معطيات الواقع تكشف ملامح الخطة البديلة للعدو .. الهروب من الحلول بمضاعفة المشاكل!
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
يمانيون – متابعات
في خطابه قبل أسابيعَ، ألمح قائدُ الثورةِ، السيدُ عبدُ الملك بدر الدين الحوثي، إلى خُطَّةٍ بديلةٍ يحاولُ العدوُّ أن ينفِّذَها لتعويض فشله العسكري بمواصلة الحصار والتجويع، وقبل أَيَّـام كشف الرئيس المشاط، أن السفارة الأمريكية أعدت خطة في نفس المسار تتضمن استهداف الجبهة الداخلية وإثارة الوضع في المناطق الحرة، وقد برزت ملامح ما كشفته القيادة الثورية والسياسية عمليًّا، من خلال العديد من الخطوات العدائية المتزامنة والمتكاملة مع بعضها بصورة تؤكّـد أن العدوّ يحاول فعلاً صناعة وفرض واقع بديل يتجنب فيه التزامات السلام ويطيل معاناة الشعب اليمني؛ الأمر الذي يترجم عدم جديته في التوجّـه نحو الحلول.
ملامح الخطة “ب”:
حديث قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، عن “الخطة ب” للعدو، جاء في سياق تحذيرات وجهها للسعوديّة، وركزت بشكل رئيسي على نقطة محورية هي أنه لا يمكن القبول باستمرار حصار الشعب اليمني وتجويعه وحرمانه من ثرواته والتآمر على وحدته وأمنه، وإشارة القائد إلى أن العدوّ يحاول اللجوء إلى هذه الخطة “بعد فشله العسكري” تعني أن الخطة تقوم على أَسَاس خلق حالة طويلة الأمد من الهدوء الشكلي على جبهات المواجهة، ومواصلة الاستهداف على الجبهة الاقتصادية والإنسانية، ثم استخدام النتائج لتحقيق مكاسب تعوض الفشل العسكري.
وجود مثل هذه الخطة كان أمراً واضحًا ومتوقعاً منذ البداية؛ إذ دأب تحالف العدوان خلال السنوات الماضية وبشكل متكرّر على محاولة استخدام فترات التهدئة كتكتيك لترتيب أوراق أُخرى، كما أن تعنته المُستمرّ منذ بدء الهدنة وما تلاها من خفض للتصعيد، كان مؤشراً ثابتاً على أنه لا يسعى إلى حلول بل إلى كسب الوقت.
لكن الأمر الآن لم يعد يتعلق بمُجَـرّد مؤشرات وتوقعات؛ إذ كشفت الأيّام الماضية أن العدوّ يمتلك بالفعل خطة بديلة يحاول تنفيذها لإطالة أمد معاناة اليمنيين ومواصلة حرمانهم من حقوقهم، وهو هدف يبدو أن دول العدوان رأت أن الطريق الأمثل لتحقيقه هو إلقاء المسؤولية على عاتق صنعاء.
هذا ما يؤكّـده بوضوح الطلب الذي وجهه برنامج الأغذية العالمي لحكومة الإنقاذ بالتوقيع على قرار تقليص المساعدات المقدمة لليمن، والذي أكّـدت صنعاء أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف وراءه؛ بهَدفِ مضاعفة معاناة المواطنين وتحميل صنعاء مسؤولية تلك المعاناة، وبالتالي فهي لم تكن فقط خطوة تجويع بل أَيْـضاً تكتيكاً سياسيًّا لتحويل الأزمة إلى مشكلة بين صنعاء والشعب اليمني، وبالتالي تجنيب دول العدوان الالتزامات وإبعادها عن واجهة المشهد.
يمكن القول إن خطوة برنامج الأغذية العالمي تكشفُ بوضوح أن التكتيك الرئيسي المستخدَم في “الخطة ب” هو تحميل صنعاء مسؤولية المعاناة (تحت غطاء حالة خفض التصعيد طبعاً)، وهذا ليس استنتاجاً سريعاً يعتمد على حادثة واحدة؛ لأَنَّ قرار البرنامج الأممي جاء متزامناً مع خطوات أُخرى كشفت الحقيقة نفسها.
من تلك الخطوات، الهجومُ الدعائي المكثّـف (والمُستمرّ) من جانب وسائل إعلام تحالف العدوان ومرتزِقته وأبواقه في المناطق الحرة، ضد صنعاء، والذي يتمحور هو الآخر حول فكرةٍ رئيسيةٍ واحدة تتمثل في تحميل السلطة الوطنية مسؤولية انقطاع المرتبات وتبرئةِ تحالف العدوان، واستخدامِ هذا العنوان المضلل للتحريض على إثارة الفوضى والصدامات بين المواطنين وحكومة الإنقاذ، وحتى بين أطراف الصف الوطني نفسه؛ وهو ما تحاول وسائل الإعلام السعوديّة فعله بشكل صريح وواضح.
