المرتبات.. القضية الواضحة والأولوية الملحة!
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
المرتبات حق مستحق لكافة موظفي الدولة، ومن أوضح الواضحات أن المؤامرة على البنك المركزي التي نفذها العدوان كان الهدف الأساسي منها هو قطع المرتبات، وأنه فعل ذلك ليقطع رواتب الموظفين، ويجوعهم، ويسقط الدولة ويفكك بناها.
ففي سبتمبر من العام 2016 م، دفعت دول العدوان بالمرتزق هادي إلى إعلان نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، وتغيير محافظ البنك بن همام.
كشف هادي لاحقا في مقابلة مع صحيفة القدس العربي، بأن الأمريكيين طلبوا نقل البنك المركزي من صنعاء إلى العاصمة الأردنية عمان أو إلى الإمارات، لكنه فضل أن يتم نقله إلى عدن، مبررا أن النتيجة نفسها ستحقق «أي قطع المرتبات»، وبالتوازي قامت دول العدوان بقرصنة سويفت البنك المركزي، واستحوذت من خلاله على الإيرادات والودائع والقروض والأرصدة التي يملكها البنك في صناديق وبنوك خارجية.
وقبل ذلك كان البنك المركزي في صنعاء يصرف رواتب الموظفين بصورة شهرية دون انقطاع، ويرسلها إلى كافة المحافظات، وحتى مرافقي علي محسن ومرافقي كبار المرتزقة كان البنك يرسل رواتبهم شهريا، وحسب كشوفات 2014م.
سعت دول العدوان بالمؤامرة على البنك المركزي إلى قطع مرتبات الموظفين بشكل أساسي، وأرادت إحداث انهيار اقتصادي ومعيشي ومزيد من التجويع والمعاناة، وقد حققت مساعيها بكل وضوح.
بعد نقل البنك المركزي التزم العدوان بصرف المرتبات، وعلى لسان المرتزق هادي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنها لم تصرف راتب شهر واحد، وعملت على نهب العوائد المالية للنفط والغاز إلى البنك الأهلي السعودي، وتسخير الموارد الأخرى في الإنفاق على المرتزقة وأسرهم وعوائلهم وتجاراتهم وإقاماتهم، وفي تمويل جبهاتهم الحربية.
نقل البنك المركزي وقطع المرتبات، هو الوجه البغيض للحرب العدوانية اللاأخلاقية على الشعب اليمني، فقد تركت المؤامرة على البنك المركزي اليمن بلا مؤسسة نقدية تقوم بأبسط مقومات الاستقرار الاقتصادي والمعيشي، وأدت المؤامرة على البنك إلى انقطاع المرتبات، وتسببت في أزمة معيشية تتمثل في العجز عن توفير الأساسيات من السلع والبضائع، وتسببت في الانهيار الشامل الذي انعكس بشكل أكبر في المناطق المحتلة.
وقد مثلت تلك المؤامرة العدائية تصعيدا إجراميا وخطيرا على الشعب اليمني، وكان الهدف من ورائها تجويع الملايين من اليمنيين كتكتيك حربي مارسته دول العدوان بهدف إرضاخ اليمنيين بإحداث انهيار معيشي.
رغم التزام دول العدوان ومرتزقتها بصرف المرتبات غير أنها لم تصرف راتب شهر واحد منذ المؤامرة على البنك، وقامت بسرقة عوائد الثروات النفطية والغازية – التي كانت تدفع منها اليمن رواتب الموظفين – إلى البنك الأهلي السعودي، أما الموارد المحلية من المحافظات المحتلة فقد قامت بتسخيرها لصالح المرتزقة وتمويلهم من خلالها.
قبل نقل البنك المركزي كانت كل المحافظات اليمنية تورد مواردها المحلية إلى البنك المركزي في صنعاء، والذي بدوره كان يعمل على صرفها كنفقات ضرورية وحتمية للخدمات الأساسية كالمستشفيات وغيرها، وبعد نقله سخرها المرتزقة لصالح جيوبهم وحساباتهم ونفقاتهم الخاصة.
أما موارد الثروات النفطية والغازية، فقام العدوان بنهبها إلى البنك الأهلي السعودي، وقد وصلت حتى اليوم إلى أكثر من 15 مليار دولار، كافية لتغطية رواتب السنوات الماضية بأكملها.
خلال السنوات السابقة – وحتى الهدنة الأممية وما بعدها ومرحلة خفض التصعيد – كانت قضية المرتبات من أهم القضايا التي يطرحها الطرف الوطني في المفاوضات، بل ورفضت صنعاء مناقشة أي ملفات سياسية أو عسكرية قبل حل الملف المعيشي، وعلى رأسه المرتبات، وظلت وما زالت المرتبات هي الألوية التي تصر صنعاء على بدء معالجتها، ثم الحديث عن القضايا الأخرى.
