عودة: واثقون أن لبناننا سيخرج من هذه المحنة أكثر صلابة
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
شدد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، خلال افتتاح العام الدراسي 2023-2024 في مدرسة مار الياس بطينا الثانوية، على وجوب مواجهة "التحديات" التربوية القائمة.
وأوصى في كلمته في المناسبة بعد انضمام المدرسة أيضا إلى مجموعة "غلوبال إديوكايشن": "لا تُثقلوا كاهل الأهالي وصونوا كرامة المعلم والعامل في المدرسة، وحافظوا على جودة التربية".
وتلا الأب بورفيليوس جورجي كلمة المطران عودة، مؤكدا ان "كنيستنا الأرثوذكسية تتطلع الى خدمة الإنسان في لبنان. والخدمة كما يعلمنا السيد في إنجيله المبارك تعهد للإنسان واحتضان له، من أي خلفية أتى، وفي كل ظروف حياته، واحتياجاته وتطلعاته وآماله".
وأضاف: "لقد تجسد ابن الله لكي يعلمنا الخدمة الحقيقية: أن نحب أخانا الإنسان، أن نحيا معاناته ونشاركه أشجانه وآلامه وتعزياته وأفراحه.. فيرتاح ويقبل الخدمة والعطاء. هذا ما تصبو إليه مطرانيتنا في بيروت من خلال عمل مؤسساتها: خدمة عالية الجودة بروح الوداعة والبذل والتفاني".
وتابع: "في الماضي، حركت المحبة والغيرة الحسنة بعض أبناء محلتي المزرعة والمصيطبة، من مؤسسي حركة التضامن الأرثوذكسي، إلى استمداد بركة الرب على يد سلفنا المثلث الرحمة المتروبوليت إيليا الصليبي من أجل تأسيس صرح علمي في رحاب دير النبي إيلياس بطينا. كان الدير مهجورا لزمن طويل قبل أن يعاد ترميمه في عهد محمد علي باشا. وكان أن انطلقت في العام 1953 مسيرة عمل كلية مار الياس بطينا. مديرها الأول كان الأستاذ حليم نهرا، الأرشمندريت تريفن لاحقا، الذي يعرفه جيدا أبناء هذه المنطقة العزيزة من بيروت، والذي عمل بتفان لجعل هذه المدرسة في عداد المدارس التي تتقن رسالتها. وقد أنشأت هذه المؤسسة العريقة أجيالا متتالية من شخصيات لبنان المبرزة التي تميّزت بحب الوطن وخدمة الإنسان. وقد أعطتنا كبارا تبوأوا أعلى المناصب في مجتمعنا والمحيط العربي والغرب. ومسيرة عمل المدرسة كانت مؤلمة زمن الحرب في لبنان. فقد تعرضت للأذى والتدمير نتيجة القصف الإسرائيلي والاشتباكات، ولكنها تجلت في زمن الضيق مثالا للصمود، صمود المؤمنين برسالتها التربوية وبنور المسيح الذي يبدد كل ظلمة. لذا تابعت المدرسة مسيرتها وفي بداية الثمانينات من القرن المنصرم، العام 1984 عملنا على تأسيس فرع للمدرسة في حرم كنيسة مار الياس في المصيطبة، الى أن استقلت تلك المؤسسة عن المدرسة الأم ابتداء من العام 1987. كما وإننا حرصنا على أن نفتح في حرم مار الياس بطينا معهدا فنيا، لإسداء التعليم المهني والفني في اختصاصات متنوعة، فأدى المعهد رسالته التربوية بنجاح لسنوات متلاحقة، وأثمر قبل أن تحول ظروف الحرب دون استمراره".
وقال: "بعد الحرب سهرنا على نفض الغبار عن المدرسة، وإزاحة آثار التدمير والأذى فيها. فاكتمل في العام 2000 بناء الصفوف الحديثة، وبذل جهد كبير في تطوير مناهج التدريس وآليات العمل التعليمي. وقد حازت المدرسة شهادة الجودة في تعليم اللغة الفرنسية Label France éducation اعترافا بمستوى التعليم فيها. كذلك طلبنا ترخيصا لإنشاء فرع للغة الإنكليزية ايضا وقد بدأ العمل فيه بنجاح. ولطالما كانت رسالة مدرسة مار الياس بطينا أرثوذكسية وطنية". وأضاف: "هي تنتمي إلى الكنيسة الأرثوذكسية، وتستمد منها الرؤية للخدمة والانفتاح والسعي الدائم نحو الأفضل. وهي وطنية كانت منذ البدء وما زالت في خدمة لبنان وكل أبنائه الذين يقصدونها من كل الخلفيات الدينية والاجتماعية لينهلوا من قيمها ومنابع العلم فيها. هي من لبنان ولكل لبنان، ككل مؤسسات الكنيسة الأرثوذكسية التي تحافظ على أصالتها وتنهل من منابعها لتروي أبناء الوطن. وقد آن الأوان، كما في محطات سابقة من تاريخ المدرسة، لتطوير العمل وآلياته... ولذا ارتأينا أن نولج العمل الإداري لشركة Global Education المختصة بالتحديث التكنولوجي. هذا يعني أن مدرسة مار الياس بطينا ستبقى تابعة لأبرشية بيروت، وواحدة من المدارس التي تعمل بإشراف المطرانية وإرشادها، وتكمل الرسالة التي أنشئت من أجلها".
