات والمحن، حيث يسود فيها روح المحبة والتعاون.
ومن هذا المنطلق، فإن الدعوة إلى التسامح لا تقتصر على العلاقات بين الأفراد، بل تمتد إلى العلاقات بين الشعوب والأمم. فالإسلام حث على السلام والتعايش بين مختلف الثقافات والديانات، وجعل من التسامح مبدأً يسعى المسلم لتحقيقه في كل جوانب حياته، ابتداءً من بيته، إلى مجتمعه، وصولاً إلى العالم أجمع.
التسامح وسيلة للسلام الداخلي
في خضم التحديات اليومية التي قد تثير الغضب والصراعات، يظل التسامح أحد أعظم الوسائل التي يملكها المسلم لتحقيق السلام الداخلي والخارجي. من خلال تعاليم القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يمكن للمؤمن أن يواجه مشاعر الغضب والانتقام بعقلانية، ويستبدلها بالصفح والعفو. إن التسامح لا يعزز فقط العلاقات بين الناس، بل هو السبيل الأسمى لرضا الله، وتحقيق المودة بين البشر، وبناء مجتمع يتسم بالسلام والرحمة.