صحيفة البلاد:
2024-11-24@15:29:10 GMT

كذب المؤثّرون ولو صدقوا

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

كذب المؤثّرون ولو صدقوا

ممّا لا شك فيه أن منصّات التواصل الإجتماعي فتحت الباب للكثيرين لتحقيق حلم الشهرة، فأصبح لثقافة المشاهيرتأثير كبير على الصحافة والتسّويق والإعلان والأشخاص وحتي القضايا العامة.

وتعدّ وسائل التواصل المحرّك الأكبر لثقافة المشاهير، ومنصّة يتواصلون عبرها مع معجبيهم، لكن عند تحليل تلك العلاقة بين المشاهير والمعجبين ، تظهر نظريات مختلفة بين مؤيد ومعارض ، بما في ذلك نظرية التفاعل الطفيلي، حيث تم تعريف التواصل شبه الإجتماعي على أنه علاقة إجتماعية، لكنها خيالية بين مستخدم وآخر قد تنتهي بضغطة زر.

عادة ما يكون المشاهير على دراية بتأثيرهم على معجبيهم ، ويستخدمون ذلك التأثير للكشف عن حياتهم، حتي ولو كانت بطريقة بعيدة عن الواقع ،فيقومون بتصدير صورة مغايرة للواقع لكسب ثقتهم. وهناك عامل آخر يدفعهم للكذب علي الجمهور أو عن أنفسهم ، وهو الحاجة لزيادة الثقة بأنفسهم ،وكذلك لزيادة تأثير الإعلان عن المنتج على المجموعة أو الفئة المستهدفة. ويمكن أن يكون لمنصّات التواصل الإجتماعي مستويات مختلفة لكيفية تفاعل المعجبين مع الشخصيات العامة.
بالنسبة لمعظم المشاهير، فإن مشاركة محتوى شخصي ، يعمل على زيادة حب الناس ،وتسليط أضواء وسائل الإعلام وزيادة قاعدة المعجبين، وهو ما يتوقون إليه لأنه ضروري لعلاماتهم التجارية أو إعلاناتهم. والإعجابات والتفاعلات التي يحصل عليها المؤثرون، هي قوة دافعة ، خاصة حين يتشاركون مع الجمهور بالآراء أو علاقاتهم مع الأصدقاء أو حياتهم المهنية حتي السياسة. فأثناء مشاركة المؤثر المعلومات ، يشعر المتابع بأنه مرتبط به أكثر ، وبالتالي إتباع سياسته.

لا شك أن مواقع التواصل الإجتماعي تحظى بشعبية خاصة بين المراهقين ،لكن ليس كل مؤثر يجب إتباعه، فأحياناً قد تكون أفكاره ضارة إذا تم إتباعها بشكل خاطئ ، فمن بين الآثار السلبية هي شعور المتابع بأن حياة الآخرين مليئة بالسعادة والسفر والحفلات والقائمة تطول.

عندما ننظر إلى تلك الشخصيات، نحصل على انطباع بأنهم أفضل منا ، ويبدأ تدنّي احترام الذات ، ونصبح عدوانيين لعدم تحقيق أو إمتلاك حياة مثلهم ،والنتيجة أننا نري شيئًا سلبيًا يجعلنا غير راضين عن حياتنا ، فالتحقّق من الإعجابات والمشاهدات بالنسبة للمؤثر، أهم من التحقّق من واجباته الإنسانية ،لأن ذلك هو ما يحقّق له النجاح ،والثقة التي يسعي لإكتسابها لكسب المزيد من المزايا من الشركات أو الأفراد.

على الرغم من أن الإنترنت سهّل الإتصال بين الأصدقاء والعائلة ، وسدّ الفجوة الثقافية ،إلا أن هذه المواقع خلقت أشخاصاً يشعرون بالفشل والحرج الإجتماعي، ويحتضنون علاقات افتراضية مع أشخاص نقوم بالتصرف في حياتنا بناءعلي نظرتهم وثقافتهم ،والتي في أغلب الأحيان تكون لا أساس لها علي أرض الواقع ،فالفرد يتأثر ويتصرف بناء علي رؤية ما هو خطأ أو صحيح بناء علي وجهة نظر شخص آخر حتي ولو تعارض ذلك مع طبيعة الحياة والشخصية.

