«الفوط الصحية».. أزمة تؤرق السودانيات فى زمن الحرب.. وحدة المرأة: 3 ملايين سيدة مُهددات بمشكلات صحية ونفسية.. و«فوطة تسد الخانة»: الحوجات تتزايد والحرب أنهكت جهودنا
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
لا يزال يتجرع الملايين في السودان ويلات الحرب الشرسة الدائرة في البلاد منذ أكثر من 4 أشهر على التوالي بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني؛ ورغم تزايد فاتورة الأزمات القاسية التي ضربت شتى القطاعات الأساسية والمحورية الهامة واقتراب البلاد من خطر المجاعة وتزايد موجات النزوح؛ وصل قطار أزمات الحرب إلى الفوط الصحية للنساء، والتي كانت تفاقمت بشكل كبير قبل الحرب.
في سبتمبر 2021، أعلنت هيئة التأمين الصحي في الخرطوم عن إدخال الفوط الصحية للنساء تحت مظلة التأمين بدعم يصل نحو 50% من إجمالي قيمتها؛ بعد أن طالت أزمة الأسعار الفوط الصحية وندرتها في الأسواق؛ ولكن بعد اندلاع الحرب ارتفع ثمن باكت الفوط الصحية إلى 11 ألف جنيه سوداني بعد أن كان ثمنه 7500 جنيه وسط صعوبة الحصول عليها وتوفرها على الرغم من ارتفع قيمتها الشرائية بنحو 40%.
وفي خضم الأزمة؛ برز اسم حملة «فوطة تسد الخانة» وهي مبادرة نسوية مجتمعية خرجت للنور في 2020 سعيًا لتوفير الفوط الصحية للسيدات والفتيات في الظروف الطارئة واللاجئات في المُخيمات والنازحات من مناطق النزاع. «البوابة» تحدثت مع عدد من القائمين على الحملة لرصد الأزمة عن قرب ومعرفة آليات وتفاصيل محاولة دعم السيدات والفتيات في زمن الحرب وسد حاجاتهن النسوية الأساسية.
«الفوط الصحية».. أزمة تؤرق نساء السودان فى زمن الحرب
مسؤولة بـ«فوطة تسد الخانة»: 3 آلاف فتاة بحاجة ماسة وضرورية للفوط الصحية.. والحاجات فى تزايدنبأ صلاح الناشطة بحملة «فوطة تسد الخانة» تقول: بعد اندلاع الصراع المسلح في السودان ساهمت «فوطة تسد الخانة» حتى الآن بنحو 1211 باكت من الفوط الصحية للنساء؛ ولكن حوجة النساء في تزايد مستمر بسبب تداعيات الحرب القاسية؛ وتزايد وتيرة الصراع وارتفاع موجات النزوح الداخلي وتوقف الامدادات الطبية والدوائية والغذائية، مشيرة إلى أن الحاجات التي وردت لـ «فوطة سلام» في جميع ولايات السودان منذ اندلاع الحرب تقدر بما يقرب من 3 آلاف فتاة بحاجة ماسة وضرورية للفوط الصحية؛ ولكن الحملة مُنهكة في تلبية الحاجات الضرورية التي راكمتها الحرب وخلقها التشريد والنزوح لمئات السيدات والفتيات.
«فوطة سلام» هي حملة طارئة منبثقة من الحملة الأم «فوطة تسد الخانة»؛ لدرء آثار الحرب الراهنة وتلطيف آثارها المترتبة على الفتيات والنساء المحيضات في مُخيمات النزوح والمنازل والولايات. حسبما عرفتها الناشطة النسوية بحملة السودانية «فوطة تسد الخانة».
«فوطة تسد الخانة»
وتؤكد «صلاح» أن تداعيات الحرب الشرسة التي تشهدها ولايات السودان ألقت بظلالها السيئة على جهود حملات «فوطة تسد الخانة» لدعم النساء والفتيات السودانيات؛ من بينها تباطئ وتيرة إيصال مُساعدات الحاجات الصحية للنساء بسبب الظروف الأمنية العصيبة التي تشهدها ولايات السودانية؛ لافتة إلى أن حملة «فوطة تسد الخانة» لجأت في الأخير إلى إيصال الأموال لمناديب الحملة في الولايات لشراء الفوط الصحية ومُحاولة توزيعها على السيدات اللواتي بحاجة ماسة وضرورية للفوط الصحية.
