هل تنجح الوساطة التركية في إعادة روسيا لاتفاق الحبوب؟
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
القاهرة- عمر حسن: بارقة أمل تلوح في الأفق بشأن احتمالية عودة العمل باتفاق تصدير الحبوب عبر الموانئ الأوكرانية في البحر الأسود.
ذلك الاتفاق الذي علقته موسكو في 17 يوليو الماضي، بسبب العراقيل الغربية على صادراتها، مما أدى إلى حدوث ارتفاعات في أسعار الحبوب عالميًا.
جرت مباحثات مؤخرًا بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في منتجع سوتشي ناقشت عددًا من الملفات ومن بينها عودة العمل باتفاق تصدير الحبوب.
روسيا تفرض شروطها
كان لوقف العمل باتفاق تصدير الحبوب تداعيات سلبية على معظم الدول خاصة الإفريقية التي تعتمد على الحبوب الأوكرانية –الأرخص ثمنًا- في تأمين غذائها.
شكّل ذلك ضغوطات دولية على روسيا لإثنائها عن الانسحاب من الاتفاق الذي كان يضمن عبور السفن بأمان عبر الموانئ الأوكرانية، لكن روسيا ترى أن هناك شروطًا يجب تحقيقها قبل الحديث عن عودتها للاتفاق.
من جانبه قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إن أحدث اقتراح من الأمم المتحدة لاتفاق الحبوب يتضمن آلية تشبه نظام "سويفت"، معتبراً أن ذلك يعمل على "تلبية بعض مطالب روسيا".
وأضاف أردوغان في تصريحات أدلى بها للصحافيين على متن الطائرة أثناء عودته من زيارة إلى مدينة سوتشي الروسية، أن "العمل جار بشأن مسألة التأمين على السفن"، مشدداً على "إمكانية التوصل إلى حل قريب" بشأن "اتفاق الحبوب" الذي انسحبت منه موسكو في يوليو الماضي.
الرئيس التركي أشار إلى أن مطالب موسكو هي التأمين على السفن وإدراج بنكها الزراعي في نظام "سويفت" العالمي لتحويل الأموال عبر البنوك، بحسب ما أوردت وكالة "الأناضول" التركية.
وأوضح قائلاً: "اقترح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، يوم 28 أغسطس، في الخطاب الذي أرسله، آلية وسيطة ناشئة عن معاملات سويفت، لكن ليس سويفت بشكل مباشر مثلما أراد الروس"، وواصل: "قالوا إن العمل جارٍ في مسألة التأمين أيضاً".
أوكرانيا تعترض
رفض ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دعوة تركيا لبلاده بتخفيف موقفها فيما يتعلق بإحياء اتفاق الحبوب في البحر الأسود، قائلاً: إن أوكرانيا لن تدعم تخفيف العقوبات على موسكو ولن تقبل سياسة «الترضية».
وقال بودولياك: «لنكن واقعيين في نهاية المطاف ولنتوقف عن بحث خيارات غير موجودة، ناهيك عن تشجيع روسيا على ارتكاب مزيد من الجرائم».
وأدلى بودولياك بهذه التصريحات عندما طلب منه التعليق على ما صرح به أردوغان بعد محادثات مع بوتين.
وأضاف بودولياك أن روسيا «مهتمة للغاية» بتدمير الموانئ البحرية الأوكرانية والبنية التحتية لنقل الحبوب، مشيرا إلى أن روسيا ليست بحاجة إلى أي اتفاق للحبوب وأن كل ما يهمها عزل أوكرانيا عن أسواق الحبوب العالمية ورفع أسعار الحبوب وأن تسيطر بمفردها على البحر الأسود.
ارتفاع الأسعار
بينما تسعى الوساطة التركية لإعادة روسيا إلى اتفاق الحبوب، تشهد أسعار القمح ارتفاعًا حيث تشير التوقعات، إلى استمرار تقلُّب أسعار الغذاء المتزايد؛ ما يضع الإمدادات الغذائية العالمية تحت ضغط، وبالتبعية يسهم في تفاقم أزمة تكلفة المعيشة، لاسيما في البلدان المعتمدة على الاستيراد.
من جانبها أسهمت قرارات الهند بفرض قيود على تصدير الأرز والقمح في تهديد الأمن الغذائي حول العالم.
وكان اتفاق تصدير الحبوب الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا، يضمن تصدير المنتجات من الموانئ الأوكرانية بأمان، واستمر لمدة عام، قبل انتهائه في يوليو الماضي، عندما انسحبت موسكو بسبب شكواها من عقبات تواجه صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة.
للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا
المصدر: معلومات مباشر
إقرأ أيضاً:
روسيا ترحّب بتوصل أرمينيا وأذربيجان إلى اتفاق سلام
رحّبت روسيا، الجمعة، بمحادثات سلام ناجحة بين أرمينيا وأذربيجان، وذلك غداة إعلان البلدين توصّلهما لاتفاق سلام.
وخاضت باكو ويريفان حربين للسيطرة على منطقة قره باغ الأذربيجانية وتقطنها غالبية من الأرمن، مرة أولى عقب سقوط الاتحاد السوفياتي كان النصر فيها من نصيب أرمينيا ومرة أخرى في 2020 انتصرت فيها أذربيجان، قبل أن تستولي باكو على الجيب بكامله في هجوم استمر 24 ساعة في سبتمبر (أيلول) 2023.
والخميس، أعلن الجانبان التوصل إلى "اتفاق سلام" لتطبيع العلاقات، وأبديا استعدادهما لتوقيع معاهدة سلام شاملة.
بعد صراع 40 عاماً.. أرمينيا وأذربيجان تعلنان التوصل لاتفاق سلام - موقع 24قال مسؤولون من أرمينيا وأذربيجان، الخميس، إنهم اتفقوا على نص اتفاق سلام لإنهاء صراع لنحو أربعة عقود بين الدولتين الواقعتين في جنوب القوقاز في انفراجة مفاجئة لعملية سلام متعثرة ومريرة.وجاء في بيان للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "نرحّب بإنجاز المفاوضات".
وتابعت زاخاروفا "ندعم هذه الخطوة الهامة نحو تطبيع كامل وشامل للعلاقات بين أرمينيا وأذربيجان".
وموسكو رسمياً حليفة لأرمينيا، إلا أنها تسعى لإقامة علاقات جيدة مع أذربيجان. والبلدان كانا جزءاً من الاتحاد السوفياتي.
Moskva Azərbaycanla Ermənistan arasında sülh sazişi üzrə danışıqların başa çatmasını alqışlayır https://t.co/0ZZ3KTUCtx pic.twitter.com/NsmNnHE0E8
— AZERTAC News Agency (@AZERTAC) March 14, 2025وبذلت روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة جهود وساطة لحل النزاع.
ولم يحدد موعد توقيع الاتفاق، في حين تنتظر باكو التي تتمتّع بثروات أكبر وترسانة أسلحة أوسع من جارتها بفضل تحالفها مع تركيا، من أرمينيا أن تعدّل دستورها في ما يخصّ إعلان الاستقلال وما ورد فيه بشأن قره باغ.