لم أكن أعلم أنني سأكون بهذه الشفافية مع نفسي ،
أسألها: هل تشعرين بالخوف؟ فتجيب :نعم، هل لديك بعض الأفكار غير المعتادة؟ فأجيبها :بالتأكيد.
لم ينتابني شعور مماثل من قبل أن أكون في ترقّب وأنا متيقّنة تماماً من النتيجة وكأنني أنا إنما في ثوب ليس لي ، أو ربما هو لي ،إنما لم أتجرأ على ارتدائه من قبل لأن هناك من يرتديه نيابة عني ويشعرني من خلاله بالدفء والطمأنينة ،ثوب اليقين ،ثوب الإيجابية والتفاؤل ،ثوب الرضا وثوب الثقة بما عند الخالق سبحانه وتعالى.
لم أدرك أن هناك يداً تحملني وهي مشبّعة بكل تلك القوة، قوة لا يفقهها إلا ذو حظٍ عظيم، فهي لا تُنقل بالملكية بل بقلب وروح.
عرفت أن الله لن يتركها عندما قالها لي صاحب تلك الروح في يوم من الأيام: “يا بنتي أنا على يقين أن الله لن يخذلني فيك..، فكان له ما تيّقن به.
دائماً كنت أحاور نفسي: كيف يعلم ما بي دون أن أبوح به؟ كيف يدرك قلقي وتردّدي؟ كيف يسبقنا بالشعور بآلامنا وأحزاننا؟ إلا أنني أدركت ذلك عندما أصبحت مثله وأصبح لي صغاريقلقني ألمهم ويذهب النوم من عيني، وأصبحت أحرص أن أكون قربهم قبل أن يشعروا بحاجتهم لي.
تعلمت ذلك منه. تعلمت أن أكون الحضن الذي يعودون إليه طلباً للأمان.
اليوم وقد تأهب لخوض تجربة لم يسبق له الخوض فيها ، شعرت بأن الأدوار تحولت ، فأصبحت أماً لأبي وإن الدور أكبر مني، فلست بنفس القوة ولن أدعيها إنما لسان حالي يقول:” إيمانك بما عند الله سيكون معك، وسيسخّر لك الله جنود الأرض وملائكة السماء بأمر منه سبحانه وتعالى”، وستبقى موطن قوتي، وملاذي حين آتيه في زحمة الحياة، وزحام الحياة لا يرحم، نحتاج فيه لأكثر من رفيق، نحتاج فيه لقلب لا يطلب الكثير، وروح تنبض بالحب غير المشروط، ولا يوجد مثل هذا الحب سوى في قلبيكما.
لعلي أذكر لحظة حيرتي عندما سألتك :كيف أتأكد أنني متوكلة على الله بالفعل لا القول فقط؟ فأجبتني بابتسامتك التي أعرفها والمليئة بالعديد من الإجابات التي لا تحتويها صفحات كتاب ،وقلت وأنت ترفع يدك إستسلاماً : هي هكذا، تأتي من داخلك، لا تدرّس ولا تورّث ،بل توكّل كامل دون تفكير. فأجبتك بسؤال آخر: وكيف أصل إليها؟ فأجبتني: تحدثي مع نفسك وأطلبيها منه سبحانه وتعالى واعقليها ثم أتركيها له عزّ وجلّ ثم أمضي في طريقك.
أستودعك بين يديه وأنا على ثقة منبعها التفاؤل الذي علمّتنا إياه ،وحب الحياة الذي نهلنا منه في أحضانكما وأخذت عنك كل يقينك بما عند الله وأنا أردّد :”إن الله لن يخذلني فيك يا قلبي.”
@eman_bajunaid
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
40 عاما في السجن.. من هو جورج عبد الله الذي أفرجت عنه فرنسا رغما عن أمريكا؟
أصدرت محكمة فرنسية الجمعة، قرارًا بالإفراج المشروط عن الناشط اللبناني جورج إبراهيم عبد الله، بعد قضائه 40 عامًا في السجن.
وينص القرار على مغادرة عبد الله الأراضي الفرنسية وعدم العودة إليها.
ويأتي هذا القرار بعد محاولات عديدة لتقديم طلبات إفراج مشروط، حيث يعد هذا الطلب الحادي عشر الذي يُقبل منذ بدء حبسه.
من جهة أخرى، أعلنت النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب في فرنسا نيتها استئناف القرار، مما يفتح الباب أمام تأجيل تنفيذه.
