لازلت أتذكر أول زياراتي إلى دبي بعد توقيع اتفاق السلام بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل أواخر 2020 عندما ذهبت بالتحديد إلى وكالة صرافة في مركز تجاري شهير لصرف 230 دولارًا لشراء هدايا خجولة للعائلة ولفتني طابور من المُترفين الفلسطينيين أمامي وجواري على شُباك الصرّاف  .


وعندما كان الموظف يطلب منهم إثبات الهوية لإتمام الصرف كانوا يخرجون آلاف الدولارات جوازات سفر زرقاء بها كتابة بالعبرية والانجليزية يتوسطها نقش الشمعدان اليهودي السباعي ( مينوراه ) وهو الرمز الرسمي لـ ” دولة إسرائيل ” .

أدركت لحظتها بأنهم سواح فلسطينيين عرب مسلمون مثلنا إلا أنهم تجنسوا بجنسية إسرائيل وهم مواطنيها ولهم نواب في برلمانها تمثلهم كتلة القائمة العربية بزعامة الفلسطيني منصور عبّاس وقد توافد هؤلاء حينها للسياحة والتسوق في دبي بعد تدشين الخط الجوي من تل أبيب ، وهم نفسهم بالمناسبة ( قوم الشتّامين الطعّانين و مقاومي محور تويتر ) عندما وُقع الإتفاق قبلها بشهر .

منصور عباس – النائب الفلسطيني الإسرائيلي في الكنيست

كغيري من أبناء (جيل السبعينيات ) تشبعت بالتعصب الأعمى لقضية فلسطين وشعاراتها حتى عصف الزلزال الكبير بالمنطقة وليبيا إبان الخريف العربي ثم استعرت طفرة الإنترنت والكتب والإعلام الرقمي الذي حول الكوكب لقرية صغيرة تفهم مايجرى من أقصاها إلى أدناها عبر شاشة جوالك ، معلنًا طي حقبة إعلام العلبة المغلقة التي تحصرك بين خيار الحق والباطل أو الخير والشر  .

ولأن فكر الإنسان يتغير مع الوقت وتتسع مداركه مع اتساع تجاربه وهو الطبيعي ، بدأت المواقف تراكم في ذهني صورة أخرى ومشاعر مختلفة تجاه القضية الفلسطينية وليس آخرها موقف الصرافة في دبي ولا جحود الفصائل الفلسطينية تجاه حتى من دفع الروح والمال بل والأرض لأجلهم ولعل ( طعنة حماس لسوريا ) في خريفها الأسود خير مثال  .

وليس أولها قصص صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين الذي كنّا نراه في عصر تلفزيون القناة الواحدة الخصم الأول للعدو وبطل محور المفاوضات الأمين على قضيتنا المركزية وإذ بنا نراه في عصر اليوتيوب كيف كان يحظى بالعلاج في أكثر مشافي إسرائيل حداثة بل حتى أن تل أبيب هرعت لإنقاذ حياته عندما أصابته كورونا ، بينما تعجز دولنا نحن ( أصحاب الشعارات ) عن توفير لقاح شلل الأطفال لأبنائها أو حتى مصل العقارب وفي حالات أخرى حتى عن توفير الكهرباء والماء والعدس .

و قبل الدخول في الموضوع ، وجب التنويه بأن ما ذكرته أعلاه ليس تبريرًا لما سأدونه في تالي الأسطر بل مجرد ” فضفضة ” وربما مصارحة و كسر جليد قد تسهل على القارئ بشكل أوضح فهم ما يجول في خلج الكاتب.

نأتي لصلب موضوعنا وهو الزوبعة الهوجاء التي عصفت ببلادنا بعد إجتماع الهاربة نجلاء المنقوش مع نظيرها الإسرائيلي ” إيلي كوهين ” في روما ولن أطيل في إعادة سرد حدث الشارع و النهاية الانتحارية للمنقوش بل وللدبيبة شخصيًا بعد الاجتماع . 

ولكن يمكنني الجزم بأن غضبة الشارع لم تكن ردًا على مافعلته الوزيرة الهاربة فحسب ، بل انفجارًا لغضب كان يتراكم في صمت داخل الصدور تجاه هذه الحكومة وسقطاتها و ليس بأقلها عارًا ذلك الجرح الغائر الذي خلفته في نفوس الليبيين عندما خطفت المواطن ابوعجيلة مسعود من فراشه في جنح الظلام وسلمته قربانًا مجانيًا للولايات المتحدة مكبلاً في الأصفاد وهو في أراذل العمر  .

