بالطيع تئن شعوب العالم الثالث من الأوضاع الاقتصادية المترزية في بلدانهم، وما تفاقم تلك الأزمات، تكون الديون وفوائدها من أكبر الكوارث على اقتصاد أي بلد، خصوصا في ظل حالة العجز في السداد، وزيادة الديون نتيجة للاقتراض، وتضاعف قيمتها نتيجة لتراكم الفوائد والأقساط، ولكن يبدوا أن هذا الوضع أصبح عالميا، وأن دول اقتصادية عظمى بدأت تأن من أوضاعها الداخلية، ومن تلك الدول كانت ألمانيا.

وكشف تقرير نشرته صحيفة فوكس الألمانية، عن واقع الاقتصاد الحالي لدولة ألمانيا الاتحادية، وجود تدهور كبير فيما يخص الموازنة الخاصة بها، وخصوصا ملف الديون، وأن الحكومة الاتحادية مثقلة بالديون، وهو ما حاول التقرير تلخيصه، في ثماني حقائق عن دولة ألمانيا المثقلة بالديون.

 

فوائد الديون السم في البرامج الممولة 

 

وبحسب ما جاء بالصحيفة الألمانية، فإن ما يمثله السكر من آثار الكحول هو مثل الفائدة بالنسبة لسياسي الديون، فإذا قلت أن اختياري التمويل الممول، فبالتأكيد ستحصل على الخيار المصاحب، وهو سم الفوائد داخل هذا التمويل، ولا توجد طريقة غير مؤلمة لأي منهما للتعامل مع الفائض، فهي عبارة عن سموم داخل جسد اقتصاد البلاد، فهي ليست أكثر من دين في يصاحب تنفيذ التمويل، ودائما ما تكون نتائجها كارثية على اقتصاد البلاد.

 

وبوسعك أن تسمعهم وهم يتفاخرون بالبرامج الممولة بالديون في كل مكان: وزير المالية مع نقطة التحول، وليزا باوس مع الرعاية الأساسية للأطفال، وروبرت هابيك مع صندوقه للمناخ والتحول، ولم يتحدث أي من المشاركين طوعًا عن الفوائد المستحقة، فالاهتمام هو الجانب الغامض من السلطة، ولهذا السبب يجب أن نسلط الضوء عليه هذا الصباح.

 

ثماني حقائق عن دولتنا المثقلة بالديون

 

يحتاج كل مواطن إلى معرفة ثمانية أشياء عن دولتنا المثقلة بالديون، على الأقل إذا أردنا تحرير أنفسنا من الإفراط في الديون المسكرة في مرحلة ما:

 

أولاً: عبء الفوائد على الموازنة الاتحادية .. وقد أصبح الآن ضعف موازنة وزير التربية والتعليم ويفوق موازنة هابك بثلاثة أضعاف، فأموال دافعي الضرائب الجميلة تندفع إلى أسفل مدخنة وزارة المالية.

 

ثانياً: لقد تسارعت سرعة حرق هذه الأموال  .. وبشكل كبير حدث ذلك  بسبب تحول أسعار الفائدة لدى البنك المركزي الأوروبي، فزادت ميزانية الفوائد عشرة أضعاف في غضون ثلاث سنوات فقط، وذلك وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن مكتب التدقيق الفيدرالي، حيث سيكون 39.8 مليار يورو مستحقًا في عام 2023، وأربعة مليارات في عام 2021.

ثالثاً: إن جزءاً كبيراً من عبء الفوائد يختبئ في الموازنة الاتحادية خلف ما يسمى بـ«الدين الاتحادي»  .. لكن هذه التدوينة لا تحكي سوى جزء من القصة، فقط التراخيص الائتمانية للجيش الألماني، أو الحدود القصوى لأسعار الطاقة، أو المناخ، والتي تم الاستعانة بمصادر خارجية لما يسمى الصناديق الخاصة، هي التي تحتوي على استمرار قصة الديون، وذلك لأن جميع القروض تقريبًا يجب أن تتحمل فائدة بشكل مستقل داخل أسر الظل هذه.