وبدأت حملة «فوطة تسد الخانة» أولى أعمالها في 2020 إثر تدشين حملة حملت عنوان «بازار شغل العالم الأول» لدعم النساء في الخرطوم؛ وكانت تذكرة دخول البازار عبارة عن «فوطة صحية» كخطوة أساسية وسريعة لكسر الوصمة السيئة المُرتبطة بالدورة الشهرية ودخولها ضمن السياسات الصحية للنساء في الخرطوم.
تعود «صلاح» بالذاكرة في حديثها لـ «البوابة نيوز» إلى جهود حملة «فوطة تسد الخانة» قبل اندلاع الحرب؛ بقولها: حين اجتاحت أزمة الفيضانات الولايات في السودان 2020 كثفت «فوطة تسد الخانة» جهودها لدعم النساء بنحو 640 باكيت؛ وواصلت حملاتها مستجيبة لنداء أزمة معسكر اللاجئات الإثيوبيات- «كان يضم آنذاك نحو 40 ألف لاجئ هربوا من الصراع المسلح بين الحكومة الإثيوبية وإقليم تيجراي» وساهمت الحملة بنحو 3456 بكت من الفوط الصحية للنساء لصالح النازحات في معسكر تنيب؛ ووصلت جهود الحملة لـ سجن النساء في أم درمان مُساهمين بـ 832 باكت من الفوط الصحية؛ وفي الحروب الأهلية بالنيل الأزق 2022 ساهت الحملة النسائية بـ2336 باكت من الفوط الصحية، وفي 2023 واصلت مواصلة دعم النساء في الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد مُنذ اندلاع الشرارة الأولى للحرب في مُنتصف أبريل الماضي.
«فوطة تسد الخانة»وتؤكد الناشطة السودانية، أن «فوطة تسد الخانة» تنظر بعدسة مُتفحصة لما يحدث للنساء والبنات من انتهاكات جنسية منذ اندلاع حرب السودان؛ بداية من الترويع مًرورا بالاختفاءات القسرية للبنات والنساء في ظروف غامضة انتهاءً بالاغتصاب الفردي والجماعي للنساء على يد أفراد من قوات الدعم السريع.
ولفتت إلى أن الحروب في سياقات عدة تُخاض على أجساد النساء ويدفع ثمنها الجميع ولكن تقع آثارها الواضحة على النساء والفتيات بشكل أو بآخر خارج العاصمة وفي الولايات من تشريد ونزوح وعمالة منزلية غير مدفوعة الأجر.
وعن المصادر المالية التي تعتمد عليها حملة «فوطة تسد الخانة» لدعم السيدات، أوضحت «صلاح» أن الحملة تفتح التبرعات المالية واليعنية بجميع أنحاء العالم للمساعدة في التمكن من إيصال الفوط الصحية للسيدات اللواتي بحاجة ضرورية وماسة إليها، مؤكدة أن «فوطة تسد الخانة» مُبادرة مُجتمعية مدنية سودانية ولا توجد أي جهات أو منظمات دولية مانحة للمبادرة.
«فوطة سلام»: نُعانى من صعوبة إيصال الفوط الصحية للنساء بسبب الحربمن ناحيتها، تقول زينب أوشيك الناشطة النسوية والتي عمل بالمكتب اللوجستي لـ حملة «فوطة تسد الخانة»: إن الحملة واجهت العديد من الصعوبات والانتقادات الواسعة في عمرها الأول؛ لكونها فكرة دخيلة على المجتمع السودان؛ ولكن جهودها بشأن الدعم النسوي تبلور في خضم الأزمات والكوارث التي شهدتها السودان منذ 2020؛ وتزايد الحوجة الماسة للفوطة الصحية وخاصة في ظل الحروب والاقتتال وتعذر إمكانية الوصول؛ فكان لزامًا على حملة فوطة تسد الخانة التواجد وسد العجز الذي يؤرق النساء في المناطق المُلتهبة والظروف القاسية.