في المقابل عملت دول العدوان على تنكيس كل الحلول وتصفير كل التفاهمات التي تقود إلى صرف المرتبات، بل واعتبرت طرح ملف المرتبات من الطرف الوطني على طاولة المفاوضات – وحلها قبل أي ملفات أخرى – اعتبرتها شروطا مستحيلة ومتطرفة، وتلاعبت وما زالت تتلاعب بذلك الحق الذي أصبح اليوم ملحا وعاجلا ولا يحتمل التسويف.
الأمريكي يدفع إلى تأجيل ملف المرتبات، ليستثمر في الملف ويتاجر به، ويستخدمه للضغط على اليمنيين، ويساوم به لتحقيق أهداف عسكرية وسياسية، وحسب مصادر فإن الأمريكي يريد الحصول على موافقة صنعاء على تواجده العسكري في المناطق المحتلة مقابل الالتزام بصرف المرتبات من قبل السعودية!
أمر لا يمكن القبول به بكل تأكيد، ولا يمكن لأي وطني كان أن يسمح به.
وبكل وضوح ما زالت المرتبات هي أولوية القيادة في صنعاء، وقد قال الرئيس إنها أولوية قد نضطر إلى تنفيذ عمليات عسكرية لانتزاع هذا الحق.
ورغم الوضوح في مسؤولية العدوان عن قطع المرتبات، وفي مسؤوليته عن استمرار انقطاعها، ذهب البعض للتناغم مع الحملات الدعائية التي يطلقها العدوان لتحميل السلطة الوطنية في صنعاء المسؤولية، ووصلوا إلى تبرئته من المسؤولية!
بل وذهبوا للقول، كيف بكم تطالبون من الخصم أن يقوم بصرف الرواتب؟. وعملوا بشكل واضح لتبرئة العدوان من المسؤولية وتحميل الداخل الوطني المسؤولية الكاملة، رغم كل الوضوح في أن العدوان عمل وقرر بشكل متعمد قطع رواتب الموظفين.
بل وسوقوا دعاية مفادها بأن الدولة في صنعاء لا تريد صرف رواتب الموظفين، وأنها تهدد من يطالبون برواتبهم، وهذه الكذبة باتت رائجة عند الناس، وكل ذلك افتئات وتدليس وكلام غير صحيح!
الحقيقة هي أن المرتبات هي الأولوية الملحة لقيادة الدولة الوطنية في صنعاء، فاستعادتها سيخفف معاناة الموظفين، وهذا الأمر سيعزز من الأداء في الوظيفة العامة، وسيخفف من المعاناة الشديدة لعامة الناس نظرا للآثار الاقتصادية غير المباشرة التي ستؤدي إليها استعادتها، وسيعزز من أداء الدولة أيضا وقوتها، وذلك كله سينعكس على تعزيز الصمود في مواجهة العدوان، وهو أمر تسعى إليه قيادة الدولة في صنعاء بكل تأكيد.
والحقيقة أن القيادة في صنعاء لا تطالب العدو السعودي بصرف المرتبات من حساباته وأمواله، بل تسعى لانتزاع حقوق الشعب اليمني المنهوبة في البنك الأهلي السعودي والتي تغطي رواتب الموظفين لكل الأعوام السابقة، وتسعى إلى إلزام العدوان ومرتزقته بتخصيص عائدات الثروات النفطية والغازية لصالح المرتبات، من خلال تسوية تضمن ذلك أو من خلال الاستعادة لتلك الثروات.
معركة المرتبات هي معركة أساسية تحققت بالمفاوضات أو بالحرب، وربما سنشهد عمليات عسكرية في المرحلة القريبة لانتزاع المرتبات، وفي اعتقادي أن السعودي لن يلتزم بالمطالب المشروعة وأولها صرف المرتبات، إلا بعمليات عسكرية ترغمها على ذلك.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
وقفة على قرار البنك المركزي حول آلية الدفع العقارية
كتب.. د. بلال الخليفة
نتفاجأ في هذه الأيام بالقرارات التي تصدر من المؤسسات الحكومية بدون توضيح ما هي الجدوى من تلك القرارات، لا اعلم هل انها تتعامل مع الناس على انهم همج رعاع لا يحتاجون التبرير والتوضيح ام انها تعلم ان هنالك طبالين لها سيجملون أي تصرف يبدر منها ام هي تتصرف من دون وعي.
ان قانون البنك المركزي العراقي هو قرار رقم 56 لسنة 2004 والصادر من قبل سلطة الائتلاف المؤقتة وموقع من قبل الحاكم المدني الأمريكي للعراق آنذاك (بول بريمر) وان النظام الداخلي للبنك المركزي وضح واجبات ومهام البنك المركزي .