التكامل الواضح بين خطوة برنامج الأغذية ومضامين الحملات الدعائية يؤكّـد ما كشفه الرئيس المشاط حول وجود خطة أعدتها السفارة الأمريكية؛ لإثارة الوضع في المناطق الحرة وتبرئة دول العدوان من التزامات صرف المرتبات ورفع الحصار، بل يؤكّـد أن خطة السفارة الأمريكية تمثل “القالب البديل” التي يسعى تحالف العدوان أن يعيد تشكيل الواقع فيه ثم تثبيته كواقع بديل على الأرض.
وبالتالي يمكن القول إن الخطة “ب” للعدو تتضمن ثلاثة أجزاء رئيسية:-
الأول: هو الهدف الأولي والمتمثل في مواصلة الحصار والتجويع مع تجنيب دول العدوان العواقب.
والثاني: هو التكتيك أَو القالب الذي يساعد على تحقيق ذلك الهدف وهو إلقاء المسؤولية على عاتق صنعاء وإعادة تشكيل صورة الأزمة كأزمة داخلية واستغلال حالة خفض التصعيد لصرف الانتباه عن حقيقة الصراع المُستمرّ.
ثم الجزء الثالث: وهو الهدف النهائي المتمثل في الضغط على صنعاء بنتائج “الواقع البديل”؛ لفرض الإملاءات المرادة على الطاولة، أَو الإقدام على تصعيد عسكري خاطف، لجني مكاسب مباشرة على الأرض.
صنعاءُ تُربِكُ حساباتِ خطة العدو:
لكن هذه الخطة تواجهُ الكثيرَ من العقبات؛ فهي تعتمدُ بشكل رئيسي على فرضيةِ استمرارِ حالة خفض التصعيد وتثبيت حالة طويلة من الهدوء الشكلي، وهو الأَسَاسُ الذي نسفته تحذيراتُ قائد الثورة في خطابه الأخير؛ لأَنَّه أكّـد بشكل صريح على استحالة القبول ببقاء الوضع الراهن، بل أعاد وضع النظام السعوديّ أمام مخاوفِ تعرُّضِ اقتصادِه لضربات مزلزلة، وأكّـد أن الفرصةَ الممنوحةَ لجهود الوسطاء قد بلغت قَدْراً كافياً.
صحيحٌ أن الوساطةَ العُمانية قد استطاعت أن تدفع نحو جولة تفاوضية جديدة بعد تحذيرات القائد، لكن ذلك لم يغير من حقيقة ركاكة الأَسَاس الذي تعتمد عليه خطة العدوّ البديلة؛ لأَنَّ صنعاء قد أكّـدت بشكل واضح أن الجولة الجديدة ستكون “حاسمة”؛ وهو ما يعني أن العدوّ لن يملكَ الوقتَ الطويلَ الذي يحتاجُه لتنفيذ خطته.
وليس من قبيل المصادفةِ أن يندفعَ العدوُّ نحوَ الإسراع في محاولة فرض خطته البديلة في هذا التوقيت؛ إذ بدا بوضوح أن تحذيرات قائد الثورة وحديث الرئيس المشاط عن برنامج السفارة الأمريكية، وتأكيدات صنعاء، قد وضعت العدوّ أمام حقيقة عدم توفر الوقت المطلوب؛ الأمر الذي دفعه لتكثيف نشاطه من خلال الحملات الدعائية الواسعة ومحاولة إحداث اختراقات سريعة في الجبهة الداخلية، مع اتِّخاذ قرار تقليص المساعدات ومحاولة توريط صنعاء فيه.
هذا الاندفاع العدائي الكبير نحو فرض واقع بديل، يؤكّـد وجود خطة يحاول العدوّ تنفيذها للابتعاد عن طريق الحلول الفعلية، ومواصلة استهداف الشعب اليمني؛ وهو ما يشير بدوره إلى أن دول العدوان لا تنوي الاستفادة من الفرصة الأخيرة المتاحة لإنجاح جهود الوسطاء، بل إنها تصر على تقديراتها الخاطئة وتسعى لاستغلال ما تبقى من وقت لخلق أوراق ضغط وابتزاز جديدة، عوضاً عن حلحلة القضايا المطروحة.