 

رابعاً: هذا يعني أن المبالغ الاستثمارية المرتفعة التي يتم الإعلان عنها للجمهور غير صحيحة .. وعلى سبيل المثال، ليس لدى الجيش الألماني 100 مليار يورو متاحة لتحسين المعدات كما أعلن أولاف شولتز، ولكن حوالي 90 مليار يورو فقط، وفقًا لحسابات معهد إيفو التابع للبروفيسور كليمنس فويست، وتُستخدم العشرة مليارات يورو المتبقية لدفع الفائدة على هذا الصندوق الخاص، والذي، كما نعلم، ليس أصلاً بل سند إذني كبير، وطالما لم يتم سدادها، فإن عبء الفائدة يبقى إلى الأبد

خامساً: المهم أن جميع هذه السندات تحتوي فقط على دفعات فوائد .. وليس أي دفعات، فطالما لم يتم سدادها، فإن عبء الفوائد سيظل ساري المفعول إلى الأبد.

 

السادس: إن عبء الفائدة في ألمانيا مرتفع للغاية أيضا .. ولأن الدولة لم تستغل مرحلة أسعار الفائدة المنخفضة بحكمة فكان هذا الأمر، ويُظهر تقرير الاقتراض الخاص بالحكومة الفيدرالية متوسط ​​المدة المتبقية لديون الأوراق المالية للحكومة الفيدرالية، وهذا يعني أقل من سبع سنوات بقليل، وهذا يعني أن التغيرات المفاجئة في أسعار الفائدة (مثل الأسعار الحالية) تخلف تأثيراً سريعاً على أعباء الفائدة التي تتحملها الحكومة الفيدرالية، ووفقاً لحسابات رابطة دافعي الضرائب: إذا زادت أسعار الفائدة بمقدار نقطة مئوية واحدة فقط في الأمد المتوسط، فإن تكاليف الفائدة التي تتحملها الحكومة الفيدرالية وحدها سوف ترتفع بما يصل إلى 16 مليار يورو سنوياً.

 

سابعا: وزراء مالية النمسا كانوا أذكى .. حيث قامت الدولة بتمويل بعض ديونها بآجل 99 عاما بشروط مرحلة الصفر والأدنى، ولم يسبق لأي صحفي في العاصمة أن سأل وزيري المالية شولتز وشيوبله لماذا لم يحدث هذا التحول من الديون القصيرة الأجل إلى الديون الطويلة الأجل بنفس القدر في ألمانيا.

 

ثامناً: الحكومة الفيدرالية هي مجرد مدين حكومي واحد من بين العديد من المدينين الحكوميين .. وتصل سندات الدين للولايات والبلديات وشركة Deutsche Bahn AG إلى أكثر من 770 مليار دولار، مما سيؤدي إلى عبء فائدة تراكمي يزيد عن 50 مليارًا في عام 2023، وهذا يعني أن عبء الفائدة الحقيقي على القطاع العام أعلى بنسبة 100% مما هو موضح في الميزانية الفيدرالية. لأن أموال دافعي الضرائب تندفع أيضاً إلى أسفل المدخنة في أماكن أخرى.

 

جشع الدولة للحاضر

 

وانتهى التقرير بأن الخلاصة، هي أن جشع الدولة للحاضر يتجلى في هذه الأرقام. ووصف الفيلسوف بيتر سلوترديك -في كتابه «جانب الأخذ وجانب العطاء»- الدولة بأنها «يتخللها حقها في الأخذ» ووضع «القانون الأساسي غير المكتوب للجمهورية الفيدرالية» على الورق. تقول هذه الوثيقة الغامضة: “استقالة المواطن هي أساس سلامة المالية العامة. المواطن المرتبك بما فيه الكفاية هو وحده الذي يمتنع عن ممارسة حقه المفترض في الشفافية. ليس هناك ما هو أكثر ضررا على مالية الدولة من رغبة المواطنين غير الناضجة في فهمها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحکومة الفیدرالیة أسعار الفائدة ملیار یورو هذا یعنی

