استمرار الاشتباكات بالخرطوم واستئناف الطيران الدولي من بورتسودان
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
أفاد مراسل الجزيرة بوقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع بالسودان في محيط سلاح المدرعات، بمنطقة جبرة جنوبي الخرطوم. كما تتواصل الاشتباكات بين الطرفين في مدن العاصمة الثلاث، وبعض ولايات البلاد.
وأفاد المراسل بأن الجيش قصف بالمدفعية الثقيلة مواقع للدعم السريع في مدينة أم درمان، وهو أمر بات شبه اعتيادي في الخرطوم، فمنذ بدء المعارك بين الجانبين في أبريل/نيسان الماضي لم يتمكن أي طرف من إحراز تقدم يذكر بساحة المعركة.
وفي الأثناء، أعلن الجيش السوداني مساء أمس الاثنين عن تواصله مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشأن تسليم 30 عنصرا من قوات الدعم السريع من القُصر (الأطفال).
وأفاد بيان للجيش مساء أمس أن تسليم القُصر سيتم في أم درمان فور تلقي رد المنظمة الدولية.
وأشار البيان إلى أنه سيتم أيضا تسليم مجموعة أخرى تتكون من 200 "متمرد" عند اكتمال الترتيبات اللازمة مع ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وفي سياق متصل، ذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن ما يقرب من 1.7 مليون شخص نزحوا داخليا في السودان، أكثر من نصفهم نزحوا حديثا، إضافة لفرار نحو مليون شخص لدول الجوار.
وتعتبر تشاد من أبرز الجيران الذين استقبلوا أعداداً كبيرة من النازحين السودانيين، إذ بلغ عدد الفارّين إليها أكثر من 400 ألف شخص، تليها مصر (287 ألفا) ودولة جنوب السودان (248 ألفا).
وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الأممية قد أعلنت أمس أنها تتوقع الآن نزوح 1.8 مليون شخص من السودان بحلول نهاية العام، وناشدت توفير مليار دولار لمساعدتهم.
رحلات طيرانفي هذه الأثناء، هبطت صباح اليوم بمطار بورتسودان الدولي، شمال شرقي البلاد، أول رحلة طيران دولية منذ بداية اندلاع القتال في السودان.
فقد وصلت طائرة تابعة لشركة مصر للطيران إلى مطار بورتسودان قادمة من القاهرة، وعلى متنها أكثر من 100 راكب. وغادرت مرة أخرى عائدة للقاهرة وعلى متنها نحو 115 راكبا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أكثر من 50 قتيلاً في قصف لقوات الدعم السريع على سوق بضواحي الخرطوم
لقي أكثر من 50 شخصًا مصرعهم، السبت، جراء قصف استهدف سوقًا في أم درمان، إحدى ضواحي العاصمة السودانية الخرطوم، في هجوم نسب إلى قوات الدعم السريع، وفق ما أفاد به مصدر طبي لوكالة فرانس برس.
وأوضح المصدر في مستشفى النو، طالبًا عدم الكشف عن هويته، أن عدد الجرحى في تزايد مستمر مع استمرار وصول المصابين إلى المستشفى، مشيرًا إلى أن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 54 قتيلًا، بعدما كانت 40 في وقت سابق.
وفي تطور آخر، لقي مدنيان مصرعهما في جنوب العاصمة جراء ضربة جوية استهدفت محورًا خاضعًا لسيطرة قوات الدعم السريع، بحسب ما أفادت به شبكة متطوعين.
ومنذ اندلاع النزاع في السودان في أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”, يواجه الطرفان اتهامات بارتكاب جرائم حرب، تشمل استهداف المدنيين، القصف العشوائي، عرقلة المساعدات الإنسانية، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
وأدى هذا النزاع إلى كارثة إنسانية مدمرة، حيث قُتل عشرات الآلاف، فيما اضطر أكثر من 12 مليون شخص للنزوح، وسط تفاقم أزمة الغذاء التي تهدد الملايين بالمجاعة.
أحد الناجين من القصف في أم درمان روى تفاصيل الهجوم لـ فرانس برس، قائلًا: “القذائف سقطت وسط سوق الخضار في صابرين، ما يفسر العدد الكبير من الضحايا”.
من جانبه، أكد أحد المتطوعين في مستشفى النو الحاجة الماسة إلى أكفان، متبرعين بالدم، ونقالات لنقل الجرحى، في ظل الضغوط الهائلة التي يواجهها المستشفى، الذي يُعد من آخر المرافق الطبية العاملة في المنطقة، رغم تعرضه لهجمات متكررة.
في تطور ميداني لافت، نجح الجيش السوداني الأسبوع الماضي في كسر الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على مقر قيادته العامة في الخرطوم، كما استعاد السيطرة على مقر سلاح الإشارة ومصفاة الجيلي النفطية شمال العاصمة.
وفي المقابل، توعد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، بطرد الجيش من الخرطوم، مقراً – ولأول مرة – بالانتكاسات التي تعرضت لها قواته مؤخرًا، مؤكدًا في خطاب متلفز أن الجيش “لن يتمكن من الاحتفاظ بهذه المواقع طويلًا”.
وتحولت العاصمة السودانية إلى ساحة معركة مفتوحة منذ اندلاع النزاع، حيث تعرضت أحياء سكنية بأكملها للتدمير، بينما فرّ 3.6 ملايين شخص من المدينة، وفق إحصاءات الأمم المتحدة.
وتشير التقارير إلى أن 26 ألف شخص قتلوا في ولاية الخرطوم وحدها بين أبريل 2023 ويونيو 2024، بحسب دراسة أجرتها كلية لندن للصحة والطب الاستوائي.
وفي ظل الحصار المستمر والمعارك المتواصلة، يعيش ما لا يقل عن 106 آلاف شخص في العاصمة تحت وطأة المجاعة، بينما يواجه 3.2 ملايين آخرين الجوع عند مستويات حرجة، وفقًا لنظام تصنيف تدعمه وكالات الأمم المتحدة.
وخارج الخرطوم، أعلنت المجاعة رسميًا في خمس مناطق، معظمها في إقليم دارفور، وسط تحذيرات من اتساع نطاق الأزمة ليشمل خمس مناطق إضافية بحلول مايو المقبل.
في تحرك دولي ضد تصاعد الانتهاكات، فرضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن عقوبات على عبد الفتاح البرهان، متهمة الجيش السوداني بشن هجمات على مدارس وأسواق ومستشفيات، واستخدام سلاح التجويع ضد المدنيين.
وسبق ذلك، فرض واشنطن عقوبات على محمد حمدان دقلو، متهمة قواته بارتكاب “إبادة جماعية” وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، لا سيما في دارفور، حيث تحظى قوات الدعم السريع بنفوذ واسع.