تفاصيل اعتقال جورج عبد الله
واعتقل جورج إبراهيم عبد الله، الذي ينتمي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، السلطات الفرنسية عام 1984 بتهمة تورطه في اغتيال دبلوماسيين من الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي في الثمانينيات.
وحُكم عليه بالسجن المؤبد عام 1987،وعلى الرغم من أن فترة سجنه القانونية انتهت في عام 1999، إلا أن التدخلات السياسية، خاصة من جانب الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي، حالت دون الإفراج عنه، مما أثار الجدل حول العدالة ومدى استقلالية القضاء الفرنسي.
إفراج المحكمة الفرنسية عن جورج عبد الله اليوم ليس قراراً قضائياً بريئاً؛ إنه اعتراف بفشل محاولات كسر إرادة المقاومة. من أرادوا دفنه خلف القضبان نسوا أن الرموز الحقيقية تولد من رحم الصمود وليس من خلف الأبواب المغلقة. يا جورج،… pic.twitter.com/doRp4yXONL — Mazen A. Nakkach | مازن أنيس النقاش (@NakkachM) November 15, 2024
الضغوط السياسية والحقوقية
طوال سنوات سجنه، واجهت القضية ضغوطات كبيرة من قبل الحكومات والمنظمات الحقوقية، واستمرت الإدارات الأمريكية والإسرائيلية في ممارسة الضغط على الحكومة الفرنسية لمنع الإفراج عنه، ما جعل القضية تُعتبر مثالًا على تسييس القرارات القضائية، وهذا التدخل دفع منظمات حقوقية عديدة إلى انتقاد الوضع ووصفه بانتهاك للحقوق الإنسانية.
ردود الفعل
أثار القرار الأخير موجة من التعليقات على مختلف الأصعدة، في لبنان، تلقى الخبر بترحيب حذر، حيث عبّر شقيق عبد الله عن أمله في أن تتم العملية دون تدخلات سياسية كما حدث في الماضي. من جانب آخر، قد يثير القرار اعتراضات داخل الأوساط السياسية الدولية التي تتابع القضية عن كثب.
يمثل جورج عبد الله رمز للمقاومة والصلابة، انسان لم يتراجع عن مبادئه أو يساوم على قناعاته رغم العقود الطويلة التي قضاها في السجون الفرنسية. #الحرية_لجورج_عبدالله #LibertéPourGeorgesAbdallah #FreeGeorgesAbdallah pic.twitter.com/7g07VnicsX — nou⚯͛???????????????????????????????? (@_AGoldenSnitch) November 14, 2024
جورج إبراهيم عبد الله هو عربي لبناني من بلدة القبيات في شمال لبنان عمل مع الحزب الشيوعي اللبناني والجبهة الشعبية لتحرير #فلسطين وأسس تنظيم الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية. اعتقل في فرنسا عام 1984 بطلب أمريكي. في 10 كانون الثاني 2013 م، أصدر القضاء الفرنسي #جورج_عبدالله ✌️✌️ pic.twitter.com/cwSTMYuyqE — ameenahaydar (@amenahaydar0) November 15, 2024
من هو جورج عبد الله
ويعد جورج إبراهيم عبد الله لبناني معروف بنشاطه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ولد في قرية القبيات، قضاء عكار، في شمال لبنان في الثاني من نيسان/ أبريل عام 1951.
نشأ في بيئة متأثرة بالاحتلال الإسرائيلي وأحداث الحرب الأهلية اللبنانية، مما ساهم في تشكيل توجهاته السياسية.
درس عبد الله في الجامعة اللبنانية حيث تأثر بالأفكار اليسارية والثورية، مما قاده إلى الانضمام إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. عمل في البداية كمدرس قبل أن يتوجه إلى العمل النضالي.
في أوائل الثمانينيات، أصبح معروفًا بنشاطه المناهض للسياسات الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة، وقد ارتبط اسمه بعدة عمليات ضد دبلوماسيين أجانب.
في عام 1984، اعتقلته السلطات الفرنسية بتهمة حيازة أوراق مزورة ثم وجهت له لاحقًا تهما بالضلوع في عمليات اغتيال لدبلوماسي أمريكي وإسرائيلي في باريس. في عام 1987، أصدرت محكمة فرنسية حكمًا بسجنه بالمؤبد.