عبد الله المنصوري الرئيس التنفيذي لـ «قطر للتطوير المهني» لـ «العرب»: اختيار المسار المهني لا يتم بالشكل الأمثل
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
نعمل لجعل التوجيه والإرشاد المهني جزءاً من التطوير الإستراتيجي على المستوى الوطني
تفضيلات بعض الشباب لتخصصات جامعية بعينها تقوم على المقارنة مع مجالات عمل المعارف
العاطفة تصور لأولياء الأمور أنهم الأقدر على رسم مستقبل أبنائهم
65% من الطلبة في قطر يعتمدون على أولياء أمورهم في الحصول على المشورة المهنية
نعمل على تمكين الأهل للإسهام في حياة أبنائهم الأكاديمية والمهنية
أبوابنا دائمًا مفتوحة أمام الطلبة وأولياء أمورهم في أية استشارات مهنية
أكد السيد عبدالله أحمد المنصوري، الرئيس التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني، على ضرورة حرص طلاب الجامعة على التخطيط الصحيح ورسم مسارهم المهني مع الأخذ بالاعتبار المكان الذي يرون أنفسهم فيه بالعمل، إضافة إلى البحث حول قطاعات ومجالات العمل المتوافرة في الدولة واتجاهات سوق العمل المستقبلية، والتعرف على المهن الصاعدة أو التي يتزايد الطلب على مختصيها ومحترفيها، والاستثمار في تطوير الذات بشكل مستمر.
وشدد المنصوري في حوار مع «العرب» على أن عملية اختيار المسار المهني لا تتم حالياً بالشكل الأمثل الذي نتطلع إليه، وأن تفضيلات بعض الشباب لتخصصات جامعية بعينها ما زالت تقوم على المقارنة مع الأقارب أو المعارف الذين يعملون في مجال بعينه، ولا تأخذ بعين الاعتبار القدرات الشخصية واهتمامات كل فرد وطموحاته للمستقبل.
وحول الخطط المستقبلية للمركز، قال المنصوري: نعمل بشكل متواصل لجعل التوجيه والإرشاد المهني جزءًا من عملية التطوير الاستراتيجي على المستوى الوطني لدولة قطر، كما نوه إلى تقديم برامج وخدمات التوجيه المهني لشباب قطر، لغرس مفهوم الثقافة المهنية بين أفراد المجتمع في دولة قطر، وتحديدًا بين الشباب والفئات الأكثر تأثيرًا عليهم.
وإلى نص الحوار..
ما أبرز النصائح للطلبة المقبلين على الدراسة الجامعية لاختيار التخصص المناسب؟
- الإرشاد المهني يشجع الشباب على المطابقة ما بين اهتماماتهم ومهاراتهم وقدراتهم مع المهن والأعمال المتاحة مستقبلًا، ومع الاحتياجات المتنامية والمتغيرة لسوق العمل ولمسار التنمية المستدامة في دولة قطر والعالم، كما يعينهم على اختيار أهدافهم المهنية، وتطوير خطط ناجحة للوصول إليها، ويربطهم بسوق العمل عبر التواصل مع المحترفين المخضرمين في المجال الذي يسعون للانضمام إليه، ليتعرفوا على ماهيته على أرض الواقع، ويختبروا مدى تناسبه مع تطلعاتهم وطموحاتهم. كمتخصصين مهنيين، نقدم للطلبة المقبلين على الدراسة الجامعية مجموعة من النصائح الأساسية التي تساعدهم على ذلك. فعليهم، مثلاً، الحرص على التخطيط الصحيح، بمعنى أن يرسم الشخص مساره المهني آخذًا بعين الاعتبار المكان الذي يرى نفسه فيه بالعمل، من حيث تفضيله لمجالات أو قطاعات بعينها على أخرى.
التخطيط المهني إذًا عملية مستمرة، تبدأ بتحديد أهداف وغايات حياة الفرد المهنية، ومن ثم إيجاد المسار الأنسب لتحقيقها، كما يتضمن إجراء بحث مفصل حول القطاعات المختلفة وطبيعتها ومجالات العمل المتوافرة في الدولة، واتجاهات سوق العمل المستقبلية، والمهن الصاعدة أو التي يتزايد الطلب على مختصيها ومحترفيها.