NevenAbbass@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

الصحافة المتخصصة.. الي أين نحن ذاهبون؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت الندوة الأولى لشعبة صحفي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التي انعقدت على هامش معرض ومؤتمر Cairo ICT 2024، نقاشات حيوية حول مستقبل الصحافة المتخصصة، لكنها سلطت الضوء أيضًا على تحديات هيكلية تعرقل هذا المجال. 
جاءت النقاشات لتؤكد ما يعرفه الجميع بالفعل: الصحافة المتخصصة في مصر لا تزال تبحث عن موطئ قدم ثابت في مواجهة مشكلات بنيوية مثل نقص المعلومات وتأثير شبكات التواصل الاجتماعي.
فيما أدار الزميل الصحفي خالد البرماوي النقاشات بمهارة، وطرح موضوعات هامة مثل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي ونقص المعلومات.
إلا انه أكد أن الصحافة المتخصصة تواجه تحديات كبيرة لمواكبة النمو المتسارع في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وطرح سؤالًا محوريًا: هل المشهد الحالي للصحافة المتخصصة هو نتيجة تقصير في التكيف مع المتغيرات، أم أنه انعكاس لأزمة أعمق تتعلق بفقدان المصداقية والفعالية؟
خلال الندوة تكررت الانتقادات الموجهة إلى منصات التواصل الاجتماعي باعتبارها مصدرًا رئيسيًا للأخبار الزائفة والمعلومات غير الدقيقة وهو ما أشار إليه الدكتور خالد شريف، مساعد وزير الاتصالات للبنية التحتية سابقًا، مؤكداُ انها تمثل تهديدًا للصحافة المتخصصة منذ عام 2011، لكنها ليست السبب الوحيد لتراجعها. 
فالتحدي الحقيقي يكمن في قدرة الصحافة على تقديم محتوى موثوق ومميز يتجاوز السطحية التي تروج لها تلك المنصات.
ومن وجهة نظري أن الاعتماد المفرط على لوم وسائل التواصل الاجتماعي يغفل حقيقة أن جزءًا كبيرًا من المسؤولية يقع على عاتق المؤسسات الإعلامية نفسها، التي لم تستثمر بشكل كافٍ في التدريب والتطوير لمواكبة التحولات الرقمية.
ورغم النقاشات العميقة التي شهدتها الندوة، إلا أن غياب الحلول الواضحة يثير القلق. فالصحافة المتخصصة، كما أوضح المتحدثون، تُبنى على ثلاثة أعمدة رئيسية هي: السرعة، الانتشار، والمصداقية. ومع ذلك، فإن الأداء الحالي يشير إلى عجز واضح عن تحقيق هذا التوازن، مما يضع الصحافة أمام خيارين: إما التكيف مع الواقع الجديد بطرق مبتكرة، أو المخاطرة بفقدان دورها الأساسي في تشكيل الرأي العام.
في النهاية وجب القول إن مستقبل الصحافة المتخصصة لن يُبنى على الشكوى من سرعة تطور منصات التواصل الاجتماعي أو نقص المعلومات، بل على قدرتها على التكيف مع العصر الرقمي وإعادة تعريف نفسها كصوت موثوق في عالم مليء بالضجيج.

مقالات مشابهة

  • رقصة ترودو تثير غضب الكنديين
  • فاتن عبد المعبود: ما سبب كثرة أزمات المشاهير ووصولها للمحاكم؟
  • الصحافة المتخصصة.. الي أين نحن ذاهبون؟
  • اتصالات النواب: سندرس حظر وسائل التواصل الاجتماعي لمن تقل أعمارهم عن 16 عامًا
  • هل يقود المشاهير السيارات التي يروجون لها في الإعلانات| حقائق ستبهرك
  • زوجي يبث تفاصيل حياتنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي
  • استولى على أموال المشاهير .. حكاية أصغر نصاب في القاهرة الجديدة
  • القبض على المتهم بتهديد لاعب كرة في فيديو على مواقع التواصل
  • لقجع: الحكومة خصصت 20 مليار درهم إضافية للحوار الإجتماعي السنة المقبلة
  • ملايين المشاهير ورجال الأعمال.. حكاية أصغر نصاب في القاهرة الجديدة