خطف أبوعجيلة مسعود – تشبيهية

قبل قشة روما التي قصمت ظهر البعير ، كان الغضب ينخر قلوب الليبيين وهم يشهدون توحش الفساد وتبذير أموالهم وتنامي الطبقية واستفزازات المنقوش و ” صديقاتها  ” لمشاعرهم دون حسبان للحظة قد ينفذ فيها صبر الحليم بينما تصر حكومتهم التي يسمونها زورًا وبهتانًا بمسمى حكومتنا على تصدير ” عينات  ” من أمثال وليد اللافي وعادل جمعة وغيرهم من الهواة إلى هرم الدولة وقرارها ومقدراتها .

ومابين هذا وذاك فشل ذريع في جل الملفات ناهيك عن جولات الاقتتال المليشياوي في عاصمة لا تكاد تهدأ ليزلزلها دوي المدافع والرصاص مجددًا ، حتى لم يبقى لهذه الحكومة من مسمى الوحدة الوطنية سوى وحدة ثلَة من المليشيات المتغولة سيئة الذكر و الصيت حول ” صريرات ” رئيسها وفتاوي شيخه المعزول .

شخصيًا كنت ممن هاجموا سقطة المنقوش ليس متاجرة بهذه القضية كخالد المشري ورهطه الأخونج ( تطبيع تركيا حلال وغيرها حرام )  بل لأن دوافعي كانت تختلف عن كثير من الناس فأنا لا أرى أي وجاهة – في الوقت الحالي على الأقل – لعقد علاقة من أي نوع مع إسرائيل ليقيني بأن هذه الحكومة الفاشلة في إدارة أبسط شؤون مواطنيها ستفشل حتمًا في توظيف هكذا علاقة لصالح البلد ولن تنجح سوى في توظيفها لإطالة أمد بقائها و تجديد صلاحيتها المنتهية حد التعفن .

أما العامل الآخر فهو الخارج والتوقيت ، ولست أرى في هذه الخطوة سوى ” سرفسة سياسية ” مجانية سيقدمها الدبيبة وحكومته لإدارة الحزب الديموقراطي الحاكم في واشنطن وهي التي باتت تترنح مع قرب موعد الانتخابات كترنح بايدن عند كل صعود ونزول من الطائرة الزرقاء .

منذ عقود تعودنا على أن السلام والتطبيع مع إسرائيل وضمان أمنها يقع على رأس الأجندة الانتخابية لمرشحي الانتخابات الأمريكية ، وأجزم مجددًا بأن آخر ما نتمناه كليبيين خصوصًا وعرب عمومًا هو المساهمة في تجديد بايدن وإدارته لولاية ثانية ولو بشطر كلمة !

داخليًا ، نعلم كلنا بأن الدبيبة غير مخول إطلاقًا بإبرام أي اتفاقيات سيادية ، وهذا مبدء لا حياد عنه ولا نكوص ، فما بالك باتفاق ثقيل الوزنلا حق لإبرامه إلا لرئيس منتخب شعبيًا أو رئيس لبلد مستقر ، وليس في بلد يتوفر فيه كل شيء ماعدا الاستقرار و ثقة مواطنيه في حكامهم .

والمؤكد بأن كل الدول العربية والإسلامية التي أقامت مؤخرًا تعاونًا أو اتفاقات سلام مع إسرائيل كانت مستقرة بسلطات موحدة صارحت مواطنيها بما عليه ستُقدم تحت عنوان صفقة ( رابح – رابح ) وشعار ( #الوطن_أولاً ) وقد سئم مزاج مواطنيها حتى النخاع من إغداق مليارات الدولارات على هذه القضية وفصائلها بينما تتقاسم حماس وفتح ورديات النوم في حضن الإسرائيلي ، حتى أصبحت القضية قضيتان وفتتوا بأيديهم ما تبقى من أرض فلسطين لشبر تحكمه فتح في رام الله وآخر لحماس في غزة .

أما القيادات الفلسطينية الوطنية التي يُعول عليها فقد هاجرت في شتات الكوكب بعد أن هجرتها الحاضنة الشعبية المنقسمة مابين  داعم لفتح المُطبع والمتعاون والمنسق الأمني الأول مع إسرائيل و آخر خلف تجار حماس وثالث في الداخل يستظل بظلال بحكومات تل أبيب ، فما الجدوى من استمرار دعم هكذا قضية .. قد يسأل متعقلون ؟!