وترد «أوشيك» على التقليل من جهود حملتهم بقولها: إن الدورة الشهرية لا تتوقف أثناء الاقتتال والحروب؛ بل تشتد أكثر على النساء والفتيات وخاصة المُتضررات من الصراعات والنزاعات لتهجيرهن ونزوحهن؛ مُشيرة إلى أنه بعد اندلاع صراع السودان في الربع الأول من 2023 أصبح تلبية حوجات السيدات بشأن الفوط الصحية أمرًا صعبًا وخطرًا للغاية؛ في ظل تشتت أفراد الحملة ونزوحهم وتهجيرهم القسري داخل وخارج البلاد.
وتؤكد عضو حملة «فوطة تسد الخانة»؛ أنه رغم المخاطر الجسيمة تواصل الحملة جهودها لإيصال الفوط الصحية للنازحات من ويلات الحرب إلى جانب رفع الحاجات في الأقاليم والولايات السودانية المُختلفة؛ وبدورنا نرسل الأموال لمناديب الحملة في الولايات لتوفير الفوط الصحية وسد حاجات النازحات.
جهود «فوطة تسد الخانة» في زمن الحربوفندت المسؤولة بـ«فوطة تسد الخانة» جهود حملتهم في دعم النساء منذ اندلاع الحرب في السودان وحتى أغسطس 2023؛ إذ وفرت الحملة 336 بكت من فوطة سلام للنساء في مدينة الحصاحيصا التابعة لولاية للجزيرة؛ و128 بكت للسيدات بمدينة سِنْجَة في ولاية سنار؛ ونحو 112 بكت في مدينة الخرطوم وأمدرمان؛ فيما بلغ إجمالي باكت الفوط الصحية، التي وصلت للنساء في ولاية نهر النيل لنحو 400 بكت فوطة صحية.
وحدة المرأة في السودان: ارتفاع باهظ فى ثمن الفوط الصحية.. واختفاؤها بعد الحربوبدورها، قالت رئيس وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل في السودان سليمى إسحاق: إن تلبية الاحتياجات الشخصية للنساء هو جزء أساسي من عمل الوحدة، وخاصة في ظروف الطوارئ، مؤكدة أن وحدة المرأة في الخرطوم والأفرع التابعة لها على مستوى الولايات يُحاولون على قدر الإمكان تقديم كل أنواع الدعم للنساء؛ في وقتٍ باتت الحكومة السودانية غير قادرة على تقديم الدعم للنساء وتلبية حاجاتهن؛ في ظرف قاسية تمر بها البلاد بسبب النزاع المسلح وارتفاع التكاليف وغلاء الثمن وصعوبة توفرها وخاصة في مناطق النزوح.
وأكدت «سليمي» في حديثها؛ أنه منذ اندلاع الصراع لمسلح في البلاد، يُقدم للنساء وخاصة النازحات من الخرطوم مُساعدات للحوجات الشخصية تسمى بـ«حقائب الكرامة» تحتوي على فوط صحية وفرشة أسنان وصابون ومرطب جلدي؛ مُشيرة إلى أنه في الأزمات تزداد حوجات النساء الشخصية ومن بينها احتياجات الدورة الشهرية ودائمًا ما يتم تجاهلها لتصنيفها على أنها أغراض غير أساسية ويمكن أن تنتهي الحوجة بـ«قطعة قماش»؛ ولكن في الحقيقة توفير الأغراض الشخصية الأساسية للنساء مهمة جدًا لاستكمال مسألة الكرامة. وتؤكد «سليمي»، أنه في ولاية النيل الأبيض؛ وزعت الوحدات التابعة لحماية المرأة ما يزيد على 2000 باكت من الفوط الصيحة؛ تزامنًا مع توزيع حقائب الكرامة.
رئيس وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل في السودان سليمى إسحاقوفي وقت سابق، وضعت الحكومة الاتحادية السودانية، خطة قومية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الخاص بالمرأة والسلام؛ وكان من المقرر أن تُعفى المنتجات الخاصة بالنساء مثل الفوط الصحية من الضرائب حتى يكون ثمنها الشرائي في مقدرة الجميع؛ ويتم توفيرها داخل المدارس؛ ولكن الحرب عصفت بتنفيذ الخطة رغم وجودها، حسبما ذكرت المسئولة الحكومية في حديثها لـ«البوابة».
