بدأت تظهر آثار الملء الرابع لـ سد النهضة، خلال الأيام القليلة الماضية، منها انخفاض منسوب النيل وظهور الجفاف في بعض المناطق بـ السودان.

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن جفاف النيل فى السنوات العجاف يكون نقص فى الايراد حتى 54% على الأكثر وليس جفاف تام.

انخفاض غير مسبوق فى ايراد النيل بسبب سد النهضة

وأضاف الدكتور عباس شراقي عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تحت عنوان “انخفاض غير مسبوق فى ايراد النيل بسبب سد النهضة” أنه فى الثمانينات انخفض إيراد النيل حتى وصل 58 مليار م3 (31% انخفاض) عام 1984، وأقل عام خلال الـ 150 سنة الأخيرة كان ايراد عام 1913 بمقدار 45 مليار م3 (54% انخفاض)، كل هذه المياه رغم انخفاضها كانت تأتى للسودان ومصر.

وأكد الدكتور عباس شراقي أنه هذا العام تم حجز معظم فيضان النيل الأزرق الذى يشكل حوالى 60% من الايراد الكلى لنهر النيل، وصل التخزين الرابع حتى اليوم 5 سبتمبر 2023 حوالى 21 من  الايراد الجديد للنيل الأزرق 25 مليار م3 بنسبة 84% انخفاض، وهذا لم يحدث فى التاريخ حتى فى سنوات الجفاف، وتعانى معظم المناطق على طول النيل الأزرق والرئيسى شمال الخرطوم من انخفاض ايراد النيل كما توضح الصور الفضائية المرفقة بين الخرطوم وسد مروى (ولاية نهر النيل) مما أثر على ملايين المزارعين الذين يعتمدون على الزراعة الفيضية.

وأشار إلى أن التخزين الرابع مازال مستمرا حتى وصل منسوب 623 م بإجمالى 38 مليار م3 ممكن أن يتوقف فى أى وقت خلال الأيام القليلة القادمة حتى 41 مليار م3 عند منسوب 625 م.  

سد النهضة.. خبير يكشف التأثير الكارثي لـ التخزين الرابع على السودان عباس شراقي يقدم قراءة في موقف إثيوبيا من مفاوضات سد النهضة السيسي يوجه رسالة لأمريكا حول سد النهضة تكشف موقف مصر من المفاوضات عباس شراقي يكشف مفارقة غريبة في مفاوضات سد النهضة

وأوضح الدكتور عباس شراقي أنه بالنسبة لمصر خسرنا كل ما يخزن فى سد النهضة، وسوف يعود منه جزء خلال الأشهر القادمة طبقا لفتح بوابتى التشغيل أو التوربينات، والسد العالى يقوم بوظيفته على أكمل وجه فى توفير الاحتياجات اليومية بالكامل اعتماداً على الاحتياطى الذى تم الحفاظ عليه نتيجة جهود الدولة على مدار السنوات السابقة والحالية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سد النهضة الجفاف السودان عباس شراقي الدکتور عباس شراقی سد النهضة

إقرأ أيضاً:

الدكتور سلطان القاسمي يكتب: ميدان الرولة... شاهد على التاريخ

في عام 1803م، تولى الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي حكم رأس الخيمة، ولم يكن متصوفاً مثل جده، الشيخ راشد بن مطر القاسمي، ولم يكن كذلك سلفياً مثل أبناء عمه رحمة بن محمد بن رحمة بن مطر القاسمي، والذين جمعوا حولهم جميع سكان مدن القواسم على منهج السلفية، وقاموا بتصرفات دون علمه من الاعتداءات على السفن في الخليج.
ما كان من الشيخ سلطان بن صقر القاسمي إلّا أن وقّع اتفاقية مع مندوب شركة الهند الشرقية «ديفيد سيتون» «David Seton»، في شهر فبراير عام 1806م، الأمر الذي أغاظ جماعة الدعوة السلفية، والأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود في الدرعية، فقام أبناء عمه، رحمة بن محمد القاسمي، بتدبير مكيدة، باتهامه بمقتل عمه الشيخ عبد الله بن راشد القاسمي، حاكم رأس الخيمة، لدى الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود، حيث طلب منه الوصول إلى الدرعية للتفاهم حول بعض الأمور، فما كان منه إلّا أن توجه براً إلى الدرعية في شهر مارس عام 1809م.
في الدرعية، تم احتجاز الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، وتمّ تنصيب حسن بن رحمة بن محمد القاسمي، حاكماً على رأس الخيمة وما تبعها من بلدان القواسم.
كانت بلدة الشارقة إحدى البلدات التابعة للقواسم، وكانت تمتد على طول خور الشارقة، بعرض لا يزيد عن ثلاثمائة متر فقط، وبرّها صحراء مستوية إلّا من تلة رملية مرتفعة، تشرف على الطرق البرية المتجهة إلى الشارقة.
في عام 1810م، وصل القائد السعودي مطلق المطيري إلى الشارقة، ونصبت خيام جيشه على تلك البقعة المستوية قبالة بلدة الشارقة، وقد نصبت خيمة قائد تلك الحشود، مطلق المطيري، على التلة الرملية المرتفعة المشرفة على الطرق المؤدية إلى بلدة الشارقة، وسميت تلك التلة بند المطيري.
في تلك البقعة، قبالة بلدة الشارقة تجمّع آلاف الناس، منهم من أتى لتسليم الزكاة من الشارقة والبلدات المجاورة، ومنهم من جاء لتقديم الولاء والطاعة، والناس بين تكبير وتهليل.
أما أهل نجد، في تلك القوات، فقد قاموا بأداء العرضة النجدية، رافعين الأعلام الخضراء التي كتب عليها: «لا إله إلّا الله، محمد رسول الله»، لقد أخذت تلك الاحتفالات أياماً وليالي.
في بداية عام 1813م، وصل الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي إلى مسقط هارباً من سجنه في الدرعية عاصمة الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود، حيث اتخذ طريقه من خلال وادي الدواسر حتى وصل إلى ذمار في اليمن، ومنها إلى ميناء المخا في اليمن كذلك، وأبحر منها إلى صور في عُمان.