في ليبيا كان الغليان سيد الموقف أصلاً بين الشباب على هذه الحكومة وغير مهيئ قطعًا لخطوة كبيرة بحجم علاقة مع إسرائيل ، وبدل أن تختار ” حكومتهم المصارحة وتهيئة الرأي العام لما لهذه الخطوة وما عليها ، اختارت ” الكولسة ” سرًا في روما كالقراصنة وقطّاع الطرق .

وبذكر الشباب و أخص المتحمسين لقضايا خارج حدود الوطن ، قد لايفهم هؤلاء بأننا عشنا قبلهم عقودًا من المتاعب بتبنينا شعبيًا و رسميًا إبان النظام السابق ماكان يعرف بـ ” قضايا التحرر ” التي لا يعنينا بعضها من قريب أو بعيد إلا أننا كنا هتّافين ومقتنعين بها تمامًا مثل اقتناعكم ببعضها الآن .

فقد جُبلنا على هتاف  ” يا سادات يا ملعون .. بعد الصلعة درت قرون “  و في المحصل خضنا مع أنور السادات حرب الأيام الأربعة فهُزمنا شر هزيمة لولا تدخل الجزائر للوساطة وكانت النتيجة أن قدمنا للجزائريين شرف لقب ( الحزازة ) الذي يعايروننا به حتى اليوم .

بعدها صفقنا لنورييغا بنما في أقاصي أمريكا اللاتينية وقبلها لعيدي أمين في أدغال أوغندا ، وهتفنا تارة لمجموعة صينية قزمية متمردة تسمى ( فطاني ) جلبوا صبيانها للدراسة معنا في مدارسنا وجامعاتنا دعمًا لتمردهم ضد وطنهم وهتفنا تارة ضد صدام حسين الذي بكيناه لاحقًا بعد أن رجمه المشعوذ الخميني في قلب بغداد بصواريخنا ، وتارة لليمن وآيرلندا و لعساكر تشاد ثم ضدهم و تارات لفلسطين بل وصلت جرأتنا للتحرش بالإتحاد السوفييتي قبل سقوطه ولم ينسى لنا وريثه بوتين الثأر في مجلس الأمن سنة 2011 ، ثم أدركنا فجأة بأننا عبارة عن كيان شعارات لم يبني بلد وكله كان على حساب حياتنا ومستقبلنا ، فتأخرت تنميتنا وعقولنا ومؤسساتنا واستنزفت خزائننا وأصبحنا في ذيل الأمم  .

أما الآن ولأن ( لكل وقت أذان ) كما يقول الأخوة المصريين ، فإن رأيي تجاه أي نوع من العلاقة مع إسرائيل سواء تعاون أمني و إقتصادي أو تطبيع كامل ليس مسألة محل موافقة أو رفض مطلق ، ولا يجب أن تخضع فقط للعاطفة والشعارات البالية وقد امتلكت إسرائيل سلاح الردع ممثلا في مئات الرؤوس النووية القادرة على مسح العواصم العربية دفعة واحدة بضغطة زر ، بل هي مسألة يجب أن يحكمها العقل ومقياس المصالح و المنفعة فقط لا غير !  .

و على سبيل المصلحة ، عبّر فرحات بن قدارة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط قبل فترة عن عدم ممانعته لإنضمام ليبيا لمنتدى غاز شرق المتوسط وهو أحد أهم تكتلات الطاقة الناشئة والواعدة في المنطقة وقوبل حديثه بعاصفة من الرفض لعضوية إسرائيل في المنتدى  .

أسامة مبارز رئيس منتدى غاز المتوسط – تصريح للعربية

و إذ بنا نتفاجأ بأن أسامة مبارز أمين عام نفس المنتدى يكشف عن مفاوضات جارية بين مصر وفلسطين وإسرائيل لتنمية حقل “غزة مارين” للغاز ثم نجد فلسطين تشارك في إجتماع للمنتدى تلى ذلك إتفاق ( لبناني – إسرائيلي ) على ترسيم الحدود البحرية في اعتراف ضمني بـ ” دولة إسرائيل ” بهدف تقاسم مكامن الغاز المشتركة رغم أن لبنان لا يزال في حالة حرب مع إسرائيل كونها تحتل جزءاً من أرضه ومع ذلك ستكون بيروت أحد أعضاء المنتدى قريبًا ، فماذا استفدنا نحن في ليبيا من الصراخ ومقاطعة الانضمام لهذا المنتدى !!