كما يجب على الطلبة الاستثمار في تطوير الذات بشكل مستمر. فالتعلم لا يقتصر على التعليم داخل قاعات الدراسة، ولا يقف عند حدود تخصص معين. بل يجب الحرص دوماً على تطوير مهارات جديدة تساعد على التأقلم مع المتطلبات المتغيرة والسريعة لأي وظيفة.
ولذلك، أنصح الشباب بالاستفادة من مصادر التعلّم المفتوحة والمتنوعة، فاكتساب الخبرات خارج النطاق الأكاديمي لا غنى عنه، وسيعلّمهم الكثير من المهارات التي قد لا تتحملها بمناهج التعليم التقليدي.
وليتذكروا دائماً أن أبواب مركزنا مفتوحةٌ لكم بكل ما نوفره من موارد ومبادرات وفعاليات صممها مختصونا لتعين جميع الشباب، من مختلف الأعمار، في التعرف على أنفسهم ومهاراتهم الفردية والمجالات المهنية المتوافقة مع قدراتهم وتطلعاتهم للمستقبل.
القيم المهنية
ماذا تعني القيم المهنية.. وما أهمية التعرف عليها؟
- القيم المهنية هي مجموعة المعتقدات والأفكار المتعلقة بمهنتك أو وظيفتك، هذه المبادئ الأساسية جزء مهم من هوية الفرد. مثلاً، بعض الأشخاص يعطون الأولوية لتحقيق الإنجازات، بينما يعطي البعض الآخر الأولوية لتحقيق توازن صحي ما بين العمل والحياة الاجتماعية.
لذلك، من المهم تحديد القيم المهنية التي يتبناها كل شخص، ويمنحها الأولوية قبل اتخاذ أي قرار بشأن مساره المهني المستقبلي، أو قبول عرض عمل معين؛ فتبني قيمك الخاصة في بداية التخطيط لمسارك المهني سيضمن لك تحقيق الرضا الوظيفي في المستقبل، خصوصًا في ظل تنوع بيئة العمل من قطاع لآخر بالدولة.
خلال 2022، أصـدر خبـراء التوجيـه المهنـي بالمركـز كتيبًـا بعنـوان «القيـم المهنيــة» يناقــش أبــرز المعتقــدات والأفكار المتعلقــة بالمهنــة أو الوظيفــة.. فما أبرز هذه المعتقدات والأفكار؟
- في البداية، يجب على الأفراد والمؤسسات تحديد القيم المهنية التي يتبنونها. فعلى سبيل المثال، تركز بعض الشركات بشكل أكبر على مقدار الإنتاجية والإنجاز، بينما تمنح شركات أخرى المزيد من الأهمية لجوانب مثل التواصل والعمل الجماعي.
لذلك، تساعد معرفة القيم المهنية الخاصة كل فرد في العثور على الشركات التي تتبنى القيم المهنية التي يؤمن بها، والتقدم للحصول على فرص عمل مناسبة، وتجنب المهن التي تتعارض مع قيمه، بما يزيد احتمالات النجاح وارتقاء السلم الوظيفي.
وقد أوردنا في كتيب «القيم المهنية» الذي أصدرناه العام الماضي، كيف يمكن لكل شخص تحديد القيم المهنية التي تعنيه، كما قدمنا أمثلة على القيم التي يمكن أن يوليها الأفراد الأولوية، مثل القيادة التي تتطلب مهارات أساسية تشمل القدرة على التنظيم، والتواصل، والثقة، وحل المشكلات، وإظهار التعاطف، والتحفيز، وغيرها.
كما توجد أيضاً قيمة العمل الجماعي، والتي تعني أكثر من مجرد الانضمام إلى مجموعة، بل تتعداها لتنطوي على بناء الثقة، والعدل، وخلق بيئة متكاملة، وتحفيز الآخرين والتعاون، والقدرة على التفاوض، وجمع المعلومات وتوليفها، والمساهمة في التوصل إلى نتيجة مثمرة.