وفي المادة رقم (4 – المهام) وحيث بينت ان اهم نقطة في عمل البنك المركزي العراقي هو المسؤول عن سعر صرف العملات الأجنبية وإدارة الاحتياطي من العملة الصعبة وكذلك الذهب، لكن لا يوجد ما يشير صراحة الى تدخل البنك المركزي العراقي في التعاملات اليومية والشراء المحلي الا اذا قلنا المادة (4/ 2 / أ ) والتي نصت (مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب) وقلنا ان الاعمام وضع للحد من ذلك، وفي الامر عدة ملاحظات، منها: -
1 – ان الاعمام وضع للحد من الفساد وتضخم أموال السادة المسؤولين، ان هذا الامر مفروغ منه لانهم اصبحوا يعون خطورة تسجيل العقارات بأسمائهم او أسماء أبنائهم وبالإمكان الحد من ذلك عن طريق مخاطبة دائرة التسجيل العقاري ومعرفة ما يمتلكه كل مسؤول وكذلك أقاربه وحتى من الدرجة الثالثة وموضع إشارة الحجز عليها ان شكت في مصدر أموالها لا ان تضع تقييد وعبئ على المواطن البسيط.
2 – ان المسؤولين الكبار ستمضي معاملاتهم في دائرة التسجيل العقاري والبنوك بأسرع من البرق واما الفقراء فسيتم إضافة عرقلة جديدة في معاملاتهم بالإضافة الى رسوم أخرى تؤخذ من جيبهم الخاوي.
3 - مصادرة أموال الفقراء، مثلما قلنا في أعلاه فان رسوم إضافية ستؤخذ ولكن ان الامر لا يقف الى هنا فقط بل يتعداه الى ان سحب الأموال من البنوك امر صعب جدا جدا ويجب تقديم المبررات الكافية والمقنعة للبنك لسحب المواطن لأمواله التي جناها بشق الانفس، لكن الامر ان لم يقتنع موظف البنك ولربما ان مزاجه غير جيد او انه يعاني من عقد ما فان المصرف قد يصادر أموال الفقير بحجة ان مصدر الأموال مشبوه وان العملية قد تكون غسيل أموال او شيء من هذا القبيل.
4 – ان بيوت الفقراء عادة ما تكون كلفتها بسيطة لكن الكل يعلم ان الأموال المشبوهة هي لدى المسؤولين من الفهم الى يائهم والى احبائهم من الفاشنستات ولاعقي احذيتهم ، حتى أصبحت شقق ومناطق مقفلة لهم واسعارها تقترب من المليار دينار وبإمكان الدولة متابعة هؤلاء وان تسالهم من اين أتوا بتلك الأموال ونحن والدولة نعرف معظمهم انهم كانوا قبل عام 2003 فقراء لا يجدون قوت يومهم من اين لهم هذه الامبراطوريات المالية الكبرى.
5 – ان هذا القرار يصب في صالح المصارف الاهلية ، وكما نعلم انها ملك لأحزاب السلطة، لان الإيداع يتبعه رسوم مصرفية وبالتالي زيادة الإيرادات لأصحاب المصارف والنتيجة تكون اخذ أموال من جيوب الفقراء لجيوب حكام السلطة.
6 – العالم كله يتجه نحو التعامل الالكتروني وهجر التعامل الورقي وتقليل البيروقراطية لان العالم الان هو عالم السرعة والالكترونيات، وسمعنا كثيرا جدا من المسؤولين بأتمتة الدولة وحوكمة السلطة ، يبدو انها مجرد كلام للاستهلاك الإعلامي، ان هذه الخطوة هي زيادة البيروقراطية الإدارية وزيادة صعوبة على كاهل المواطن.
7 – كان المفروض ان يكون التوجيه من مجلس الوزراء لا ان يكون بأعمام من البنك المركزي .
8 – يحتاج الامر الى وضع تعليمات وتوضيحات خاصة بالموضوع لان الامر الان مبهم فكيف يكون الدفع وهل تتضمن معاملات التسجيل العقاري على ارقام الصكوك بين البائع والمشتري.
9 – ان البنوك في العراق هي بين مصارف حكومية تكون مراجعتها جدا مرهقة (بالإمكان سؤال احد الاخوة الذي سحبوا قرض إسكان وكيف يعاني شهريا حتى يستطيع دفع القسط، لاحظ، دفع لا سحب، لان السحب قد يحتاج الى معجزة او واسطة كي تتم) والمصارف الاهلية هي غير جديرة بالثقة لأنها مملوكة لأناس فاسدين تبع لأحزاب فاسدة ومن الممكن ان تعلن افلاسها في أي لحظة او تمتنع عن الدفع او تتعرض لعقوبات أمريكية.
10 – هذه النقطة مهمه جدا، ان هذا الاجراء يدفع المواطن الى الشراء من قبل المجمعات السكنية التي اخذت إجازة الاستثمار بصفقات مشبوهة وهذا الشركات الاستثمارية هي تابعة لاقتصاديات أحزاب فاسدة.
11 – قبل أيام وجهت الدولة مديريات البلديات بتمليك (المتجاوزين) على القطع المفروزة وفي نفس الوقت تضع العراقيل على شراء الدور الرسمية، كيف ذلك؟
مما تقدم وأتمنى ان يلغى الاعمام أعلاه ويبقى الامر على الدور التي تتجاوز 500 مليون لان الفقير من المستحيل جدا ان يمتلك بيت بهذا السعر والامر مقتصر على المسؤولين والفاشنستات.