السيارات الكهربائية الأوروبية أمام تحدي المنافسة الصينية المتزايدة
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
يواجه صنّاع القرار والصناعيون تعقيدات تعترض مشاريع إنتاج سيارات كهربائية أوروبية الصنع بالكامل وبأسعار مقبولة، ما قد تفيد منه الشركات الصينية التي تعتمد استراتيجيات جريئة للإطاحة بالماركات المسيطرة تقليداً على هذه السوق.
وعلى عكس صناعة النسيج أو الهواتف الذكية، لا تزال صناعة السيارات الأوروبية قادرة على الإفلات من منافسة المنتجات الصينية الرخيصة.
لكنّ المراقبين يتفقون على أن هذا الوضع لن يستمر، إذ تعمل مجموعة علامات تجارية على إعداد طرازات موجهة للأسواق الأوروبية، كما يتضح من الحضور القوي للصين في معرض ميونيخ للسيارات الذي يقام هذا الأسبوع.
وتجمع الشركات الوافدة الجديدة هذه بين التقدم التكنولوجي، بفضل استثمارات الصين في صناعة المركبات الكهربائية على مدى الأعوام العشرة الماضية، وتكاليف العمالة المنخفضة.
وتحثّ الحكومات الأوروبية الشركات المصنعة في القارة على جعل التنقل بالمركبات الكهربائية متاحاً بصورة أكبر، تمهيداً لحظر المركبات الحرارية أو الهجينة الجديدة في عام 2035.
ويُتوقع أن يردد هذه الرسالة المستشار الألماني أولاف شولتس الذي يدشن رسمياً معرض ميونيخ الثلاثاء.
سيارة كهربائية بـ20 ألف يورو؟وفي الصين، تباع السيارات الكهربائية بأسعار "أقل بنسبة تصل إلى 60% من تلك المعتمدة في ألمانيا"، وفق ما يشير خبير صناعة السيارات فرديناند دودنهوفر.
وتحدث المدير العام لشركة "ستيلانتيس" الفرنسية كارلوس تافاريس في نهاية تموز/يوليو عن "غزو" تقوم به شركات مصنّعة تتكبد "تكلفة أقل بنسبة 25%".
وتقدّم العلامة التجارية الصينية الأكثر مبيعاً في القارة العجوز، "ام جي" MG، مركبات تباع بحوالى 30 ألف يورو، من دون احتساب الحوافز البيئية، تبعاً للطرازات في الفئات الأولية.
وتأسست شركة MG في بريطانيا عام 1924، لكن أعيد إطلاقها بعد إفلاسها في عام 2005 من شركة السيارات الصينية العملاقة "سايك" SAIC، وتستفيد "ام جي" من "شهرتها كعلامة تجارية غربية قديمة فضلاً عن القدرة التنافسية للسوق الصينية"، على ما يؤكد فيليبي مونيوز، من "جاتو دايناميكس".
وفي النصف الأول من هذا العام، استحوذت العلامات التجارية الصينية على 8% من سوق المركبات الكهربائية في أوروبا الغربية، بينما كانت أسهمها قريبة من الصفر في عام 2019، بحسب حسابات المحلل ماتياس شميت.
ومن المتوقع أن تبدأ شركة "بي واي دي" BYD الصينية الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية، في إغراق السوق الأوروبية بمنتجاتها اعتباراً من النصف الثاني من عام 2023، وفق شميت. وقد تربع طراز "أتو 3" (Atto 3) على صدارة مبيعات السيارات الكهربائية في تموز/يوليو في السويد، حيث استحوذ على نسبة تفوق الربع من إجمالي السيارات الكهربائية المسجلة في البلاد.
"أستون مارتن" تبرم اتفاقا مع "لوسيد" الأميركية-السعودية لتصنيع سيارات كهربائيةشاهد: سيارات أجرة ذاتية القيادة تجوب شوارع سان فرانسيسكوشاهد: التاكسي الروبوت.. سيارات ذاتية القيادة في سان فرانسيسكوفي المقابل، يبذل المصنعون الأوروبيون قصارى جهدهم لتقليل تكاليف الإنتاج وتقديم نماذج أرخص.