يمكن الاطلاع على كامل ما ورد في هذا الكتيب ضمن قسم المصادر على الموقع الالكتروني الخاص بمركز قطر للتطوير المهني، والتعرف على مجموعة من القيم المهنية التي يمكن أن يعتدّ بها كل فرد، بحسب أولوياتها بالنسبة له.
التخصص الوظيفي
ما أبرز الأمور المؤثرة في اختيار التخصص الوظيفي في قطر، وهل تحقق الفائدة بالنسبة لاختيار التخصص المناسب؟
- يتأثر اختيار التخصص الوظيفي بالعديد من العوامل، منها الفرص التي يتيحها سوق العمل في المجالات المختلفة، وتوافق هذه الفرص المتاحة مع قدرات الخريجين وميولهم، بحيث تحقق تطلعاتهم وتلبي طموحاتهم المهنية كما تسد حاجة السوق من الكوادر الوطنية. وهذا مسار طويل من جهود التوجيه والإرشاد المهني التي نقوم بها كمركز متخصص في هذا النوع من التوجيه.
ولكن، يجب أن نعترف أن عملية اختيار المسار المهني لا تتم حالياً بالشكل الأمثل الذي نتطلع إليه، إذ ما زالت تفضيلات بعض الشباب لتخصصات جامعية بعينها تقوم على المقارنة مع الأقارب أو المعارف الذين يعملون في مجال بعينه، أو في أحسن الأحوال بالاعتماد على درجات التحصيل العلمي، وهي عادة ما تكون مقارنة سطحية، لكونها لا تأخذ بعين الاعتبار القدرات الشخصية واهتمامات كل فرد، وطموحاته للمستقبل.
ولا ننسى الدور الكبير والمؤثر لأولياء الأمور الذين يمكن أن تصور لهم عاطفتهم أنهم الأقدر على رسم مستقبل أبنائهم، مما يؤدي إلى إجبار الطالب على دراسة تخصص جامعي قد لا يتناسب مع قدراته وإمكاناته ولا يلبي ميوله ورغباته، حيث بينت الدراسات أن 65% من الطلبة في قطر يعتمدون على أولياء أمورهم في الحصول على المشورة المهنية.
لذا نعمل على تمكين الأهل، للإسهام في حياة أبنائهم الأكاديمية والمهنية، والتعرف على الطرق التي يمكنهم من خلالها مساعدتهم على اتخاذ القرارات الصائبة، وليس التأثير على قراراتهم. لذلك تبقى أبوابنا دائمًا مفتوحة أمام الطلبة وأولياء أمورهم في حال رغبتهم في الحصول على استشارات مهنية على يد متخصصين في مجال الإرشاد والتوجيه المهني.
وفي إطار سعينا لتثقيف أولياء الأمور حول كيفية التعامل مع أبنائهم وإرشادهم بشكل سليم عند اختيار التخصص الأكاديمي أو المهني، نقوم بتنظيم العديد من ورش العمل والمحاضرات التي نستهدف من خلالها توعية الأهل بأهمية الانسجام بين تطلعاتهم وبين رغبات ومهارات أبنائهم عند مرحلة اختيار التخصص بما لا يضر بمستقبل أبنائهم. لذلك نقول دائماً إن اختيار التخصص الجامعي يجب أن يستند، أولاً، إلى ميول الطالب وقدراته، فضلاً عن دراسة سوق العمل للسنوات العشر القادمة. ولذلك، يجب أن يتم حصر التوجيه المهني على المستشارين الأكاديميين المتخصصين، لكونهم المؤهلين والقادرين على تعريف الطلبة بالتخصصات الجامعية المتاحة في مختلف المجالات. وهو ما نقوم به من خلال تنظيم مجموعة واسعة من الأنشطة والفعاليات والبرامج، والتي تتنوع ما بين تنظيم لقاءات ومقابلات مع أشخاص يعملون في التخصص المعني، أو برامج استكشاف طبيعة المهن، حيث نرسل الطلبة إلى مؤسسات تعمل في القطاعات نفسها، للتعرف عن قرب على متطلبات كل مهنة بشكل واقعي على الأرض.