هذا أَيْـضاً ما يؤكّـده انعدام المؤشرات الإيجابية فيما يتعلق بالجولة التفاوضية الجديدة، فبالرغم من أن الاحتمالات ما زالت قائمةً في نظر الكثير من المطلعين والسياسيين للتوصل إلى تفاهمات، فَــإنَّ المعطيات على الواقع لا تشجّع كَثيراً، وحتى الإعلان عن عودة “الرحلات الإضافية الثلاث” بين صنعاء والأردن، لم يكن إيجابياً بما يكفي، بل أكّـد أن دول العدوان لا زالت تحتفظ بكل تفاصيل الملف الإنساني كأوراق تفاوُضٍ ومساومة خاضعة لتقديراتها وحساباتها الخَاصَّة؛ وهو ما يعني تكرارَ نفسِ تجربة الجولات السابقة.
المسيرة/ ضرار الطيب
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السفارة الأمریکیة تحالف العدوان دول العدوان أن العدو وهو ما
إقرأ أيضاً:
المرحلة الثالثة من عمليات الجيش.. الجزيرة نت تكشف ملامح المسار المقبل للمعارك بالسودان
الخرطوم- مرحلة جديدة أعلن عنها الجيش السوداني في إطار عملياته العسكرية ضد قوات الدعم السريع وذلك بعد فك حصار القيادة العامة للقوات المسلحة بالتحام قواته في بحري وأم درمان مع القوات في القيادة في 24 يناير/كانون الثاني، مؤكدا بذلك اكتمال المرحلة الثانية من عملياته وبدء الثالثة. فما الذي ستشهده مسارح العمليات العسكرية في السودان؟
امتصاص الصدمةفي 17 أبريل/نيسان 2023، أي بعد يومين من اندلاع الحرب، قال الجيش السوداني إن قواته في المرحلة الأولى نجحت في امتصاص الصدمة وتأمين الموقف، وإن الظروف باتت مهيئة للانتقال إلى المرحلة التالية بقوات جديدة واتساع نطاق عمليات التأمين.
وأعقب ذلك عمليات مستمرة ومعارك ضارية بين الجيش السوداني والدعم السريع حتى تمكن الجيش، فجر 26 سبتمبر/أيلول 2024 في عملية عسكرية وُصفت وقتها بالأكبر منذ بدء الحرب، من عبور جسري النيل الأبيض والحلفايا نحو وسط الخرطوم والخرطوم بحري التي بسط سيطرته عليها في الأيام الأخيرة.
ووفق ذلك، يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إبراهيم شقلاوي، أن الجيش السوداني انتهج التقسيم المرحلي للمعارك أو ما سماها "إستراتيجية التدرج"؛ التي تهدف إلى تحقيق مكاسب متراكمة، بما يضمن تقليل الخسائر البشرية والمادية واستنزاف قدرات العدو اللوجستية.
إعلانوأضاف شقلاوي في حديثه للجزيرة نت، أنه مع إعلان الجيش اكتمال المرحلة الثانية من العمليات العسكرية ضد الدعم السريع يجري الآن الانتقال لمرحلة ثالثة من العمليات، وهي "كسر العظم"، ربما تكون الأخيرة في تطور حرب السودان وستُشكّل هذه المرحلة نقطة تحول حاسمة.
وتوقع أن تركز هذه المرحلة على تطهير المناطق الريفية والنائية، ومواصلة عمليات تنظيف المدن الكبرى مثل الخرطوم وأم درمان وبحري وشرق النيل باستخدام تكتيكات "الاشتباك المحوري" و"السيطرة العميقة".
تصميم خاص خارطة مناطق السيطرة في الخرطوم (الجزيرة) مسار المواجهات العسكريةوتشهد ساحة المعارك في عدد من جبهات القتال بين الجيش السوداني والدعم السريع تقدما للجيش لا سيما في الخرطوم وفقا لقائد العمل الخاص بولاية سنار فتح العليم الشوبلي، الذي يؤكد أن لها أهمية خاصة، كونها العاصمة ومركز صناعة القرار السياسي وأن الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة في بحري والتقدم نحو تحرير القصر الجمهوري شكلا تحولا عسكريا سلبيا بالنسبة "للمليشيات" على حد وصفه.
وفي حديثه للجزيرة نت، يقول الشوبلي إنه "مع انطلاق المرحلة الثالثة التي أعلن عنها القائد العام سيمضي الجيش في تحرير ما تبقى من المناطق التي تسيطر عليها المليشيا في جنوب وشمال وجنوب شرق الخرطوم".
وفي ظل تقهقر الدعم السريع وانسحابها جراء الزحف الذي يقوده الجيش، فإن عامل الزمن يُمثل دورا مهما في منع هذه القوات من إعادة ترتيب صفوفها بعد الهزائم التي لحقت بها، على حد تقدير الشوبلي.
