ركن الفنون يزيِّن «الصيد والفروسية»
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
تفاعل جميل يحدثه «ركن الفنون» في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية الذي ينظمه نادي صقّاري الإمارات في دورته الـ 20 حتى 8 سبتمبر الجاري تحت شعار «استدامة وتراث.. بروحٍ مُتجدّدة». وهنا يتحدث الفنانون الكبار والشباب لغة الجمال والذوق الراقي، بين الجداريات والفنون التشكيلية والرسم باستخدام مختلف الخامات والأدوات.
وأكد فنانون شباب مشاركون في المعرض أن الحدث فتح لهم نافذة على الزوار، وساهم في التعريف بإبداعاتهم، وأتاح للمهتمين بالفنون والثقافة فرصة التواصل وتبادل الخبرات والاطلاع على الكثير من الأفكار الفنية، وسط أجواء إيجابية ترتقي إلى طموح الفعالية الدولية التي تستقطب سنوياً آلاف الزوار وتسجل حضوراً بارزاً على قائمة المعارض العالمية.
إبداعات
بشاير علي تشارك بـ 3 لوحات ضمن جناح أكاديمية الفجيرة التي تقدم 154 عملاً مميزاً للجمهور، وتسجل أول مشاركة لها في «الصيد والفروسية» حيث تعرض أفكارها التي تعكس جمالية الموروث الإماراتي. وتحاول إظهار ما تتمتع به من مواهب في الرسم والتصميم، وتدمج بين فن التصوير والرسم وتستخدم مشغولات يدوية وأكسسوارات تضفي لمسة خاصة على أعمالها.
وذكرت بشاير التي تنتسب إلى أكاديمية الفجيرة منذ 4 سنوات، أن الأكاديمية ساعدتها كثيراً على صقل مهاراتها وأكسبتها تجربة كبيرة، لاسيما أنها تسمح لها بالاطلاع على تجارب أخرى عالمية تستقي منها ما يناسبها وتوظفه بطريقتها الخاصة. ومن أعمالها المميزة لوحة «الحاضر والماضي» التي يظهر فيها برج خليفة والنخيل ونساء يرتدين الزي الإماراتي التراثي، استخدمت فيها فن الكولاج. وهي تعمل على تصوير أبطال أعمالها مثل جدتها وأختها، ثم تضعهم ضمن إطار اللوحة، وتعمل عليها بالألوان والأكسسوارات وتطعمها بالمشغولات التراثية اليدوية كالخوص والأقمشة القديمة.
تميز
لوجين إبراهيم العنتلي، طالبة في الصف العاشر، تشارك بلوحة مميزة ضمن جناح أكاديمية الفنون الجميلة، أكدت أن المعرض أتاح لها فرصة التواصل مع العديد من الفنانين الشباب والكبار، لافتة إلى أنها بدأت ترسم وهي صغيرة، والتحقت بالأكاديمية لتطوير موهبتها، بينما تحب تجسيد الأعمال الغامضة لتترك للجمهور حرية تفسيرها من أجل إحداث التفاعل مع المتلقي، وتركز في أعمالها على الموروث الإماراتي وتاريخ المنطقة، وجانب من العادات والتقاليد الاجتماعية، كما ترسم الشخصيات والمباني التاريخية والطبيعة والبحر.
إيمان محمد القباطي فنانة ومهندسة معدات طبية، مارست الفن منذ عام 2017، ترسم بالصلصال الحراري، وشاركت في العديد من الدورات. أكدت أنها من خلال مشاركتها في المعرض تفاعلت مع عدة تجارب مثل إبداعات الخط العربي، ما أعطاها الدافع للعمل أكثر، حيث تتنوع أعمالها بين رسم البحر والطبيعة والشخصيات والخيول.
الجواد الأصيل
استقطب جناح الرسامين أعمالاً كثيرة لكبار الفنانين، واتخذ من الخيول العربية صورة له، إلى جانب الصقور ورحلات القنص والعادات والتقاليد والطبيعة والتاريخ. ومن المشاركين الفنانة ابتسام أبو عنان، حاصلة على مرتبة الشرف من أكاديمية الفنون الجميلة بالدار البيضاء بالمغرب عام 1986، تشغل منصب رئيسة نادي «زيرفاس للفنون في أبوظبي والمغرب – الاتحاد العالمي لنوادي زيرفاس ونادي اليونسكو»، وتساهم بانتظام كمنظمة ومشاركة في المعارض الدولية للخيول وللصيد والفروسية. تعرض ابتسام مجموعة من اللوحات الفنية حول الفرس، وتشكل حالة متفردة من الجمال تجسدها عبر ريشتها التي تلتقط أدق حركات الفرس لتأتي مفعمة بالمشاعر، وتركز على الجواد لما يمثله من شجاعة وشموخ وكبرياء، مؤكدة أنها حريصة على التجديد بما يبهر الجمهور.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية المعرض الدولي للصيد والفروسية معرض أبوظبي للصيد والفروسية معرض الصيد والفروسية الإمارات أبوظبي
إقرأ أيضاً:
الصيد بالصعق الكهربائي إبادة جماعية للثروة السمكية بالفيوم
انتشرت خلال السنوات الأخيرة ظاهرة صيد الأسماك باستخدام التيار الكهربائي بالفيوم، والتي تعد من أسهل طرق الصيد للحصول على كميات كبيرة من الأسماك دون عناء.