حضور فلسطين لاجتماع شرق منتدى غاز المتوسط بحضور إسرائيل وبقية الدول

و بالتالي إذا كانت العلاقة أو التطبيع فقط لمجرد التطبيع أو غراء لاصق لتثبيت حكومة مهترئة على كرسي السلطة سواء في طرابلس أو تل أبيب أو هدية انتخابية لحزب خرّب إعدادات العالم من وراء المحيط فبئس التطبيع هو و بئس العلاقة تلك.

أما إذا كان لصالح الاقتصاد و الأمن والزراعة والصناعة والنهضة والعلم والصحة والتكنولوجيا حيث الريادة في المنطقة لإسرائيل فمرحبًا به و شعارنا #ليبيا_أولاً و ليعذرنا حينها الأخوة الفلسطينيين فقد مسّنا الضرر والتخلف أكثر مما مسّهم ، و تضل قلوبنا و أبوابنا مفتوحة أمامهم و أيدينا ممدودة لهم متى ما وحدوا صفوفهم ولملموا شتاتهم و تنازل 2 مليون مجنس منهم عن الجنسية الإسرائيلية و امتيازاتها وصحتها و جامعاتها .

فليس من العدل بل من السذاجة التي تحز في نفسي عندما أجد نفسي معذبًا في مطارات وسفارات العالم لا لشيء إلا لأنني أحمل جواز سفر ليبي بينما يُفرش السجاد الأحمر أمامي للفلسطيني الإسرائيلي على أكُف الراحة من ساوباولو و حتى هونغ كونغ و أبقى أنا أندب حظي مرددًا شعارات القضية ! .

محمود المصراتي / كاتب صحفي 

مقالات الرأي لا تعبر بالضرورة على رأي الصحيفة إنما على رأي كاتبها

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: هذه الحکومة مع إسرائیل تل أبیب

إقرأ أيضاً:

فلسطين.. أبعاد فكرية وثقافية

 

 

كمال بن حسن اللواتي

عُقدت قبل عدة أيام جلسة حوارية في النادي الثقافي بعنوان "فلسطين.. أبعاد فكرية وثقافية"؛ حيث جرت استضافة الدكتورة شفيقة وعيل والشاعر أحمد العبري والكاتب علوي المشهور بإدارة الشاعر سالم الرحبي. وأتناول هنا بعض النقاط التي طرحت في الحوار والتعليقات المُختصرة عليها:

1- نقد طبيعة التضامن العربي، وأنَّ ما نقوم به غياباً تاماً للفعل السياسي وحضور لحالة من التضامن فقط التي لا ترتجي تغيير الواقع ولا تسعى بالضغط بشكل أكبر؛ فمثلا موضوع المقاطعة -رغم كونه فعلاً أخلاقيًّا مُهمًّا- أصبح بمثابة نهاية للفعل السياسي وليس بداية له، وهو يُمثل حالة من رفع العتب. وقس على ذلك الوقفات التضامنية التي لا تحمل أية مطالبات موجهة للداخل؛ مثل: استخدام سلاح النفط لتحقيق الضغط على القوى الداعمة لإسرائيل، وهي تشبه الحفلات التأبينية أو البكاء على الأطلال.

أتفق مع هذا الطرح في المبدأ، ولكن في ظل هذا الواقع الضعيف على مستوى الدول، وعدم قدرة الشعوب على الضغط بشكل أكبر، والتحسُّب من الولايات المتحدة، وقبول عدد من الدول العربية لما تقوم به أمريكا؛ فلن يكون هناك فعل سياسي حقيقي للضغط على أمريكا لكي تصرخ كما صرخت عام 1973م أيام حرب أكتوبر وعندما جرى حظر النفط عنها.

وضَعْف العالم العربي ضعف بنيوي، ولا يمكن أمام هذا الواقع أن تتحدى الحكومات القوى العظمى، بل ستتماهى مع مُعظم سياساتها.

2- تحدَّث الحضور عن التطبيع، وأن قطار التطبيع لم يتوقف رغم حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة، والاختلاف ليس في مبدأ التطبيع، وإنما في الأثمان المرجوة للدولة التي تتحاور وليس لفلسطين، وهذا أيضًا صحيح، ومن أسبابه الرئيسية خروج مصر من معادلة الصراع العسكري بعد معاهدة السلام، وبخروجها اختلَّ التوازن العسكري بشكل كبير جدًّا، وشجَّع الأردن على التوقيع على معاهدة وادي عربة التطبيعية، وكذلك انخرط الفلسطينيون في التوقيع على اتفاقيات أوسلو، وبعدها بعقود انخرطت دول أخرى في التطبيع مع العدو الصهيوني.