وتقول مديرة وحدة المرأة والطفل: قبل الحرب كان هناك تشجيع لإنتاج الفوط الصحية المُستدامة وهي أقل خطرًا على البيئة؛ وبالفعل أنتجت مجموعة من السيدات ما يقرب من 100 ألف قطعة من الفوط الصحية المستدامة بمواصفات مُعينة تُلائم السيدات ولا تُتسبب مُشكلات صحية وبتكلفة أقل من الفوط الصحية العادية؛ ولكن الحرب حدت من الانتشار وتعميم الفكرة.
ودقت المسئولة الحكومية من جديد ناقوس الخطر بشأن السيدات المتضررات من ويلات الحرب، لافتة إلى أن 3 ملايين امرأة في السودان مُهددات بمشكلات صحية ونفسية بسبب انعدام توفر الفوط الصحية بسبب الحرب، مشيرة إلى أن النساء هي الفئة الأكثر تضرر من عمليات النزوح والأقل وصولًا للخدمات الصحية والنفسية بسبب القصور في تلبية احتياجاتهن والتوعية الصحية والنفسية والنظافة الشخصية من قبل منظمات المجتمع الدولية والمحلية، مؤكدة على ضرورة حماية الخصوصية والمساحات الآمنة لإيصال الخدمات الأساسية والنفسية وحماية النساء من الاستغلال الجنسي والتحرش.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحرب في السودان السودان حرب السودان اندلاع الحرب وحدة المرأة فی الخرطوم منذ اندلاع فی السودان النساء فی السودان م زمن الحرب إلى أن
إقرأ أيضاً:
الاتحاد النسائي يستعرض نموذج تمكين المرأة الإماراتية بمجالات التكنولوجيا في نيويورك
استعرض الاتحاد النسائي العام، نموذج دولة الإمارات في تمكين المرأة في مجالات التكنولوجيا، خلال جلسة "المرأة والتكنولوجيا قصص ملهمة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية"، التي أقيمت ضمن جدول أعمال الدورة 69 للجنة وضع المرأة في نيويورك ـ الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقام خلال الفترة من 10 - 21 مارس 2025.
وضم الوفد كل من نورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، والمهندسة غالية المناعي، رئيسة الشؤون الإستراتيجية والتنموية في الاتحاد النسائي العام، وفاطمة المحرزي، عضو اللجنة الدائمة لشؤون المرأة بدول مجلس التعاون.
وشهدت الجلسة حضور الريم بنت عبدالله الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وعدد من وزراء الدول وكبار المسؤولين.
وأكدت نورة السويدي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقدم نموذجاً عالمياً في تمكين المرأة في مجالات التكنولوجيا والابتكار، حيث تبنت سياسات وإستراتيجيات تعزز مشاركتها في الاقتصاد المعرفي، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي، والفضاء، والبحث العلمي، وتأتي هذه الجهود ضمن رؤية الإمارات 2071، التي تهدف إلى بناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة والابتكار، مع التركيز على دور المرأة كعنصر رئيسي في التنمية.
وأشارت إلى أن التكنولوجيا تلعب دوراً أساسياً في تمكين المرأة وتعزيز ريادتها في الأعمال، حيث أتاحت لها فرصاً واسعة للمشاركة في الاقتصاد الرقمي، سواء من خلال ريادة الأعمال الرقمية، والبرمجة، والذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، أو التجارة الإلكترونية ، كما أن التحول الرقمي ساهم في إزالة العديد من العقبات التقليدية التي كانت تواجه المرأة في بيئات العمل التقليدية، مما أدى إلى زيادة مشاركتها في القطاعات التكنولوجية.
وأضافت سعادتها أنه لضمان مشاركة المرأة بفعالية في هذا التحول الرقمي، تم اعتماد السياسة الوطنية لتمكين المرأة 2023-2031، التي تستهدف تمكين المرأة المواطنة والمقيمة على حد سواء، من خلال توفير بيئة عمل متوازنة، وفرص تعليمية متقدمة، ودعم ريادة الأعمال في القطاعات المستقبلية، حيث تسعى الدولة إلى أن تكون نموذجاً يحتذى به في تحقيق التوازن بين الجنسين في الاقتصاد الرقمي لبناء مستقبل أكثر استدامة وابتكاراً .