ومن مهامنا الأساسية أيضًا، كمركز للتطوير المهني، هو أن نساعد الشخص المناسب ليكون في المكان المناسب، فنجمع الشباب مع أشخاص متخصصين، كما نفعل من خلال جلسات الاستشارات المهنية الافتراضية، حيث يدخل الطالب إلى اللقاء محملاً بهواجسه وأسئلته واستفساراته، ليطرحها على خبير الإرشاد والتوجيه والتطوير المهني الذي يساعده بالحصول على كل المعلومات التي يحتاجها، سواء حول سوق العمل، أو اكتشاف المهارات والميول الشخصية وغيرها.
ولا ننسى أيضًا نظامنا الخاص بالتخطيط المهني وهو نظام الإرشاد المهني الإلكتروني، الذي طوّرناه لمساعدة الطلبة على التخطيط الأكاديمي والمهني واتخاذ قرارات مهنية سليمة تتوافق مع اهتماماتهم ومفاهيمهم وقدراتهم واحتياجات سوق العمل في الدولة مستقبلًا.
مرحلة التوعية
حدثنا عن برامج المركز الموجهة لطلبة الثانوية، وهل مرحلة التوعية بالمستقبل المهني تبدأ من الثانوية أم من مرحلة مبكرة؟
- دائماً ما نؤكد أن التوجيه المهني يجب أن يبدأ من البيت في عمر مبكر، ويستمر في جميع المراحل التعليمية، بحيث يكبر الطالب مع إدراك كامل وواعٍ لقدراته وتوجهاته المهنية، ويكون مزوداً بالمعلومات الكافية عن سوق العمل.
انطلاقاً من ذلك، دأبنا على تنظيم المخيمات المهنية التي ترسي أساسيات الثقافة المهنية لدى الطلبة، وتساعدهم على اكتشاف المهارات والمواهب التي يتمتعون بها، والتي سوف تساعدهم على اختيار مهنة المستقبل.
كما قدمنا برنامج أكاديمية المهن، الذي يستهدف طلبة وطالبات المرحلة الثانوية في الدولة، ليصحبهم في رحلة استكشافية وتعليمية إلى أماكن العمل الحكومية والخاصة المقسمة بحسب القطاعات الأكثر احتياجًا للكوادر، وذلك بهدف اطلاعهم على المسارات المهنية التي توفرها هذه الجهات.
ولا ننسى الحملات التوعوية المختلفة التي نطلقها للتعريف بالتخصصات والمهن الجديدة، مثل تخصص صناعة الأطراف الصناعية، أو الهندسة الطبية التي تجمع ما بين الطب والهندسة. ذلك أن عدم معرفة الشباب لهذه التخصصات يمكن أن يجعل الشباب يتراجعون عن دراستها، لعدم وضوح مساراتها أمامهم.
كما قدمنا فعاليات شبابية مثل القرية المهنية التي جمعت ممثلين من مختلف قطاعات العمل في الدولة، منها قطاعات التعليم والمال والأعمال، والطاقة والصناعة، والمواصلات والاتصالات، والصحة، والإعلام، والأمن، والثقافة. كما حرصنا على استضافة شخصيات تعمل في مختلف هذه التخصصات، وخاصة في القطاعات الاحترافية، مثل القطاع الطبي أو قطاع الطيران، لمشاركة تجاربهم مع الشباب، وتوضيح أي لبس يمكن أن يتكون لديهم عن مهنة ما.
والهدف من كل ذلك هو أن نؤمّن للطلبة كافة السبل التي تساعدهم على استكشاف التخصصات، وطرح ما يدور في خلدهم من استفسارات عن العاملين في تلك التخصصات، لاتخاذ قرارات واعية ومدروسة قائمة على معلومات حقيقية وموثوقة يستأنس بها.