وأكد: "لطالما كانت أبرشية بيروت سباقة في مجال التعليم، وأولى المؤسسات التربوية في بيروت كانت مدرسة الثلاثة الأقمار التي أسسها أسلافنا في بداية القرن التاسع عشر. تلتها أول مدرسة لتعليم الفتيات: مدرسة زهرة الإحسان، المؤسسة سنة 1880. ومن ثم كرّت السبحة حتى أصبح عدد مدارسنا في بيروت خمسة تتنافس في تقديم الأفضل".
وتابع: "للأسف، أُصيبت مدارسنا في تفجير مرفإ بيروت صيف 2020، ما حتم علينا عملا شاقا من أجل بناء ما تهدم وترميم ما تضرر. واجهنا، وما زلنا نواجه بشجاعة وإيمان، الكثير من التحديات الاقتصادية والمادية من أجل استمرار كافة مؤسساتنا، والتربوية منها في شكل خاص، في خدمتها وتأدية رسالتها الكنسية والوطنية على أكمل وجه. نحن ندرك أن صعوبة الاستمرار في المدارس تطال الإدارة والمدرسين والطلاب. لذا حددنا أولوياتنا في نقاط ثلاثة:
أولا: ألا نثقل كاهل أهالي المتعلمين.
ثانيا: أن نصون كرامة المعلمات والمعلمين والعاملين في المدرسة ورسالتهم السامية.
ثالثا: أن نحافظ على جودة العمل في التعليم والتربية ومستوى المؤسسة المرموق".
وختم: "إنها تحديات كبيرة لكننا، بمعونة الرب، وبتضافر جهود جميع الأحبة العاملين معنا، سنتخطى الصعاب، إلى أن ينبلج فجر جديد على لبنان، هذا البلد الذي شاءنا اللهُ أن نولد فيه ونعمل من أجله، ونحن حافظون العهد والأمانة. رجاؤنا بالرب خالقنا كبير، ومهما طالت الشدة لا بد من نهاية لها. نحن واثقون أن لبناننا سيخرج من هذه المحنة أكثر صلابة وأشد منعة بفضل شباب أُنشئوا على حب الوطن وعلى الوفاء له وخدمته بنزاهة وعلم وتفان، من دون مصلحة ومن دون غايات مخفية. لقد آن الأوان ليتسلم قيادة هذا البلد جيل عملت مدارسنا، وسواها من المدارس، على تلقينه، مع العلم، الإيمان والمحبة والوطنية والنزاهة واحترام الإنسان، والمحافظة على القيم والأخلاق. فعوض تهجير طاقاتنا البشرية، وتضييق فرص العمل والإبداع أمامهم، أليس حري بنا أن نسلمهم الأمانة، ونعطي وطننا فرصة الاستفادة من علمهم والتقدم بفضل طموحهم وتطلعاتهم؟. نصلي إلى الرب الإله أن يبارك إدارة المدرسة والعاملين فيها مع التلاميذ وذويهم. وندعو للجميع بسنة دراسية مثمرة ومباركة. حفظكم الرب جميعا في خدمة الكنيسة ولبنان".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
طلاب مدرسة WE للتكنولوجيا التطبيقية بالوادي الجديد يطلبون من مدبولي تنسيقا خاصا
عقب تفقده لاصطفاف المعدات بمحطة مياه 30 يونيو، بالوادي الجديد انتقل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومرافقوه لتفقد "مدرسة WE للتكنولوجيا التطبيقية".
وكان في استقبال رئيس الوزراء لدى وصوله المدرسة،نجلاء نصير، رئيس قطاع المسئولية المجتمعية بشركة WE، و مصطفي ناصف، المدير التنفيذي للمدرسة.
وقالت نجلاء نصير، رئيس قطاع المسئولية المجتمعية بشركة WE، إن مدرسة WE للتكنولوجيا التطبيقية في الوادي الجديد، وكذا في باقي محافظات الجمهورية، تُعد بمثابة مبادرة استراتيجية تهدف إلى تطوير منظومة التعليم الفني من خلال سد الفجوة بين العملية التعليمية النظرية والاحتياجات الفعلية لسوق العمل، وذلك في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، نحو بناء أجيال مصر الرقمية لدعم التحول الرقمي، وتحت مظلة "رؤية 2030" لتطوير قطاع التعليم الفني.