يأتي هذا بسبب انخفاض تكاليف عملية الصيد بالكهرباء، سواء من خلال سرقة التيار الكهربائي من أعمدة الإنارة على جانبي الترع والمجارى المائية، أو من خلال استخدام مولدات كهربائية.
وتستهلك المولدات القليل من البنزين لعمل صدمات كهربائية من شأنها أن تجعل أعدادًا ضخمة من الأسماك تتدافع هنا وهناك لتصاب على الفور بالإغماء والتشنجات فتطفو على السطح إثر هذا الصعق فيحدث الصيد الثمين، والنتيجة واحدة هو تعرض الأسماك للصعق الكهربائي.
تلك طريقة ربما رآها بعض الصيادين مناسبة لصيد كميات كبيرة من الأسماك حتى لو كانت تتنافى مع الشرع والقانون، رغم خطورتها التي تسببت في فقدان العديد من الصيادين حياتهم خلال عملية الصيد نتيجة صعقهم بالكهرباء خلال تواجدهم في المياه، بسبب الوصلات المستخدمة لتوصيل الكهرباء من المولدات إلى مياه البحر وغالبية تلك الوصلات تكون متهالكة نتيجة الاستخدام المستمر لها.
السدة الشتوية تشهد انتشار ظاهرة الصيد بالكهرباء في الفيوموتشتهر هذه الظاهرة خلال فترة السدة الشتوية بمحافظة الفيوم ويتحول الصيادين من الصيد خلسة في جنح الظلام إلى الصيد نهارا في الترع التي تشهد انخفاض منسوب المياه خلال فترة السدة الشتوية، وخاصة في الأماكن التي لا تشهد الجفاف التام مثل بحيرة قارون وبحيرات وادي الريان وكذلك بحر يوسف وسط مدينة الفيوم.
وعندما يتناول المواطن وجبة أسماك بأحد المطاعم ربما لا يشغل باله كيف تم صيدها؟. وهل هناك علاقة بين طريقة الصيد وجودة السمك وخطورة ذلك على صحته؟، ومع تفشي ظاهرة الصيد بالكهرباء في مصر أصبح لزاما على الجهات المعنية التصدي للأمر حفاظا على صحة المواطنين والثروة السمكية.
تعتمد فكرة الصيد بالصعق الكهربائي على إحداث صدمة كهربائية شديدة للأسماك، فتتحرك بصورة عشوائية، وتقع في الشباك أو تُصاب بسكتة حركية، وتطفو على سطح المياه فينتشلها الصياد، محققا صيدا ثمينا لا يصل إليه بأساليب الصيد التقليدية، وتعد الأسماك من الكائنات الحساسة للتغيرات البيئية، وتعرضها المستمر للكهرباء يؤثر في جهازها العصبي، وتصاب بتشنجات، ربما تموت أو يحدث لها خلل في النمو أو التكاثر.
في دراسة أجراها مركز علوم البيئة والمصايد وتربية الأحياء المائية البريطاني عن أضرار الصيد الكهربائي على البيئة المائية البحرية، ثبت أن 57% من الأحياء المائية تتعرض للقتل بسبب الصيد بالكهرباء، وبالربط بين نتيجة الدراسة السابقة وما يحدث من تفشي ظاهرة الصيد الكهربي
يؤكد أن أحد أهم أسباب إختفا أنواع كثيرة من الأسماك هي ظاهرة الصيد بالكهرباء، وهناك أبحاث علمية أجنبية أكدت أنه عندما تتعرض السمكة للصدمات الكهربائية يحدث لها تشنجات شديدة بالعضلات ونزيف داخلي قد يظهر على الخياشيم، وتتهشم السلسلة الفقرية، ويتلف البيض، فيهدد عملية التكاثر. وعلى الصعيد العالمي، حظرت أغلب دول أوروبا الصيد بالكهرباء في عام 1998، ولاقي هذا القرار معارضة من هولندا التي ترى أن هذه الطريقة أقل استخداما للوقود وأكثر إنتاجا للأسماك، وأدركت عدد من الدول خطورة ذلك، وقامت بالحظر، منها الولايات المتحدة الأمريكية والصين، ووصل الأمر في بعض الدول المتقدمة لإعلان سلاسل متاجر شهيرة في فرنسا وبريطانيا حظر بيع الأسماك التي تم صيدها بواسطة الكهرباء، وهذه الآثار الناتجة عن صعق الأسماك ستجعل مذاق السمك سيئًا وغير مألوف طبقا لرأي بعض المتخصصين.
ومع النجاح اللافت الذي أحزرته مصر مؤخرًا في مجال تنمية الثروة السمكية، من خلال إنشاء مزارع لإنتاج أنواع مختلفة وكميات كبيرة بالتزامن مع تنفيذ مشروعات كبيرة لتطهير البحيرات والترع، فإن الدولة بحاجة إلى تخصيص مساحة أكبر من الاهتمام بمزيد من البحث والدراسة لممارسات الصيد الكهربائي.
وكانت دار الإفتاء المصرية قد حرّمت الصيد بالكهرباء، ويحظر القانون ذلك، لكن يمارس المخالفون عملهم في أوقات متأخرة من الليل بعيدا عن أعين رقابة شرطة المسطحات المائية وجهاز حماية البيئة، وهو ما يستوجب شن حملات تفتيش على كل المجاري المائية، إلى جانب تغليظ العقوبة بالحبس المشدد، وليس اقتصار المسألة على مصادرة أدوات الصيد.