وهو ما نقوم به أيضًا من خلال برنامجنا «مهنتي - مستقبلي»، وهو مبادرة تُعرّف طلبة المدارس الثانوية على بيئات العمل الحقيقية في العديد من قطاعات ومجالات العمل في جميع أنحاء قطر. ومن خلالها يلتقي الطلبة المشاركون مع ممثلي الجهات المشاركة من مؤسسات مختلفة، ليخوضوا تجارب معايشة بيئات العمل في مقر الجهة التي اختاروها. وتشمل التخصصات المهنية المتاحة للتجربة أمام الطلبة ضمن البرنامج مجالات: الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني ونظم المعلومات، والطب، والطب البيطري، والإعلام الحديث، وصناعة المحتوى، وإدارة الفعاليات، والسياحة، والهندسة الزراعية، والقطاع المالي، والنقل والشحن وسلاسل الإمداد، والإرشاد الاجتماعي، والإدارة، والمكتبات.
خطط مستقبلية
حدثنا عن الخطط المستقبلية للمركز في التوعية المهنية للطلبة وأفراد المجتمع؟
- نحن نعمل بشكل متواصل في سبيل جعل التوجيه والإرشاد المهني جزءًا من عملية التطوير الاستراتيجي على المستوى الوطني لدولة قطر، إلى جانب تقديم برامج وخدمات التوجيه المهني لشباب قطر، لغرس مفهوم الثقافة المهنية بين أفراد المجتمع في دولة قطر، وتحديدًا بين الشباب والفئات الأكثر تأثيرًا عليهم.
لتحقيق ذلك نستفيد من مختلف الشراكات التي تجمعنا مع العديد من الجهات العاملة في الدولة وخارجها، منها شراكتنا الاستراتيجية مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، والتي تشمل كافة الأنشطة المرتبطة بمجال التوجيه المدرسي لأبنائنا الطلبة في المرحلة الثانوية، حيث شمل 30 ألف طالب وطالبة في المرحلتين الإعدادية والثانوية خلال العام الأكاديمي 2022 /2023.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر سوق العمل المسار المهني الإرشاد المهنی للتطویر المهنی فی الدولة سوق العمل المهنی ا العمل فی من خلال یمکن أن ما بین یجب أن کل فرد
إقرأ أيضاً:
المحاسب منتصر الأبجيجي المدير التنفيذي للشركة المصرية للتنمية الزراعية والريفية: المشروعات الزراعية في عهد الرئيس السيسي طفرة لم تحدث منذ سنوات
نقف خلف الفلاح المصري وتوسع غير مسبوق في دعم الزراعة الشركة تحولت من الخسارة إلى الربح بفضل السياسات الجديدة والتطوير نقوم بدور محوري في توزيع 10% من إجمالي كميات الأسمدة المدعمة على مستوى الجمهوري
ة
أكد المحاسب منتصر الأبجيجي المدير التنفيذي للشركة المصرية للتنمية الزراعية والريفية أنه فى إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بالوقوف إلى جانب المزارعين والفلاحين تواصل الشركة المصرية للتنمية الزراعية والريفية - وهى إحدى شركات البنك الزراعي المصري - أداء دورها الوطني بتفانٍ واحترافية، لتكون سندًا حقيقيًا للقطاع الزراعي المصري، وذراعًا قوية في دعم وتوفير كافة مستلزمات الإنتاج الزراعي
وقال أن المرحلة الأخيرة شهدت طفرة حقيقية في أداء الشركة وتوسعًا كبيرًا في أنشطتها، حيث تم توفير وتوزيع مجموعة كبيرة من المعدات الزراعية تشمل جرارات "بيلاروس" ولوادر حديثة وآلات زراعية متنوعة، وماكينات ري حديثة، وأنظمة طاقة شمسية، وصوب زراعية، ومقطورات، بالإضافة إلى توفير التقاوي والبذور عالية الجودة والمبيدات بأسعار تنافسية، بما يحقق مصلحة المزارع ويدعم خطط الدولة في تحقيق الأمن الغذائي