إقرأ أيضاً:

الذهب يرتفع 14.2% خلال الربع الثالث من 2024

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تراجعت أسعار الذهب العالمي، اليوم الاثنين، مع بداية الأسبوع ولكنه يظل يتداول بالقرب من أعلى مستوى تاريخي سجله الأسبوع الماضي، حيث يتجه الذهب لتسجيل أفضل أداء ربع سنوي منذ أكثر من 8 سنوات بعد الدعم الكبير الذي حصل عليه من قرار البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة. 
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.1% ليتداول حالياً عند المستوى 2656 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند 2661 دولار للأونصة ليسجل أعلى مستوى عند 2666 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 2647 دولار للأونصة، ويتجاهل الذهب توترات الشرق الأوسط ولبنان، وفق تحليل جولد بيليون.

ارتفع سعر الذهب حتى الآن خلال الربع الثالث من عام 2024 بنسبة 14.2% وهو أفضل أداء ربع سنوي منذ يناير 2016، بينما خلال شهر سبتمبر ارتفع سعر الذهب بنسبة 6.1% بعد أن سجل مستوى تاريخي عند 2685 دولار للأونصة خلال الأسبوع الماضي. 
وجد الذهب الدعم الكبير من قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية لينهي سياسة التشديد النقدي ويظهر اتجاهه إلى مزيد من عمليات خفض الفائدة للحول دون تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي وتأثر قطاع العمالة بشكل سلبي.
بالإضافة إلى هذا حافظ الذهب على مكاسبه خلال الأيام الأخيرة بعد أن أعلنت الحكومة الصينية عن إجراءات تحفيزية كبيرة لدعم الاقتصاد، مما قد يزيد من الطلب على الذهب في أكبر دولة مستهلكة للذهب في العالم.
بالإضافة إلى هذا يبقى الطلب العالمي على الذهب كملاذ آمن متزايد في ظل المخاوف المستمرة بشأن الحرب في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وعدم اليقين السياسي المصاحب لانتخابات الرئاسة الأمريكية.
وأشار تحليل جولد بيليون إلي أن الذهب يبدو مستعدًا لارتفاع محتمل إلى المستوى 2700 دولار للأونصة إذا كانت بيانات سوق العمل التي تصدر هذا الأسبوع عن الاقتصاد الأمريكي متوافقة مع إمكانية تخفيف 75 نقطة أساس أخرى من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي بحلول نهاية العام. 
حيث يصدر هذا الأسبوع تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي والذي يظهر أعداد الوظائف الجديدة ومعدل البطالة ومتوسط الأجور، ويعد أحد أهم البيانات الاقتصادية التي يعتمد عليها البنك الفيدرالي الأمريكي في تقييم أداء الاقتصاد.

مقالات مشابهة

  • الذهب يرتفع 14.2% خلال الربع الثالث من 2024
  • أمين «أسواق المال العربية»: قيم التداول سجلت 700 مليار دولار في 2024
  • خطاب باول وبيانات الوظائف يلقيان الضوء على مسار الفيدرالي بشأن الفائدة
  • محمد كركوتي يكتب: الديون تتراجع والقلق باق
  • الحرب تثقل كاهل موسم "البلح" في غزة
  • 5 دول أفريقية تخطط لتنفيذ عملية "مقايضة الديون بالطبيعة" لجمع 2 مليار دولار
  • بعد أسبوع من خفض الفائدة.. كيف انعكس قرار الفيدرالي الأمريكي على الاقتصاد العالمي؟
  • البنوك المركزية والتضخم وخفض أسعار الفائدة
  • جولد بيليون: أول تراجع للذهب هذا الأسبوع بنسبة 0.4% بالبورصة العالمية
  • مسجلا 2663 دولارًا للأونصة.. أول تراجع للذهب هذا الأسبوع بالبورصة العالمية