وتم خلال الجلسة استعراض مبادرات استراتيجية، من أبرزها: السياسة الوطنية لتمكين المرأة، التي تركز على دعم المرأة في القطاعات المستقبلية، بما فيها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والبرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي، الذي يعزز مشاركة المرأة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات ، إضافة إلى البرنامج الوطني للمبرمجين، الذي يهدف إلى تأهيل وتدريب 100 ألف مبرمج، بينهم نسبة كبيرة من النساء، ويدعم إطلاق مشاريع ريادية تقنية ، فضلاً عن مبادرة "AI-Forward"، تم تدريب ما يزيد عن 100 امرأة على تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، مما أتاح لهن فرصًا جديدة في هذا المجال الحيوي.
أخبار ذات صلةكما تم استعراض برنامج "سيدتي" للذكاء الاصطناعي، الذي مكّن 500 سيدة من اكتساب مهارات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية ، وبرنامج "تسريع الجاهزية للاستثمار لرائدات الأعمال"، الذي زود النساء بالمهارات اللازمة لقيادة المشاريع التقنية الناشئة وجذب الاستثمارات، والبرنامج التدريبي "أطلق"، الذي عزز قدرات الكوادر الوطنية في التجارة الرقمية والخدمات اللوجستية، وتم تخريج 415 منتسباً.
ولم تقتصر هذه المبادرات على توفير التدريب والتأهيل، بل امتدت إلى تعزيز البيئة التشريعية الداعمة للمرأة، عبر قوانين تضمن المساواة في الأجور، وتُلزم الشركات بتعيين نساء في مجالس إداراتها، مما أدى إلى زيادة مشاركة المرأة في المناصب القيادية خلال السنوات الأخيرة.
وتترجم النجاحات الإماراتية في تمكين المرأة في التكنولوجيا والابتكار إلى أرقام وإنجازات ملموسة، ولعل من ضمنها 70% من خريجي الجامعات في الإمارات هم من النساء، و56% منهن متخصصات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)/ وأكثر من 50% من القوى العاملة في برنامج الفضاء الوطني من النساء، و80% من الفريق العلمي لمسبار الأمل لاستكشاف المريخ.
وتمثل النساء 48% من إجمالي العاملين في وكالة الإمارات للفضاء، وفي مدرسة 42 للبرمجيات في أبوظبي، تشكّل النساء 34% من إجمالي الطلاب، مع ارتفاع نسبة الإماراتيات إلى 56.5% من الطلبة المواطنين، بينما تضم جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي 112 طالبة منتسبة في الدراسات العليا من إجمالي 357 طالبًا، أي حوالي 31% من عدد الطلاب المسجلين.
وعلى صعيد متصل، لا تكتفي دولة الإمارات بتمكين المرأة محلياً، بل تسهم في دعم رائدات الأعمال والمبتكرات عالمياً، من خلال مبادرات مثل مسابقة الشركات الناشئة للمرأة في التكنولوجيا - الشرق الأوسط، تم تنظيمها من قبل منظمة السياحة العالمية واستضافتها دولة الإمارات بهدف دعم رائدات الأعمال في قطاع التكنولوجيا والسياحة بالمنطقة، والمرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً، تم اعتماده بمبادرة إماراتية لتوظيف التكنولوجيا وتعزيز دور المرأة في الاقتصاد على مستوى الدول العربية، إضافة إلى مبادرة "النبض السيبراني الدبلوماسي للمرأة"، إذ تم تدريب العنصر النسائي من ممثلي السلك الدبلوماسي لأكثر من 20 دولة في مجالات الأمن السيبراني، فيما وفرت المدرسة الرقمية، تعليمًا رقميًا لأكثر من 51% من الطالبات في المجتمعات الأكثر هشاشة، مما يدعم وصول الفتيات إلى فرص تعليمية متقدمة.
ويعد تمكين المرأة في التكنولوجيا وريادة الأعمال جزءا من رؤية الإمارات 2071 لبناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.
وتؤكد دولة الإمارات التزامها بمواصلة دعم النساء في القطاعات المستقبلية، وتعزيز حضورهن في التكنولوجيا والابتكار، ليصبحن قائدات في صياغة المستقبل.
المصدر: وام