السودان: النزوح الداخلي يتضاعف منذ بداية النزاع
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
تضاعف عدد النازحين داخلياً تقريباً منذ بداية النزاع في السودان وفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة.
التغيير:جنيف: الخرطوم
هناك ما يقرب من 7.1 مليون شخص نازحين داخل السودان، منهم 3.8 مليون نزحوا حديثًا نتيجة لأعمال العنف التي اندلعت في منتصف أبريل بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية.
ويوجد معظم النازحين داخلياً في ولايات نهر النيل وشرق دارفور وشمال وجنوب دارفور وسنار والنيل الأبيض.
وقد تسبب الصراع في أزمة إنسانية حادة حيث أصبح النقص حادًا للغاية في الغذاء والمياه والأدوية والوقود. وارتفعت أسعار السلع الأساسية بشكل كبير بسبب تعطل طرق التجارة ومحدودية الوصول إليها، مما جعل الذين لم يغادروا المناطق المحاصرة في جميع أنحاء السودان غير قادرين على الحصول عليها.
وقد تم الإبلاغ عن انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي، والتهجير القسري، وقتل المدنيين.
ومنذ اندلاع أعمال العنف، فر أكثر من مليون شخص إلى الاقطار المجاورة، حيث استقبلت تشاد أكبر عدد من الوافدين تليها مصر وجنوب السودان وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا. ويمثل المواطنون السودانيون 67% من بين هؤلاء.
وبلغت الاحتياجات في السودان أعلى مستوياتها على الإطلاق، حيث يحتاج 24.7 مليون شخص – أو نصف سكان البلاد – إلى المساعدات الإنسانية والحماية.
وقال مدير إدارة العمليات والطوارئ في المنظمة الدولية للهجرة فيديريكو سودا، : “ان شعب السودان يستحق السلام. ان أي تصعيد إضافي للعنف من شأنه أن يزيد من تدمير البلاد والمنطقة”.
وبعد زيادة عدد المتضررين والنازحين بسبب الأزمة زيادة مثيرة للقلق أجرت المنظمة الدولية للهجرة مراجعة للاستجابة لأزمة السودان والدول المجاورة فضاعفت متطلبات التمويل إلى 418 مليون دولار أمريكي لتضاعف عدد الأشخاص 1.9 مليون. غير انه تم حتى الآن تمويل 21% فقط.
الوصول للمحتاجين ما يزال أمرًا صعبًا للغاية
ومع أن المنظمة الدولية للهجرة ملتزمة بالبقاء في السودان وتقديم العون لجميع الولايات الثماني عشرة إلا إن الأعمال العدائية المكثفة والقتال والعقبات الأخرى التي تواجهها منظمات الإغاثة لا تزال تجعل الوصول إلى الأشخاص المحتاجين أمرًا صعبًا للغاية في العديد من مناطق البلاد.
تقوم المنظمة الدولية للهجرة في السودان بتزويد المهاجرين والنازحين داخليًا وأفراد المجتمع المضيف، الذين يعيشون في أوضاع هشة، بالمواد الأساسية مثل البطانيات وأدوات المطبخ والرعاية الصحية، بما في ذلك الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي، والنظافة والحماية والمساعدة النقدية. وتم في هذا الاطار استلام 76 حاوية تحتوي على مساعدات إنسانية طارئة ومنقذة للحياة.
وتجتهد المنظمة الدولية للهجرة وشركاؤها للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص المحتاجين. ولديها مركزان لمساعدة المهاجرين في ولايتي كسلا والقضارف، وتساعد المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في السودان في العودة الإنسانية الطوعية إلى بلدهم الأصلي.
ومن خلال تحقيق اللامركزية في نهجها ولجعل استجابتها في المناطق التي يصعب الوصول إليها أكثر مرونة، نجحت المنظمة الدولية للهجرة الآن في قيادة قافلة عبر الحدود من مصر إلى السودان تحتوي على 3,300 اطقم مواد صحية تم تفريغها في وادي حلفا بالولاية الشمالية، وسوف يتم توزيعها على النازحين. كما تستعد المنظمة الدولية للهجرة للمشاركة مع منظمات اخرى لايصال مساعدات إنسانيةعبر الحدود لأول مرة من تشاد إلى غرب دارفور.
وأضاف سودا: “مع استمرار تزايد الاحتياجات، نكرر مناشدتنا للمجتمع الدولي لدعم جهود الإغاثة بشكل عاجل والمساعدة في ضمان تسليم المساعدات المنقذة للحياة قبل فوات الأوان”.
الوسومالسودانالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: السودان المنظمة الدولیة للهجرة فی السودان
إقرأ أيضاً:
قيم في الحياة.. الإصلاح ذات البين.. فضيلة للاستمرار
هي صفة لا تتوفر إلا في الحكماء والعقلاء من أهل القلوب المفعمة بالخير. فيها من المنافع ما لا يعد ولا يحصى، الإصلاح ذات البين، أو إعادة ربط جسور الود ما بين المتخاصمين. فضيلة يلم بها شتات المتعادين، فكيف تكون في إطار ما نصه الشرع والدين؟.
قبل الإجابة عن هذا السؤال، نجيب على سؤال يفرض نفسه، ما هي صفات التي يجب أن تتوفر في المصلح بين الناس؟
أجل سؤال وجيه، فعادة الذي يتلقى النصيحة يتأثر بشخص الناصح قبل ما يقوله هذا الأخير، لهذا وجب أن يتحلى المصلح بالعلم الكافي، ان الخبرة اللازمة في الحياة، والحكمة في اختيار الكلمات، وأسلوبا لينا بينا للإقناع، كما يجب أن يكون عن مقربة أو ذو معرفة بعض الوقائع التي سيتم الصلح حولها، ليقيس ما يلزم فيه القياس.
الناصح أو المصلح يجب أن تكون له السيرة الحسنة، والأخلاق القويمة، لما في ذلك من أثرٍ في قبول الإنسان المصلح والارتياح إلى رأيه، وأن تكون رسالته فيها الإخلاص لله تعالى في مساعيها الدينية والاجتماعية، والوقوف من جميع أطراف النزاع بدرجة متساوية.
طرق الإصلاح ذات البين:1/ اعتماد معايير العدل وتقوى الله بعيداَ عن نزعات الهوى التي تأتي بنتائج عكسية، ولا تحقق رضى كافّة أطراف النزاع.
2/ اعتماد آداب النصح بشكلٍ عام من خلال الأسلوب، واختيار العبارات المناسبة لذلك، مع اعتماد السرّ فيه.
3/ حفظ خصوصيات أطراف النزاع وعدم تجاهلها أو إهمالها.
4/ عدم إفشاء ما يجب إسراره للضرورة التي تقتضي ذلك، ولما في الإفشاء من عرقلةٍ لجهود الإصلاح.
5/ العدل، وذلك بالوقوف بين المتخاصمين، بنفس المسافة، إلى حين إعادة الحقّ لأصحابه، والمصالحة في نهاية الأمر.
6/ الحوار، وتبادل أطراف الحديث بين المتخاصمين أسلوباً للإصلاح لما له من أثرٍ عظيمٍ في تقريب وجهات النظر بين المتخاصمين.