بوتين: الغرب نصّب يهوديا لرئاسة أوكرانيا للتستر على النازية
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء إن القوى الغربية نصّبت فولوديمير زيلينسكي، وهو يهودي، رئيسا لأوكرانيا لإخفاء نزعة لتمجيد النازية والتستر عليها، في حين ندد مسؤول أوكراني بتصريحاته.
وقال بوتين في مقابلة بثها التلفزيون الروسي "لقد وضع الأوصياء الغربيون شخصا على رأس أوكرانيا الحديثة، يهودي العرق والجذور.
وأضاف "هذا يجعل الوضع برمته مثيرا للاشمئزاز للغاية، إذ يتستر يهودي عرقي على تمجيد النازية وعلى أولئك الذين قادوا المحرقة في أوكرانيا في وقت ما.. أقصد إبادة مليون ونصف المليون شخص".
كما قال الرئيس الروسي إن "بث كراهية روسيا ونشر النازية الجديدة أصبح من المسلمات في أوكرانيا ودول البلطيق، في حين يتم تحريف التاريخ في أوروبا، حيث فقد البعض ذاكرتهم".
وردا على تصريحات الرئيس الروسي، قال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، إن بوتين نفسه مثير للاشمئزاز "عندما يحاول تبرير جرائم جماعية ضد مواطني دولة أخرى بكذبة فظيعة".
وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها بوتين الربط بين حكومة أوكرانيا والقتل الجماعي لليهود الأوكرانيين في الحرب العالمية الثانية على أيدي قوات الاحتلال من ألمانيا النازية، وشركائها المحليين، لأوكرانيا السوفياتية آنذاك.
وتقول موسكو إن من بين أهداف ما تصفها بالعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا القضاء على النازية.
وفي سعيها لتبرير هذه العملية، تتهم روسيا القادة الأوكرانيين بارتكاب "إبادة جماعية" نفذها من تصفهم بأنهم نازيون جدد بحق ملايين الناطقين بالروسية في أوكرانيا.
وردت كييف وحلفاؤها الغربيون بأن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة، وأنها مجرد ذريعة تختلقها موسكو لحربها الرامية إلى الاستيلاء على أوكرانيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
أسباب دخول بوتين في مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في تحول مفاجئ بدا أقرب إلى مناورات استراتيجية منه إلى رغبة حقيقية في إنهاء الحرب، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للمرة الأولى منذ اندلاع الغزو في فبراير 2022، استعداده للدخول في مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا. المبادرة، التي طُرحت تحت شعار وقف الهجمات على البنية التحتية المدنية، استقبلها محللون بسيل من التساؤلات حول دوافعها الحقيقية وسياقها السياسي المعقد.
ورغم أن بوتين استخدم لهجة تصالحية نسبيًا، مؤكدًا انفتاح موسكو على مبادرات السلام، فإن عباراته لم تخلُ من إشارات لغوية تقوض شرعية الطرف الأوكراني، حيث أصر على وصف الحكومة الأوكرانية بـ"نظام كييف"، ما يعكس استمرار النظرة العدائية التي تنكر شرعية القيادة في أوكرانيا.
ما وراء الدعوة.. حسابات داخلية ودولية
يرى محللون أن هذه الخطوة الروسية ليست سوى تكتيك مرحلي محسوب يهدف إلى تحقيق عدة أهداف دفعة واحدة:
رسالة إلى ترامب: يقول ستيفن هول، خبير الشأن الروسي، إن هذه الخطوة موجهة بالأساس نحو دونالد ترامب، الذي عبّر عن رغبته في رؤية "حماس حقيقي" لإنهاء الحرب في حال عاد إلى البيت الأبيض. في هذا السياق، تظهر روسيا بمظهر الطرف الساعي للحل، فيما توحي لأوساط المحافظين الأمريكيين بأنها منفتحة على تسوية قد تحفظ ماء الوجه لواشنطن.
تعميق الانقسام الأوروبي: يسعى بوتين، بحسب ويل كينغستون-كوكس، إلى استباق الجبهة الأوروبية التي تتشكل لتعويض غياب الدعم الأمريكي، عبر فتح قنوات مفاوضات مباشرة تهدف إلى عزل أوكرانيا سياسيًا وخلق واقع تفاوضي جديد.
ترويج داخلي للقومية الروسية: إظهار بوتين بمظهر "صانع السلام" قد يطمئن القوميين الروس المتخوفين من التنازلات، كما يعزز روايته الداخلية بأنه الطرف العقلاني في مواجهة "النظام النازي" كما تصفه آلة الدعاية الروسية.
سياق ميداني يدعم ثقة موسكو
يأتي هذا التحول في ظل وضع ميداني لا يزال يُظهر تفوقاً نسبياً للقوات الروسية، مما يعزز مناورات بوتين السياسية.
إذ ترى موسكو أن بإمكانها التفاوض من موقع قوة، خاصة في ظل تعثر الدعم الغربي لأوكرانيا وبدء واشنطن بمناقشة خطط سلام مسربة تتضمن بنودًا تُعتبر مكاسب استراتيجية روسية.
خطة السلام، التي نُسبت إلى إدارة ترامب ولم تُنكرها واشنطن، تشمل الاعتراف الأمريكي بسيادة روسيا على القرم وتجميد خطوط المواجهة الحالية، مع ضمانات بعدم انضمام أوكرانيا للناتو، وهو ما وصفه محللون بأنه "أقرب إلى حلم روسي يتحقق".
أوكرانيا في مأزق الرد
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعرب عن استعداده لمناقشة وقف استهداف المنشآت المدنية، لكنه شدد على ضرورة التزام واضح من موسكو. غير أن كييف تواجه معضلة حقيقية: فالدخول في مفاوضات ضمن هذه الشروط قد يعني فعلياً الاعتراف بواقع الاحتلال الروسي، وهو ما يتناقض مع الخطوط الحمراء الأوكرانية ومواقفها المعلنة، ناهيك عن تداعيات ذلك على الجبهة الداخلية المهزوزة بفعل الاستنزاف الطويل.
خدعة الكرملين أم بداية مرحلة جديدة؟.