وهذا الوضع لا يُبشِّر بالخير أبدًا؛ بل هو مُبشِّر للمُطبَّعين. لذلك لا يجب نشر التفاؤل الخدّاع، وإنما ينبغي الحذر والجاهزية للسيناريوهات السيئة المحتملة.

3- تحدث البعض عن احتجاجات الطلبة في الجامعات الغربية ضد حرب الإبادة الجارية في غزة، وغياب طلبة الجامعات العربية وخصوصا جامعة السلطان قابوس؛ باعتبار أن سلطنة عُمان تبذل دورًا نشطًا على المستوى الإعلامي مقارنة بالدول التي لا نرى لها حِرَاكا شعبيًّا أو حكوميًّا؛ وبالتالي يقترحون أنْ تكون جامعة السلطان قابوس منخرطة ومتضامنة مع المسيرات التي تنظمها الجامعات الغربية، وأن تكون هناك قاعة مخصصة تتحول إلى منبر يعتلي منصتها كل من أراد الخطابة أو إبداء وجهة نظر حول طوفان الأقصى أو إلقاء الأشعار وإقامة حوارات حول القضية الفلسطينية ومستقبل طوفان الأقصى وتداعياتها على المنطقة وعلاقتها بحل الدولتين، وكل هذا الحراك سيكون في صالح طلبة الجامعة ورفع مستواهم الفكري والثقافي والسياسي حول القضية الفلسطينية وقضايا الأمة بشكل عام، وهي كلها أجواء صحية تصبُّ في صالح الطلبة، وعلينا ألا نتخوف من هذه الأجواء بحجج مختلفة، وأن تكون أصالة الإباحة مُقدَّمة على أصالة المنع.

4- تطرقت الندوة إلى أهمية فلسطين السياسية، وكيف أنها تاريخيًّا تسببت في سقوط حكومات وقيام أخرى، وأنها تظل قلب العالم القديم؛ فهي تتوسط آسيا وأوروبا وإفريقيا، وكانت تتصارع عليها الحضارات عبر التاريخ قديمًا وحديثًا. ولا يمكن تحقيق أي وحدة أو تقارب عربي أو إسلامي بدون حل هذه القضية الشائكة.

5- كان هناك نقد لمخاطر نشر الخطاب الذي يدّعي اقتراب النصر، وكيف أن الوجه الآخر له ليس سوى تثبيط وانهزام، وهو ما يدفع الآخرين بشكل ما للتخلي عن مسؤوليتهم في دعم القضية الفلسطينية، بدعوى أن النصر قريب وأن إسرائيل ستسقط من الداخل؛ لذا يجب القول إنَّ نبوءة الثمانين عامًا لا ينبغي أن نؤمن بتحققها، لأنها قد تجعل الداعمين لفلسطين ينتظرون بدلًا من أن يتخذوا موقفا ويضحون من أجل فلسطين، وهذا له انعكاساته النفسية السلبية في خلق ثقافة انتظار وانهزام وفُرجة!

مقالات مشابهة

  •  الأردن: اغتيال الأونروا سياسيا مخطط لتصفية القضية الفلسطينية
  • حلقة رومانسية لرامي جمال وزوجته في «معكم منى الشاذلي» الجمعة المقبل
  • وزير الخارجية الأردني: اغتيال الأونروا سياسيا مخطط لتصفية القضية الفلسطينية  
  • الأردن: اغتيال الأونروا سياسيا مخطط لتصفية القضية الفلسطينية
  • تحذيرات إسرائيلية من مآلات الحرب في غزة.. ما دلالاتها وكيف يمكن قراءتها؟
  • تطورات مرتقبة تلفح رياحها بقوة لبنان والمنطقة
  • فلسطين.. أبعاد فكرية وثقافية
  • عمرو موسى: إسرائيل تريد القضاء على الشعب الفلسطيني وتريد من يساعدها بذلك
  • مقرب من طارق صالح يكشف سبب فشل مفاوضات مسقط.. ولماذا رفض الإصلاح المفاوضات؟
  • عمرو موسى: مصر تتبنى القضية الفلسطينية منذ بدايتها.. وأمريكا تستطيع ردع إسرائيل