وحتى مرسيدس، التي أعادت تركيز استراتيجيتها على الرفاهية، وعدت الأحد بنموذج يهدف إلى جعل السيارات الكهربائية "متاحة" لفئات أوسع، وفق ما صرّح أولا كالينيوس، من دون تفاصيل.
وفي آذار/مارس، قدمت العلامة التجارية الألمانية فولكس فاغن سيارة ID.2 المستقبلية بسعر يقل عن 25 ألف يورو، والمتوقع طرحها في عام 2025. كما تخطط لتطوير طراز بأقل من 20 ألف يورو، وهو السعر الذي لم يصل إليه سوى عدد قليل من الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية.
وتركز "ستيلانتيس" بشكل أساسي على سيارة "سيتروين سي 3" الكهربائية، والتي سيتم الكشف عنها في منتصف تشرين الأول/أكتوبر. وستطلق رينو سيارة مخصصة للتنقلات في المدن من طراز "ار 5"، بسعر يقل عن 30 ألف يورو. وتخطط العلامة التجارية أوبل التابعة للمجموعة أيضاً لتقديم نموذج "بسعر يقرب من 25 ألف يورو"، بعد وقت قصير من عام 2025، وفق ما أعلن رئيسها فلوريان هويتل الاثنين.
زيادة الكمية لخفض الأسعاروأوضح رئيس شركة فولكس فاغن أوليفر بلوم مساء الأحد في ميونيخ أنه "كلما زاد عدد الطرازات الكهربائية لدينا، كلما استفدنا أكثر من وفورات الحجم"، معوّلاً على زيادة الكميات لخفض الأسعار.
وحتى ذلك الحين، وعلى خلفية التباطؤ الاقتصادي، فإن الحصة السوقية للسيارات الكهربائية، التي لا تزال باهظة الثمن، من المتوقع أن تنخفض بنسبة 12% في أيلول/سبتمبر، بحسب دودنهوفر.
وفي فرنسا، وعدت الحكومة بتقديم عرض لتأجير السيارات الكهربائية "بأسعار معقولة"، وتحدّث الرئيس إيمانويل ماكرون عن مبلغ 100 يورو شهرياً لهذا التأجير، شرط توافر ظروف الموارد.
وتدرس فرنسا أيضاً جعل إعانات الدعم للسيارات الكهربائية مشروطة بمنحها "علامة بيئية"، ما يُرجح أن يحد من الواردات الصينية.
في ألمانيا، بلد فولكس فاغن وبي إم دبليو ومرسيدس، لا تُعتبر مكافآت الشراء حلاً مستداماً. ولدفع الشركات المصنعة إلى تسويق المزيد من السيارات الكهربائية بأسعار معقولة، خفضت الحكومة المكافأة البيئية هذا العام، وتعتزم إلغاءها تدريجياً بحلول عام 2025.
هذا الوضع يمكن أن يؤثر على الهوامش المريحة التي حققتها المجموعات الأوروبية من خلال الاستفادة من التضخم لرفع الأسعار.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تشييع جثمان شاب فلسطيني قتلته القوات الإسرائيلية خلال اقتحام مخيم نور شمس في الضفة الغربية "بيبسي الدم".. البرلمان الفنلندي يمنع المشروب الغازي في مطاعمه رداً على أزمة أوكرانيا فيديو: محتجون سوريون يمزقون صوراً ويسقطون تمثالاً لحافظ الأسد في السويداء سيارات الصين صناعة السيارات ألمانيا أوروبا اقتصادالمصدر: euronews
كلمات دلالية: سيارات الصين صناعة السيارات ألمانيا أوروبا اقتصاد الاتحاد الأوروبي إسبانيا محكمة فلاديمير بوتين روسيا الصين فرنسا فيضانات سيول أمطار تغير المناخ الاتحاد الأوروبي إسبانيا محكمة فلاديمير بوتين روسيا الصين السیارات الکهربائیة صناعة السیارات ألف یورو فی عام
إقرأ أيضاً:
برشلونة يواجه تحديًا غير مألوف في نصف نهائي دوري الأبطال أمام إنتر
يستعد نادي برشلونة لمواجهة إنتر ميلان في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، في مواجهة تبدو على الورق متوازنة، لكنها تحمل تحديات خاصة للنادي الكتالوني، خصوصًا من الناحية الذهنية.