وأضافت أن هذه المدرسة تُمثّل تتويجاً للشراكة المثمرة بين كل من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ومحافظة الوادي الجديد والشركة المصرية للاتصالات، بهدف إتاحة الفرصة لعدد أكبر من أبنائنا الطلاب بالمحافظات الحدودية، مشيرة إلى أن المدرسة تخدم نطاق محافظة الوادي الجديد بالكامل (الخارجة – الداخلة – الفرافرة - باريس)، وتم توفير أماكن لإقامة الطلبة والطالبات الوافدين من المراكز النائية التابعة للمحافظة.
واستمع رئيس الوزراء إلى شرح من مصطفي ناصف، المدير التنفيذي للمدرسة، حول مُكونات المدرسة والأنشطة المُقدّمة بها، موضحاً أن المساحة الكلية للمَدرسة تبلغ 8400 متر مُسطّح، وتشمل مبنيين (مبنى أكاديمي ومبنى الورش)، ويعمل بالمدرسة 26 معلما وإداريا، كما يبلغ عدد الطلاب بالمراحل المختلفة 150 طالبا وطالبة، والتي تعد هي السعة الكاملة المستهدفة للمدرسة، موزعة على 6 فصول أكاديمية للصفوف الدراسية الثلاثة، بواقع فصلين دراسيين لكل مرحلة، و 50 طالبا للمرحلة الواحدة بكثافة 25 طالبا للفصل الواحد، لافتاً إلى أن عدد البنين 64 طالبا بنسبة 42.7 % وعدد البنات 86 طالبة بنسبة 57.3%.
وعقب ذلك، تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، عددا من معامل المدرسة، حيث أوضح المدير التنفيذي للمدرسة، أن المدرسة تتضمن معملين أحدهما للحاسب الآلي، والآخر للشبكات، مضيفاً أن الطلاب خلال مرحلة الدراسة يتاح لهم اختيار احد التخصصات المتاحة التي تشمل، الاتصالات، وتطوير المواقع والبرمجيات، والشبكات وأمن المعلومات، كما أن المدرسة مزودة ببنية تحتية متكاملة للاتصالات مما يجعلها مدرسة ذكية متخصصة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأدار رئيس الوزراء، حواراً ودياً مع عدد من طلاب وطالبات المدرسة، حيث سأل الطلاب عن رأيهم في مستوي الخدمة التعليمية بالمدرسة، وعن مستوي الخدمات المقدمة في أماكن الإقامة المخصصة للمغتربين منهم، والوجبات المقدمة للمغتربين، وأشادوا بالتحسن الملموس في الخدمات المقدمة خلال هذا العام، كما سأل رئيس الوزراء احدى الطالبات عما تقوم به من أعمال خلال وجودها بالمعمل، حيث أجابت بأنها تعمل على تصميم موقع إلكتروني لعرض المنتجات.
فيما أجرت احدى الطالبات حواراً مع رئيس مجلس الوزراء، حول الصعوبات التي يواجهها طلاب مدرسة WE في التنسيق، والتقديم في الكليات، بالإضافة إلى خضوع الطلاب من خريجي المدرسة لمعادلة خاصة، وطالبوا بتنسيق خاص بالمدارس التطبيقية، حيث وجه رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بدراسة وجود تنسيق خاص لهم باعتباره أمرا عادلا كتشجيع من الدولة للإقبال على هذه المدارس.
وانتقل رئيس الوزراء ومرافقوه، لتفقد مبني الورش ومعمل اللغات، حيث أشار/ مصطفي ناصف، إلى أن مبني الورش يشمل عدد 2 ورشة تخصصية في تخصصات الكهرباء والاتصالات مُجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات لإتاحة فرصة التعلم والتطبيق الفعال لطلابنا، علاوة على معمل للغات ومعمل فيزياء، مُضيفاً أنه يتاح لطلاب المدرسة تنفيذ التدريب الميداني داخل السنترالات والمواقع الفنية بالشركة المصرية للاتصالات والشركات التابعة بهدف إكسابهم المهارات الفنية المطلوبة لاحتياجات سوق العمل.
وأوضح، أن نتائج مدرسة WE بالوادي الجديد، كانت متميزة خلال العام الدراسي السابق للصفين الأول والثاني، بنسبة نجاح 100% بواقع 82% بتقدير امتياز و18%جيد جداً.
d88d53c9-d78d-4b70-b417-bc6ad6c970d9 68f26d7f-8399-486c-bf00-f6ea9328bdc5 eda4cfdb-0f1c-4825-9ca9-7284f0bdde0b 68f26d7f-8399-486c-bf00-f6ea9328bdc5 19af155b-1f03-4cd2-8bca-737848e43fb7 19af155b-1f03-4cd2-8bca-737848e43fb7 8810d305-1f5d-4dd0-87b2-57e6791c6ac6 b058c086-2870-4b9e-9b24-50e19bb48310