وقال إن الشركة تقوم بتوزيع 10% من إجمالي كميات الأسمدة المدعمة على مستوى الجمهورية، من خلال شبكة فروعها المنتشرة، وتتم عمليات التوزيع بمنتهى الشفافية والانضباط، دون تسجيل أي ملاحظات أو شكاوى تُذكر، مما يعكس كفاءة المنظومة وحرص الشركة على تحقيق العدالة في التوزيع
وأشار إلى أن الشركة تطور نفسها باستمرار لمواكبة متطلبات المرحلة، مشيرًا إلى أن الفترة القادمة ستشهد نقلة نوعية غير مسبوقة، من خلال توفير كل ما يحتاجه الفلاح المصري عبر أكثر من 62 فرعًا ومنافذ بيع متعددة تغطي مختلف المحافظات، مع خطة لتطوير الفروع الحالية وافتتاح منافذ جديدة للوصول إلى أكبر شريحة من المزارعين في مختلف المناطق
وأضاف الأبجيجي أن الشركة تمكنت خلال الفترة الماضية من التحول من شركة خاسرة إلى شركة رابحة بفضل السياسات الجديدة والتطوير الإداري والهيكلي، مما يعكس النجاح الفعلي في إعادة بناء نموذج اقتصادي مستدام يدعم الفلاح ويعزز الإنتاج الزراعي الوطني
وأوضح أن الشركة ستظل دائمًا في مقدمة الصفوف لخدمة الزراعة المصرية والفلاحين، دعمًا لجهود الدولة في بناء قطاع زراعي قوي ومستدام
وفيما يلى نص الحوار:
** في البداية نريد نبذة مختصرة عن الشركة وحجم الأصول والأعمال التي تقوم بها في المرحلة الحالية؟
* الشركة المصرية للتنمية الزراعية والريفية هي إحدى شركات البنك الزراعي المصري، وهي مملوكة بالكامل للبنك ورأسمالها يقرب من 11 مليار جنيه، ولها أصول تبلغ 47 أصلًا منتشرة على مستوى الجمهورية عبارة عن شون وأراضي كانت مملوكة للبنك الزراعي تم نقل ملكيتها للشركة مقابل زيادة حصة رأسمال البنك بالشركة.
وهذه الأصول نستغلها عن طريق تأجير الساعات التخزينية للشركات التي تطلب التأجير وبعض المنافذ البيعية في المحافظات.. نمارس من خلالها نشاطنا البيعي.
والشركة هي الذراع التسويقية للبنك.. حيث يقوم البنك بتمويل المزارع من خلال القروض التي يحتاجها لتنمية زراعية.
ودور الشركة هو توفير المعدات الزراعية أو الأسمدة أو المبيدات، فالبنك يقوم بالتمويل والشركة توفر هذه المستلزمات الزراعية للفلاح.
والشركة تعمل على أكثر من محور.. الأول يتمثل في أن البنك الزراعي أسند للشركة 10% من حصة الأسمدة المدعمة.. يتم توزيعها من خلال المنافذ البيعية بالمحافظات وتعادل نحو 20 ألف طن من حصة الأسمدة المدعمة ويتم صرفها من خلال كارت الفلاح المدون به الحصة.
أيضًا تقوم الشركة بتوفير الأسمدة الحرة والمبيدات والميكنة الزراعية وبسعر تنافسي. فالشركة تساند الفلاح من أجل التخديم على زراعته وحتى تعطي إنتاجًا جيدًا.
وقد تم مؤخرًا توقيع بروتوكول بين الشركة والبنك الزراعي والهيئةالقومية للإنتاج الحربي، فالهيئة توفر المعدات التي تساعد الفلاح ونحن كشركة نقوم بتوفيرها من خلال المنافذ والبنك يمول ذلك.
والهيئة عملت خريطة طريق مع بيلاروسيا لإنتاج الجرارات لتوريد 102 جرارًا وستصل خلال 45 يومًا في منتصف أغسطس المقبل وستعرض بسعر تنافسي.
والشركة أصبحت الموزع الرئيسي للجرار البيلاروسي على مستوى الجمهورية، وفتحنا باب الحجز لهذه الجرارات ويسدد مقدم الحجز ويتم الاستلام ولا نحمل المزارع تكلفة النقل.
ولو تقدم المزارع للبنك لتمويل شراء الجرار نحن ومساهمة من الشركة للمزارع نتحمل تكلفة الترخيص.
وكذلك من المعدات المرتبطة بالزراعة ماكينات الري، ويتم بيعها بسعر تنافسي وتم توزيعها.