4 مراحلمن جانبه يُرجح عضو لجنة إسناد قوات درع السودان "التي شاركت في المرحلة الثانية من عمليات الجيش"، يوسف عمارة أبوسن، تعامل القوات المسلحة مع الحرب منذُ اندلاعها على 4 مراحل عملياتية، منها:
المرحلة الأولى تمثلت في امتصاص الصدمة وتحشيد قوات الدعم السريع في العاصمة، ما أغراها لاحقا بالانفتاح نحو ولايات دارفور والجزيرة، وما صاحب ذلك من استنزاف قدراتها ومواردها العسكرية. المرحلة الثانية تمثلت في إعادة الانفتاح والتحول لمبدأ كسب الأرض، بعد سد الفجوة في الموارد بين القوات المسلحة "والمليشيات المتمردة". وعند إعلان قيادة الجيش انتهاء هذه المرحلة الثانية من العمليات العسكرية، كانت 80% من مدينتي بحري وأم درمان تحت سيطرة القوات، و30% من مدينة الخرطوم. أعمدة من الدخان ترتفع أثناء اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم (رويترز) خطة واحدة وجبهات متعددةمن جهته قال أستاذ الدراسات الإستراتيجية والأمنية أسامة عيدروس -في حديثه للجزيرة نت – إن المرحلة القادمة تعني استثمار النجاح، حيث يعمل الجيش في كل الجبهات بخطة واحدة في الفاشر بولاية شمال دارفور، وبابنوسة غربي كردفان، والأبيض شمالي كردفان، وشمال الجزيرة وشرق النيل.
وتابع أن المرحلة القادمة ستشهد اكتمال النصر في الجزيرة وشرق النيل ونقل العمليات بنشاط كبير إلى غرب النيل وهذا يعني تهديدا مباشرا لقوات الدعم السريع في إقليم دارفور في الجنينة ونيالا والضعين وزالنجي وحتى الحدود.
المرحلة الثالثةوبعيدا عن مسرح المعارك الملتهب في العاصمة، واصل الجيش السوداني تقدمه واستعاد السيطرة على مدينة أم روابة شمال كردفان التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع في سبتمبر/أيلول 2023، مع صد هجمات الدعم السريع على الفاشر شمال دارفور.
إعلانويرى عضو لجنة إسناد قوات درع السودان يوسف عمارة إن المرحلة الثالثة من عمليات القوات المسلحة تشمل شرق النيل وجنوب الخرطوم.
وأضاف -للجزيرة نت- ضمن هذه المرحلة سيتم تحرير العاصمة، مع استكمال تحرير ولاية الجزيرة، لأن شرق النيل مرتبط بشرق الجزيرة، وجنوب الخرطوم مرتبط بمحليتي الكاملين والحصاحيصا ومحلية "أبو قوتة" بولاية الجزيرة وسط السودان.
وأضاف: "المرحلة الرابعة ستكون توجيه الجهد العسكري المبذول في مناطق العمليات السابقة بتسخير كافة محاور ومتحركات القتال لتحرير عواصم إقليم دارفور".
وباستعادة السيطرة على مدينة أم روابة شمال كردفان والتقدم لتحرير مدينتي الرهد وبارا، يقول عمارة "سيكون هذا مفتاحا للمرحلة الرابعة، عندما تتخلص قوات الهجانة من الحصار وتأخذ زمام المبادرة لخوض معارك تطهير محيط ولايتي شمال وغرب كردفان من جيوب الدعم السريع".
قائد العمل الخاص سر الختم (وسط) داخل قاعدة قري العملياتية (الجزيرة) عودة المدنيينويقلل قائد العمل الخاص بولاية سنار فتح العليم الشوبلي، من فرص عودة المدنيين في المرحلة الثالثة من عمليات الجيش السوداني. بل توقع إجلاء وإخلاء المدنيين الموجودين في الأماكن التي تسيطر عليها "الدعم السريع" حيثُ يمكن أن تشهد هذه المناطق معارك ضارية.
من جهته قال قائد قوات العمل الخاص العميد "سر الختم أدروب"، للجزيرة نت، إن مواقع كبيرة من مدن ولايات السودان أصبحت آمنة، وهذه المرحلة على مشارف الانتهاء وتبقت جيوب قليلة سيتم تحريرها.
وأضاف: "بالتأكيد هناك إجراءات قانونية ستقوم بها قيادة الجيش ضد الدول التي دعمت التمرد بشكل مباشر وغير مباشر ومعاونيهم وسُتقدّم الأدلة للمجتمع الدولي".
وبتقديره، فالمرحلة القادمة ما بعد الحرب هي مرحلة بناء وتعمير وإعادة النسيج السوداني الذي حاولت "مليشيا الدعم السريع" تفكيكه. وقال إن الجيش السوداني سيلاحق هذه القوات والمرتزقة في كل مكان من أرض السودان حتى يبسط الأمن والاستقرار.
إعلان