شجرة الرولة


أرسل الإمام سعيد بن سلطان سفينة إلى الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، بعد أن وضع عليها قوات، وأرسلها إلى لنجة، حيث وصلت بسلام، وحملت على ظهرها كتيبة من ثلاثمائة رجل من جماعة الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وأبحرت إلى ميناء الشارقة، واحتلت مدينة الشارقة، حيث قام الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، ببناء قلعة تكون مقرّاً له ولقواته.
جرت عملية وحشية في الشارقة، حيث وصلت إلى الشارقة، قوة عسكرية قادمة من رأس الخيمة، فقتل ما لا يقل عن سبعمائة رجل من كلا الطرفين، ونجحت جماعة رأس الخيمة في الاستيلاء على سفينة الإمام سعيد بن سلطان، وأخذوها معهم إلى رأس الخيمة، لكن الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، نجح في استقلال الشارقة عن رأس الخيمة وتخليصها من السلفية.
في تلك البقعة التي أقام مطلق المطيري القائد السعودي معسكره، حوّلها الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، إلى مزرعة زرعها بالنخيل، وكان الفحل للنخيل قد أطلق عليه «غالب» تشبهاً بالشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وحفر بركة ماؤها من الماء الأرضي، ومطوية بالصخور، وبجانبها شجرة رول جلبها من بلدة لنجة على ساحل فارس.
أما ند المطيري، فقد حوّله الشيخ سلطان بن صقر القاسمي إلى مسكن صيفي له مبني من سعف النخيل.
يمر الزمن على الشارقة، حتى جاء زماننا، فقد كنت ابن ست سنوات أدرس القرآن الكريم عند الشيخ فارس بن عبد الرحمن، حتى إذا ما جاء الصيف، انتقل هو وأهل بيته إلى ند المطيري بالقرب من فحل النخيل «غالب»، وقد استطال إلى عنان السماء، وبالقرب منه بني عريش؛ ليكون فصلاً للدراسة عند الشيخ فارس بن عبد الرحمن.
وإذا قرب الظهر نرجع إلى بلدة الشارقة بعد أن نمر ببركة الماء لنشرب منها، حيث كانت لها درجات تصل إلى مستوى الماء، وقد وضع هنالك علبة صفيح يغرف بها الماء للشرب.
بقيت شجرة الرولة، مكاناً يلتقي به أهالي الشارقة والمدن المجاورة، مساء كل عيد يتوافد إلى شجرة الرولة، الوارفة الظل، الرجال والفتية والفتيات والأطفال. وتُعلّق الحبال على الأغصان الكبيرة من شجرة الرولة، وتجلس الفتيات في صفين على الحبال، وتشبك كل فتاة أصابع رجليها بالحبال التي تجلس عليها الفتاة التي تقابلها، فتتكون المرجيحة من ثماني فتيات. أما الفتيان فيقومون بشط المرجيحة، أي إبعادها إلى أعلى بكل عفة. تُباع تحت شجرة الرولة الحلويات والمكسرات.
في فترة الستينيات، بنيت مدرسة العروبة في بقعة الرولة، وكانت بها البعثة الكويتية حيث كانت المدارس تحت إدارتها، وبها البعثة المصرية والبعثة القطرية والبعثة البحرينية.
في عام 1978م، جفت أغصان شجرة الرولة، حيث بلغ عمرها مائة وخمساً وستين سنة، وحيث إنني قد استوعبت التاريخ، فقمت في الخامس والعشرين من شهر يناير عام 1979م، بافتتاح ميدان الرولة، حيث وضعت في وسطه نصباً رسمته بيدي حيث كان توقيعي، وفي قلبه الرولة التي كانت شاهدة على كل تلك الأحداث.

الدكتور سلطان بن محمد القاسمي صورة ميدان الرولة

مقالات مشابهة

  • عباس شراقي يكشف مفاجأة عن أمن سوريا المائي بعد سيطرة الاحتلال على جبل الشيخ
  • انخفاض الفاتورة النفطية للأردن لتسجل 2.249 مليار دينار
  • 30 مليار دولار حجم التبادل التجاري لدول حوض النيل في 2023
  • صنعاء تحت وطأة الجبايات الحوثية: إغلاق المحلات وسط كساد غير مسبوق
  • الحزب الاتحادي يحذّر من كارثة إنسانية تهدد الجزيرة أبا بسبب فيضان النيل الأبيض
  • عودة النشاط الزلزالي في إثيوبيا.. وخبير يوضح تأثيره على أمان سد النهضة
  • عباس شراقي: عودة النشاط الزلزالي في إثيوبيا بعد هدوء 45 يومًا
  • الدكتور سلطان القاسمي يكتب: ميدان الرولة... شاهد على التاريخ
  • بمعدل غير مسبوق.. آلاف الجنود البريطانيين يتركون الخدمة بسبب تدني الرواتب
  • وزير سوداني يحذر من ارتفاع منسوب النيل بشكل كارثي بسبب غلق أحد السدود