وبرنامج الأغذية العالمي عمل عمل برنامج لدعم صغار المزارعين.. وشاركت عدة بنوك مصرية في هذا البرنامج. وشارك البنك الزراعي لخدمة ودعم المزارع في قنا، ومحافظات جنوب الصعيد تشتهر بزراعة قصب السكر والمزارع يحتاج شتلات للقصب وبرنامج الأغذية يوفر هذه الشتلات.
ومن الأنشطة التي تقوم بها الشركة أيضًا الاستثمار العقاري.. ولدينا أصول.. وهناك شونة المنصورة على مساحة 13 ألف متر في شارع تجاري، وقد وافق مجلس إدارة الشركة على بداية الاستثمار العقاري.. وإنشاء مجمع سكني إداري طبي وسيتم طرح مناقصة محدودة للمطوريين العقاريين لتنفيذ المشروع.
والشركة أيضًا تقوم بالتوجيه الزراعي.. بجانب الاهتمام بالثروة الحيوانية وتقوم الشركة بالتعاقد مع كبرى مصانع الأعلاف حتى يتم توصيل الأعلاف للمربين.
** هل هناك خطة لاستغلال الأصول؟
* هناك فعلًا خطة للاستثمار العقاري بدأت بشونة الدقهلية ثم شونة ترانزيت بالسويس ثم المنيا.. ونحن كشركة زراعية بالنسبة لنا الاستثمار العقاري جديد.. ولا نتوقف على الاستثمار العقاري فقط، ولكن المساحات التي أصبحت ملك لنا من خلال الأصول يتم إدارتها.. ونقوم بتأجير مساحات منها، ونؤجر نحو 70% منها كمساحات تخزينية لشركات أدوية ولشركات البذور والتقاوي من القطاع الخاص.. وهي تحقيق عائد هيدخل في القوائم المالية للشركة.. ويتم الاستغلال الأمثل للمساحات الخالية وتأجيرها.
والأصول انتقلت للشركة عام 2023، وتم إجراء دراسة للأصول وبعضها تبين أن البيع أفضل من استثمارها لأن الشركة تحتاج سيولة لتوفير المعدات والبذور للمزارعين مثل شونة المطرية وببا في بني سويف ومنشأة البكاري وتم عرضهم بالمزاد العلني.
وهناك لجنة للاستثمار بمجلس إدارة الشركة تدرس كيفية استغلال الأصول سواء بالبيع أو التأجير أو المشاركة.
وحجم الأصول التابعة للشركة (47 أصلًا) يتراوح ما بين 6-7 مليار جنيه، وهناك المنافذ البيعية جزء منها مستأجرة من البنك الزراعي، وهذه المنافذ كانت مخازن.. وهناك 22 منفذ منها يجري تطويرها وستكون هناك واجهة موحدة للمنافذ، وتوفير مكان لائق ومقرات جيدة.
** هل سيكون للشركة دور في المشروعات الجديدة التي تقوم بها الدولة؟
* في المرحلة المقبلة سيكون لنا دور، وحاليًا نتواصل مع هيئة تنمية الصعيد وسيتم بلورة سبل التعاون لأن جنوب الصعيد يحتاج للخدمات أكثر.
** هل تغير دور البنك الزراعي بعد انتقال تبعيته للبنك المركزي؟
* البنك الزراعي له مساهمات مجتمعية ورسالة هامة مثل تجهيز العرايس والاحتفال بهم، وهناك مؤتمرات تتم بالمحافظات.. فالبنك هو عصب المجتمع ويتم مساعدته حتى يقوم بدوره.
** وما هي أهم نتائج الأعمال للشركة؟
* الشركة حققت نتائج جيدة، وبدأنا المسار الصحيح ولابد أن يكون لها بصمة ودور في التنمية الزراعية.
وما يحدث حاليًا من مشروعات زراعية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي يمثل طفرة لم تحدث منذ سنوات.. وخلال فترة بسيطة سيتم الاعتماد على الإنتاج المحلي ونحقق الاكتفاء الذاتي..
** ماذا نقول للمزارع؟
* أقول للمزارع نحن معك وبجوارك وسنساعدك ونمد يدنا لأي مزارع وشاب، وسوف نساعد الشباب في توفير المياه والطاقة بمشروعاتهم الجديدة.