اقرأ ايضاًمنذ بداية العام، خاض برشلونة 28 مباراة في مختلف المسابقات، خسر واحدة فقط. هذه السلسلة عززت الثقة داخل الفريق، لكن مواجهة نصف النهائي تمثل اختبارًا من نوع مختلف، لا يعتمد فقط على الجاهزية البدنية، بل يتطلب تماسكًا ذهنيًا في أعلى مستوياته.
افتقار للخبرة في المواعيد الكبرىباستثناء الهولندي فرينكي دي يونغ، لم يسبق لأي لاعب متاح حاليًا في قائمة برشلونة أن خاض نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. حتى دي يونغ نفسه، عاش تلك التجربة عندما كان لاعبًا في صفوف أياكس، وليس مع برشلونة.
غياب العناصر ذات الخبرة يزيد من صعوبة المهمة؛ روبرت ليفاندوفسكي سيغيب بداعي الإصابة، والحارس مارك أندريه تير شتيغن غير مسجل في البطولة، بينما من المستبعد مشاركة أندرياس كريستينسن بسبب مشاكل بدنية، رغم خبرته في مواجهات كبرى مع ناديه السابق تشيلسي.
الرهان على الشباب والطموحأمام هذا الواقع، يجد برشلونة نفسه مضطرًا للاعتماد على مجموعة من اللاعبين الشباب الذين يملكون الحماس والرغبة في إثبات الذات. أسماء مثل لامين يامال، بيدري، جول كوندي، وداني أولمو أظهرت قدرتها على الأداء في مواجهات كبرى على مستوى المنتخبات، لكن دوري الأبطال في هذه المرحلة يمثل مستوى آخر من التحدي.
ميزة هؤلاء الشباب تكمن في الجرأة والاستعداد للمخاطرة، وهو سلاح قد يخدم برشلونة في بعض لحظات المباراة. لكن يبقى عامل الخبرة مؤثرًا، خاصة في مواجهات الذهاب والإياب، حيث تُحسم الأمور في تفاصيل دقيقة.
فليك ودور القيادة الفنيةالمدرب هانز فليك سيكون أمام مهمة مزدوجة: إعداد الفريق بدنيًا، وتوجيه اللاعبين نفسيًا للتعامل مع الضغوط. إلى جانبه، سيحمل القليل من اللاعبين الكبار المتاحين مسؤولية قيادة المجموعة في اللحظات الحرجة.
برشلونة يملك فرصة واقعية للوصول إلى نهائي البطولة في ميونخ، لكن ذلك يتطلب انضباطًا ذهنيًا، تركيزًا عاليًا، واستفادة مثلى من كل لحظة خلال اللقاءين، حيث مواجهة إنتر ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة الفريق على تجاوز حدود التوقعات وكتابة فصل جديد في تاريخه الأوروبي.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر ومترجم في موقع "البوابة الإخباري" منذ عام 2018، مختص بنقل وتغطية أهم الأحداث والأخبار في الساحة الرياضية، سواء العالمية أو العربية، وأركز على تقديم محتوى يلبي اهتمامات عشاق كرة القدم في كل مكان، مثل مواعيد المباريات، التشكيلات المتوقعة، التحليلات، وأخبار سوق الانتقالات والكواليس.
Sports Editor and Translator with "Al-Bawaba News" since 2018. specialize in covering and delivering the most...
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن